يعسكر الشعب التونسي البطل منذ شهرين في الشارع في ثورة شعبية أذهلت العالم بتهاوي عرش إحدى أكبر الدكتاتوريات في العالم أمام إصرار شارع جريح أنهى زمن التردّد و الحسابات.

شهران توقفت فيهما الحياة في بلد عربي أبيّ يعسكر شعبه في الشمس، في ما يشبه الكارثة الطبيعية من دون أن نرى أيّ بلد عربي يتبرّع له بشحنة طحين؟

لا حدود لهذا الخزي العربي المهين.. لا حدود لهذا الجبن العربي الأصيل.. لا حدود لهذه الشماتة العربية المخجلة.

لا شك أن للنظام العربي الرسمي المتعفّن أسبابه الوجيهة في معاقبة الثورة التونسية الخالدة رغم أنوفهم.. الواعدة بانتهاء زمن الطغاة رغم جبنهم.. المعرية لفضائح كل الأنظمة العربية الخائنة رغم شماتتهم..

سيعرف الشعب التونسي كيف يحمي ثورته.. سيعرف كيف ينهي مهمته.. كيف يتجاوز محنته، لكن (وأيّ لكن) ألا تخجل الطلائع العربية من الخليج إلى المحيط من تفرّجها على هذا الشعب الشقيق الملتحف السماء من دون أيّ مبادرة تعبّر من خلالها عن أدنى حدود التضامن و المؤازرة؟

أين المعارضات العربية، إذا لم تكن كذبة أخرى؟

أين أحرار العرب إذا لم يكونوا وهما آخر؟

أين الطلائع و المآذن والمنظمات (غير الحكومية)، إذا لم تكن كلها شعارات كانت كلها تحتاج ثورة تونس لكشف زيف أباطيلها؟

حاشى أن يستجدي الشعب التونسي البطل عطف أمة بين اللاهث واللاهي، لكن (أيضا و أيضا) أيّ عار أن نتفرّج بهذه المشاعر الباردة، المبلدة على محنة إخواننا الأشاوس من دون تحريك أيّ ساكن؟

إننا ندعو الشعب الموريتاني أحزابا و منظمات وفاعلين إلى كسر هذا الحصار المفروض على الشعب التونسي الشقيق من قبل الأنظمة العربية الشامتة بإطلاق مبادرات جادة لجمع التبرعات وتجهيز قافلة تبحر على أعين العالم إكراما للثورة التونسية المجيدة والشعب التونسي البطل.

سيدي علي بلعمش
23 يناير 2011

التعليقات مغلقة.

Exit mobile version