بين مشاغل حياتية وتقلبات روحية واعتلالات صحية ابتعدنا عن الكتابة وابداء الراي في امور الواقع والاحداث العربية وخاصة الجزائرية. لكن خلال فترة نقاهتنا الاخيرة تتبعنا بعضا من الاحداث العربية. وفي اثناء انتقالنا بين الواقع والمواقع سمحت لنا الحياة بمتابعة صفحة الكاتبة الجزائرية احلام مستغانمي فوجدنا نظرة الخير وايجابيات حياة والنور الذي ينشده الجميع بعد الانفاق المظلمة.
السيدة الفاضلة احلام مستغانمي تنقل لنا ببعض الكلمات لحظة سعادة بريئة من اطفال غزة، او فرحة اطفال تونس بمدفع الاذان او احتفالات مسلمي اديسا بابا بالعيد.
تجعلنا نحظر الصلاة بمسجد محمد الخامس، وابتهالات رمضان بالشوارع المصرية او العمانية.
تنقل لنا اجواء ختان اطفال قسنطينة بمنتصف رمضان وتجعلنا نتذوق طعم الانسانية بإفطار جماعي ببلجيكا.
في المقابل رأينا قنوات العار تنشر الرذيلة بمسلسلات رمضانية رخيصة وبحصص تلفزيونية تستضيف اشخاص يزرعون السموم والتفاهة في حياة الناس وخاصة الجيل القادم من اطفال ومراهقين.
كما فتحت الساحة الاعلامية السياسية لأشباه المحللين والخبراء فزرعوا الفتنة بين الاخوة الاشقاء فلم يعد للعقلاء باب لإصلاح الخلاف العربي العربي ولا منبر نزيه لتخفيف الخلافات.
فكجزائريين نرى ان المغرب امتداد وقوة لإسلامنا وعروبتنا وامازيغيتنا وليس عدوا نتسلح لنحاربه، كما نرى ان الامارات العربية هي روح ثانية من ارواحنا ويد اخرى ندافع عنها وتبنينا وليس كما يحاول جنرالاتنا التسويق بانها عدو الازدهار والتطور الجزائري الذي لا نراه واضحا في ظل حكم العسكر.
المنابر الاعلامية هي السلطة الرابعة اي هي اساس من اساسيات الحكم الراشد.
لذا يجب ان تفتح لأهل العلم والعقل والاختصاص.
ان تكون بابا من ابواب الاصلاح، مفتاحا من مفاتيح الخير.
تذكرنا مصطفى محمود وحصة العلم والايمان وتذكرنا شيخنا محمد المكركب وتفقيهه لنا بأمور الدين.
تذكرنا ليالي الحلمية ورأفت الهجان وخالتي قماشة والكواسر وغيرهم.
حتى فكاهتنا كانت باحترام مع ثلاثي بلاحدود واعصاب واوتار.
طفولتنا كانت بين صراعات بسام وماجد ومغامرات غريندايزل.
مراهقتنا كانت بكلمات كاظم واوجاع جورج وبهجت مصطفى وحميد وعمرو دياب.
حتى في عز خلافاتنا العربية العربية كانت الحدود مفتوحة والقلوب متألفة والارواح واحدة.
فلسطين كانت دائما قضيتنا جميعا، لم نكره مصر رغم اتفاقيات السلام، وبقيت البتراء رمزا لنا ولنشامتنا، واليمن بقسميه كان حرا سالما ولبنان وتونس رمزا للعصرنة.
لم نكره العراق رغم غزوه للكويت وعشقنا الكويت لأنها لم تبخل بإعانة العروبة والاسلام.
الكثير الكثير من الذكريات والكثير الكثير من الآمال تختلجنا.
سيدتنا الفاضلة احلام مستغانمي شكرا لنظرتك الحياتية الايجابية وشكرا لورود تزرعينها في طريق الظلام وشكرا لنورك الذي يبعد عنا ولو للحظة الخفافيش ومصاصي الدماء.
سيدتنا الفاضلة سنحاول ان نسير على نهجك بان نرى وجه الخير من الحياة وننشره.
الدكتور بومقورة زين الدين

تعليق واحد

  1. Bachir Abderrahmane بتاريخ

    نعم ، مشاغل الحياة و التقلبات الروحية و الاعتلالات الصحية من السنن الكونية ، عامل مشترك بين أبناء البشرية ، أينما كانت ، متى كانت و كيفما كانت ، نحن جميعا أمامها سواء! – أما الظلمات فهي صنيعة إنسانية ، السبب يكمن في اختيار الإنسان ، نحن من نختار ، مجتمع يصعب في ظله تحديد موقف ، هو مجتمع مريض ، اختار الإنسان فيه أن يكون طفيليا ، يتطفل جل الوقت ، فلا يرى سوى الظلام ، إما متهم – بكسر الهاء ، و إما متهما – بفتحها! و المتهم أو المتهم من الصعب أن ينظر نظرة الخير أو يدرك إيجابيات نور الحياة! الله اختار لنا فسمانا المسلمين ، و كثير منا اختار السير داخل أنفاق الحسد و البغض ، و كل ذلك بما كسبت النفس و وساوس الشيطان . بوركت زين الدين شفاك و شفانا الله .

أرسل رداً

Exit mobile version