* كفانا تصفيقا يا عرب !
من يطلب التصفيق اليوم، ولمن نصفق، وما المغزى من التصفيق؟
سؤال واحد مركب ومتشعب ومتداخل مثلما تداخل الخبيث بالطيب، ها هم الأعراب باتوا يسخرون من كل العرب ويحاولون الإساءة حتى إلى جاهليتنا التي لا يستطيع مستشار الأمن القومي الأمريكي اليوم، وهو شاب جامعي مدني متعلم، أن يضاهيها في إنسانيتها وكرمها ومروءتها قيد أنملة! أما الأعراب فقد لحق بهم المسخ إلى درجات خطيرة من البهيمية، وإلا كيف نفسر سلوكهم الغريب والعجيب، يقدمون ملايير الدولارات لأمريكا وإسرائيل، وفي الوقت ذاته يقدمون بعض السلع التي استوردوها من الكيان الصهيوني إلى سكان غزة! أهو العطف أم هو المكر والخذلان؟ ببساطة هو تداخل من جنس تداخل السؤال الذي يجب أن نبحث له عن إجابة!
والإجابة من جنس العمل، إذ يمكن التخمين بخصوص ذلك.
يمكننا الوقوف على الحيثيات مستقبلا.

* الهجوم الإيراني على إسرائيل :
انطلاقا مما حدث مساء يوم السبت 04 شوال 1425 الموافق ل 2024/04/13، حيث شنت إيران هجوما على إسرائيل (الأراضي الفلسطينية المحتلة)، كان الهجوم منضبطا.
– فحوى الهجوم المنضبط :
1- إشعار دول الجوار الإيراني قبل 72 ساعة.
2- إعطاء الوقت الكافي للقوات الأمريكية وحلفائها، بريطانيا وفرنسا على وجه الخصوص، قصد تحضير نفسها لاعتراض صواريخ إيران ومسيراتها.
3- تحديد منطقة النقب هدفا لهذا الهجوم.
4- الكشف عن مسار المسيرات والصواريخ بعد عبورها الأجواء العراقية، ولاحقا الأجواء الأردنية.
مثل هذه العوامل جعلت الهجوم الإيراني قليل الأثر وفي متناول دفاعات إسرائيل وحلفائها.

– طبيعة الهجوم الإيراني :
الدافع الرئيسي وراء الهجوم الإيراني في هذا التوقيت بالذات هو الموقف الروسي الذي كان مشجعا، سبق ذلك اتصالات ومشاورات بين الطرفين، دليلنا في ذلك تصريح الرئيس الإيراني حيث قال: العملية تمت باستهداف مراكز عسكرية بالتنسيق بين الميدان والدبلوماسية، وكذا مداخلة المندوب الروسي على مستوى مجلس الأمن في 2024/04/14، وبعده مداخلة المندوب الصيني.
هل كان الهجوم ضروريا؟
أبدا، كان يمكن تفاديه، اللعب على العامل الزمني، وبالتالي، وفق رؤية كلية متوازنة، يعتبر الهجوم خطأ استراتيجيا.
في الظاهر يبدو الهجوم مفيدا لإيران ورادعا لإسرائيل، غير أنه من الوجهة الاستراتيجية يعتبر مفيدا لإسرائيل من جانبين:
أولا: صرف النظر، داخليا وخارجيا، عن حجم ووطأة الهزيمة أمام المقاومة داخل غزة.
ثانيا: تحويل مسار طبيعة المواجهة باتجاه إيران وإيجاد متنفس للجيش الإسرائيلي ولنتنياهو على وجه الخصوص.
المتتبع لأجواء اجتماع مجلس الحرب الإسرائيلي في 2024/04/14 يلاحظ ابتهاج كل من نتنياهو، غالانت، غانتس.

*طبيعة الرد الإسرائيلي :
– فحوى اجتماع مجلس الحرب :
– تمت مناقشة الهجوم الإيراني، يلاحظ ابتهاج الحضور ، تقييم الخسائر، تقييم مشاركة الحلفاء، تصور الرد الإيراني في حالة قيام إسرائيل بالرد
. – إجماع الحاضرين على وجوب معاقبة إيران.
– الاتفاق على عدم إمكانية تحييد إيران تحييدا مبطنا عبر الوكلاء، وبالتالي تقديم وجوب تحييدها تحييدا مباشرا ، على شاكلة تحييد اليابان في 1945.
– هيروشيما و ناغازاكي – أنموذجا.
– توقيت الضربة يتم ضبطه مع واشنطن.
– توجيه ضربة نوعية، خاطفة وموجعة إلى مواقع محددة داخل إيران للنيل من قدراتها الصاروخية و النووية إن وجدت.
– فرض حصار عسكري على إيران من دول التحالف بقيادة أمريكية.

* تهيئة الأجواء :
– الدفع بشحن الأجواء إقليميا، اعتمادا على تفعيل عوامل الفتنة بين الشيعة والسنة، وهو ما نستشفه من مداخلة مندوب إسرائيل أمام مجلس الأمن في 2024/04/14 .
– بالدفع بإشعال الوضع داخل كل من سوريا، اليمن، لبنان والعراق.

*الخلاصة :
يمكن القول أن إسرائيل وحلفائها اتفقوا على وجوب تحييد إيران تحييدا مباشرا، وهذا الموقف يمكن أن يؤثر سلبا على المفاوضات بخصوص وقف الحرب على غزة، وعلى هذا الأساس وجب التأكيد على:
– استعداد إيران لتفادي آثار التهديد القادم (التحييد المباشر).
– عدم التعويل على روسيا.
– وجوب اجتهاد القيادة الإيرانية في إيجاد البدائل من دون انتظار.

أرسل رداً

Exit mobile version