لم يعد هناك شك من أهمية الدور المنتظر من القاهرة، لا السعودية ولا الإمارات ولا حتى قطر تسطيع! هل ستقدم المال أو السلاح؟ بكل تأكيد لا، هل ستقدم قوات عسكرية؟ بطبيعة الحال لا! ولماذا القاهرة، يا ترى؟
الفكر اليهودي نجح نجاحا باهرا في تحييد مصر، المقصود هو التحييد المبطن، وعلى إثر ذلك تم تحييد جيشها، وحتى شعبها، ومصر اليوم بسبب هذا التحييد المحسوب غير قادرة حتى على الدفاع عن حدودها!
وفوق ذلك فقد باتت القاهرة مكتبا متقدما للإدارة الأمريكية، الوكيل الرئيسي للفكر اليهودي، بل هي الٱن مكتب عمليات بالمنظور الاستراتيجي الصهيوني!
من هو بيرنز؟
ويليام جوزيف بيرنز William J Burns ، ولد في 1956/04/11 في فورت براغ بولاية كارولاينا الشمالية .
– حاصل على بكالوريوس ٱداب في التاريخ وماجستير ودكتوراه في الفلسفة والعلاقات الدولية – جامعة أكسفورد.
– مدير الاستخبارات المركزية الأمريكية حاليا .
_ عضو في الأكاديمية الأمريكية للفنون والعلوم .
– رئيس مؤسسة كارينجي للسلام الدولي.
– شغل منصب سفير الولايات المتحدة الأمريكية في الأردن من 1998 إلى 2001 .
– سفير الولايات المتحدة الأمريكية لدى الاتحاد الروسي من 2005 إلى 2008 .
– وكيل وزارة الخارجية الأمريكية للشؤون السياسية من 2008 إلى 2011 .
– تقاعد في 2014 بعد 33 سنة من العمل الدبلوماسي
– رشحه الرئيس بايدن في 2021/01/11 لرئاسة وكالة المخابرات المركزية.
– درس كباحث في منحة مارشال !
*طبيعة منحة مارشال :
هي منحة للدراسات العليا للشباب الأمريكي المتميز فكريا ولقادة المستقبل في بلادهم .
– الجهة التي تقف وراء هذه المنحة ؟
برلمان المملكة المتحدة، أنشأها في 1953 واعتبرها هدية للولايات المتحدة الأمريكية، تقديرا لسخاء وزير الخارجية الأمريكي ” جورج مارشال” بسبب خطته عقب الحرب العالمية الثانية .
على سبيل المثال، وليس على سبيل الحصر، نجد من بين الخريجين، تبعا لهذه المنحة، قضاة بالمحكمة العليا الأمريكية، أعضاء بالكونغرس، ومجلس الوزراء الرئاسي.
مديرون تنفيذيون لشركات مثل : Linkedl , Doby Labs
عمداء كليات حقوق، مثل: كلية ييل، كلية ستانفورد للقانون، كلية هارفارد، كلية ديوك، كلية ويلسلي ،…
منهم من نال:
– جائزة نوبل، جائزة بوليتزر، جوائز جون بيتز كلارك، جائزة ماك ٱرثر جينيس جرانت.
منهم من ترأس المكتب الوطني للبحوث الاقتصادية
منهم محررون لمجلة تايم، وسي إن إن، محررو أخبار لصحيفة نيويورك تايمز، …
هذه الفئة من الشباب الأمريكي المتميز، وجهوا تحت طائلة منحة مارشال لينالوا تكوينا وتدريبا نوعيا وخاصا في المملكة المتحدة، وليقوموا بمهام نوعية وخاصة!
نعود إلى رسالة “بيرنز” :
نقتصر على صحيفة نيويورك تايمز، حيث قالت:
زيارة وشيكة لمدير وكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية – سي ٱي إيه- إلى القاهرة للمشاركة في محادثات حول الإفراج عن الأسرى والمحتجزين في قطاع غزة.
بعدها نقلت الصحيفة:
من المتوقع أن يسافر بيرنز إلى القاهرة غدا السبت لإجراء مزيد من المحادثات بشأن إطلاق سراح المحتجزين في غزة.
وجاء في ذات الصحيفة:
إن المسؤولين الأمريكيين يعتقدون أن التفاوض على وقف القتال وتبادل الرهائن هما السبيل الوحيد لوقف مؤقت لإطلاق النار وزيادة تدفق المساعدات الإنسانية إلى غزة.
مهمة الصحيفة توجيه الرأي العام وفقط، والتوجيه يفيد أن أمريكا تريد فقط السلام والأمن، وتساعد الأطراف على ذلك، وهي تقف على نفس المسافة من الجميع، ولا ناقة لها ولا جمل فيما يجري هناك!
والحقيقة أن أمريكا تلعب دور الوكيل لتهيئة الأجواء لإخراج الكيان الصهيوني من الأزمة التي باتت معقدة للغاية.
ويليام جوزيف بيرنز، هو فعلا في القاهرة، وهو من يأمر وينهى، بل هو من يقرر، فهو على رأس مكتب إدارة الأزمة.
ومن ضمن برنامجه:
– استقبال كل طرف على حدى : المصريون، القطريون، ممثل السلطة الفلسطينية، الشاباك، الموساد،
– يقتصر اللقاء إعطاء توجيهات وسماع مدى استعداد كل طرف، والتوجيهات تتصل بمحتوى تحييد المقاومة في غزة ومساعدة إسرائيل لالتقاط واسترجاع أنفاسها، ويكون ذلك بوقف القتال، ومن خلال ذلك استدراج حماس كي تبقى في المتناول سياسيا، وجذبها بما يكفي للقاهرة، هذه أول خطوة، ثم انتظار التعليمات والتوجيهات التي يجب أن يلتزم بها الوكلاء، كل حسب درجته والمهمة المسندة إليه .
– اللقاءات الثنائية بين بيرنز وكل طرف على حدى، يؤكد بيرنز على دور هذا الطرف ويأخذ منه تعهدا.
أما اللقاء الخاص الذي يحضره المصريون والإسرائيليون فهو لقاء استخباراتي بحت، تعطى خلاله توجيهات خاصة.
واللقاء العام الذي يحضره المصريون، القطريون، والإسرائيليون فهو سياسي وإداري من منطلقات أمنية.
– اللقاء مع حماس يتكفل به المصريون والقطريون للضغط والاستماع.
هذا هو مضمون رسالة بيرنز بخصوص الأزمة انطلاقا من مكتب القاهرة الذي سيبقى مفتوحا لإدارة الأزمة، ويجب أن يكون ذلك تحت طائلة التحييد المبطن عبر الوكلاء.
– بيرنس يمكن أن يجتمع بالسعوديين والإماراتيين، سواء بالقاهرة أو يرحل بعد القاهرة إلى الرياض، من أجل بحث مهمة كل طرف، خصوصا ما تعلق بتحييد الدول العربية ولعب دور متقدم بخصوص إمكانية ردع إيران، وهو الذي تبحث عنه إسرائيل من أجل صرف النظر عن هزيمتها الاستراتيجية الموجعة.
*الجزء الأهم من الرسالة :
بعد التأكد من عدم إمكانية تحييد حماس تحييدا مباشرا (القضاء عليها وفق خطة نتنياهو) انتهى الأمر إلى وجوب البحث عن أفضل مخرج تحت طائلة اتفاق هدنة ظاهره استعادة المحتجزين الاسرائيليين وباطنه، وهو الجانب الملح، إخراج الجيش الاسرائيلي من مأزقه داخل غزة، هذا من جهة، ومن جهة ثانية وجب أن نزيل اللثام عن المهمة الأخطر التي تأتي بعد إعلان الهدنة مباشرة، والتي تم بحث تفاصيلها في واشنطن بحضور الوفد الاسرائيلي الخاص، وهي مهمة التحييد المبطن عبر الوكلاء!
المهمة انطلاقا من مكتب القاهرة تقضي بتنفيذ مشروع ضرب المقاومة من الداخل، بحيث يتم الٱتي وفق الخطة المرسومة في واشنطن:
– تسليح المعارضة السورية المتواجدة بالأراضي السورية التي لا يسيطر عليها النظام، سواء القريبة من الحدود التركية، أو تلك المتواجدة قرب حدود العراق أو حتى داخله.
– تجميع و تنشيط مجموعات مسلحة تحت عنوان داعش والتي تسيطر وتحكم في مسارها الاستخبارات داخل سوريا والعراق.
– الدفع بهذه القوات للقيام بعمليات نوعية ضد مواقع قوات النظام السوري وكذا مواقع تواجد حزب الله اللبناني.
– الدفع للقيام بعمليات تفجيرية داخل العراق، خصوصا بغداد والموصل و محيط البشرة.
– تفجير الوضع من جديد داخل اليمن بين الحوثيين من جهة والموالين للإمارات والسعودية.
– تفعيل الصراع داخل السودان عن طريق ضخ المال والسلاح لقوات الدعم السريع.
– التحضير لضربات موجعة ضد مواقع حيوية إيرانية.
– مراقبة الوضع من مكتب القاهرة و كذا مكتب الرياض و التعامل مع المستجدات في وقتها.
– محاولة ظهور الولايات المتحدة الأمريكية بمظهر الساعي لتحيق السلام و الأمن الدولي.
– التركيز على عمليات نوعية ضد قيادات حماس موازاة مع تنشيط دور عناصر أمن السلطة الذين يتقاضون أجورهم من إسرائيل تحت طائلة تفعيل دور سلطة عباس.
هذا جانب مما تم الاتفاق عليه في واشنطن تحت إشراف وتوجيه الفكر اليهودي كبديل عن سياسة نتنياهو التي عبر عنها الرئيس بايدن بالسياسة الخاطئة، كل ذلك يصب في مسار سياسة التحييد المبطن عبر الوكلاء.
*المطلوب من حماس :
– التوجيه بالمحافظة على الأجواء التنسيقية مع محور المقاومة، فلسطين، لبنان، اليمن.
– الحذر كل الحذر من الدور الاستخباراتي الأمريكي – المصري – الإسرائيلي.
– الحرص على عدم الدخول في سياسة التسويات الداخلية، إذ يمكن استدراج المقاومة إلى انتخابات، من أي نوع، تحت عنوان توحيد الصف الفلسطيني.
– توجيه الاهتمام إلى عملية الإعمار
– تفادي ظاهرة السب والدخول في معارك كلامية لا تسمن ولا تغني من جوع.
– لا تنسوا الضفة واجعلوها من أولوياتكم إلى جانب لقطاع.
– الدور الذي قامت به قناة الجزيرة ، يجب أن يثمن و يؤخذ في الاعتبار.
*المطلوب من إيران :
– عدم الاستجابة، تحت طائلة ردود الأفعال للاستفزازت الاسرائيلية.
– التنسيق مع بغداد للتضييق على الخلايا المسلحة النائمة.
– الاستفادة من الصراع الروسي الغربي و كذا الصيني الأمريكي.

* المطلوب من تركيا :
– مراقبة الوضع على حدودها وعدم الانجرار أمام استفزازات حزب العمال الكردستاني.
– التقرب من أعيان المعارضة السورية و نشطائها داخل سوريا وخارجها من أجل التوعية والتحذير من المخطط البغيض.
– التنسيق مع بغداد وطهران ولبنان ودمشق وقطر من أجل تفويت الفرصة.
وزيادة على ذلك وجب تفعيل دور الإعلام (قناة الجزيرة) أنموذجا لتوعية الرأي العام بخيوط بيت العنكبوت الصهيو-أمريكي.
إن بيرنز وفريقه في حالة طوارئ، وبريطانيا وألمانيا وفرنسا على استعداد لتقديم الدعم المطلوب.

أرسل رداً

Exit mobile version