الحرية هي قدرة الفرد دون إجباره، أو مساومته بشرط أو ضغط خارجي، على اتخاذ قرار، أو تحديد خيار من جملة خيارات مُتاحة.

فالإنسان له الحرية الكاملة في الاختيار دون إكراه،  فهو حر في اختيار عقيدته او دينه او إيمانه ولكنه  يصبح الإنسان مسؤولا عن خياره ، فالإنسان إذا اعتنق الإسلام فقد وقع بينه و بين هذا الدين عقدا لا يحل له فسخه  ويصبح ملزما بالعمل به.

فيعتقد الكثير من الناس عامة ومن المسلمين خاصة، أن قضية تحرير فلسطين قضية عسكرية  تستوجب إعداد القوة والسلاح لتحرير الوطن، هذا مما لا شك فيه وحق لا يمكن إنكاره، لكنه لا يكفي وحده .

 فليعلم المسلمون أن الصهاينة عندما دخلوا فلسطين عام 1948 لم يكونوا أقوى من المسلمين آنذاك، ولكنهم دخلوا بحماية ومساعدة  انجلترا و حلفائها .

  اما اليوم، ما تنفقه الدول العربية على التسليح يفوق بكثير ما تنفقه سلطات الكيان الصهيوني على شراء الأسلحة. فهل هذا الأمر يخيف الصهاينة ام لا ؟ طبعا لا، لأنها اليوم تنفق سلطات الكيان الصهيوني على  ما لا يفكر فيه العرب، انها تنفق على  فكرة، نعم تنفق على فكرة أكثر مما تنفقه على شراء الأسلحة مئات المرات قل ألاف المرات إن شئت.

   يحاول الكيان  الصهيوني بذل كل مجهوداته لترسيخ فكرة الوطن اليهودي في شتى أنحاء العالم وبكل الوسائل ومن بين هذه الوسائل التطبيع مع البلدان العربية، ولقد نجح الكيان الصهيوني في كسب ثقة العالم بالفكرة وإقناعه ما لم يستطع ان يفعله بالسلاح .

     فمن واجبنا اليوم وخاصة إخواننا في فلسطين ان نعمل جميعنا وفي جميع انحاء العالم لترسيخ فكرة الوطن فلسطين وعاصمته القدس وبذلك نكون قد خطونا خطوة مهمة في طريقنا لتحرير فلسطين وأهم من هذا يجب على إخواننا في فلسطين دعوة اليهود في فلسطين المحتلة للإسلام، بذلك تكون أقمت عليه الحجة  وهي أولى خطوات النصر وسنة نبينا صلى الله عليه و سلم .

 ” أَلا إِنَّ نَصْرَ اللّهِ قَرِيبٌ “

أوشن محمد العربي 

كاتب الجزائر

4 تعليقات

  1. سياق هذه المقاربة بالغ الأهمية ، يقتضي أن نسلك فيه و من خلاله مسارا واضحا غير قابل للتأويل، و إلا كانت النتائج بخلاف المقدمات .
    من دون ريب ، السيد محمد عبد القادر ، واضح أنه مهتم بسؤال نصر الله ، و هذا يتماشى و يتطلب التناغم كثيرا مع مقتضيات و أبعاد قوله سبحانه و تعالى : ” يا أيها الذين آمنوا إن تنصروا الله ينصركم و يثبت أقدامكم ” الآية 7 من سورة محمد . و قوله : ” و لينصرن الله من ينصره ” الآية 40 من سورة الحج .
    لقد ربط السيد أوشن الهدف المنشود و هو النصر بمدى فهم و استيعاب الإنسان لسؤال الحرية و درجة تفاعله معها ، و جعل ذلك أساسا و منطلقا من أجل الوصول إلى الهدف المنشود ؛ و حينما نتأمل في تعريف ” الحرية ” أو تحديد مفهومها ، و فق ما جاء به الكاتب ، لا نكاد نميز الخيط الأبيض من الأسود سياقا و منهجية ، و الدليل هو طبيعة التعميم و التجريد ، و حتى التمييع ، مما يجعل القارئ غير قادر على تقبل مثل هذا الأسلوب الغاية في الغموض ، و هل السيد محمد يريد بقوله مفهوم الحرية ، أم مفهومه لحرية الاختيار ؟ لأن العبارة : ” الحرية هي قدرة الفرد دون إجباره ، أو مساومته بشرط أو ضغط خارجي على اتخاذ قرار ، أو تحديد خيار من جملة خيارات متاحة ” . و يضيف :” فالإنسان له الحرية الكاملة في الاختيار دون إكراه ” . لعل الأقرب هو ” حرية الاختيار ” أي متى يكون الإنسان حرا في اختياره ، غير مكره أو مجبر ؛ و إذا كان كذلك ، فإن السياق : ” ألا إن نصر الله قريب ” يتطلب البحث عما هو أشمل و أدق بخصوص سؤال الحرية الذي جعله الكاتب منطلقا لمقاربته . و بالنسبة لتحديد مفهوم الحرية ذاتها ، فإن المعتبر في سؤالها هو الإنسان نفسيا واجتماعيا و حضاريا ، في حدود القبيلة و الشعب و الأمة و المجتمع و الدولة ، و حينها فقط يمكننا ضبط مدلول كلامنا بخصوص طبيعة الصراع بين الصهاينة و الفلسطينيين ، و العلاقة القائمة بين اليهود و العرب ، و سؤال القوة ، و سؤال السيادة ، و سؤال الحرية ، و سؤال النصر ؛ كل ذلك في حدود رسالة و دور الإنسان الرسالي ، على عتبات القرن الجديد .

  2. تتجلى الحرية في تجليات أمن الإنسانية و أمانها ، و ذلك من خلال رسالة الشهادة التي تستوعب الإنسان مهما كان ، كيفما كان ، و أينما كان ؛ لا إكراه في سؤال العرق ، أو اللون ، أو اللسان ، اولمعتقد ؛ و لا أبهى و لا أسمى في حدود عالم الأفكار من خلاصة الخلاصات التي عبر بها فيلسوف الحضارة و أستاذ هندسة الأفكار مالك بن نبي ، متصلة أيما اتصال بالحالة التي يكون فيها الإنسان قمة في الشموخ و أهلا للتقدير و جديرا بالتكريم ، الإنسان الحر أو هو الحد الإيجابي الذي يقف فاصلا بين نافيتين ، كلاهما تنفي الشعور بالأمن و الأمان ، و تفقد كل قيمة من القيم روحها و أثرها ؛ و منها ما يعبر عنه بالشعور الديمقراطي ، نافيتان لا ثالث لهما ، في اتجاه ال( أنا ) و/ أو في اتجاه ال( آخر ) .

  3. لعل رسالة الشهادة هي التي جعلت من الرجل الواحد أمة ، و من الكثرة غثاء ! و من الغزاة المحتلين المعتدين أوثانا ، و من الذائدين عن العرض و الأرض بحق شهداء خالدين بين الأنام ! و ميزت أيما تمييز بين حكام مفلسين استبدوا ، و حراك شعوب تتوق يوما بعد يوم إلى تكسير القيود !

  4. ” يا أيتها النفس المطمئنة ارجعي إلى ربك راضية مرضية فادخلي في عبادي وادخلي جنتي ” . يتوقف ذلك و يقوم على أساس من المقدمات كخلاصة لمسار عبر الزمان و المكان ضمن عملية متداخلة نفسيا و اجتماعيا في حدود حياة الإنسان، تأخذ أبعادها و منطلقاتها و تستوفي نتائجها عقائديا و فكريا و تستغرق جملة من الأسباب ، إن على المستوى الفردي ، أو مستوى الجماعة ، أو مستوى النخبة أو الثلة ، كل بحسب استطاعته و استعداداته و درجة إيمانه ؛ لذلك وجب أن نقرأ حاضرنا و نسترجع ماضينا و تستشرف مستقبلنا و نقدر درجة وعينا ضمن عملية التغيير التي تقتضيها حركة التاريخ و تتطلبها عملية البناء ؛ إن الثمار الطيبة طاقة مشعة أساسها العمل الصالح و جوهرها الصدق و الصبر و الاطمئنان .

Exit mobile version