كلنا تقريبا بتنا شهودا، فإما شهادة حق، وإما شهادة باطل، أعطيكم مثالا، من يستطيع منكم أن يصنف السادة أيت أحمد، عبد الحميد مهري، عباسي مدني، شهود باطل؟ ولا واحد، ببساطة فقد قالوا كلمتهم بضمائرهم وبرهنوا على ذلك أثناء الثورة التحريرية وأيام الاستقلال، عارضوا سياسات ردود الأفعال التي ميزها الإقصاء والتهور والغباء. ثانيا، من منكم يستطيع أن يصنف خالد نزار، رضا مالك، عبد العزيز بوتفليقة، شهود حق؟ ولا واحد، الجزائر كلها باتت تعرف العصابة، لقد شهد بذلك أمام كل الجزائريين قائد الأركان قايد صالح، رجاء أن لا يغير شهادته قريبا. وعلى هذا الأساس يمكننا أن نختار إلى جانب من نصطف .

* الحراك الوطني يطلب شهادتكم، فلا تخذلوه!

الحراك ليس ثورة، هو امتداد لثورة الجزائر و الجزائريين، وليست سوى ثورة أول نوفمبر خلاصة ثورات الشعب الجزائري الذي تحتفظ ذاكرته بشهود الحق وشهود الباطل، وعلى هذا الأساس، ومن هذا المنطلق وجب التأكيد على أن سلمية الحراك المبارك لا تعني بأي حال من الأحوال التسليم بالأمر الواقع الذي لاحت أماراته في أفق الجزائريين، وبناء على هذه الرؤية نسجل الرسائل التالية: 

*  الرسالة الأولى : إلى أبناء و بنات الحراك، البنين و البنات، والآباء والأمهات، خصوصا الطلبة والطالبات، إن أخطر عقبة في طريق المسيرة المباركة، والهبة الشعبية المتفردة، تاريخا وأخلاقا، هو مشكلة ردود الأفعال، فخير ما نتواصى به في هذا الشهر المبارك، هو الابتعاد قدر الإمكان عن الهدم، إياكم و ردود الأفعال، وليكن مطلبكم واحدا في كل شعاراتكم، لا بديل عن حل سياسي نعبر من خلاله إلى اختيار حر لرئيس للبلاد، الأزمة سياسية منذ ١٩٦٢، و لم تكن في يوم من الأيام دستورية، مطلب الحل السياسي هو عقدة الفاسدين والمستبدين.  * الرسالة الثانية : إلى الذين نالوا شرف الحديث باسم الحراك، وأخص بالذكر كريم طابو، مصطفى بوشاشي، فارس مسدور، هؤلاء، لا أشك في نواياهم و حبهم لأبناء الحراك و بناته، لكنني أطلب منهم الثبات فيشهدوا شهادة حق لا شهادة باطل، واعلموا أن أبناء و بنات الحراك على أتم الاستعداد لتسجيل كل ما من شأنه أن يعكر صفو وقفتهم التاريخية، فيضيفوه إلى ذاكرة الجزائر. لقد لاحت بوادر من داخل بيت السلطة بقصد الالتفاف على مطالب الشعب من أجل الحرية والكرامة، وسوف تحاول ذات السلطة استعمالكم من خلال أذرعها الإعلامية على وجه الخصوص، أرجو أن لا تتحولوا إلى شهود باطل، و مثل هذا الكلام موجه إلى كل الجزائريين في داخل البلاد وخارجها و لكل الإعلاميين والحقوقيين، والطلبة والعلماء والمتعلمين . 

التعليقات مغلقة.

Exit mobile version