كم هو ماء الحياء في وجه الأم لم يعد يعنيني           ولا وجاهة ذوي القربى في الحياة باتت تغريني
فلا العرف ولا الحسب ولا النسب صار يغنيني          ولا الأخوة ولا الجيرة ولا الطفولة باتت ترويني
أهواء الغفلة تملكتني من رأسي حتى قدمي              وداء الطمع أفقدني كل إحساسي وشعوري
لم أعد أحفظ عهدا ولا وعدا في جعبتي                 ولا زرعا ولا ضرعا ولا وديعة في ذمتي
فلا بيتي ولا حيي ولا النادي بات يذكرني               ولا الساحات ولا الباحات عادت تسمعني
تنهد الماء فاسترسل متسائلا عن غربتي                وارتجفت التربة فتململت هل دنا أجلك فتأتيني
ارتعشت الطيور مستأذنة  لعلها تؤويني                 وغردت العصافير مرحبة مسرورة بقدومي
فما قيمة من عاد من دون ماء الوجه يسألني           عن سلامة الأم والعرض وكل شأن من شؤوني
رباه أسألك أن تحفظ وطني من شظايا عقوقي          أن صار مغتصب الأمس هو اليوم دليلي
فلا المليون ونصفه من الشهداء أشفوا نهمي            وكأن الذي ارتوت منه الأرض لم يعد يكفيني
كم عانى أحرار وطني لما استصغرتهم عيوني         فكأنها لم تعد تر في الأفق سوى تبعيتي وديوني
كلمني بن مهيدي من مرقده كأنه جاء يواسيني      وابن باديس كأنه يدعو الله لي أن أتوب من ذنوبي
ومالك بن نبي جاء يسألني عن طبيعة قراءتي       ومهري عبد الحميد كأنه بوحدة الجزائر يوصيني
فقدت سندي في بيتي وألفتي في مدرستي          ووحشة أقراني وحسرة تلاميذي صارت تجرحني
سألوني عن قلة اهتمامي ورداءة نتائجي              ودانوا قلة حيائي وحدة الاستهتار الذي يغمرني
وغربة مفدي يوم تحرر وطني كم كانت تؤلمني       وحسرة الإبراهيمي في إقامتة جبرا دوما تؤذيني
هلا سألتم مدرستنا عن بن محمد علي                  القطيعة أم هو الجحود يا أيتها النخبة في بلدي
أملي في حبيبتي جزائر العزة  فهي من تمنحني        الأمل وتجدد عزمي وثقتي في ربي لن تخزيني
لن أخذلك حبيبتي وإن طالت غربتي في طينتي      أنت من حفظت وجددت عهد الشهيد في دمي
صدموني في ذاكرتي لما زهدوني في جغرافيتي         وآلموني بمواقف الوأد لكل ما هو من تاريخي
لن أشعر الوحشة ما دمت محميا في حضن والدتي      الصدق والحلم والوفاء والإيثار والعزة تمنحني
جزائر أعاهدك لن أعنف واحدا أبدا من إخوتي       ولن أرفع راية طائفة أو عرق تمزقني في وحدتي

بشير جاب الخير
23 جانفي 2017

التعليقات مغلقة.

Exit mobile version