تات الحكمة من صاحب الشعر الاشيب, وفي وقتنا الحالي نحتاج الى كثير من الحكمة اي الى كثير من اصحاب الشعر الاشيب.

عندما نلاحظ الكثير من القادة العرب و من رموز السياسة العربية ووجوهها و مسيريها نجد غيابا للشعر الاشيب و احيانا كثيرة تغييبا له بصبغات سوداء كسواد الايام المتتالية في الكثير من الدول العربية التي تعيش الدمار و الخراب و الحرب.

حاولنا ان نعود للوراء قليلا باحثين عن الشعر الاشيب و البداية كانت من الجزائر فتذكرنا الراحل الشاذلي بن جديد و رغم مايقال عن وقته فعلى الاقل كان هناك التحام حقيقي بين الجزائريين و كان هناك قناعة ورحمة و امل , كما انه امتاز بالحكمة فاعطى الشعب الحرية التي اراد بعد احداث اكتوبر و غادر السلطة بحكمة بعد احداث التسعينيات .

وتذكرنا اليمين زروال والذي كان عسكريا حقيقيا ووفيا لمبادئ الدولة الجزائرية ودافع عنها و عن احلام فقرائها و غادر الحكم صامتا و مازال صامتا بحكمة حماية للجزائر و ابناء الجزائر من انهار الدم و الموت.

تذكرنا الحسن الثاني وشعره الاشيب قليلا و حكمته خاصة في الحفاظ على ممر امن في علاقاته مع الجزائر رغم المواجهات المباشرة و الغير مباشرة في العديد من المرات.

تذكرنا حكمة الرئيس التونسي الحبيب بورقيبة بشعره الاشيب وقدرته على انشاء دولة تونسية فتية و الحفاظ عليها و على سيادتها و خاصة على حياديتها في عالم امتاز بالصراع بين كتلتين نوويتين وصراع بين اتباعهم في كل دول العالم و لكن بورقيبة جعل تونس دائما بعيدة عن الصراع و بلد الامن و الفرحة و السياحة خاصة للجزائريين.

تذكرنا طارق عزيز وقدرة شعره الاشيب اي حكمته على تمثيل العراق و الدفاع عن العراق و اختيار الكلمات الصحيحة في الوقت الصحيح في كل ازمات العراق.

تذكرنا الملك الحسين اعقل ملوك العرب حيث ادرك القدرة الفعلية للاردن و الاخطار التي تحيط بها كدولة غالبية شعبها من الفلسطينيين و دولة لها حدود مع كيان معاد ودولة بلا امكانيات اقتصادية او عسكرية حقيقية و لكنه استطاع ان يحافظ على وجودها وعلى وحدة اراضيها و شعبها ويورث الحكم و الحكمة و الشعر الاشيب ايضا لابنه الملك عبد الله.

تذكرنا عرفات الشهيد و ابو الحكمة,ابو الشجاعة و ابو الحنكة, ابو عمار الذي كان صوتا حقيقيا وصورة حقيقية لكل فلسطيني مهما كان انتماؤه.

وكان روح القضية الفلسطينية وكان دولة فلسطينية عاصمتها القدس تسير على قدمين و تسافر الى كل دول العالم جالبة الدعم و معبرة عن معاناة شعب سيات يوم يسترد فيه حقه.

وتذكرنا معه الشعر الاشيب للشيخ ياسين و حكمة عدم المساومة بقضية امة مقابل ارباح وقتية لحركة اسلامية هي جزء من قضية وليست هي القضية.

تذكرنا و تذكرنا و تذكرنا.

كله شعر اشيب اتحد بالحكمة و التصق بها.

وادركنا ان اغلب مشاكل عالمنا العربي اليوم هي من اصحاب الشعر الاسود كسواد قلوبهم و ارواحهم.

فسارقوا اموالنا شعرهم اسود وقتلة ابنائنا شعرهم اسود و ائمة الفتنة وجهاد الاخ لاخيه شعرهم اسود و دعاة التطرف و التخندق المذهبي و الطائفي شعرهم اسود.

كل ماسينا سببها الشعر الاسود.

اننا نطالب بعودة الشعر الاشيب صاحب الحكمة الى الحكم .

باعدوا بيننا وبين السواد.

أدين الزين
21 سبتمبر 2016

التعليقات مغلقة.

Exit mobile version