اولمبياد ريو و المشاركة الجزائرية التي يعتبرها البعض اخفاقا و يعتبرها البعض الاخر مقبولة بالنظر الى واقع الرياضة الجزائرية افريقيا و عربيا فمابالك بالمستوى العالمي و الاولمبي.

لكن ما حيرنا هو ربط اي انجاز رياضي او اخفاق رياضي ايضا بالوطنية.

فحامل الميدالية يصبح كانه العربي بن مهيدي او زهانة مثالا للتضحية وحب الوطن, و المقصى من المنافسة يعتبر عديم الوطنية و لا يفكر الا في نفسه وفي صور السيلفي في البرازيل كما علق على فريق كرة القدم او خائن و عديم الانتماء كما علق على المبارز الذي كان قبلا ينافس بالوان فرنسا.

اما نحن فنرى ان المشاركة الجزائرية في اولمبياد ريو هي انعكاس حقيقي وصورة كاشفة لواقع الجزائر دولة و شعبا.

مع اننا هذه المرة لن نحمل الدولة الجزء الاكبر من الصورة القاتمة لانه على الاقل هناك هياكل قاعدية في اغلب الولايات لا نقارنها بمثيلاتها في امريكا و اوروبا ولكن مقبولة مقارنة بدول اخرى استطاعت ان تحصل على الذهب في ريو.

كما ان جانب المكافات المالية يعتبر جد مقبول ومغر لكل رياضي يتالق اي ان الحافز المادي موجود وموفر من الدولة لكل رياضي.

ولكننا نحمل المسؤولية الينا نحن الشعب, واذا تساءل احد لماذا نحملها للشعب فنقول الشعب الجزائري لا يحب الرياضة بكل انواعها حتى كرة القدم لا نحبها.

ونفسر ذلك بان من يحب شيئا يعمل لاجله و يسهر الليالي في سبيله و يبذل الجهد اللازم لتحقيق اعلى المراتب فيه, اما نحن كشعب طبعا فاولا لا نمارس الرياضة في الغالب و لا نشجع من يمارس الرياضة و لا نشجع الموهوب رياضيا بل نشجع النتائج و نشجع المحسوبية و نشجع العلاقات الشخصية و نشجع ابن فلان و ابن فلان على حساب الرياضي الموهوب.

كما ان الرياضي الجزائري كالعقلية الجزائرية يمارس الرياضة من اجل الشهرة و الاسم و الظهور او كما يقال في الجزائر ” تيتر” فما ان يصل الى هذا الهدف التافه حتى نجد الانضباط يغيب و التدريب يغيب و الجدية في العمل تغيب.

وكمثال ناخذ فريق كرة القدم فانجازات السنوات الاخيرة ترجع كلها لقدرة ادارية عجيبة ممثلة في شخص روراوة الذي استطاع تسويق فريق وطني و استطاع صناعة لاعبين و مفاوضتهم ماديا اولا و باسم الجزائر ثانيا, لاعبين اغلبهم ليس له صلة بالجزائر ولا بالعقلية الجزائرية ولا بالحياة على الطريقة الجزائرية,لاعبين في اغلبهم يعتبرون من الدرجة الثانية في اوروبا و لكن لم تستطع الكرة الجزائرية المحلية انجاب من يعادلهم فاصبحوا نجوما جزائريين.

وكمثال ايضا ظاهرة توفيق مخلوفي الذي نتمنى له المزيد من التالق و لكننا نرى ان مخلوفي هو انجاز فردي يستحق كل التقدير و الاحترام و لكن لا نجعل منه انجازا وطنيا و شعبيا.

مخلوفي هو انجاز توفيق فقط و ليس انجاز اربعون مليون جزائري نائم.

مخلوفي عظيم باسم توفيق اولا و اخيرا, و الجزائر هو من يحملها وهي دائما وراءه و معه كما كانت دائما مع من يحملها في قلبه و روحه ووجدانه.

ولكن الجزائر لم تكن يوما مع المنافقين و المتاجرين بحبها و باسمها .

اصدقوا الجزائر كما صدق معها توفيق مخلوفي تصدقكم.

واعملوا في كل المجالات فسيرى الله عملكم و رسوله والمؤمنون.

أدين الزين
19 أوت 2016

تعليق واحد

  1. بن محمد بتاريخ

    ملاحظة
    شرا على المقال الاخ ادين فيما يخص تصريحات مخلوفي القراءة الخاصةلها هي اعلان انسحاب مسبق من ساحة العاب القوى قبل التخلي عن الرياضي او محاولة تحطيمه ولذلك اعتقد ان توفيق استبق الاحداث و اذا صدق توقعي فاني احيي فيه ذكاء و قراءته للواقع لاني اتذكر ان مرسلي صرح سابقا ان عمار براميل هو من حطمه كما اذكرك بان الفرق الرياضية في مختلف الرياضات تستغل الرياضي بغية الحصول على التمويل و هي تستعمل حتى الوسائل غير القانونية)(استعمال المنشطات) قراءة ممتعة و شكراً

Exit mobile version