إذا كنت تريد أن ترى طعم الحياة التي نطالب بها ولذتها وحلاوة السلام والتضامن الإنساني بأبسط أشكاله ولكن بأسمى معانيه فلتنظر إلى إنجاز فريق الفقراء فريق ليستر هذا العام.

فبين فاردي الأشقر وكانتي الأسود ومحرز الجواد العربي الأصيل وشمايكل خليفة الفايكن المتوحشين وأوكازاكي الساموراي، نرى كل الأجناس وكل الأعراق وحتى كل الديانات.

لكنهم لم يجتمعوا للقتال.

إنما اجتمعوا لصنع البهجة والفرحة لمدينة لم نكن نحن كعرب لنسمع بها أو لندري حتى موقعها من الخريطة.

لكنها بهذا الفريق الملتحم وقفت أمام العالم وصنعت أحلامًا جديدة، أحلام لكل فقراء العالم.

فكل حافي القدمين ممزق السروال، كل جائع عربي يرى نفسه محرز.

كل يتيم جديد في شوارع سوريا أو العراق أو الجزائر يرى نفسه محرز.

كل أم ترى أبنها رياض، والمستقبل يحمل له آمال وأحلام ورياض من رياض الجنة.

بعد أن زرعوا فينا اليأس، كرة بسيطة من جلد منفوخ تزرع فينا الأمل، نحن الفقراء والأيتام الذين ظلموا من أصحاب المال والجاه وصناع الموت.

كذلك كل من له سوابق مع الإجرام يرى الحياة تفتح له أبواب التوبة كفاردي.

كل أسود في عالم البيض، عالم العنصرية، يرى نفسه كانتي الذي كان مالي الأصول قبل شهور، لكن الآن ديشان يضمن له مكانة كأساسي في الفريق الفرنسي.

ليستر لم يحقق البطولة الانجليزية فقط.

ليستر رسم لنا، نحن الفقراء، نحن الضعفاء، طريق النجاح.

شكرًا ليستر.

شكرًا محرز.

شكرًا رانييري.

أدين الزين
4 ماي 2016

تعليق واحد

  1. Djabelkhayr Bachir بتاريخ

    كلام زين
    كلامك زين ياأدين الزين ،كلمات طيبة وما أدراك ما الكلم الطيب
    لقد نهلت فعلا من المنبع الصافي يا زين يا أدين .

Exit mobile version