صلاح ذات البين مقدم على كل مصلحة ـ درء المفاسد مقدم على جلب المصالح ـ خصوصا أن الحرب الدائرة بين أبناء الأمة الواحدة الموحدة مفسدة، بل هي أم المفاسد. إن مصدر هذه المفسدة هو صراع مصطنع، لا نجد له مبررا سوى داخل عقول مريديه بمخابر آل صهيون ومن سار على دربهم من أعداء أمة التوحيد.

سؤال: هل يمكن تحويل مسار الحرب الدائرة رحاها في بلاد الشام؟ والحيلولة دون حدوث معركة دمشق الكبرى التي ذكرتها بعض أحاديث خاتم الأنبياء والمرسلين؟

جواب: إن ذلك ممكن في حدود قدر الله (الفرار من قدر الله إلى قدر الله).

إن نسبة تلك الإمكانية من التحقيق ضئيلة جدا بسبب عمل المثبطين

ـ من هم المثبطون؟ إنهم كثير، لقد عناهم خاتم الأنبياء والمرسلين صلى الله عليه وآله وسلم بقوله: “… وستفترق أمتي على ثلاثة وسبعين فرقة كلها في النار إلا واحدة، قالوا من هي يا رسول الله، قال ما أنا عليه وأصحابي”.

ـ المثبطون هم السواد الأعظم ـ اثنين وسبعون فرقة ـ إمعة، ينالهم في الدنيا عقاب عظيم، كل ذلك بما كسبت أيديهم، والأيادي ترجمان لطبيعة العقول والأفعال.

ـ المثبطون غارقون في دائرة “القابلية للاستعمار”، فهم الذين يسيئون لقدر الله، يقولون: ماذا نحن صانعون، وقد أراد الله ذلك، لقد جهلوا، فهم لا يسمعون ولا يبصرون، إنهم لا يعقلون وأفعالهم خير شاهد.

ـ إن ما حدث وما سيحدث هو كله بما كسبت أيدي الناس، أما ما أخبرنا عنه رسول الله صلى الله عليه وسلم فهو من وحي الله الذي سبق في علمه سبحانه، فأخبرنا بدوره صلى الله عليه وسلم، لا للتثبيط، فنثبط به أنفسنا ونثبط به الآخرين، ونصطف مع الفرق الضالة، ولكن كي نختار موقعنا ضمن الفرقة الناجية، إن الفرقة الناجية هم الذين يسعون ليلا ونهارا لإصلاح ذات البين، وخير مثال على ذلك أولئك المرابطون حول بيت المقدس من أبناء فلسطين الحبيبة، أولئك ضمن الفرقة الناجية إن شاء الله (قالوا من هي يا رسول الله، قال ما أنا عليه وأصحابي).

المرابطون هم أمثال أولئك الذين ناصروا رسول الله صلى الله عليه وسلم، يوم قدم المهاجرون من مكة إلى المدينة، تلك التربة النقية التي استحفظت عملية انسجام مقومات الانسان ومقومات الجماعة التي أجرتها شرارة تعاليم الإسلام على يدي خاتم الأنبياء والمرسلين صلى الله عليه وسلم. أما المثبطون فهم أمثال عبد الله ابن أبي ابن سلول وكل من سار على دربه إلى يوم الدين. إن أحداث بلاد الشام اليوم، هي مفسدة عظيمة، وإن موقف الشيخ محمد سعيد رمضان البوطي رحمه الله، الذي لم يجهر بمعارضة النظام الظالم في سوريا، ليس سوى شعورا منه بعظم المفسدة، وكان يدرك رحمه الله أن أعداء دين التوحيد سوف يدخلون من باب الفتنة، وذلك هو الذي حدث بالفعل، لقد اجتمع آل صهيون في مخابرهم رفقة نخبة من فلاسفة الصليبيين السحرة وأمعنوا في الكيد للمسلمين، كما كاد أسلافهم من قبل لسيدنا يوسف عليه السلام. إن الظاهرة الغريبة المتمثلة في داعش اليوم، لم تأت من فراغ، فهي من تدبير أعداء دين التوحيد، الذين توجسوا خيفة من المد الإيماني التوحيدي داخل أوربا خصوصا والغرب عموما، فراحوا يجمعون سحرتهم، فأقسموا بأصنامهم: إنا لمنتقمون، وأجمعوا كيدهم: إنا هاهنا عاملون.

سؤال: ما هي أهدافهم؟

جواب:

1/ تشويه صورة الإسلام

2/ الحيلولة دون نجاح النموذجين التركي والإيراني

3/ تحقيق “حلم” آل صهيون في بناء دولتهم الكبرى

4/ تحقيق “سايكسبيكو” جديد

سؤال: ما هي خطتهم؟

جواب: استدراج تركيا وإيران للاقتتال على أرض بلاد الشام

كيف ذلك؟

جواب:

1/ جر تركيا (مكره أخاك لا بطل) من خلال الضغط عليها بواسطة روسيا (بعضهم أولياء بعض)، كل ذلك مخطط له داخل مخابرهم.

2/ الضغط على المملكة العربية السعودية من خلال تخويفها، من أن ما هو آت أكبر بكثير مما هو حادث الآن، استثمار الخلاف المذهبي بين السنة والشيعة “ستفترق أمتي على ثلاثة وسبعين فرقة…” الرسول صلى الله عليه وسلم لم يخرجهم من دائرة الأمة، ورغم ذلك فقد اختاروا طريق الشيطان، وهم بين دائرتين، إما إلى دائرة المرابطين، وإما إلى دائرة المثبطين. لقد فصل رسول الله في ذلك بقوله: ” كلها في النار إلا واحدة، قالوا من هي يا رسول الله، قال ما أنا عليه وأصحابي”.

3/ تخفيف الضغط الأمريكي خصوصا، والغربي عموما، على إيران من خلال فك الحصار وتحرير بعض الأموال، وعقد بعض الصفقات، وما الاتفاق النووي سوى طعما من أجل التدليس وخلط الأوراق، ألم تكن إسرائيل تصر على توجيه ضربة عسكرية لإيران؟ ما الذي تغير؟ لقد أقنع السحرة آل صهيون بأن الضربة العسكرية سوف تزيد من قوة إيران، ولن تثنيها عن غيّها وفق ما يتصورون، إن اقتتال المسلمين من مختلف الفرق في بلاد الشام هو الكفيل بتحقيق المطلوب، وعلى هذا الأساس اقتنع آل صهيون.

سؤال:

كيف تم تقسيم المهام؟

جواب:

أولا: لقد اتفقوا على إنهاء النزاع في أوكرانيا، بين دول الناتو وروسيا (كل شيء توقف).

دور روسيا: تعمل روسيا على تسعير نار الحرب في بلاد الشام، وهو الشيء نفسه الذي تقوم به الولايات المتحدة الأمريكية في العراق.

ثانيا: يعمل الغرب رفقة روسيا بالتنسيق مع آل صهيون على منع أي بادرة انفراج بين المسلمين المتحاربين (كل مخطط له).

ثالثا: دور تقوم به الولايات المتحدة، ألمانيا، وبريطانيا، وهو دفع العربية السعودية إلى جر تركيا إلى أرض المعركة، يقدمون وعودا كاذبة للعربية السعودية، مفادها، أنهم سيكونون إلى جانبها في الوقت المناسب، وسوف يضعون حدا للتدخل الروسي باستخدام القوة المناسبة وكذلك العمل على تدمير إيران.

سؤال:

ما هو دور إسرائيل؟
 
جواب: دورها سوف يتركز في فلسطين بمساعدة نظام السيسي، الهدف هو محاصرة أهل غزة المرابطين والعمل على تدميرهم والتخلص من خطرهم، وهناك قوات خاصة من الصليبيين يجري إعدادها وتحضيرها لمساعدة آل صهيون.

سؤال:

ما هو السيناريو الذي توقعه أعداء دين التوحيد؟

جواب:

1/ ستندفع إيران وشيعة العراق وسوريا وأفغانستان ولبنان إلى ساحة المعركة في عمل استباقي الغرض منه الأخذ بزمام المبادرة.

2/ سوف تندفع من جهة أخرى العربية السعودية ومعها المغرب، السودان، دول الخليج، تركيا، والأردن وباكستان، وغيرها تنفيذا لمخطط آل صهيون.

حينما يشتد لهيب الفتنة، سوف يحدث ما أخبرنا به رسول الله صلى الله عليه وسلم، المعركة الكبرى في دمشق.

سؤال:

كم تدوم المعركة؟

جواب:

لا أحد سوف يتنبأ بنهايتها، ولا بمساراتها.

سؤال:

ما دور المغرب العربي؟

جواب:

لقد تخوف آل صهيون كثيرا من مفاجآت المنطقة، وعليه فقد رتبوا لذلك مصيدة.

كيف ذلك؟

1/ توسيع دائرة الاقتتال داخل ليبيا حتى يمتد لهيبه إلى دول الجوار.

2/ تفعيل النزاع حول الصحراء الغربية من خلال تضييق الخناق على الجزائر، بداية بإعلان العربية السعودية ومن سار على دربها، الاعتراف بأحقية المغرب الأقصى بأرض الصحراء الغربية، ودفع المغرب، عند اللزوم إلى المغامرة في مواجهة الجزائر واستدراج دول إفريقية لهذه الحرب المحتملة.

سؤال:

كيف اتفقوا على تقسيم التركة؟

جواب:

1/ نصيب آل صهيون: دولتهم الكبرى من النيل إلى الفرات.

2/ نصيب روسيا: قسم من أراضي سوريا، وأجزاء واسعة من أراضي افغانستان، وضم بعض الأراضي من إيران.

3/ نصيب الولايات المتحدة وبريطانيا: دول الخليج العربي وأجزاء واسعة من إفريقيا

4/نصيب فرنسا وإيطاليا: ثروات الجزائر والمغرب وليبيا وأجزاء من إفريقيا

5/ألمانيا الاستفادة من الاستثمار بكل حرية.

نداء إلى الأحرار، في تركيا وسوريا والعراق وإيران.

إن إصلاح ذات البين مقدم على كل مصلحة.

أردوغان، روحاني ورفسنجاني ونصر الله، السيستاني ومقتدى الصدر، جيش الاسلام وأحرار الشام.

كلكم مسئولون أمام الله، إنكم مطالبون بإصلاح ذات البين، لا تلتفتوا إلى المثبطين، عليكم بأولئك المرابطين حول بيت المقدس في فلسطين.

يمكنكم إيقاف الاقتتال في بلاد الشام، احذروا بريق السيف، ألزموا الأرض، التمسوا الهداية من الله، المستضعفون في انتظاركم، لا يحقرن أحدكم مثل هذا المعروف، إن الفرقة الناجية في انتظاركم، لا تتأخروا أيها الأحرار “من هي يا رسول الله، هي ما أنا عليه واصحابي”

صدق رسول الله.

أما أنتم أيها المرابطون في شمال إفريقيا، إن مغربكم الكبير يسعكم جميعا، لا تنساقوا إلى الفتنة فقد تهلككم جميعا، اصبروا حتى يفرج الله كربة أهل الشام، إنهم في حاجة إلى صبركم وحكمتكم وشجاعتكم، اصبروا وصابروا حتى تنالوا نصيبكم، فتلتحقوا بالفرقة الناجية “قالوا من هي يا رسول الله، قال ما أنا عليه وأصحابي” صدق رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم.

بشير جاب الخير
28 فبراير 2016

التعليقات مغلقة.

Exit mobile version