شاءت الأقدار أن أكون في جنيف وأن أسير عدة كيلومترات على الأقدام حاملًا حقائبي ومعي زوجتي وابني.

حينها انتابني شعور اللاجئ السوري أو العراقي أو الأفغاني أو الأفريقي الذي يقطع آلاف الكيلومترات في الشرق الأوروبي، ويحمل معه آماله وآلامه، ويسير بخطى الموت وخطى الحياة نحو مدينة من مدن السلام الألمانية.

وتساءلت هل تستطيع جنيف أن تحمل إلينا السلام في سوريا؟

وهل ستكون جنيف واحد أو اثنين أو ثلاثة هي الأمل؟

أم أننا أمام مئات من جنيف، ومئات من التأخيرات والتأجيلات والتلاعبات التي تحتم علينا دفع المزيد من الأرواح وأغلبها أرواح بريئة.

وكما جنيف التي تحمل أكثر من طاقتها، تساءلت عن المغرب وحمله الجراح الليبية والجزائر مع الأحلام المالية وغيرهم من المدن.

وتساءلت هل تستطيع مدينة واحدة حمل هموم أمة؟

وهل يستطيع قلب رجل واحد ما لم يكن نبيًا أن يحمل هموم أمة؟

وهل تستطيع روح نقية واحدة أن تطهّر ذنوب أمة؟

وهل يستطيع طبيب ماهر واحد أن يشفي جراح أمة؟

وهل يستطيع حلم واحد، حلم السلام والأمان، أن يجمع شتات أمة؟

دائما وكعادتي لا إجابات عن أغلب التساؤلات، مهما كانت بسيطة.

مع هذه الأحاسيس الشاردة، أفقت بعد أن لمسني ابني بيده الباردة، وسألني بلسان فرنسي صريح، أبي، متى نعود إلى الوطن؟

ومع علمي أنني قادم إلى جنيف كسائح زائر، إلا أن صدى السؤال تكرّر إلى ما لا نهاية.

أبي، متى نعود إلى الوطن؟

أدين الزين
22 مارس 2016

التعليقات مغلقة.

Exit mobile version