أخي القارئ لا تنتظر أن أناقش تعديلاتهم لدستور لطالما كان كصنمٍ من التمر كلما جاعوا أكلوا منه قطعة… وإن لم يجدوا غيره التهموه… وإن استعصى عليهم بالدبابة داسوه…

عدِّلوا، غيِّروا ، أنشئوا، فصِّلوا، رسِّموا فلن نبالي نحن الأهالي… نحن تكفينا مادة واحدة ” الشعب مصدر السلطات”…

فعن أي شعب تتحدثون في الدستور ؟… فالشعب مصدر كل صداع لكم إلا السلطات… فالشعب إذا تكلم لم ير إلا الويل والثبور وأبنائه إمّا في الزنازين أو في القبور أو حراقة في البابور..

بالأمس دسترتم العربية واليوم أضفتم الأمازيغية… ولكن أربع خمسون سنة لم نر إلاّ الفرنسية حقيقة في الدستور بالرغم من أننا لا نجدها مكتوبة ولو بين السطور… أرأيتم لماذا لا نهتم بالدستور!

أيها المعدِّلون… الدستور عقد اجتماعي بين أهل الدار والحاكم والمحكوم .. ولكن عقدكم ملغوم ولم يفرق بين الظالم والمظلوم وأكلَمَ المكلوم ….

أيها المعدِّلون… كتبتم الدستور في غفلة من الجمهور… ومسكين هذا الجمهور لن يثور… فلم ينس بعد من ذبحوا في بن طلحة والرايس والرمكة وكل من ماتوا في القبور… واليوم داعش وحفتر والحوثيون في كل مكان يُستنسَخون…

أخرجتم نسخة الدستور وتطلبون منا الجاوي والبخور… حسنا سنشعل على الجاوي والبخور ونترحم على من ماتوا في القبور….

الدستور أيها السادة المعدِّلون يُنَاقشُ في حضرة الجمهور ويُستفتى فيه الأهالي من القالة إلى الأوراس إلى سوف إلى الهقار مرورا بتندوف إلى مغنية وإلى آزفون…

أيها المعدِّلون.. الدستور لا يُكتب خلسة وخلف الأبواب ويخاف كاتبه من عرضه على الجمهور… هذا إذا كنتم برأي الأهالي تعتدون…

لو كنت لأكتب للأهالي دستورا فإنني سأكتفي بثلاث سطور…

نحن مازلنا أهالي ولم نترقِ بعدُ إلى مرتبة مواطنين يستحقون أن يُستشاروا في الدستور…

إن الذي يحدث في الجزائر اليوم يُنطِق من في القبور ويكاد يبعث الروح في بن بولعيد وشعباني وعميروش وعباس لغرور…

إن الشعوب أبقى من حكامها والله يعلم خائنة الأعين وما تخفي الصدور  وإنكم لميتون وستُسألون… فمتى تعتبرون؟.. وهل أنتم منتهون؟

جمال ضو
7 فبراير 2016

التعليقات مغلقة.

Exit mobile version