الخطاب الأخير للسيد أحمد أويحيى حول النقاط المبرمجة لتعديل الدستور نقرأه نحن كتقديم من السلطة لصورة الرئيس القادم للجزائر ألا وهو أحمد أويحيى حيث أنه كلّم الشعب الجزائري ليس كلسان للنظام وإنما كرئيس يدافع عن خيارات وتوجهات مستقبلية وبنبرة الفاعل الجديد للمستقبل السياسي الجزائري رغم اختفائه وراء بعض الكلمات التي ينسب فيها هذا التعديل الدستوري إلى فخامة الرئيس عبد العزيز بوتفليقة.

النظام الجزائري معتاد على تقديم الرؤساء قبل تولّيهم الفعلي لزمام الأمور.

كما أن الوضع الحالي للجزائر وضع الأزمة المالية الناتجة عن انهيار أسعار النفط وبرمجة سياسة تقشفية قد تطول أو تقصر حسب تغير هذه الأسعار وحالة اللاأمن في دول الجوار والخوف من انسياق الجزائر أيضا إلى الفوضى وكذلك الخبرة الكبيرة التي يتمتع بها أحمد أويحيى في تسيير ملفات مشابهة للأوضاع الحالية وبكفاءة عالية وصرامة كبيرة تجعلنا نكاد نجزم أن دوائر القرار مهما اختلفت توجهاتها وأيديولوجياتها وأطماعها قد اتفقت جميعا على هذا الرجل كرئيس على الأقل لخمس سنوات ما بعد فخامة الرئيس عبد العزيز بوتفليقة.

ونحن نرى أن أحمد أويحيى هو ابن النظام ومتمرس كفؤ بالسياسة الجزائرية ويتمتع بمساندة قوية من أطراف قيادية كثيرة وكذلك من أصحاب المال ورجال الأعمال الجزائريين كما لديه علاقات سليمة مع فرنسا وأمريكا وروسيا، أكثر الأطراف الخارجية تأثيرًا على النظام الجزائري والجزائر ككلّ.

ونحن بتحليلنا للظروف المحيطة بالبلاد وبقراءاتنا للمستقبل نقبل أنه لحد الآن يعتبر السيد أحمد أويحيى الأكفأ لقيادة الجزائر نحو طريق الأمان من كل الوجوه المتصارعة على كرسي المرادية سواءً في الضوء أو الخفاء.

أدين الزين
8 جانفي 2016

التعليقات مغلقة.

Exit mobile version