شبه الحرب الباردة بين قطبي شمال أفريقيا الجزائر والمغرب هي خلاف الخاسر فيه والرابح سواء. فكل من البلدين يضيع جهوده وعلاقاته على صراع لن يضيف لحياة الفرد الجزائري أو المغربي أي شيء لا على المستوى المادي أو الازدهار أو غيره.

فالجزائر البلد القارة لا تحتاج لكل هذه الفوضى وروح العداء على حدودها الغربية وإنشاء كيان صحراوي مستقل أو في إطار حكم ذاتي تابع للمغرب لا يغير الفائدة المباشرة أو الاستراتيجية من هذه المنطقة بالنسبة للجزائر. فلو أرادت الجزائر ممرًا بحريًا إلى المحيط عبر الصحراء ففي جميع الحالات إذا كانت الصحراء غربية أو مغربية تستطيع الجزائر الحصول عليه والاستفادة منه بنفس الطريقة. أما من يرى إمكانية وجود احتياطي بترولي أو غازي في الصحراء يمكن للجزائر الاستفادة منه أكثر لو كانت الصحراء غربية فنحن نجيب بأن تحاول الجزائر أولا الاستغلال الجيد لمواردها داخل صحراء الجزائر قبل التوجه إلى أماكن أخرى كما أنه لو تكون الجزائر رائدة في هذا المجال وتكون الصحراء مغربية فلا نرى مانعا مغربيا في الاستفادة من الخبرات الجزائرية. إذًا الهدفان الرئيسيان الممكنان وهما الممر البحري أو مصادر الطاقة يمكن للجزائر الحفاظ عليهما في جميع الأحوال سواء صحراء مستقلة أو صحراء بحكم ذاتي.

كذلك بالنسبة للمغرب وبعد تخليه عن الأطماع في الأراضي الجزائرية فهو يستطيع التخلي عن فكرة الامتداد جنوبًا ويعمل على إنشاء حليف صحراوي ويمتد اقتصاديًا في المنطقة وينافس ويستغل كل المجالات المتاحة في الأراضي الصحراوية دون الحاجة إلى أن تكون الأرض مغربية. وبدلا من انتهاج مبدأ وضع اليد يمكن انتهاج مبدأ المشاركة في الحفاظ على الإنسان المغربي والصحراوي أما إذا أراد الأرض فنظن أن سبتة ومليلة أهم استراتيجيا من الصحراء. كذلك يمكنه اقتراح فكرة الحكم الذاتي لكن بأكثر حرية وأكثر سلاسة وما إيرلندا وعلاقتها بالمملكة البريطانية إلا خير مثال في تسيير حياة الإنسان بالسلام ولأجل السلام.

الحرب لا تولّد إلا الحرب والكراهية والحقد لا ينجبان إلا الكراهية والحقد.

لو يسمح المغرب بإنشاء صحراء غربية فسيربح الصحراء ويربح الجزائر وموريتانيا وتونس وليبيا وغيرهم من الامتداد العربي والإسلامي والإنساني. وكذلك الجزائر لو تدعم إنشاء صحراء مغربية ستربح الصحراء وتربح المغرب وموريتانيا وتونس وليبيا وغيرهم من الامتدادات العربية الإسلامية والإنسانية.

في الأخير نقول أنّ السلام الإنساني يبدأ من أنفسنا قبل طلب ذلك من الغير.

فلنحب السلام.

أدين الزين
7 ديسمبر 2015

التعليقات مغلقة.

Exit mobile version