الحمد لله رب العالمين الذي فضلنا بفضله وعلى كثير من عباده أن يكون نسلنا ونسل جيشنا من سلالة جيش سليمان عليه السلام في قوله تعالى “وَحُشِرَ‌ لِسُلَيْمَانَ جُنُودُهُ مِنَ الْجِنِّ وَالْإِنسِ وَالطَّيْرِ‌ فَهُمْ يُوزَعُونَ” (سورة النمل، 17)، والصلاة والسلام على أشرف المرسلين.

إن الباحث في تاريخ وحضارة الشعب الأمازيغي يجد أن هذه الأمة تتميز عن باقي الأمم بنبذ الوثنية واعتناق ديانات التوحيد منذ الأزل، فهي من الأمم التي لم تعرف عبادة الأوثان ولم تعرف عبادة الملك أو تأليهه، وعرفت الإسلام وعبادة الله الواحد الأحد منذ أيام سيدنا يوسف عليه السلام.

هذا التميّز منحهم علوّ الهمة في معرفة الله وكان لهم ذلك، فولّاهم الله على مصر أقوى وأعظم إمبراطورية في عصرها وجعلهم ملوكًا عليها مؤسسين بذلك الأسرة الثانية والعشرين على يد الملك شيشنق الأول، دام حكمهم القرنين وقد صادف حكم الملك شيشنق الأول حكم سيدنا سليمان عليه السلام والأرجح أنّ الملك شيشنق الأول كان ملكًا على مصر في مملكة سليمان العظمى.

ومن بعد ذلك جعلنا الله عز وجل أباطرة لأكبر إمبراطورية في عصرها هي الإمبراطورية الرومانية أين تولى الامازيغي الأصل سيبتموس سيفيروس (Lucius Septimius Severus) كما عرفت فترة الحكم الروماني بروز شخصيات دينية من أصل أمازيغي بلغت القمة وهو الوصول إلى الكرسي الرسولي أو الكرسي البابوي (La Papauté) وهو أعلى منصب في الديانة المسيحية هو أسقف روما (Pape) أو رأس الكنيسة المسيحية ويسمى كذلك الحبر الأعظم وهذا دليل على علو الهمة والإرادة القوية في النجاح وبلوغ القمة للشعب الأمازيغي، وهم فيكتور الأول (Victor Ier) ومالتيادس (Miltiade) وغاليليوس الأول (Gélase Ier)، وإضافة إلى هذا العدد من الباباوات عرف الأمازيغ زمن المسيحية تأسيس مذاهب تخالف قاعدة التثليث المعروف اليوم في المسيحية، وهذا دليل على بلوغ أسمى المراتب العلمية والفكرية، ومن أبرز هؤلاء أريوس (Arius) ودونات الكبير (Donat le Grand).

ثم جاء الإسلام ليعلمنا أن نجعل عزتنا في ديننا قبل عرقنا أو قبليتنا فكنا خير عون وخير فاتح وكنا نحن أول الفاتحين للأندلس ودخول أوروبا وكنا أول جيش خارج القارة يقتحم أوروبا إلى يومنا هذا وأول من فتحها هو القائد الأمازيغي طارق بن زياد.

ثم جاء الاستعمار الفرنسي الصليبي للجزائر أيام كانت فرنسا أكبر إمبراطورية في زمنها ولم تر فرنسا يوما هادئا طيلة فترة الاستعمار حتى جاء النصر وخرجت فرنسا تجر أذيال الهزيمة وهذا بعد جهاد وكفاح كبيرين يضرب بهما المثل في العالم كله، من ثورة المقراني والأمير عبد القادر إلى ثورة التحرير، أمثال ابن بولعيد والعربي بن مهيدي.

ثم جاءت عواصف الربيع العربي من الغرب أتت على الأخضر واليابس دمرت الشام والعراق نتيجة ما ابتدعوه وما فتنوا به أنفسهم من شيعة وسنة وما اختلف اثنان إلا وكان الشيطان ثالثهما وهو داعش، ولو أنهم تعلموا وتمسكوا بالإسلام كما تمسك به أهل المغرب العربي الأمازيغ وهو العزة بدين الله لا سنة ولا شيعة لكان خير لهم.

هذا ما يعرف بالنسل العريق ذرية بعضها من بعض في العزة بدين الله والنية والقوة والعمل والإخلاص والتوحيد والحمد لله رب العالمين.

وماذا عنكم أيها الدواعش. ما هو دينكم؟ ما مذهبكم؟ ما هو عرقكم؟ ما هي سلالتكم؟ ما أنتم إلا سلالة أنذال مرتزقة اجتمعت من أجل المال صنعتها الصهيونية العالمية المعادية للإسلام والإنسانية، نعم للإنسانية فهي تسفك دماء المسلمين وغير المسلمين في العراق والشام وباقي الدول الإسلامية وتخرب الأخلاق وتنشر الرذيلة وتحرر الشذوذ الجنسي في العالم كله ذرية بعضها من بعض تلك هي عقيدتهم الشاذة لا تفريق بينهم فالعدو واحد، هذه هي الحرب العالمية الثالثة محاربة الأخلاق والقيم الإنسانية.

إن كنتم تدعون الإسلام فالإسلام بريء منكم، فأنتم أشد قتلا وفتكا بالمسلمين وغير المسلمين. وإن كنتم تدعون عرقا خاصا مميزا محدد الثقافة والهوية فلا وطن لكم وان كنتم تدعون سلالة مميزة فلكم العبرة في الأمم السابقة التي دمرها الله كقوم لوط وفرعون وجنوده فهذا النوع من السلالات لا يتجدد، فالحاضر وليد الماضي والمستقبل وليد الحاضر وأنتم بجرائمكم لا ماضي لكم ولا حاضر فكيف تريدون أن يكون لكم مستقبل.

“إِنَّهُ مِن سُلَيْمَانَ وَإِنَّهُ بِسْمِ اللَّـهِ الرَّ‌حْمَـٰنِ الرَّ‌حِيمِ. أَلَّا تَعْلُوا عَلَيَّ وَأْتُونِي مُسْلِمِينَ” (سورة النمل، 30-31)

إن هاتين الآيتين الكريمتين من سورة النمل هما رسالة دعوة من سليمان عليه السلام إلى ملكة سبأ لترك التكبر والعلو والغلو والاستسلام لدعوة الإسلام كذلك هي بمثابة رسالة إلى كل عنصر من هذا التنظيم الإجرامي للمرتزقة لترك التكبر والتجبر والعلو والغرور قبل فوات الأوان فالهلاك وعد رباني لكل متجبر متكبر مستكبر والعبرة لمن يعتبر ومن كان يريد منكم محاولة اقتحام الجزائر أو المغرب الكبير فإن إبادتكم ستكون إن شاء الله على يد سلالة جيش سليمان عليه السلام.

والسلام.

أوشن محمد العربي
20 جويلية 2015

التعليقات مغلقة.

Exit mobile version