“الصهيوصليبية” تسعى لتكرس مقولة مغلوطة من قبيل ما غرنا به الأسلاف، وهي أسوء زلاتهم التراثية مقولة “شيطان تعرفه أفضل من ملاك لا تعرفه”. فدفعت بــ”السيسي” الذي أدى القسم أمام رئيسه مرسي بوداعة ملك ثم أوعزت إليه لينقلب ويخلع ثوب الملاك الوهمي ويكشف أنه مجرد شيطان رجيم كالشيطان المحبوس في “طرة”. صححوا أيها العرب، إن الشياطين الذين تعرفونها (مبارك ،الأسد،القذافي ،الصالح،زين العابدين) لا تختلف عن أي شيطان أخر لا تعرفونه، وأي ملاك نعرفه أو لا نعرفه أفضل من الشياطين كلهم، واعلموا أنه لا يوجد بين البشر ملاك، أما الشياطين فهم كثر خاصة في بلاد العرب “القمع ستانية”.

إن هذا النموذج هو الذي تريد “الصهيوصليبية” أن تشيعه في عقول الشعوب، بتطبيقه في مصر بداية باعتبارها المرجعية الريادية في البلاد العربية لتقديم عبرة لكل شعب تخامره فكرة التحرر وكسر قيد الفسدة المستبدين عملاء الغرب، وتحقق به في الوقت نفسه عقابا عمليا للذين ثاروا واسقطوا الأصنام.

ما تفعله “الصهيوصليبية” المتحالفة مع عمائمها الإسلامية – صدق وجدي غنيم في وصفهم بــ”عمم على رحم”-  تذكرنا نحن الجزائريين بالدور القذر الذي لعبته عمائم فرنسا (صوفية الزوايا المبتدعة المتخلفة) التي أسماها المرحوم مولود قاسم مشيخة “الزردات والهردات والوعدات”، تلك “القراقوزات” التي أعادت صياغة ركن ركين في أركان الإيمان على هوى سيدتهم “فافا” لا كما جاء به محمد (ص)، أدخلوا الرضا بالاستعمار والاستحمار ضمن نطاق دائرة القضاء والقدر الذي لا يُعترض عليه.

نفس الدور تمارسه مرجعيات نجد وأزاهرة “السيسي”، فكما يجلدون اليوم شهداء الشريعة والشرعية بسياط الفتاوى التحريضية وكليشيهات “الإرهاب”، كانت “زوايا” فرنسا المظلمة تجلد أحرار الجزائر بمثلها.

بعد الحكم القضائي الصادر أمس الأول بإخلاء سبيل رأس الفساد “حسني باراك” توازيا مع الإجهاز على كوادر من حركة الإخوان المعتقلين والزج بالقيادات الكبرى في غياهب “أبي زعيل” التي عرفوها وخبروها منذ أيام عبد الناصر في الستينات، وما أدراك ما الستينات علي رأي الرئيس مرسي، وافجاع قيادات أخرى في فلذات أكبادها ومقربيها كقتل ابنة البلتاجي ونجل نائب المرشد، وصهر الشاطر وغيرهم، بهذا يكون “السيسي” قد أعاد بعث دولة مبارك بإعمال سيف الإرهاب المنظم في المصريين، وهو ما يعكس رغبة “الصهيوصليبية” في مشهدها الأخير المفضي إلى رسالة واضحة للمصريين وباقي شعوب العرب، ألا فكاك من قيد الاستبداد والفساد، وأي ثورة لا تنتج إلا قتلا ودمارا تعود بعده دولة الفساد ولو بعد حين.

بقي فقط أن نذكّر بشيء مهم متمثل في مواقف ” كلاب الانقلاب” التي تنبح عبثا لإسقاط قيم في سمو السحاب، وكيف تعاملت بكل أساليب اليهود الواردة في القرآن الكريم والسيرة النبوية من تآمر وبث للفتن والأباطيل، كصناعتهم لـ”عجل السيسي” والعكوف عليه عابدين، والانقلاب على المصري الصميم معشوق الشباب الخلوق محمد أبو تريكة، تماما كما صنع يهود المدينة بسيدنا وسيدهم قبل ذلك عبد الله بن سلام حينما أنار الله بصيرته للحق واتبع دين محمد.  لم يكن”السيسي” إلا أداة تافهة في هذا الانقلاب الذي لم يستهدف الإخوان ولا الشرعية التي أتت بمحمد مرسي، بل هو انقلاب على الشريعة التي جاء بها محمد رسول الله، والتي لم يكن أعداء أمة محمد ليواجهونها من دون أعداء محمد المحسوبين على أمة محمد، وصدق محمد صلى الله عليه وسلم إذ يقول “لا أخشى على أمتي من اليهود بل أخشى على أمتي من يهود أمتي”

عبد الله الرافعي
20 أوت 2013

التعليقات مغلقة.

Exit mobile version