"كان خصمي وسيكون رئيسي وسنتعاون على خدمة بلدنا، ليبارككم الرب وليبارك أمريكا"

بهذه الكلمات وساعات بعد إغلاق صناديق الاقتراع، اعترف جون مكّين الأبيض بهزيمته وهنّأ غريمه أوباما الأسود، ابن راعي الماعز الكيني الأسود المسلم القادم من أدغال أفريقيا.

أوباما الشاب هو الذي سيقود أمريكا، أقوى إمبراطورية على الأرض وأكثرها تأثيراً على مجريات أحداث هذا العالم.

وسائل الإعلام المحلّية والعالمية وعلى تنوّعها شدّتها هذه الانتخابات كما لم يحدث من قبل في أيّ مكان وفي أيّ زمان فعمّقت تاريخية الحدَثْ.

ومن بين هذه الوسائل الإعلامية الفضائيات العربية التي بالغت في الإعجاب بحيوية أمريكا التي اختارت على رأسها واحداً من سلالةٍ كان قبل زمن غير بعيد يُحرّم على أحد أبنائها حتى ركوب حافلة إلى جانب الرّجل الأبيض.

من مفارقات القدر أنّ هذه الفضائيات يملكها في الغالب أسر حاكمة تتوارث السلطان أباً عن جد وكابراً عن كابر ولا يتغيّر فيها الحاكم إلاّ بملك الموت ليخلفه أحد ذراريه أو إخوانه، أو تملكها ما يسمّى بالجمهوريات التي تحوّلت إلى مَلَكيَات عسكرية لا يتغيّر فيها السُلطان إلا بزيارة ملك الموت أيضاً أو دبابة عسكر من الخصوم.

ملكيات عسكرية أغلب حكّامها جاوز السبعين فشاخ على الكرسي، وكثيرٌ منهم تسلل إليه الخرف بعد زهو العظَمة.

ملكيات عسكرية أو بزي مدني تدّعي أنّ بعدها الطوفان أو الطّالبان، تدّعي أنّ الحاكم فيها قدَرَاً مقدوراً لو تغيّر لبكت عليه الأرضُ ومعها السماء.

ملكيات عشش الخراب في أرجائها، والنفاق في أوصالها والفساد في آفاقها، فهي جاثمة على صدر شعوبٍ تئن تحت فقر متفاقم و قهر متعاظم، وفسادٍ ملأ دنيا النّاس بؤساً ويأساً وقنوطاً، فضاعت أوطانٌ وأخرى على أبواب الضّياع.

محمد العربي زيتوت
5 نوفمبر 2008

التعليقات مغلقة.

Exit mobile version