في الوقت الذي كان فيه العالم أمس الأحد،  يراقب إنتخابات تركيا المصيريّة بقلق وحذر، كانت قنوات التلفزيون في الجزائر تنقل احتفالات الذكرى الواحدة والستّين للثّورة الجزائريّة، بمقتضاها شاهد الجزائريون رئيسهم على كرسيّه المتحرّك، لأوّل مرّة منذ عام على الأقل، وهو يقوم بنشاط “كبير” تمثّل في وضع يده على إكليل من الزّهور في “مقام الشّهيد” وتمتمت شفتاه بما يعتقد أنّها تلاوة فاتحة الكتاب…

في ذات الوقت أيضا، كان قاتل السّاجدين في ساحات مصر، الجنرال المغمور الذي نصّب نفسه رئيسا، يلقي خطابا يئنّ فيه بالشّكوى من سحرته الذين كانوا حتّى أسابيع مضت، يقدّسونه حتّى جعلوه نبيّا مرسلا، فإذا بأكثرهم أصبح يتحدّث عنه اليوم باستهزاء جاوز السّخرية…خاصة بعد كارثة الانتخابات وغرق الإسكندريّة…

الجنرال الذي كلّما تحدّث أثبت أنّه أكثر بلاهة وحمقا ممّا ظنّ النّاس من قبل، قال أنّه سيشتكي إعلاميّيه للشّعب المصري، مضيفا بعبارات عتاب يملؤها الأسى، “إنتم بتعذبوني ليه”.

وهو نفس الإعلام الذي كان قد لعب دورا هائلا في شيطنة سلطة مدنيّة منتخبة لم يتجاوز  حكمها عاما واحدا، والذي مهّد بحملاته الكاذبة لانقلاب عسكريّ ساهمت فيه قوى الثّورة المضادّة لدولة مبارك المخلوع بدعم صهيونيّ خليجيّ غربيّ واضح وفاضح…

وكانت قد جرت قبل اسبوع في مصر العسكر، إنتخابات تشريعيّة شهدت مقاطعة غير مسبوقة، حيث لم تتجاوز نسبة النّاخبين 5 بالمائة، حتّى أنّ رئيس اللّجنة الانتخابيّة قال يسخرية سوداء، “لم تكن هناك تجاوزات انتخابيّة ولم يكن هناك ناخبين”…

يبدو أنّ أيّام الجنرال السيسي قد أصبحت معدودة، فدعم الرّوس والغرب والإمارات لم يعد يكفى فقطاعات هائلة من المصريّين تنظر إليه بغضب وسخط متعاظم…وتناقضاته مع آل سعود، مموّله الأكبر، في تفاقم ووصلت لحدّ ضرب  السّفير السّعودي في بيت السّفير الجزائري بالقاهرة من طرف رئيس جريدة الأهرام وهي الصّحيفة الحكوميّة الأكبر في مصر.

أسبوعا بعد إنتخابات عسكر مصر الفضيحة، ينبهر العالم بنسبة المشاركة في الانتخابات التركيّة التي جاوزت 87 بالمائة ممّا يجعلها من بين أعلى النّسب في العالم على الإطلاق. فأقدم و أرسخ الديمقراطيات في العالم تحلم بأن تقترب من تلك النّسبة.

إنتخابات بمقتضاها سيحكم حزب العدالة والتّنمية تركيا لخمسة أعوام دون منازع، ممّا يمكّن رئيس تركيا وصانع أمجادها، طيّب رجب أردوغان، أن يكمل مشروعات جبّارة بدأها قبل 13 عاما وجعلت من تركيا واحدة من أكثر اقتصادات العالم نشاطا وإزدهارا، رغم العدوات التي تحيطها من كلّ جانب، خاصّة بعد أن تحمّلت لواء الدّفاع عن الشّعوب المستضعفة في المنطقة العربيّة ابتداء من سوريا ومرورا بفلسطين و ليبيا والعراق، ناهيك عن الدّعم الذي تقدّمه لأقليّات مسلمة تضطهدها قوى عظمى كشعب الإيقور الخاضع لاحتلال  الصين والشّيشان التي تحتلّها روسيا…

لكنّ العدوات الأخطر  ضدّ أردوغان وحزبه تأتي من قوى داخليّة…

فالقوى العلويّة والشّيعيّة المحليّة تناصبه العداء من أجل سفّاح سوريا و أشياء أخرى…

وقوى اليسار المتطرّف تخشى من استعادة هويّة تركيا الإسلاميّة و أشياء أخرى…

وقوى اليمين المتطرّف تناوئه بشدّة بسبب إعطاء حقوق ثقافيّة و لغويّة للأكراد و أشياء أخرى…

وقوى الكرد الانفصاليّة بزعامة جناحها العسكري تقاتله لأنّها تريد قيام أمّة كرديّة تقتطع أجزاء هائلة من تركيا و أشياء أخرى…

وجماعات “إسلاميّة” تحالفت حتّى مع الصّهيونيّة العالميّة وإمارات خليجيّة  تنازعه السّلطة – غيلة وغدرا – وقد تغلغلت في كيان موازٍ لضرب نظام الحكم من داخل أروقة الدّولة…

بينما داعش، المتنطّعة أو المفبركة على حدّ سواء،  فقد فجّرت عشرات القنابل البشريّة في مدن تركيا، كان آخرها تفجيرات أنقرة مؤخّرا وهي الأشدّ دمارا في تاريخ تركيا القريب…

و ما انفكّ أردوغان وإخوانه يخوضون حربا  شرسة على كافّة المستويات مع العسكريّة التّركيّة، التي كانت قد تملّكت تركيا لعقود طويلة  وقزّمتها وتلاعبت بكبار سياسيّيها حتّى أنّها أعدمت أكثرهم شهرة وشعبيّة…

عداء هائل ومتصاعد من قوى كثيرة، أشرت لبعضها فقط، زاد حكّام تركيا الذي يسمّيهم الغرب – تشنيعا وتخويفا وتذكيرا بصراعات تاريخية- ب”العثمانيين الجدد”، زادهم إصرارا على خوض معارك متعدّدة في نفس الوقت وبمهارة قلً نظيرها، وهو ما أثبتته إنتخابات أمس التي جعلتهم يحصلون على أعلى الأصوات في تركيا منذ أن وُجدت تركيا الحديثة…

في هذا الوقت غرقت الجزائر في أوحال الأمطار التي تساقطت قبل أيّام، كما تغرق في فضائح فساد جعلت الألف مليار دولار التي دخلت البلاد في 16 عاما من حكم آل بوتفليقة،  وكأنها أملاح تبخّرت في مياه ساخنة…

فالملايين من النّاس بلا عمل و ملايين أخرى بلا سكن…والمدارس في وضع يُرثى له و المستشفيات أصبحت أٌقرب إلى زرائب حيوانات… والشّباب  يهرب بعضه  لأرض الله المغلقة في وجوههم… وآخر يهرب لمتعة زائفة توفّرها المخدّرات التي انتشرت في جزائر العزّة والكرامة،  التي عادت فرنسا تقرّر فيها أكثر الشّؤون حساسيّة، بما فيها من يحكم بلاد الشّهداء بعد أن فُتحت لها الخزائن و الأسواق و الأجواء على حدّ سواء.

جزائر تتلبّد سحبها تلبّدا يوحى بأنّ طوفانا عارما قد أصبح على الأبواب يوشك أن يقلبها رأسا على عقب، ولتدخل المنطقة كلّها بما فيها أروبّا عهدا من الاضطرابات العارمة…تكون فيها بواخر السّوريّين رحمة لأروبّا ممّا هو قادم من الجزائر، التي ساهم الغرب وعلى رأسه فرنسا وأمريكا في وضع أحد أكثر الأنظمة رداءة وفسادا لحكمها، معتقدا أنّ ذلك سيكون انتقاما من ثورة الفاتح من نوفمبر…

و انتقاما من التّاريخ…

محمّد العربي زيتوت
2 نوفمبر 2015

12 تعليق

  1. مسعود بتاريخ

    لماذا هذا التشاؤم
    يا أخ العربي، لماذا هذا التشاؤم و الصورة القاتمة عن الجزائر؟؟؟ أنت تعلم أن جزائر اليوم غير جزائر 1988… اليوم الإعلام و المواطن يتمع بحرية تعبير لا توجد في أي دولة عربية، وقعت تطورات سياسية لم نتخيلها نحن الجزائريون يوما. النظام اليوم أكثر إنصاتا، و المعارضة أكثر نضجا، و الشعب أكثر حنكة. إذا وقع مكروه للجزائر فأنتم من تحركوه بمعية القوى المتربصة بالجزائر عقابا لها على مواقفها من القضايا العادلة و على رأسها فلسطين. فرفقا بأوطانكم و إخوانكم و لا تعينوا الأعداء على خراب بيتكم كما فعله الليبيون.

  2. بوعلام بتاريخ

    باركاونة من الشيتة … الكوستيم تقطع!
    [quote name=”مسعود”]يا أخ العربي، لماذا هذا التشاؤم و الصورة القاتمة عن الجزائر؟؟؟ أنت تعلم أن جزائر اليوم غير جزائر 1988… اليوم الإعلام و المواطن يتمع بحرية تعبير لا توجد في أي دولة عربية، وقعت تطورات سياسية لم نتخيلها نحن الجزائريون يوما. النظام اليوم أكثر إنصاتا، و المعارضة أكثر نضجا، و الشعب أكثر حنكة. إذا وقع مكروه للجزائر فأنتم من تحركوه بمعية القوى المتربصة بالجزائر عقابا لها على مواقفها من القضايا العادلة و على رأسها فلسطين. فرفقا بأوطانكم و إخوانكم و لا تعينوا الأعداء على خراب بيتكم كما فعله الليبيون.[/quote]
    [b]
    حتى لواحد عايش في نادي الصنوبر لازملو حبوب مهلوسة كي يصدق هذا الهراء … نحن الجزائريون قالك؟ ياخي حالة ياخي![/b]

  3. مسعود بتاريخ

    دع عنك الإتهمات و السوقوية
    الشيتة لمن؟ و لأي غاية؟؟ خلي كلامك موزون و دع عنك الإتهمات و السوقوية. كل واحد حر في رأيه. يعني الواحد لازم يشوف نصف الكأس الفارغ فقط، و إلا فهو شيات. أعرف مشاكل البلد السياسية و الإقتصادية ربما أكثر من غيري. و أدرك عمق الأزمة. لكن أدرك أيضا أنه بالحراك السلمي تحقق الكثير. يجب المقارنة بين 1985 و 2015 لندرك أين كنا و أين نحن اليوم. و لا ينكر ما تحقق إلا جاحد أو حاقد. لكن ما زال الكثير الكثير لتصل الجزائر إلى فعلا ما نصبو إليه من التداول السلمي على السلطة، القضاء النزيه المستقل، و إقتلاع الفساد من جهزة الدولة، و تحقيق إقتصاد حقيقي قوي لا يستند عن ريع النفط و الغاز. هذه هي كبرى التحديات. يجب مواصلة الضغط و الحراك السلمي حتى تتحقق هاته الغايات.

  4. بوعلام بتاريخ

    ضربني وبكى..
    [quote name=”مسعود”]دع عنك الإتهمات و السوقوية[/quote]
    [quote name=”مسعود”]الشيتة لمن؟[/quote]

    الشيتة للنظام القائم طبعا! ولا ترى عيبا هنا إلا في مقاوميه.. أنت الذي تتهم بلا دليل ولا حتى قرينة ..كما تعودنا في لغة الخشب الرسمية..

    [quote name=”مسعود”]إذا وقع مكروه للجزائر فأنتم من تحركوه بمعية القوى المتربصة بالجزائر… (إلى آخر الهراء الرسمي المعهود)[/quote]

    [quote name=”مسعود”]و لأي غاية؟؟[/quote]

    الله أعلم بنيتك .. غفلة، خبزية أو مجرد جبن فكري؟ مشكلتك لوحدك.

    الجزائر في أسوء حال لها منذ نشأتها ومازال هناك أمثالك لمحاولة (مفضوحة) لتمديد عمر نظام سياسي أثخن في الفشل، تخضرم في الجريمة وتمادى في الخيانة.

    طبعا أنت حر في اقتراح حلول مثالية منوّمة ولكن لا يمنع ذلك الحق أن تسبب آراؤك عند قُرائها الإحساس بالملل والقرف أو حتى الضحك والسخرية من كثرة سماعها وتكرار اجترارها من أفواه منظري السلطة ومنومي الشعب بالتبلعيط.

    عجبتني خاصة عبارة “الحراك السلمي” الذي تسميه “ضغطا” .. لا تضغطوا كثيرا قد يشتم النظام الرائحة التي تنبعث من بعد!

  5. بوعلام بتاريخ

    ضربني وبكى..
    [quote name=”مسعود”]دع عنك الإتهمات و السوقوية[/quote]
    [quote name=”مسعود”]الشيتة لمن؟[/quote]

    الشيتة للنظام القائم طبعا! ولا ترى عيبا هنا إلا في مقاوميه.. أنت الذي تتهم بلا دليل ولا حتى قرينة ..كما تعودنا في لغة الخشب الرسمية..

    [quote name=”مسعود”]إذا وقع مكروه للجزائر فأنتم من تحركوه بمعية القوى المتربصة بالجزائر… (إلى آخر الهراء الرسمي المعهود)[/quote]

    [quote name=”مسعود”]و لأي غاية؟؟[/quote]

    الله أعلم بنيتك .. غفلة، خبزية أو مجرد جبن فكري؟ مشكلتك لوحدك.

    الجزائر في أسوء حال لها منذ نشأتها ومازال هناك أمثالك لمحاولة (مفضوحة) لتمديد عمر نظام سياسي أثخن في الفشل، تخضرم في الجريمة وتمادى في الخيانة.

    طبعا من حقك اختيار الركون للواقع وتجميله بالهراء ولكن السؤال هنا لماذا التفرعن والتطاول على من يناضل من أجل تغير جذري حقيقي للنظام السياسي بالطرق اللا-عنفية؟ واتهامهم بالمجان؟ هذا أكثر من مشبوه.

    عجبتني خاصة عبارة “الحراك السلمي” الذي تسميه “ضغطا” .. لا تضغطوا كثيرا قد يشتم النظام الرائحة التي تطلع!

  6. مسعود بتاريخ

    ماذا تقترح؟؟
    أنت تقول عن الحراك السلمي و المقترحات الي قدمتها هي تنويم و إطالة لعمر النظام. و كأنني سأكثرت و أبكي إذا تغير النظام. قل لي: ما هو الحل عندك؟ ثورة مسلحة؟ تدخل خارجي من الناتو مثلا؟ ماذا تقترح؟؟ كن موضوعي و أخبرنا. أنا لا يهمي أن يحكم علي بن فليس، علي بلحاج أو السعيد سعدي… المهم عندي ما يلي: 1) حقن دماء المسلمين، 2) عدم المس بمقومات الأمة و على رأسها الإسلام، 3) الحفاظ على أجهزة الدولة (و ليس بالضرورة النظام)، 4) الحفاظ على المؤسسات و الممتلكات الخاصة و العامة. كفانا من الدماء و الدمار و الفوضى. لأنني شخصيا، أفضل نظاما متسلطا على الفوضى و اللانظام الذي يؤدي لسفك الدماء و ترويع الآمنين. هذا رأيي الخاص، و هو نابع من فهمي للشريعة السمحاء. و إذا أردت أن تفهم كلامي، فاسأل الليبيين!

  7. بوعلام بتاريخ

    أيوه! .. بدأ التفكير..
    [quote name=”مسعود”]أنت تقول عن الحراك السلمي و المقترحات الي قدمتها هي تنويم و إطالة لعمر النظام. و كأنني سأكثرت و أبكي إذا تغير النظام. قل لي: ما هو الحل عندك؟ ثورة مسلحة؟ تدخل خارجي من الناتو مثلا؟ …[/quote]
    أفطن يا أخي ودع عنك الفزاعات ووسائل التخويف والإحباط المستهلكة:
    – “الثورة المسلحة” التي فجرها العسكر هي التي قضت على سيادة الشعب وحاضره ومستقبله (لا قدر الله) ومكنت للاستبداد.
    – الناتو ساكن في غرفة نوم رئيس هذا النظام وقيادته العسكرية.
    – الخارج لا يحتاج للتدخل لأنه يتحكم في مقاليد السلطة وخيرات البلاد منذ عقود.

    [quote name=”مسعود”] ماذا تقترح؟؟ …[/quote]
    هذه هي المشكلة وسبب تدخلي هنا:
    لو استمعت مثلا للسيد زيتوت بدلا عن اتهامه بالعمالة كما تفعل أبواق السلطة لاستوعبت الفرق بين “الحراك السلمي” الذي لا معنى عملي له و”النضال السياسي اللا-عنفي الاستراتيجي” الذي تدعوا له حركة رشاد منذ 2007 (يعني قبل الثورات أو ما يسمى بالربيع العربي).

    المشكلة كذلك (وإذا افترضنا حسن النية) أنك لا تفرق بين “النظام” و”النظام السياسي”. لا أطالب بتغير “النظام” لأن هذه العبارة باتت في مفهوم الناس كأنها مطالبة بتغير الأشخاص والبحث عن الزعيم المنقذ أو الرهان على فريق قيادي جديد يكون مثاليا نضيع معه أجيال وعقود أخرى.

    هذا “المنوم الأول” أما “المنوم الثاني” فهو المطالبة بإصلاحات جميلة ومثالية في إطار النظام السياسي الحالي يعني مطالبة الدكتاتورية الفاسدة المفسدة بتغيير نفسها.

    فنأتي للنقطة والاقتراح.. فإن لم تكن تميز بين “الحراك السلمي” و”النضال اللا-عنفي الاستراتيجي” فلنختصر المفهوم بـ:
    – توعية و تحسي الجزائريين بضرورة العمل [b]المنظم[/b] الحر خارج إطار نظام مستبد لا يحترم لا دستور ولا قانون. لا نحصل على شيء بلا تنظيم ذاتي!
    – تعريف الناس والمناضلين بالوسائل اللا-عنفية المتاحة للنضال (قد أصبح هذا علم بحد ذاته يدرس في الجامعات).
    – دعوة الشعب لاستيعاب شروط تحقيق “دولة القانون” و”التسيير الديموقراطي لمؤسسات البلاد” كي لا يتنازل عنها (يعني عن سيادته) مقابل “إصلاحات” وتغيرات رنانة على الورق.
    – تدريب الراغبين في التغيير على النشاط الإيجابي، الحوار، التفاوض، الثبات على الأساس والمرونة في التفاصيل، الانضباط والالتزام بالعهود والاتفاقيات إلخ..

    كما ترى فإنها ورشة كبيرة على مقاس حجم الأزمة وخطورة الوضع ليس فيها مجال للتهور ولا للارتجال كم أنها تعتمد على الذات وليس على يتفضل علينا الغير (نظاما كان أو قوة “عظمى”) بل تتطلب العلم والجهد والثبات؛ يرافقها حلم الجزائريين ولكن لا تعتمد عليه.

  8. مسعود بتاريخ

    الشيطان في التفاصيل
    يا أخي أنا لم أتهم الأخ العربي زيطوط أو غيره بالعمالة. أنا من المستمعين له باستمرار و لو أني لا أشاطره الرأي دائما. أنا أطلب التحرك بحذر و عدم الوقوع في شراك من لا يريدون خيرا للجزائر و قد يركبون موجة أي حراك معارض لتحيق مآربهم. الكل يرى ما حذث في ليبيا، مأساة حقيقية، أصبح ثوار و معارضي الأمس يقاتلون بعضهم البعض. و بعض الممارسات، باعتراف الليبيين أنفسهم، أسوء مما كانت أيام القذافي. أنا ممن يؤمنون أن ثورة الذهنيات تبدأ قبل ثورة تغيير الأنظمة، لأن القاعدة الربانية واضحة “كما تكونوا يولى عليكم”. الدكتاتوريات تصنعها الشعوب بالتبجيل و التأليه للأشخاص. هذه عقدة راسخة في شعوبنا. كيف نتخلص منها؟؟ على كل، أنا عندي لك سؤال يحيرني: لما لا تنشط رشاد بمسؤوليها داخل الجزائر؟؟ فهناك معارضين داخل الجزائر شرسين جدا على النظام، صحيح يتعرضون لمضايقات و هذه ضريبة أنك تعارض، لكن على الأقل يعيشون وسط الشعب و يلامسون الواقع اليومي و يحتكون بباقي المعارضة و يقدمون مساهمتهم في التغيير. الأغلبية الساحقة للشعب تدرك حتمية التغيير، لكن الإختلاف في الوسائل و المشروع البديل. و المشروع البديل الذي تجنبت التحذث عنه هو مشكل كبير… فهناك المشروع الإسلامي (بتنوعاته) و هناك المشروع العلماني و هناك المشروع الوطني. الصراع في ليبيا بين ثوار الأمس-أعداء اليوم يدخل في هذا الإطار (و لو أن الولاءات الخارجية أيضا زادت الوضع تعقيدا). فكما يقول المثل الإنجليزي: الشيطان في التفاصيل. جميعنا يدرك حتمية التغيير الجذري. الإختلاف في الوسائل و البديل. أظنك تشاطرني الرأي؟

  9. DZiri45 بتاريخ

    1er Novembre 1954
    @Messaoud
    Sallamu allaykum
    Considerer votre « avis », sur ce qui se passe en Algerie, conforme à notre « Loi samha » est on ne peut plus leger pour ne pas dire autre chose.

    « أفضل نظاما متسلطا على الفوضى و اللانظام الذي يؤدي لسفك الدماء و ترويع الآمنين. هذا رأيي الخاص، و هو نابع من فهمي للشريعة السمحاء ».

    Voici ce que a dit Allah :Sura12 Hud,Verset 113 :
    « -وَلاَ تَرْكَنُواْ إِلَى الَّذِينَ ظَلَمُواْ فَتَمَسَّكُمُ النَّارُ وَمَا لَكُم مِّن دُونِ اللّهِ مِنْ أَوْلِيَاء ثُمَّ لاَ تُنصَرُونَ «
    Et voici son Tefsir par Ibn Kathir:
    وقوله « ولا تركنوا إلى الذين ظلموا » قال علي بن أبي طلحة عن ابن عباس لا تداهنوا وقال العوفي عن ابن عباس هو الركون إلى الشرك وقال أبو العالية لا ترضوا بأعمالهم وقال ابن جرير عن ابن عباس ولا تميلوا إلى الذين ظلموا وهذا القول حسن أي لا تستعينوا بالظلمة فتكونوا كأنكم قد رضيتم بأعمالهم « فتمسكم النار ومالكم من دون الله من أولياء ثم لا تنصرون » أي ليس لكم من دونه من ولي ينقذكم ولا ناصر يخلصكم من عذابه .

    Toujours dans la mme sura, verset 96 à 98 :
    « وَلَقَدۡ أَرۡسَلۡنَا مُوسَىٰ بِـَٔايَـٰتِنَا وَسُلۡطَـٰنٍ۬ مُّبِينٍ (٩٦) إِلَىٰ فِرۡعَوۡنَ وَمَلَإِيْهِۦ فَٱتَّبَعُوٓاْ أَمۡرَ فِرۡعَوۡنَ‌ۖ وَمَآ أَمۡرُ فِرۡعَوۡنَ بِرَشِيدٍ۬ (٩٧) يَقۡدُمُ قَوۡمَهُ ۥ يَوۡمَ ٱلۡقِيَـٰمَةِ فَأَوۡرَدَهُمُ ٱلنَّارَ‌ۖ وَبِئۡسَ ٱلۡوِرۡدُ ٱلۡمَوۡرُودُ . »

    Sallamu Allaykum
    DZiri45

  10. بوعلام بتاريخ

    RE: الفاتح من نوفمبر… في تركيا ومصر والجزائر
    [quote name=”مسعود”] … لما لا تنشط رشاد بمسؤوليها داخل الجزائر؟؟ فهناك معارضين داخل الجزائر شرسين جدا على النظام، صحيح يتعرضون لمضايقات و هذه ضريبة أنك تعارض، لكن على الأقل يعيشون وسط الشعب و يلامسون الواقع اليومي و يحتكون بباقي المعارضة و يقدمون مساهمتهم في التغيير … [/quote]
    النظام يسمح بالمعارضة “الشرسة” كما تسميها ويسمح حتى بالهجوم اللفظي على الشخصيات ويسمح بنشر الفضائح بل أصبح يسمح حتى باتهام السلطة والمسؤولين بالخيانة والعمالة للغرب والفساد وسرقت المال العام إلخ… لأنه يعلم وأصبح متيقنا بتجربته وتمسكه بزمام السلطة والمعارضة الرسمية معا أن هذا كله لن ينال منه ولا يشكل خطر على بقائه … الشيء الوحيد الذي لم ولن يسمح به هو إمكانية عمل شعبي منظم يفرض تغيير “حقيقي” للنظام السياسي ويضمن مراقبة الشعب لمؤسسات الدولة (وعلى رأسها الجيش والمخابرات) … وهذا هو السبب الذي يجعل النظام لا يسمح لحركة رشاد بالعمل بكل ثقلها ورموزها في الداخل (رغم وجود نشاط للحركة معلن و”مضايق” في نفس الوقت) .. ولما أقول “لا يسمح” لا أقصد بذلك “المضايقات” بل أعني القمع الجسدي و”الاجتثاث” أو “الاستئصال” كما يحلوا لهم تسميته.

  11. مسعود بتاريخ

    RE: الفاتح من نوفمبر… في تركيا ومصر والجزائر
    [quote name=”DZiri45″]@Messaoud
    Sallamu allaykum
    Considerer votre « avis », sur ce qui se passe en Algerie, conforme à notre « Loi samha » est on ne peut plus leger pour ne pas dire autre chose.

    « أفضل نظاما متسلطا على الفوضى و اللانظام الذي يؤدي لسفك الدماء و ترويع الآمنين. هذا رأيي الخاص، و هو نابع من فهمي للشريعة السمحاء ».

    Voici ce que a dit Allah :Sura12 Hud,Verset 113 :
    « -وَلاَ تَرْكَنُواْ إِلَى الَّذِينَ ظَلَمُواْ فَتَمَسَّكُمُ النَّارُ وَمَا لَكُم مِّن دُونِ اللّهِ مِنْ أَوْلِيَاء ثُمَّ لاَ تُنصَرُونَ «
    Et voici son Tefsir par Ibn Kathir:
    وقوله « ولا تركنوا إلى الذين ظلموا » قال علي بن أبي طلحة عن ابن عباس لا تداهنوا وقال العوفي عن ابن عباس هو الركون إلى الشرك وقال أبو العالية لا ترضوا بأعمالهم وقال ابن جرير عن ابن عباس ولا تميلوا إلى الذين ظلموا وهذا القول حسن أي لا تستعينوا بالظلمة فتكونوا كأنكم قد رضيتم بأعمالهم « فتمسكم النار ومالكم من دون الله من أولياء ثم لا تنصرون » أي ليس لكم من دونه من ولي ينقذكم ولا ناصر يخلصكم من عذابه .

    Toujours dans la mme sura, verset 96 à 98 :
    « وَلَقَدۡ أَرۡسَلۡنَا مُوسَىٰ بِـَٔايَـٰتِنَا وَسُلۡطَـٰنٍ۬ مُّبِينٍ (٩٦) إِلَىٰ فِرۡعَوۡنَ وَمَلَإِيْهِۦ فَٱتَّبَعُوٓاْ أَمۡرَ فِرۡعَوۡنَ‌ۖ وَمَآ أَمۡرُ فِرۡعَوۡنَ بِرَشِيدٍ۬ (٩٧) يَقۡدُمُ قَوۡمَهُ ۥ يَوۡمَ ٱلۡقِيَـٰمَةِ فَأَوۡرَدَهُمُ ٱلنَّارَ‌ۖ وَبِئۡسَ ٱلۡوِرۡدُ ٱلۡمَوۡرُودُ . »

    Sallamu Allaykum
    DZiri45[/quote]

    أخ الدزيري، السلام عليكم و رحمة الله. بارك الله فيك. لا أظن أننا نختلف. متفق معك في قضية الركون إلى الظالم من مداهنة قد تصل حد التواطئ. لكن هناك نصوص صريحة و آراء للسلف الصالح في على اللهى قضية الخروج عن الحاكم إذا كانت تؤدي إلى فتنة أكبر كسفك الدماء مثلا. فأهون على أن تهدم الكعبة من أن تراق قطرة دم واحد لمسلم. حتى خروج الحسين على معاوية رأى فيه كبار الصحابة فتة لما ترتب عنه من إراقة دماء و تفرقة بين المسلمين. فالصبر على الظلم و الطغيان (ما إن أقاموا فيكم الصلاة) له ما يبرره و لا يسمى ركونا، لأنه ليس فيه رضى أو مداهنة. لكن هذا لا يمنع من إنكار المنكر، المناصحة، المطالبة و السعي للتغيير. هذا و الله أعلم. و السلام عليكم.

  12. مسعود بتاريخ

    RE: الفاتح من نوفمبر… في تركيا ومصر والجزائر
    [quote name=”بوعلام”][quote name=”مسعود”] … لما لا تنشط رشاد بمسؤوليها داخل الجزائر؟؟ فهناك معارضين داخل الجزائر شرسين جدا على النظام، صحيح يتعرضون لمضايقات و هذه ضريبة أنك تعارض، لكن على الأقل يعيشون وسط الشعب و يلامسون الواقع اليومي و يحتكون بباقي المعارضة و يقدمون مساهمتهم في التغيير … [/quote]
    النظام يسمح بالمعارضة “الشرسة” كما تسميها ويسمح حتى بالهجوم اللفظي على الشخصيات ويسمح بنشر الفضائح بل أصبح يسمح حتى باتهام السلطة والمسؤولين بالخيانة والعمالة للغرب والفساد وسرقت المال العام إلخ… لأنه يعلم وأصبح متيقنا بتجربته وتمسكه بزمام السلطة والمعارضة الرسمية معا أن هذا كله لن ينال منه ولا يشكل خطر على بقائه … الشيء الوحيد الذي لم ولن يسمح به هو إمكانية عمل شعبي منظم يفرض تغيير “حقيقي” للنظام السياسي ويضمن مراقبة الشعب لمؤسسات الدولة (وعلى رأسها الجيش والمخابرات) … وهذا هو السبب الذي يجعل النظام لا يسمح لحركة رشاد بالعمل بكل ثقلها ورموزها في الداخل (رغم وجود نشاط للحركة معلن و”مضايق” في نفس الوقت) .. ولما أقول “لا يسمح” لا أقصد بذلك “المضايقات” بل أعني القمع الجسدي و”الاجتثاث” أو “الاستئصال” كما يحلوا لهم تسميته.[/quote]

    ألا تعتبر هذا إنجازا… كنا نعيش في رعب مكممي الأفواه، و كل شئ له علاقة بالسلطة من الخطوط الحمراء. لا صحافة و لا قنوات مستقلة… على الأقل المواطن “يفرغ قلبو”، ربما في الفراغ، لكن أحسن من الكبت القاتل. كيف يتأتى العمل الشعبي المنظم، و الشعب منشطر على نفسه إلى أحزاب و أيديولوجيات، كل واحد يغني مواله؟ هذا ما قلته: إيجاد البديل ليس سهلا… فالمشروع الإسلامي مثلا ترفضه شريحة معتبرة، و كذلك بالنسبة للمشروع العلماني. البعض يتكلم عن الإسلام العلماني كالنموذج التركي، الذي أراه متناقضا إلى أبعد الحدود! بماذا نعوض النظام الحالي…. سؤال كبير جدا. فيما يخص رشاد، أعتقد أن النظام سيتركها تعمل بكل ثقلها للسبب الذي ذكرته: لن يكون هناك إلتفاف شعبي حول رشاد لأن الشعب مشتت. و أنت تدري ماذا حذث لحركة بركات!

Exit mobile version