قراءة في منارين: “منار” العروة الوثقى في باريس و “منار” جزائر ابن باديس

بمناسبة الذكرى الـ 92 لتأسيس جمعية العلماء المسلمين
محمد مصطفى حابس: جنيف / سويسرا
ونحن نستعد للاحتفال بالذكرى الـ 92 لتأسيس جمعية العلماء المسلمين، أو على حد تعبير أستاذنا سي الهادي الحسني ” خير جمعية أخرجت للناس”، الذي يصادف هذه السنة يوم الجمعة 5 ماي 2023، حري بنا أن نعود للتاريخ لتأمل والتبصر، مما عاناه رجال جبال، من هذه الأمة من المعاصرين الذين عاشوا قبلنا بعقود في الغرب عموما وأوروبا خصوصا، منهم على سبيل الذكر لا الحصر، من رجال الجزائر أمثال الشيخ الفضيل الورثلاني (1900–1959) والمفكر مالك بن نبي (1905- 1973 م) وشيخنا العلامة محمود بوزوزو (1918- 2007م) و ..، وقبلهم من غير الجزائريين أمثال المفكر جمال الدين الافغاني (1838-1897م) والعلامة محمد عبدو (1849 – 1905م) رحمة الله عليهم جميعا، وما يعانيه من حصار ذوي القربى لحد الساعة بعض مشايخنا و أئمتنا وبعض مفكرينا في الغرب.. و أمام هذه القامات المخلصة مع قلة عتادها ووسائله، لا يسع المنصفين إلا أن يستصغروا جهود أبناء جيلنا الحالي، و حق لنا أن نقول ببساطة لأنفسنا ومن حولنا أين نحن من أولئك الأسود الفحول !!.. أقولها صادقا لا تزلفا، لأني لما أقرأ ما كتبه شيخنا العلامة محمود بوزوزو في جريدة ” المنار (الجزائرية)” في خمسينات القرن الماضي، وأيضا ما كتبه في الستينات رفيق دربه الشيخ سعيد رمضان في مجلة “المسلمون” لسان حال المركز الإسلامي بجنيف، فنكتشف بونا شاسعا، بين رجال اليوم ورجال الأمس القريب !!
بين جهادي، رجال اليوم ورجال الأمس القريب:
وهذا الشيخ سعيد رمضان المدير الأسبق للمركز الإسلامي بجنيف، يكتب هذه اللطائف غاية في الأهمية، عن تاريخ المسلمين- حتى في احلك عصوره- كان عامرا بسير “الرجال” الكبار الذين جددوا لهم أمر دينهم ووهبوا لهذا الدين خالصة نفوسهم وزهرة حياتهم، وبقيت سيرهم نماذج من أعز التراث وأنفسه للعاملين من بعدهم: يستوحونها، يعتزون بأخبارها، ويصلون جهادهم بجهاد سلفهم الصالح، عملا بقول النبي ( ص) :” إنَّ اللَّهَ يبعثُ لِهَذِهِ الأمَّةِ على رأسِ كلِّ مائةِ سنةٍ من يجدِّدُ لَها دينَها ” صحيح أبي داود/ الرقم: .4291
من هؤلاء ” الرجال” من كان مجيئهم على موعد مع ظروف تاريخية مواتية أحسنوا فهمها، والتفاعل معها، فاستطاعوا ركوب مدها الصاعد الى حيث أعزوا الإسلام وأهله. ومنهم من قاد معارك التجديد الفكرية في فترات ” الجزر”- حين استحكم طغيان العدو وفشت روح الهزيمة وانقطعت جمهرة الأمة، أو كادت، عن الشعور بذاتيتها المتميزة في محض دينها وتاريخها وتراثها، فكانت مهمتهم تحديا كاملا لتيار العصر، و إصرارا باهرا على اثبات مقدرة الإسلام في الغرب على استخلاص كيانه وتجديد شبابه واحقاق حقه رغم زخرف الباطل و صولة المبطلين..

تاريخ ” الرجال” حقيق ان يكون أجل في العبرة، وأصعب في التوثيق:
والتاريخ لهذا الصنف الثاني من ” الرجال” حقيق ان يكون أجل في العبرة، وأصعب في التوثيق:
– أجل في العبرة لأن المسلمين اليوم في حالة ” جزر” لم يسبق لها في التاريخ مثيل – و ان لوّح المسئولون عنها وعن عواقبها بشعارات الإسلام ولبسوا لباس الحريصين على جمع شمل أهله ومدارسة قضاياه،
– أصعب في التوثيق لأن الحركات التي قادها هؤلاء الرجال- في عهود الانتكاس وغلبة الباطل- قد حيل بينها وبين التحدث عن نفسها ودحض ارجاف أعدائها، بل قد أمعن هؤلاء الاعتداء في تلبيس الحقائق وتزوير الوثائق، كي يطمسوا معالم جريمتهم في الحاضر والمستقبل – كأنما لم يكفهم تضليل الأحياء فأحكموا ربقة طغيانهم حتى لا يفلت منها جيل يأتي من بعد، وكأنما سوّلت لهم سكرة البغي أن مسامع التاريخ – كمسامع المستضعفين– لا ينبغي ان تسمع إلا منهم، ولا يسوغ أن يبلغها إلا قولهم من دون الناس كلهم، اليوم وغدا و بعد غد !
– وتجلية الحقائق وتمحيص الوثائق عمل ضخم لا بد له من عنصر الزمن مع عنصر التحقيق التاريخي معا، وأصدق ما يصدق ذلك في الحركات الحديثة التي لا تزال ترزح تحت أغلال أعدائها الضارين في التلبيس والتزوير، مهما تسترت هذه الأغلال بغلالات من الشرعية المفتراة كذبا على الله والناس والتاريخ، ولكن عين الله لا يعزب عنها مثقال ذرة، ووعي الناس في مداه الممتد، عبر الزمان لا تحكمه سلطان بشر مهما بغى واستطال، ومرصد التاريخ الشاهق لا يلبث أن يكشف الخبيء ويحصي الشوارد والأوابد ويضيئ المعالم التي طمرها إفك البغاة الى حين.
من سير “الرجال الكبار” الذين بذلوا من العرق والدم، وكابدوا الجزر والمد للغة العنف بالمخالب والأنياب
فلا عجب أن يعاني العاملون للإسلام من قلة ما أدركته جهود المؤرخين – الأمناء!- في تحقيق سير “الرجال الكبار ” الذين تحدوا التيار و كابدوا ” الجزر” الغالب دون أن يواتيهم، إبان حياتهم، ” مد” سانح يركبونه إلى ما أرادوا – رغم كل ما بذلوا لإدراك ذلك من الكدح المضني والعرق والدم العزيز.
والعجب لا شك أقل حين يتصل الأمر بقادة الحركات الحديثة التي لا يزال أعداؤها يعيثون عيث الضباع الهائجة في غابة تتغشاها غواشي الروع من شرعة الغدر والغاب وهيجة النهم ولغة المخالب والأنياب.
وإذا كانت سير هؤلاء ” الرجال الكبار” لا تجد ما هي جديرة به من التحقيق العلمي ولو الى حين، ويتأثر بذلك جورها في ازجاء العبرة وتركيز الاسوة عند من يأتي بعدهم من العاملين، فإنه لا يقل عن هذا التخلف آخر يقع فيه كثير من مؤرخي السير حين تشغلهم جوانب المعركة مع أعداء الإسلام، وما تقلب عليهم فيها من صنوف الأذى والكيد والعدوان، فيغفلون عما ابتلي قادة هذه المعركة من مساءات قومهم وبني دينهم، بل رفاقهم الذين أعطوا بيعة الولاء والجهاد، وهو جانب من الابتلاء ما أكثر ما يكون أحز في النفس وأشد مرارة في المعاناة وأقصم للظهر- ذلك أن نوازله تدهم المبتلين بها من حيث يظنون الحماية والأمن، وتفجعهم في أعز ما يسكنون اليه- بعد فضل الله – من مشاعر الثقة والتناصر والوفاء بالعهد، على حد قول الشاعر:
وظلم ذوي القربى أشد مضاضة *** على المرء من وقع الحسام المهند
و أشد ما ينكب به ” الرجال الكبار” على أيدي الذين عوّلوا عليهم في أمانة البلاغ وفي مكافحة عوادي السوء أمران: أن ينتكس أفق الدعوة الفسيح المشرق في أفهامهم القاصرة فيستحيل الى عصيبات ما أنزل الله بها من سلطان، وأن ينتكس ولاؤهم لله والحق فتخالف بينهم الأهواء ويتنازعون على زيف الجاه والمتاع..
رجال بين منارين : “منار” العروة الوثقى من باريس و” منار الجزائر” من شباب ابن باديس:
من هؤلاء “الرجال الكبار” الذين ربطوا رابط بين المنارتين الإعلاميتين، تلميذ بن باديس العلامة محمود بوزوزو وصحبه، الذين أسسوا جريدة المنار(الجزائرية) في خمسينات القرن الماضي، مستلهمين دروسا وعضات على نسق بنيان “تفسير المنار”، لصاحبه محمد رشيد رضا (1865- 1935)، تلميذ محمد عبده و المولع بفكر جمال الدين الافغاني، الذي تعلم منه الشيخ بوزوزو خيرا كثيرا، على حد تعبيره، رحمة الله عليهم جميعا.
المفكر رشيد رضا صاحب منار الشرق كثير الشبه بالعلامة الباديسي صاحب منار الجزائر
كان الشيخ بوزوزو يرى بان الشيخ رشيد رضا أكبر تلامذة الأستاذ الإمام محمد عبده، وخليفته من بعده، حمل راية الإصلاح والتجديد، وبعث في الأمة روحًا جديدة، تُحرِّك الساكن، وتنبه الغافل، لا يجد وسيلة من وسائل التبليغ والدعوة إلا اتخذها منبرًا لأفكاره ودعوته ما دامت تحقق الغرض وتوصل إلى الهدف، وكان (رحمه الله) متعدد الجوانب والمواهب، فكان مفكرًا إسلاميًا غيورًا على دينه، وصحفيًا نابهًا ينشئ مجلة “المنار” ذات الأثر العميق في الفكر الإسلامي، وكاتبًا بليغًا في كثير من الصفح، ومفسرًا نابغًا، ومحدثًا متقنًا في طليعة محدثي العصر، وأديبًا لغويًا، وخطيبًا مفوهًا تهتز له أعواد المنابر، وسياسيًا يشغل نفسه بهموم أمته وقضاياه، ومربيًا ومعلمًا يروم الإصلاح ويبغي التقدم لأمة.
لم يجد رشيد رضا مخرجًا له في العمل في ميدان أفسح للإصلاح سوى الهجرة من لبنان إلى مصر والعمل مع شيخه محمد عبده تلميذ الأفغاني حكيم الشرق، ولم يكد يمضي شهر على نزوله القاهرة حتى صارح شيخه بأنه ينوي أن يجعل من الصحافة ميدانًا للعمل الإصلاحي، ودارت مناقشات طويلة بين الإمامين الجليلين حول سياسة الصحف وأثرها في المجتمع، وأقنع التلميذ النجيب شيخه بأن الهدف من إنشائه صحيفة هو التربية والتعليم، ونقل الأفكار الصحيحة لمقاومة الجهل والخرافات والبدع، وأنه مستعد للإنفاق عليها سنة أو سنتين دون انتظار ربح منها!! نفس الحوار تقريبا في خطوطه العريضة الذي جرى بين الرجلين، جرى بين الامام بن باديس و الامام الابراهيمي، في المدينة المنورة، إعدادا لمشروع جمعية العلماء..
لذا فرشيد رضا – في راي المنصفين – يعد واحدًا من رواد الإصلاح الإسلامي الذين بزغوا في مطلع القرن الرابع عشر الهجري، وعملوا على النهوض بأمتهم؛ حتى تستعيد مجدها الغابر، وقوتها الفتية على هدى من الإسلام، وبصر بمنجزات العصر.
إذ يذهب الشيخ بوزوزو إلى الجزم بأن “المنار”، منار العروة الوثقى تحديدا، لأنه مشبع بكتابات وأفكار استاذي جيل الامام رشيد رضا أيامها، أي كل من محمد عبده وجمال الدين الافغاني، رحمة الله عليهم جميعا.
“منار” بوزوزو، عربي اللسان، إسلامي الروح، جزائري الطرح و المنهج :
معلوم أن الشيخ بوزوزو حُكم عليه بالنفي والإعدام في الجزائر من طرف المستعمر المغتصب مرتين ومرة من بعض عملاء الحدود من ذوي القربى، فهاجر للمغرب مكرها ثم الى الغرب منفيا، كما حُكم قبله على الإمام محمد عبده بالنفي فهاجر إلى بيروت، ثم لحق بأستاذه وصديقه السيد جمال الدين الأفغاني إلى باريس وفيها أنشئت جمعية العروة الوثقى، وأصدرت صحيفتها، بنفس الاسم “العروة الوثقى”، التي أعجب الشيخ بوزوزو بخطها الافتتاحي الثوري وهو شاب في أربعينيات وخمسينات القرن الماضي في الجزائر، وهنا يستوقفنا العلامة بوزوزو، مدافعا على اختياره لعنوان جريدته “المنار(الجزائرية)”، أنها ” منارة”، جزائرية خالصة، لذلك تجده في افتتاحية تعريفه بها في عددها الأول، لا يخرج على الخطوط الحمراء التي تعلمها من شيوخها، الشيخ العربي التبسي والشيخان الابراهيمي و بن باديس، موضحا أن جريدته لا تخرج عن روح ورسالة جمعية العلماء: أي عربية اللسان، إسلامية الروح، جزائرية الطرح و المنهج، قائلا لنا،” أن فرنسا كانت تتربص بنا أيامها، وبما نكتب وما نقول، طمعا في ايجاد مبرر في تهورنا أو غفلتنا، لتسارع الى توقيف ” المنار” واجهاض مشروعها في مهده من أعداده الأولى !!
إدارة المنار تغربل الأقلام وترحب بما يخدم الإسلام وحرية الأوطان:
كما يعترف الشيخ بوزوزو أنه كان متفتحا على كافة المصادر والمراجع والمجلات الإسلامية، للاستئناس بطرحها، لكنه يغربل بما يخدم قضية الإسلام في الجزائر مرحبا بالأقلام الجزائرية أولا والعربية ثانيا، راجيا منهم عدم خذلان تجربته الفتية الواعدة، لذا نلمح بيسر أن في الافتتاحية الأولى للمنار أنها فعلا خالية من أي تدخل خارجي !!
” العروة الوثقى”: وَإِنَّهُ لَقَسَمٌ لَوْ تَعْلَمُونَ عَظِيمٌ
وقد ذكر لنا – رحمه الله – يوما ما، ان فرنسا تريد أن تربط ” منارنا” بمنار الأفغاني وأصحابه (الإرهابيين في نظر فرنسا)، لتجمد لنا عملنا الإعلامي الثقافي التربوي في أول أعداد المنار (الجزائرية)، لأن فرنسا ندمت يوم أن سمحت بميلاد ” جمعية العروة الوثقى ” أو “جماعة العروة الوثقى” بترابها أيام الافغاني وعبدو في باريس تحديدا، اذ تطالب هذه الأخيرة ضمنيا بتحرر الشعوب دون قيد أو شرط في المستعمرات الفرنسية خصوصا والغربية عموما، بأسلوب إسلامي ذكي مبطن، مراوغ للسياسة الفرنسية والبريطانية في البلاد المستعمرة !!
ثم يبين لنا الشيخ بوزوزو معنى وابعاد العنوان أي ” العروة الوثقى”، في القرآن الكريم، فيقول رحمه الله:” لقد ذكرت كلمة (العروة الوثقى) في موضعين من كتاب الله تعالى، الأولى في سورة البقرة، في قوله تعالى: فَمَنْ يَكْفُرْ بِالطَّاغُوتِ وَيُؤْمِن بِاللّهِ فَقَدِ اسْتَمْسَكَ بِالْعُرْوَةِ الْوُثْقَىَ لاَ انفِصَامَ لَهَا وَاللّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ {البقرة:256}، والثاني في سورة لقمان، في قوله تعالى: وَمَن يُسْلِمْ وَجْهَهُ إِلَى اللَّهِ وَهُوَ مُحْسِنٌ فَقَدِ اسْتَمْسَكَ بِالْعُرْوَةِ الْوُثْقَى وَإِلَى اللَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ {لقمان:22}، وهي في كلا الموضعين قد فسرت بعدة تفسيرات، فقد فسرها بعض المفسرين بـ (لا إله إلا الله)، وقال آخرون هي الإيمان، وقال آخرون هي الإسلام، وقال آخرون هي القرآن، وكل هذه الأقوال – في نظر الشيخ – لا تعارض بينها لأن من تمسك بلا إله إلا الله فقد تمسك بالإيمان والإسلام والقرآن، والمقصود أنه تمسك بالدين القويم الذي ثبتت قواعده ورسخت أركانه وكان المتمسك به على ثقة من أمره لكونه استمسك بالعروة الوثقى التي لا انفصام لها أي لا انقطاع لها.. والله أكبر ولله الحمد !!
من أبعاد “قَسَم الانضمام” لعضوية هذه الجمعية الدعوية الربانية العجيبة:
ويجد القارئ الكريم معنى وسبب ذلك دون عناء، في نص قَسَم الانضمام لعضوية هذه الجمعية (العروة الوثقى)، وقسم الانتماء لهذه الدعوة الربانية العجيبة، وفيه يرى كيف قاد الإسلام حركات التحرر منذ فجرها، وكيف أعجب حتى الامام بن باديس بمنهجها في عمومه.. وكيف كان الافغاني يُذكِي شعلتها، من بعيد، من هناك في باريس !!
كان- أيامها – لا بد لمن يريد الانخراط في سلك العاملين بجمعية” العروة الوثقى” أن يقسم اليمين الغليظ الآتية، وهي من وضع الإمام محمد عبده وكان نائبا للأفغاني، ويقول في هذا القسم :

” أقسم بالله العالِم بالكُلِّيِّ والجُزئِيِّ، والجَلِيِّ والخَفيِّ، القائمِ على كل نفسٍ بما كسبت، الآخذ لكل جارحةٍ بما اجترحت، لأُحَكِّمَنَّ كتاب الله تعالى في أعمالي وأخلاقي بلا تأويل ولا تضليل، ولأُجِيبَنَّ داعِيَهُ فيما دعا إليه، ولا أتقاعد عن تلبيته في أمرٍ ولا نهيٍ، ولأدْعُوَنَّ لنُصرته، ولأقومَنَّ بها ما دمت حيا، لا أفضل على الفوز بها مالاً ولا ولداً..
أقسم بالله مالك روحي ومالي، القابض على ناصيتي، المصرِّف لإحساسي ووجداني، الناصر لمن نصره، الخاذل لمن خذله، لأبذُلنَّ ما في وسعي لإحياء الأخوة الإسلامية، ولأنزلنها منزلة الأبوة والبنوة الصحيحين، ولأعرفنّها كذلك لكل من ارتبط برابطة العروة الوثقى وانتظم في عقد من عقودها، ولأراعينّها في غيرهم من المسلمين، إلا أن يصدر عن أحد ما يضرّ بشوكة الإسلام، فإني أبذل جهدي في إبطال عمله المضر بالدين، وآخذ على نفسي في أثره مثل ما آخذ عليها في المدافعة عن شخصي..
أقسم بهيبة الله وجبروته الأعلى، أن لا أقدم إلا ما قدمه الدين، ولا أؤخر إلا ما أخّره الدين، ولا أسعى قدما واحدة أتوهم فيها ضررا يعود على الدين، جزئيا كان أو كليا، وألاّ أخالف أهل العقد الذين ارتبطت معهم بهذا اليمين في شيءٍ يتفق رأيُ أكثرِهم عليه، وعلى عهد الله وميثاقه أن أطلب الوسائل لتقوية الإسلام والمسلمين عقلا وقدرة بكل وجه أعرفه، وما جهلته أطلب علمه من العارفين، ولا أدع وسيلة حتى أحيط بها قدر ما يسعه إمكاني الوجودي، وأسأل الله نجاح العمل وتقريب الأمل وتأييد القائم بأمره، والناشر لواء دينه، آمين..”.
الكلمات التي أفاضت كأس ” المنار” الجزائرية، وأغضبت الاستعمار:
بهذا الفهم الشمولي والخصوصي في بعض أبعاده، يسر الله للإمام العلامة محمود بوزوزو، مع كوكبة من أقرانه وأصحابه، لتفادي التصادم المباشر مع فرنسا ولو بعد حين، آخذا بعين الاعتبار الأسباب التي حُلت من أجلها بعض جرائد جمعية العلماء والتيار الوطني عموما قبيل الخمسينات، لتعمر المنار(الجزائرية)، بما يقارب الأربع سنوات من المهنية والعطاء – وهذا يعد سبقا إعلاميا محترما – حتى جاء اليوم الذي صودرت فيه ” المنار” بعذر أوهن من بيت العنكبوت، ومنعت من الطبع والتوزيع بجرة قلم استكباري، علما أنها منعت أن توزع في المغرب وتونس مرات معدودات، أما هذه المرة فكانت الضربة القاضية في نظر الأعداء، لما كتب رئيسها وصاحب الامتياز فيها، العلامة بوزوزو، في العدد الأخير(رقم : 51) بتاريخ الجمعة فاتح جانفي 1954، مقالا، أقلق فرنسا وأتباعها، خاصة أن الجزائر كانت مقبلة على مخاض مصيري عسير أي على اندلاع الشرارة الأولى لحرب التحرير المباركة التي أعد لها الشيخ بوزوزو فكريا وروحيا مع كوكبة من العلماء و الوطنيين الخلص بسلسة من الاستفتاءات في جريدة المنار، قد نعود لها بحول الله قريبا، في قراءة خاصة، و كان عنوان افتتاحية العدد الاخير يومها : ” معنى جهاد وعبرة واستسلام”، بمناسبة ذكرى 23 ديسمبر 1848، لنفي الأمير عبد القادر، مبينا بقوله :” كلما أطل على الجزائر يوم 23 ديسمبر، أطلت معه سحب مثقلة بالذكريات والعبر الخالدة بما فيها من حقائق تاريخية منبثقة من السنن الإلهية الثابتة التي لا تحويل لها ولا تبديل. والحقائق التاريخية ليست من صنع نفسها إنها من صنع الإنسان، هو الذي يوجدها، دل على ذلك تكرارها وعدم تكرارها تبعًا لسلوك الإنسان. وبهذا الاعتبار قيل: التاريخ يعيد نفسه، وما هو إلا إقرار لسنة إلهية ثابتة تعبر عنها الفلسفة والعلم التجريبي بارتباط الأسباب بالمسببات. ومن تحصيل الحاصل أن يقال: لكل علة معلول، ولكل سبب مسبب، وكلما وجدت الأسباب وجدت المسببات، ونفس الأسباب تثمر نفس النتائج أيًا كان زمانها ومكانها. هذه الحقيقة المقررة يجتليها الملاحظ عبرة من الحوادث الماضية والجارية التي تسمى التاريخ، وهي وليدة إرادة الإنسان ومشيئة الله، ولئن كانت مشيئة الله فوق كل شيء فلإرادة الإنسان دخل كبير في صنع التاريخ وإلا بطلت مسؤوليته، فسير التاريخ في طريق السعد أو العكس تابع للاتعاظ بالحوادث الماضية والموقف من الحوادث الجارية..
حقائق قرآنية خالدة، للأخذ بالأسباب:
مضيفا بقوله:” ومن هنا تتجلى الحقيقة الخالدة الواردة في الآية: “إِنَّ اللَّـهَ لَا يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّىٰ يُغَيِّرُوا مَا بِأَنفُسِهِمْ” وهي تفسر ارتباط الإرادة الإنسانية بالمشيئة الإلهية الوارد فيها: “قُلِ اللَّـهُمَّ مَالِكَ الْمُلْكِ تُؤْتِي الْمُلْكَ مَن تَشَاءُ وَتَنزِعُ الْمُلْكَ مِمَّن تَشَاءُ وَتُعِزُّ مَن تَشَاءُ وَتُذِلُّ مَن تَشَاءُ بِيَدِكَ الْخَيْرُ إِنَّكَ عَلَىٰ كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ”. فالإرادة الإنسانية تنحصر في الأخذ بالأسباب إبراءً للذمة، والمشيئة الإلهية تتعلق بوضع المسببات مع الأسباب إقرارًا للعدالة السامية التي جعلها الله من حقوق المؤمنين عليه “وَكَانَ حَقًّا عَلَيْنَا نَصْرُ الْمُؤْمِنِينَ” حين يأخذون بالأسباب “وَالَّذِينَ إِذَا أَصَابَهُمُ الْبَغْيُ هُمْ يَنتَصِرُونَ”، وهو الدرس الذي يستخلص من الحوادث الماضية والجارية وعلى ضوئه يمكن خلق الظروف المرغوب فيها وتوجيه التاريخ توجيهًا معينًا. فما هو الذي يستخلص من ذكرى 23 ديسمبر؟ وما هي الظروف المرغوب فيها؟ وما هو التوجيه المراد للتاريخ؟
المنار تفرض نفسها بأهدافها النبيلة في أول أعدادها:
عرف الشيخ محمود بوزوزو، جريدته وأهدافها بوضوح تام، في السنة الأولى، العدد الأوّل، بتاريخ الجمعة 21 جمادى الثانية 1370، 29 مارس، 1951، متوجها للقارئ العربي والمسلم عموما، بهذا النداء النضالي الحكيم، في مقال افتتاحي طويل جامع شامل، نقتطف منه ما يلي، حيث كتب يقول:
” أيها القارئ الكريم، كانت في النفس أمنية قديمة ترمي إلى خدمة الرأي العام الجزائري في نطاق واسع، ولكن حالت دون تحقيقها حوائل صرفت الهمة إلى خدمة الأمة في ميدان خاص…
وكانت هذه الأمنية تحوم حول إصدار مجلة تشمل جميع ميادين الحياة الجزائرية. بحيث يجد فيها العالم ما يزيده إيمانا بالحقائق العلمية، والسياسي ما ينبه حاسته السياسية، والأديب ما يذكي قريحته، والشاعر ما يلهم عبقريته، والفنان ما يشجعه، والتلميذ ما يزيده شغفا بالدرس، والمرأة ما يقوي شعورها بمسؤوليتها، والمتدين ما ينعش روحانيته، والشاب ما يزيد همته علوا.
وما زالت الأمنية تلح في البروز للوجود حتى يسر الله تحقيقها. وها هي اليوم تبرز في ثوب جريدة، ريثما تتيسر الأسباب للمجلة المرجوة.
وقد سميتها “المنار” تفاؤلا ورجاء أن يؤتيها الله نورا من لدنه تنقشع به الظلمات الحالكة التي تخيم على أمتنا في جميع الميادين. وسيرسل “المنار” أشعته تطارد الظلام أينما حل، وتنير السبل للمارين، أنى كانت وجهتهم، السياسة أو الثقافة أو الدين أو الحرية
المنار جريدة أصيلة جامعة شاملة:
المنار جريدة سياسية، ثقافية، دينية، حرّة، شارحا ذلك كالتالي:
– المنار جريدة سياسية، وللسياسة رسالة وهي السير بالمجتمع إلى إقامة أسمى نظام يكفل لجميع أفراده، ذكورًا وإناثًا، الأمن والهناء وحفظ الكرامة، ونمو المواهب بحرية تامة والعمل في ظل الطمأنينة.
– المنار جريدة ثقافية، وللثقافة رسالة وهي السير بالفكر البشري إلى إدراك حقائق الأشياء والأحياء واستغلالها لفائدة الإنسان.
– المنار جريدة دينية، وللدين رسالة وهي السير بالبشرية إلى تحقيق معاني الرحمة والحب وتسخير الحقائق الأرضية للحقائق السماوية.
– المنار جريدة حرة، وللحرية معنى كثر مدّعيه وقلّ واعيه. وهو عدم التقيد بإرادة أحد، وعدم الخضوع لجبروت أحد، والسير بالاختيار المطلق مع الوقوف عند حدود حرمة الغير.
– المنار يرى أن رسالة الصحافة هي خدمة الحق وتنوير الأفكار وإنعاش الضمائر ورفع مستواها وتوجيهها إلى الخير.
في الميدان السياسي: المنار وحق الشعوب في تولي شؤونها بنفسها:
في الميدان السياسي للمنار- يقول الشيخ :
” يعمل المنار في سبيل ما يسمونه حق الشعوب في تولي شؤونها بنفسها ” وهو تعبير اصطلحت عليه جميع الأمم، واعترفت بمضمونه الدول، وأمضت على اعترافها هذا وثائق عديدة. ومما ينبغي ملاحظته هو استعمال الصحافة الديمقراطية الجزائرية عبارة “استقلال حقيقي” و”ديمقراطية حقة” وهذا يدل ضمنا على وجود استقلال وهمي وديمقراطية خيالية فالمنار يرى أن الاستقلال طبيعي للأمم ويرى أن الاستقلال الحقيقي هو تمتع الأمة بالحق التام في تقرير مصيرها وذلك بسلامتها من كل قيد شرقيا كان أو غربيا، شماليا أو جنوبيا. ويرى أن الديمقراطية الحقة هي تحقيق المساواة في الحقوق والواجبات بين سائر أفراد الأمة، واحترام الحريات الأساسية والقيم الروحية، وإفساح المجال لنمو المواهب الفردية، وتقدير الكفاءات، من غير فرض طبقة على طبقة.
و المنار يؤكد – استنادًا على الحقائق الجغرافية، والتاريخية، والجنسية – أن الجزائر جزء لا يتجزأ من المغرب العربي الذي هو جزء طبيعي من العالم العربي والإسلامي.
ولذا يجاوز الوطنية الإقليمية إلى الوطنية العربية والإسلامية العامة.
ولذا يدعو إلى توحيد السياسة المغاربية توحيدًا متينًا في الأهداف والوسائل”.
العالم يستعد لأحداث جسيمة قد يكون وطننا أول مسرح لها نظرًا لموقعه الجغرافي :
مضيفا بقوله:
– ” وبناءً على هذا فمن الطبيعي أن يهتم المنار بالسياسة المغاربية خاصة، والسياسة العربية والإسلامية عامة. وهي لا تخلو من التأثر بالسياسة العالمية والتأثير فيها. فإن النزاع القائم بين الكتلتين العظيمتين اللتين تتنازعان سيادة العالم له الأثر البالغ في سائر الأمم الكبيرة والصغيرة، الحرة والمستعمرة، وفي مقدمتها الأمم العربية والإسلامية التي وضعتها الأقدار في مواقع إستراتيجية هامة، ولها قوة اقتصادية لا يستهان بها. ولذا أصبح لزامًا علينا أن نهتم بما يجري في العالم من الحوادث”…” والعالم اليوم يستعد لأحداث جسيمة قد يكون وطننا أول مسرح لها نظرًا لموقعه الجغرافي، ومن الحزم أن نفكر تفكيرًا جديًا فيما نتوقعه من الأحداث وفيما يدبره المدبرون الذين نراهم يعقدون اجتماعات متعددة، باسم الحلف الأطلسي وغيره”..
– ” وإننا حين نرى ممثلي الاستعمار الفرنسي في أقطار المغرب الثلاثة يعقدون اجتماعات لتوحيد السياسة والعمل، يتبادر إلى ذهننا – طبعًا – التساؤل عن رد الفعل من جانب الحركات القومية التحررية في المغرب، فنرى أن الفطرة السليمة تقضي طبعًا بتوحيد السياسة والعمل في صفوف الحركات المغربية. ولا يتأتى ذلك، طبعًا، إلا بتوحيد السياسة والعمل في كل قطر”..
– ” وحين نرى ما تلاقيه القضية المغربية من العطف لدى الأمم الشرقية العربية والإسلامية وغيرها من الشعوب المتحررة من الاستعمار الأوروبي، وما أبدته الجامعة العربية والمؤتمر الإسلامي العالمي من الاهتمام بالمغرب، وما يقوم به مؤتمر الشعوب ضد الاستعمار من الدعوة إلى تحرير المغرب – يحق لنا أن نتفاءل خيرًا كثيرًا ونزداد يقينًا بوجوب توحيد سياستنا حتى نكون جبهة واحدة تهدف إلى غاية واحدة بوسائل متحدة.”.
في الميدان الثقافي يعمل المنار في سبيل إحياء التراث الفكري المغاربي:
وفي الميدان الثقافي – يذكر العلامة بوزوزو- أن “المنار” يعمل في سبيل إحياء التراث الفكري المغاربي واستثارة كنوز الثقافة المغاربية. ويدعو إلى ثقافة عصرية مشربة بالروح التقدمية. وذلك بنقل كل صالح من الشرق والغرب في القديم والحديث فليس كل القديم باليًا فاسدًا، وليس كل الحديث رائقًا صالحًا. ويدعو إلى الابتكار حتى يكون لنا إنتاج فكري جدير بالتقدير والاعتبار”..” والثقافة الحقة عامل من عوامل التفاهم والتقارب والتسالم. لأنها تسمو بالفكر عن الاعتبارات الصادرة عن الغرائز العمياء والأغراض السافلة. وترفع الإنسان إلى الاعتبارات الإنسانية العليا وبناء الحكم على الأشياء والأحياء حسب مقاييس صحيحة معقولة. وتوجه السلوك البشري إلى ساحل النجاة”، على حد تعبيره.
في الميدان الديني يعمل المنار في سبيل نشر التعاليم الإسلامية الخالصة:
وفي الميدان الديني – يذكر العلامة بوزوزو- أن “المنار” يعمل في سبيل نشر التعاليم الإسلامية الخالصة وبيان الإسلام على وجهه الصحيح نقيا من كل ما ألصق به إفكًا وزورًا أو نسب إليه جهلًا وغرورًا. ويحارب الجحود كما يحارب الجمود. فويح العاقل الذي لا دين له وويح المتدين الذي لا عقل له!!
فالإسلام قوة روحية تبعث على النشاط والعمل والإنتاج. فهو عامل من عوامل السمو الروحي والتقدم المادي. يعترف بحقوق العقل وبحقوق القلب فيوفق بين الفكر والعاطفة، وبهذا كان عاملًا من عوامل التوازن النفسي والتوازن العالمي. فهو يدعو إلى بناء الحياة على التفكير مع اعتبار القيم الروحية والحقائق المادية في دائرة حسن المعاملة واحترام الكرامة الإنسانية والتعاون على البر والتقوى.. ونكتفي من الآيات الجامعة لهذا المعنى بهذه “وابتغ فيما آتاك الله الدار الآخرة، ولا تنس نصيبك من الدنيا. وأحسن كما أحسن الله إليك، ولا تبغ الفساد في الأرض، إن الله لا يحب المفسدين”.
المنار يحترم حرية الفكر ويعتبرها حقًا مقدسًا لكل إنسان:
من أجل ذلك، أوضح مدير التحرير” أن المنار يفتح منبرًا حرًا ينشر فيه النقد النزيه. وهو يدعو إلى تقديس المبادئ، ولا اعتبار لديه للأشخاص إلا بقدر وقوفهم عند المبادئ. ولا يتحيز إلا للحق، ويتوخى الإنصاف أمام الهيئات الجزائرية مع الدعوة إلى توحيد الأهداف ووسائل العمل. وشعاره في ذلك “غاية شريفة ووسائل شريفة” فهو ينبذ الماكيافلية القائلة بأن الغاية تبرر الوسيلة. وينبذ القاعدة التعصبية القائلة “من ليس معي فهو ضدي” ولذلك يحث على كثرة المؤسسات القومية ليتدرب الشباب على تدبير الشؤون وتحمل المسؤوليات.
وواجب الحركات التقدمية أن تشجع كل مشروع مستقل عنها في أي ميدان كان إذا ثبت صلاحه للأمة وتحقق الإخلاص والكفاءة في صاحبه. أما الفكرة القائلة “لا أؤيد من المشاريع إلا ما كان تحت تصرفي” فإنها صادرة عن تعصب عظيم الخطر نرجو لأمتنا السلامة منه، لأن الفكرة الاستحواذية تقتل الطموح ونحن في حاجة إلى كثرة الطامحين للمعالي.
المنار يعمل في جميع الميادين المذكورة أعلاه بالطريقة الموضوعية:
معللا بقوله: ” يعمل المنار في جميع الميادين المذكورة بالطريقة الموضوعية وذلك بعرض المسائل عرضًا مجردًا من كل غرض وهوى، وفتح أبحاث ودراسات، وبسط المشكلات المتعلقة بكل ميدان بسطًا واضحًا والبحث عن الحلول المعقولة بحثًا واسعًا”..
موضحا في الختام، بقوله : ” وقد بذل عندنا المخلصون ولا يزالون يبذلون في هذه الميادين جهودًا مشكورة إن لم يكتب لها النجاح التام فقد أثمرت هذا الوعي القومي الذي يبعث على التفاؤل. وما المنار إلا ثمرة من ثمرات هذه الجهود مع توفيق من الله. وليس هو شيئًا مبتكرًا، بل هو صدى من أصداء الجهود المبذولة في سبيل القضايا العادلة، وهي جهود لا تنتهي فوق هذه الأرض ما دام في روح الإنسان قبس من نور الله يقوي تعلقها بالعدل الإلهي”.. والله يقول الحق وهو يهدي السبيل.”
للبحث مراجع :
– سلسلة التراث 1، المنار لمحمود بوزوزو، نشر : ش. و. للنشر و التوزيع، الجزائر1982
– سلسلة مجلة ” المسلمون” ، أعداد سنوات: 1963- 1968، المركز الإسلامي، جنيف/ سويسرا.
– مجموعة البصائر، لسان حل جمعية العلماء، السنة الأولى ( 1935-1937)، طبع الشهاب، الجزائر
– زعماء الإصلاح في العصر الحديث، أحمد أمين، مؤسسة إقرأ – القاهرة، 1917.

التعليقات مغلقة.

Exit mobile version