من الإعجاب ما يحجب الزيغ والزلات، ومن الإمتعاض ما يطمس التألق والسداد.

الدكتور محمد شحرور رحمه الله من الشخصيات البارزة والمثيرة للجدل والإستفزاز التي لها مِثل هذا التأثير القوي المتباين، إذ يحشد الأتباع والمؤيدين كما يُجيِّش الخصوم والمنتقدين.

تلقيت في السنوات الأخيرة من أصدقاء محترمين عدة رسائل تواصلية تتضمن حوارات لشحرور وتدعوني للإنضمام لمجموعة أتباعه.

وبكل صراحة لو كنت لأنضم لمجموعة تخص محمد شحرور رحمه الله لدعمت صفوف المتحفظين على فكره، والسبب الأول لخوضي في الموضوع يعود لوعد بتبرير موقفي.

قبل حوالي عشرين سنة شهدت حوارا لشحرور شد انتباهي بطرحه وأسلوبه، وحرست على معرفة المزيد، ولعل كونه دكتور في الهندسة المدنية مثلي زاد من فضولي.

وبعد سماعه أكثر بدأ الإعجاب يمتزج بالإستغراب وعلامات إستفهام، ولم أخلد إلى النوم حتى أتضح المشهد وتأكد لي وجود اضطراب عقائدي خطير عند شحرور وهنا انتهى اهتمامي به.

كنت أعتقد أن أي شخص آخر يهتم بأفكاره سيمر على نفس المراحل ويصل لنفس النتيجة، ولكن من الواضح أن الدكتور شحرور يواصل استقطاب الكثير من المؤيدين والمتابعين.

من المتوقع أن البعض لم يشاهدوا أو يقرؤوا الفقرات المُنفِّرة، بينما قد يعتبرها آخرون مجرد زلات تهون أمام الإبداع الفكري، ولا يُستبعَد أن تتبنى فئة أخيرة كل انفتاحه التمردي.

الهزيمة والإنهزامية

بعد تخرجه من جامعة موسكو في سنة 1964 كمهندس مدني وقبل التحاقه بجامعة دبلن في 1968 للدراسات العليا، كان شحرور معيدا في جامعة دمشق وعايش ميدانيا هزيمة 1967 بكل أبعادها القومية والحضارية. ومن شدة الإحباط قرر القيام بمراجعات شاملة.

لا يمكن ربط الإنهزامية بالإحباط الذي لم يستثنِ أحدا في العالم العربي الإسلامي. خسارة معركة أو معارك متتالية وحتى خسارة حرب لا تعني نهاية الصراع. لا ينتهي التدافع إلا إذا انسحب أحد الطرفين بدون رجعة من ساحته واستسلم للغالب مُكرها ثم طوعا. وهنا تتضح أهمية وصف ابن خلدون “المغلوب مولع أبدا بالاقتداء بالغالب”.

الهزيمة تكون ثقافية وحضارية أو لا تكون، ومحمد شحرور دخل مرحلة المراجعة الشاملة من باب الإنهزامية الحضارية وراح يؤلف كتابه المشهور “الكتاب والقرآن – قراءة معاصرة”

يتجلى التمرد الانهزامي في النهج المعتمد (1، 2) حيث أخذ شحرور على عاتقه القيام بقراءة جديدة للقرآن للخروج بتفسير معاصر معتمدا فقط على الحداثة في الفهم اللغوي ومتجاهلا كل الموروث وضوابط تفسير القرآن بالقرآن وبالسُنة النبوية وأقوال الصحابة والعلماء، ومتجاهلا علم اللغة العربية المتصل بالقرآن بل حتى قواعدها الأساسية.

كفاءة شحرور العلمية لا تكفي لإبعاد التساؤلات حول هذه المنهجية والشكوك حول التجرد من الأهواء وسلامة المعتقد ونزاهة النية والمقصد.

الليبرالية في التفسير

بدلا من أن يلجأ شحرور إلى العلوم الشرعية لاستخلاص مفاهيم وأحكام القرآن راح المغلوب يربط تفسير كتاب الله بقيم الغالب كالحداثة والعلمانية ليتمكن من ليِّ أعناق الآيات لاستباحة المحظور وتحقيق توافق القرآن مع عالمية وحضارة الغالب.

وكمثالِ لإخضاع النصوص لتأويله الليبرالي نستشهد بحالتين (1، 2).

1/ الراسخون في العلم عند شحرور: “هُوَ الَّذِي أَنزَلَ عَلَيْكَ الْكِتَابَ مِنْهُ آيَاتٌ مُّحْكَمَاتٌ هُنَّ أُمُّ الْكِتَابِ وَأُخَرُ مُتَشَابِهَاتٌ ۖ فَأَمَّا الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ زَيْغٌ فَيَتَّبِعُونَ مَا تَشَابَهَ مِنْهُ ابْتِغَاءَ الْفِتْنَةِ وَابْتِغَاءَ تَأْوِيلِهِ ۗ وَمَا يَعْلَمُ تَأْوِيلَهُ إِلَّا اللَّهُ ۗ وَالرَّاسِخُونَ فِي الْعِلْمِ يَقُولُونَ آمَنَّا بِهِ كُلٌّ مِّنْ عِندِ رَبِّنَا ۗ وَمَا يَذَّكَّرُ إِلَّا أُولُو الْأَلْبَابِ” (3/7)

حسب شحرور الراسخون في العلم هم كبار العلماء في الفلسفة والتاريخ وعلوم الطبيعة والإنسان والكون، ولا يُشترط حضور الفقهاء لأنهم غير معنيين.

إبعاد الفقهاء واحتقار علمهم هو تمرد صريح على القيود والضوابط الشرعية لفتح الباب أمام الزيغ الذي تُحذِّر منه الآية، غير أن زيغ شحرور يشمل حتى الآيات المحكمات.

2/ فقه المرأة وقاموس شحرور: “زُيِّنَ لِلنَّاسِ حُبُّ الشَّهَوَاتِ مِنَ النِّسَاءِ وَالْبَنِينَ وَالْقَنَاطِيرِ الْمُقَنطَرَةِ مِنَ الذَّهَبِ وَالْفِضَّةِ وَالْخَيْلِ الْمُسَوَّمَةِ وَالْأَنْعَامِ وَالْحَرْثِ ۗ ذَٰلِكَ مَتَاعُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا ۖ وَاللَّهُ عِندَهُ حُسْنُ الْمَآبِ” (آل عمران 14)

يقول شحرور أن “نساء” هنا ليس جمع امرأة بل جمع “نسيء” أي التأخير. وتصبح الآية تقصد الأشياء الحديثة والمحبوبة كالموضة. وهكذا يتطابق قول الله دائما مع آخر موضة جديدة.

نِسَاؤُكُمْ حَرْثٌ لَّكُمْ فَأْتُوا حَرْثَكُمْ أَنَّىٰ شِئْتُمْ ۖ وَقَدِّمُوا لِأَنفُسِكُمْ ۚ وَاتَّقُوا اللَّهَ وَاعْلَمُوا أَنَّكُم مُّلَاقُوهُ ۗ وَبَشِّرِ الْمُؤْمِنِينَ (البقرة 222)

يضيف أن “حرث” في هذه الآية يعني مكسب، ويتجلى هكذا المعنى المعاصر لشحرور “الموضة مكسب لكم فأتو الموضة واستمتعوا بها أنى شئتم”.

لا أعلم إن كان شحرور لم ينتبه للآية 221 التي تسبق آية “نساؤكم حرث لكم” وتزيل الشكوك حول معنى النساء والمحيض أو أنه تجاهلها عمدا حتى لا يفسد تأويله: “وَيَسْأَلُونَكَ عَنِ الْمَحِيضِ ۖ قُلْ هُوَ أَذًى فَاعْتَزِلُوا النِّسَاءَ فِي الْمَحِيضِ …”

تتغير ليبرالية شحرور المضطربة حسب مضيفه وجمهوره إذ يجيز الزنا والمُساكنة بين البالغين تارة ثم ينفي ذلك بشدة تارة أخرى دون التراجع عن الأفكار المؤسِّسة للإباحة (3).

بتجاهله لضوابط الشرع يمنح لنفسه حرية واسعة لتأويل الآيات (3-5) ويصبح “الفجر” يعني انفجار الكون لا علاقة له بصلاة الصبح، و”الليالي العشر” لا علاقة لها بذي الحجة، والحج يمكن أداؤه في أي من الأشهر الحرم الأربعة، وأي يوم منها هو يوم عرفة. وهذا الإجتهاد الليبرالي امتد ليشمل الصيام والحجاب والخمر والميراث.

ما يشد اهتمام أتباع شحرور هي كفاءته وجرأته في اقتحام المسكوت عنه، ورغم كل ما تقدم يجب الإقرار أن في أفكاره ما يمكن الإستفادة منه، ولكن هذا لا يشفع له ولا يحجب الانحراف الخطير الذي وقع فيه. ولا نستغرب وصف الشيخ الألباني رحمه الله لشحرور بملحد وهو يعرف والده الذي كان تلميذا عنده (6).

الإعجاب بالفكر المتمرد على التراث الإسلامي يعود لرفعه الستار على مواضيع مهمة مثل التوفيق بين العقل والنقل والتي طالما تفاداها العلماء من باب درء الفتن ولكنها أصبحت مع وسائل التواصل مطروحة أمام العوام، وأصبح من الضروري أن تخرج الهيئات الفقهية من صمتها وتؤدي رسالتها.

يتحمل الإنسان مسؤولية كلامه ولكن من السكوت ما هو أشد ثقلا. وعندما يطول سكوت من يهمه الأمر يُعذَر اللسان المِقدام وتُعذَر الأذان الصاغية.

المسكوت عنه يضغط ويفيض

التطاول على التراث الإسلامي من المطالبين بالتخلص منه والإحتكام فقط إلى القرآن، يتم مع الأسف بتشجيع غير مقصود من طرف الرافضين لفتح موضوع غربلة التراث وتطهير السُنّة النبوية مما يُنسَب إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو معارض للقرآن رواية أو تأويلا.

الأحاديث الجدلية جد قليلة (الردة – النسخ – الرجم) والإصرار على الصمت أو الإتهام خبط عشواء لمن يطرحها بإنكار كل السُنَّة فيهما إقرار بالإفتقار للحجة.

لولا النقل المتواتر للسُّنة النبوية لما عرف المسلمون كيف يؤدون عباداتهم، والإلتزام بالتقليد والنقل في العبادات والأحكام القطعية يوازيه وجوب الإستعانة بالعقل في التجديد والمعاملات، والوسطية تكمن في عدم التفريط في أي منهما أو الإفراط في أحدهما على حساب الآخر.

خُلِق الإنسان ضعيفا وهو بقوته وضعفه فتنة لضعف غيره (أَحَسِبَ النَّاسُ أَن يُتْرَكُوا أَن يَقُولُوا آمَنَّا وَهُمْ لَا يُفتَنُون – “وَجَعَلْنَا بَعْضَكُمْ لِبَعْضٍ فِتْنَةً).

لا غرابة أن يحمل تراثنا الإسلامي أثارا من ضعف وتفاتن الأولين، وعلينا التماس الأعذار لمن سبقونا بالإيمان كما نرجو ذلك لأنفسنا من اللاحقين.

الفتن والتفاتن وضعف النفس والذاكرة وترغيب وترهيب الحكام، كل ذلك من طبيعة الحياة، وهكذا اختلف المسلمون إلى حد الإقتتال منذ صدر الإسلام ثم انقسموا إلى شيع وطوائف. وكل جماعة مقتنعة بأنها الفئة المحظوظة الناجية، وتتعجب مما لا يقبله العقل عند غيرها وتُقدِّس نصيبها من ذلك.

الإسلام قوة أو ضعف لا مكان للحظ ولا مجال أو عذر لإحالة العقل على التقاعد وتفويض كل المسؤولية للسابقين. الحظ رهان الرافضين لتحري الحقيقة، ويوجد مسلمون “غير محظوظين” ولنا في تنقيب كبار المفكرين عن الحقيقة واعتناقهم الإسلام الكثير من العِير.

يرى السفير الألماني الدكتور مراد هوفمان رحمه الله، الذي عمل في الجزائر قبل وبعد الإستقلال، أن المذهب الحنفي هو الأنسب للجالية الإسلامية في الغرب لإعلائه من قيمة العقل.

الإمام أبو حنيفة النعمان (7) رحمه الله هو مؤسس مدرسة العقل والاجتهاد كلما كان الحديث ضعيفا أو معارضا لكتاب الله، وعبد الله ابن مسعود رضي الله عنه كان يقول “أُفضِّل الفتوى باجتهادي على أن يُكذَبَ على رسول الله صلى الله عليه وسلم “. حُجة الصحابي الجليل وغايته هي تنزيه الرسول صلى الله عليه وسلم وتطهير سُنته وليس الخروج منها.

ينظر مراد هوفمان وأمثاله للتعصب المذهبي بحياد، وإذا كان أغلبهم اهتدوا لمذاهب السُنة فمنهم من يعتبر أن تسمية “أهل السنة” من الأسباب التي تجعل البعض يتعصب ويقدم الحديث على الآية. سوء توظيف نعمة العقل لا يقتصر على الإفراط وكثيرا ما يتم بالتفريط العاطفي.

للدفاع عن حديث قتل المرتد العقائدي، الذي يتعارض مع الكثير من الآيات، ظهرت اجتهادات تزعم أن الحديث ينسخ آيات محكمات مثل “لا إكراه في الدين” (8).

الآية “وَمَا آتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانتَهُوا” تعني كذلك “وما لم يأتكم الرسول ونُسِب إليه خطأ أو كذبا فلا تأخذوه، خاصة إذا تعارض مع القرآن”

التحفظ على الأحاديث القليلة التي تعارض نص القرآن هو عين الصدق والإخلاص في الإقتداء بالمصطفى صلى الله عليه وسلم وتنزيهه والدفاع عن سُنته المطهرة، دون إنكار فضل من جمع الأحاديث.

والتسليم بهذه الروايات لا يقل صدقا وإخلاصًا ولكنه لا يخلو من السذاجة المطمئنة بالتغافل عن التناقضات والعواقب. ألا يعني ذلك تصديق وترويج الكذب (غير المقصود) على النبي الأمين واتهامه بخيانة الأمانة؟ ألا يخفي ذلك أخطر أنواع الهجران لكتاب الله وهو الهجران العقائدي؟ (وَقَالَ الرَّسُولُ يَا رَبِّ إِنَّ قَوْمِي اتَّخَذُوا هَٰذَا الْقُرْآنَ مَهْجُورًا).

الأحق بالتبجيل والأسبق

الفكر الإسلامي غني بالعبقرية التنويرية الخارجة عن النمط الرسمي إلى حد إمعاض العقول الضيقة، ولكن بالتميز والتفوق وليس بالتمرد والتجني. أدعو المُعجَبين بفكر شحرور أن يلتفتوا لأمثال إبن رشد، العالم الأندلسي الذي درس الفقه والرياضيات والفيزياء وبرع في الفلسفة والطب والقضاء. الكل يشيد بعمق فكره إذ قال عنه المستشرق ميجال فرنانديس: “إبن رشد سبق عصره والعصور اللاحقة، وقدم الأفكار التي قامت عليها النهضة الحديثة”

يقول كمفكر “البحث عن الحقيقة عبادة وأشرف مهنة، وأن الحق لا يضاد الحق بل يوافقه ويشهد له”. ويضيف “الدين والعقل من عند الله، والخالق لا يمكن أن يعطينا عقولا ويعطينا شرائع مخالفة لها”. وكقاضي يُكرر أن العدل واجب الجميع ويقول “مِنَ العدل أن يأتي الرجل من الحجج لخصومه بمثل ما يأتي به لنفسه”. وأما عن الخِلافات والفتن يتأسف ويقول “لو سكت من لا يعرف لقلَّ الخِلاف”

تعرَّض ابن رشد لمحنة شديدة بكيد المتضايقين، وتم حرق كتبه ونفيه إلى قرية في المغرب. وبعد فضح المكر أعاده السلطان مُكرَّما إلى مراكش ولكن العالم المجروح لم يهنأ بذلك ومات بعد سنة. رحمه الله في العِليين وجزاه عن الإسلام والمسلمين وعن البشرية خير الجزاء.

مع تحسن حرية التعبير لا يُعقل أن تبقى المواضيع الحساسة حِكرا للمتحاملين على التراث، ومن يهمهم الأمر مدعوون للخروج من الصمت لسد الطريق أمام الإنحراف والإقتداء بالشيخ محمد الغزالي رحمه الله القائل بأن النهضة تقتضي مراجعة مسؤولة للتراث، ويعني ذلك أن الخروج من الحضارة له صلة بالفشل في القيام بذلك. وقوله “انتهاء عصر الوحي هو ابتداء عصر العقل” يعني اكتمال تأهيل وتمكين العقل الإيماني لتحمل قيادة السفينة لمواصلة مسيرتها حتى لا تبقى عرضة للرياح. يقول كذلك “أنا لا أخشى على الإنسان الذي يفكر وإن ضل لأنه سيعود إلى الحق، ولكني أخشى على الإنسان الذي لا يفكر وإن اهتدى لأنه سيكون كالقشة في مهب الريح”.

الإمتعاض من الفكر التنويري مثلما حصل مع ابن رشد هو إصرار على البقاء خارج الحضارة وتشجيع للفكر التمردي، والرجوع إلى الحضارة يبدأ بمراجعة التراث مع الإلتزام بحسن الظن بمن سبقونا بالإيمان وفضلهم علينا عظيم، وربطُ التماس الأعذار لهم بقدرتنا على تصور تلك الأعذار ليس من حسن الظن بهم.

وَالَّذِينَ جَاءُوا مِن بَعْدِهِمْ يَقُولُونَ رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا وَلِإِخْوَانِنَا الَّذِينَ سَبَقُونَا بِالْإِيمَانِ وَلَا تَجْعَلْ فِي قُلُوبِنَا غِلًّا لِّلَّذِينَ آمَنُوا رَبَّنَا إِنَّكَ رَءُوفٌ رَّحِيمٌ (الحشر 10).

عبد الحميد شريف، بروفيسور في الهندسة المدنية
12 فبراير 2022

المراجع

1/ https://www.aljazeera.net/blogs/2017/6/12/كيف-يحرف-محمد-شحرور-القرآن
2/ https://www.youtube.com/watch?v=BqPlJm3ZjwI
3/ https://tanwery.com/شحرور-الله-سمح-للرجل-أن-يتخذ-رفيقة/
4/ https://www.youtube.com/watch?v=kmuoQSIUxYk
5/ https://www.youtube.com/watch?v=tEj41Pe9XLA
6/ https://www.youtube.com/watch?v=53hmBuxtMXA
7/ https://www.youtube.com/watch?v=KGTSPphu1A0
8/ https://hoggar.org/2020/01/16/الحرية-والرِّدة-والخيانة/

التعليقات مغلقة.

Exit mobile version