بين حرائق الوطن وغياب الأكسجين عن غالبية مستشفيات الجزائر، وبين فقر وجوع وجريمة وغيرها من الآفات.

وبين غياب الحرية وتكميم الأفواه وتجريم الرأي الشريف والحلول الواعية…بقي لنا دائما امل في غد أفضل وكنا دائما على يقين أن هذا الشعب سيقف مرة أخرى على قدميه شامخ الراس حرا.

وهذا ما أكده من خلال روح التضامن سواءُ من أجل الأكسجين او من أجل اطفاء الحرائق.

وكان جمال واحدا من هؤلاء.

لكن شاءت ايادي الغدر ان تخطفه منا وتحاول ايضا ان تخطف بذرة الأمل وروح التضامن وتسعى لفتنة ابناء الوطن الواحد.

جمال قُتِل من طرف همج نطالب القبض عليهم ومحاكمتهم ومعاقبتهم أشد العقاب.

لكن لا نهرب من المسؤولية.

مسؤولية حكام الوطن سواءُ محليا او وطنيا.

لماذا بعد تسع وخمسين سنة استقلال لا توجد طائرات اطفاء الحرائق؟

لماذا بعد سنة ونصف سنة من كورونا لا زلنا لم نضع طريقة عمل للحالات الوبائية؟

لماذا لم نسارع لاقتناء مولدات الأكسجين بدل شراء طائرات سوخوي بثمانين مليون دولار للطائرة؟

لماذا تستعمل الشرطة خراطيم المياه والغازات المسيلة للدموع وحتى الرصاص الحي او المطاطي لقمع المتظاهرين ولم تستطع استعمال نفس الطريقة لحماية جمال الذي اخرج من سيارة شرطة؟

لماذا لا نكون أعوان حماية مدنية بالعدد الكافي؟

لماذا لا نضع نقاط متقدمة لمراقبة حرائق الغابات باعتبار انها حوادث متكررة سنويا؟

لماذا يواجه الجيش الحرائق بلا معدات خاصة ويفقد العشرات من خيرة شبابه؟

لماذا يتم العفو الرئاسي عن المجرمين كل مناسبة ثم هم من يكرروا نفس الجرائم بل حتى جرائم قتل؟

شاب يعلق على صفحة فايسبوكية ضد النظام يقبض عليه الأمن في ساعات ومجرمون يقتلون جمال بالصوت والصورة لايزال الأمن يحاول الوصول إليهم.

من المسؤول عن إبعاد الدرك عن منطقة القبائل منذ سنوات؟

من المسؤول عن اضعاف قوات الشرطة وتشجيع الاعتداء عليهم في منطقة القبائل؟

من المسؤول عن تشجيع الإجرام في كل ولايات الوطن وتقديم اللصوص للبرلمان كمنتخبين وممثلي شعب؟

الكثير من التساؤلات والجواب واحد.

نحن جميعا مسؤولون.

سواءُ الدولة وفي مقدمتها تبون والجيش.

سواءُ الآباء، الأمهات، المدرسة، المسجد، الشارع…الخ.

خير ما نختم به هو ان نؤكد أنه كما نكون يولى علينا، ولن يغير الله ما بنا حتى نغير ما بأنفسنا.

من يزرع الإنسانية يحصد الإنسانية ومن يزرع الشر يحصد الموت.

الدكتور بومقورة زين الدين

التعليقات مغلقة.

Exit mobile version