ليست تونس هي المستهدفة! نعم تونس على المحك والشعب التونسي لن يكون أفضل حال من الشعب المصري، غير أن المستهدف من وراء ذلك، من قبل ومن بعدُ، هو ثورة القرن على محور ” طنجة -جاكرتا ” على وجه التحديد، وليس ذلك سوى أهم موضوع على طاولة صناع وخبراء ” صفقة القرن ” الذين استاؤوا كثيرا لفشل العملية الانقلابية التي استهدفت تركيا صيف 2016، وغضبوا كثيرا للخيبة التي أصابت الإسرائيليين أمام المقاومة الفلسطينية التي وجدت الفلسطينيين واقعيا أكثر من أي وقت مضى!

تصورا ماذا كان سيحدث في حالة خروج الشعب التونسي إلى الشارع مطالبا بذهاب الرئيس ” قيس سعيد ” قبل مغامرة الانقلاب؟ هل كانت أوروبا، وفي مقدمتها فرنسا، ستقف نفس الموقف الذي تقفه اليوم بعد عملية الانقلاب؟ وماذا كانت ستفعل الولايات المتحدة الأمريكية وروسيا؟

ببساطة القوم اشتغلوا كثيرا، و ” قيس سعيد ” مثل ” السيسي” مثل آخرين لم يأتوا صدفة، ولن يفعلوا سوى ما كلفوا به، وهم بكل تأكيد من صنف العبيد الذين تم اختيارهم، ليس من عبيد الحقل، ولكن من عبيد القصر!

في مثل هذا الوضع لسنا أحرص على تونس من أحرار تونس، وفي مقدمتهم راشد الغنوشي وعبد الفتاح مورو، لكننا على قدر كبير من المسئولية بخصوص الآثار المترتبة في حالة الاستسلام وانتظار الحلول تأتينا من الغرب! والأخطر هو البحث عن بدائل خارج حدود الحراك الشعبي السلمي الذي يجب التأكيد عليه أكثر من أي وقت مضى، واعلموا أن الكهنة والسحرة وعصابات الاستبداد والفساد ينتظرون ردود أفعال من قبيل ما ألفوه. و الذي حدث في تونس ليس من باب المفاجئ، وملف ” صفقة القرن” لم يغلق ولن يغلق بالبساطة التي يتصورها الكثيرون

التعليقات مغلقة.

Exit mobile version