نعم، لقد تعلمنا من الواقع، و علمنا التاريخ، أن الأمة لا تتجزأ، و أن كل سلوك بخلاف ذلك لا يثمر سوى الويلات، و لن يزيد الشعوب المغلوبة إلا بعدا عن هدف استرجاع السيادة و الحرية و الكرامة، و الجزائر، كما هي فلسطين، كما هي كل قضايا التحرر، فيها الكثير من المحطات الملأى بالعبر و الدروس . 

لقد سجلت ” حركة رشاد ” موقفا ملفتا وفريدا، حينما قرأت التاريخ وأعادت قراءة كثير من الصفحات التي تم حجبها لسبب أو لآخر! لم تقف موقف حزب سياسي، و لم تقف عند مطالب اجتماعية أو مهنية أو مذهبية، لم ترفع شعارا أو راية خاصة بها، و لم ترتبط بأي جهة أجنبية كانت، كما لم تساوم مع سلطة الأمر الواقع؛ و لم تقع فريسة ردود الأفعال، بالرغم من التضييق و التلفيق و التضليل، و بقيت على خط المقاومة الشعبية السلمية ثابتة ، فاستحقت بكل تواضع موقف أمة . وبكل صدق فقد تجاوزت كل الشعارات الخاوية التي زادت من قابلية شعوبنا على محور ” طنجة _ جاكرتا ” لعوامل الهدم والضعف على مر التاريخ! لذلك نجد شعبنا في حراكه السلمي المبارك إن شاء الله، بعيدا كل البعد عن الأجواء الاحتفالية التي لا تناسب أجواء ومتطلبات المرحلة التي تمر بها أمتنا. 

و من بركات الثورة الشعبية السلمية التي تشق طريقها بصعوبة بعد ما يزيد عن السنتين ، تزف إليها فلسطين الجريحة ، و من باحات الأقصى المبارك ، مع نهاية شهر الصيام و حلول عيد الفطر ، بشائر النصر و كثير من المؤشرات الدالة على سلامة المسار ، حيث يلتئم جرح فلسطين من خلال استعادة اللحمة الوطنية الشعبية في الضفة و في القطاع و الداخل المحتل ، و ثمنا موقف السلطة الفلسطينية التي ثمنت هي الأخرى ملحمة حي الشيخ جراح ، و الرد الحاسم للمقاومة الوطنية ؛ و لكن ما يجب التوقف عنده بكثير من التأمل هو موقف السيد إسماعيل هنية رئيس المكتب السياسي لحركة حماس الذي فاجأ الجميع ، أما المفاجأة السارة فهو نجاحه في الخروج و السفر إلى قطر إذ يمكن أن يستثمر ذلك في أكثر من مجال ؛ لكن المفاجأة الأخرى فهي إشرافه على التجمع التضامني الذي حمل نكهة الاحتفال على الطريقة المألوفة التي تبرز الطابع الحزبي أكثر من الطابع الوطني ، و على الأقل طابع المقاومة الوطنية الفلسطينية ! ولا أدري ما الهدف؟ ولكم أن تقاربوا أثر ذلك على المشهد الفلسطيني عموما، والمقاومة الفلسطينية خصوصا، أما موقف الشعوب العربية فحدث ولا حرج. 

لأجل ذلك وجب مقاربة المشهد بكثير من التجرد والتأمل مستحضرين تضحيات الشعوب وتطلعاتها إلى التحرر. 

التعليقات مغلقة.

Exit mobile version