ما هو عمل حزبي ولا هو عمل إشهاري، ولا هو تدبير فردي، إنه سر من أسرار الجزائر؛ ومحطة من محطات الثورة التي لم تتوقف عند يوم أو شهر أو سنة، بل جمعت واجتمعت فيها الأيام والأشهر والسنوات، وكأنها هي اليوم، والشهر، والسنة، من خلالها تلوح وتبزغ شمس الحرية ويلوح ويبزغ فجر الاستقلال! هكذا بات حراك الجزائر، وهكذا هو شعب الجزائر، شعاراته تصنع الحدث، وتصنع الأمل، لأنها ببساطة شعارات، عجزت أحزاب عن صناعتها، وأقلام عن رسمها، وقنوات عن قراءتها! حتى رشاد ” الحركة ” لم تقل: أنا الحراك، بل قالت صدقا: رشاد قطرة في بحر الحراك! حاولوا اتهامها والعمل على إدانتها، ومن خلالها اتهام الحراك وإدانته، لكنهم فشلوا، وفعلا فقد فشلوا، لأنهم ” عصابة ” والعصابة لا تفهم شيئا في عالم القانون وعالم الحقوق وعالم الحريات! وباتت السلمية تزلزلهم وتكشف عورتهم، بالرغم من أن الحراك يجتهد ليل نهار في ستر العورات! وعند هذا الحد، يجب أن نجتهد كثيرا من أجل استخلاص العبر، ذلك أن الاستقلال والحرية وسيادة الشعوب، لا يمكن بأي حال من الأحوال أن يضطلع بحمل مفاتيحها، حزب بعينه، أو فرد من الأفراد، أو جماعة من الجماعات؛ لأنهم جميعا يحبذون قطف الثمار، حتى لو كانت في غير موعدها، والاستئثار بها؛ مما يسبب التنازع والفرقة والإقصاء! لقد حدث ذلك كثيرا، اسألوا مؤتمر الصومام الذي لم يكتمل، ومؤتمر طرابلس الذي لم ينعقد! بل اسألوا ثورة نوفمبر عن أحداث الثورة، ما لحق بمصطفى بن بولعيد، و بشير شيهاني، و عبان رمضان، والعقيد شعباني، و …..! ولذلك فقد استخلصت رشاد العبرة، ويجب أن تداوم على استخلاص عبر الثورة، ثورة شعب هزم فرنسا وهزم الفساد، وهو في طريقه لاستخلاص الحرية! نعم، نحن على موعد مع أسرار الحراك، مثلها مثل سر الإخلاص يستودعه الله قلب من يحب. نسأل الله أن يغفر لنا الذنوب و يتجاوز عن خطايانا فهي مثل زبد البحر، و أن يقي حراك شعب يتوق إلى الحرية من وباء العصابة، آمين

التعليقات مغلقة.

Exit mobile version