سقطت الأقنعة وانكشفت العورات، وبات الوباء أنواعا، أخبثها وأخطرها على الإطلاق ذلك الذي يصيب مناعة الشعوب والمجتمعات في ذاكرة بعض منتسبيها؛ ولا أدل على ذلك من المواقف التي لا يستطيع المرء، مهما كان، كيفما كان، وأينما كان، في عصر سرعة التواصل في حدود المعلومة، مهما كانت طبيعتها، أن يخفي حقيقته ومعدنه! وما ينطبق على الأفراد، ينطبق كذلك على الهيئات والكيانات، جمعيات ومنظمات وحكومات ودول.  تحاول الدوائر الاستخباراتية الفرنسية هذه الأيام في حالة من الارتباك تجميع قواها واختبار عملائها؛ و سبب ذلك هو الزلزال الذي سببه الحراك الشعبي الجزائري في حدود الدولة العميقة أو السلطة الموازية – الحارس الأمين – لمصالحها ! خصوصا أن فرنسا والسعودية والإمارات وجدت نفسها متأثرة بنتائج هذا الزلزال الذي خيب ظنونهم  جميعا، وأعاد خططهم ضمن ملف الثورة المضادة لانتفاضات الشعوب واحتجاجاتها إلى نقطة الصفر، خصوصا بعد خسارتها الرهان على العميل “حفتر” في تطويع الشعب الليبي، وتحويل ليبيا إلى قاعدة متقدمة في كبح مسار الثورات الشعبية على الاستبداد والفساد، وفي المقدمة الحراك الشعبي الجزائري المتفرد! ولم يعد بوسع هذه الدوائر إخفاء حقيقتها وعملائها الذين سقطت أقنعتهم عن آخرها تقريبا بسبب تخبطها، حيث تلتقي هذه الأيام جميعها وعلى اختلاف ألوانها، من دون الحاجة إلى ذكر أسماء، في محاولة يائسة للإساءة إلى “حركة رشاد ” التي أعطت الوعي الشعبي على مستوى الحراك الجزائري بعدا وأثرا تجاوز كل التوقعات والحسابات، واستطاعت المحافظة على رصيدها في حدود عالم نالت التسريبات من خبايا وأسرار أنظمة وكيانات ومنظمات الشيء الكثير؛ وبات من السخافة والسخرية المزايدة على الحركة تحت طائلة العمالة لقطر و تركيا ! وهو الادعاء الذي لم يجدوا غيره ودونه في حدود أرشيفهم جميعا ! وإلى هذا الحد لم تعد محكمة التاريخ الحاضرة بقوة في حدود وعي شباب الحراك السلمي تعبأ بمثل هذا الهراء والدوران داخل حلقة مفرغة، لا يمكن إلا أن يتحول إلى صداع مزمن يهزهم هزا و يفقدهم السمع و البصر على السواء !

التعليقات مغلقة.

Exit mobile version