بداية، من يتأمل في خبايا الفعل ” زاف ”، لا يمكنه البتة التفكير في مسألة العرق أو الجنس أو اللون أو حتى المعتقد، بمعنى الفعل من دون رابط عرقي على وجه الخصوص، فهو نبات كالنبات أو الشجرة التي أكل منها آدم عليه السلام بالرغم من التحذير .
و الأهم هو أن عبارة  ” زاف الإنسان” ليست مثل “زاف الطير” ، فالأولى تعني الاسترخاء بمعنى التراجع أو الركون أو الخلود أو التخلف عن الركب أو الغدر به، …أما الثانية فتعني حلق بعيدا عن الأرض. وفي كل الأحوال ليس التولي كالإقدام .
كذلك هي الأفعال الصادرة عن الإنسان في هذا الشأن بالذات وهو الزوف، زاف، يزوف، زوفا . ليست مثل الصادرة عن الطير خصوصا، و الأنعام عموما .
مثال : زافت النقود تعني أن النقود مغشوشة، ونفس الشيء حين تفقد العملة قيمتها، وكل ذلك بسبب الإنسان الزائف. نقول: زيف فلان النقود، أي جعلها مغشوشة، أو تسبب في ذهاب قيمتها .
وللتوضيح أكثر نقول عن العصابة التي تمتهن الغش هي عصابة زواف، زيفت و تزاوفت، بمعنى غشت، غدرت، خانت الأمانة. والخلاصة أن الزيف و التزاوف لا يرتبط بعرق أو لون أو جنس أو معتقد مثلما أراد القوم أن يزيفوا الحقائق، وقد سبقتهم إلى ذلك قوى الاستعمار التي ركبت رأسها، وطمعت في إلصاق الإرهاب بعرق أو معتقد لذاته، والشيء نفسه إذا تعلق الأمر بالتخلف .
إن الذين تسببوا في الزيف قليله وكثيره هم من جهات متعددة، حتى لا أقول مختلفة. منهم القبائلي، والشاوي، والميزابي، والعربي. منهم الأنثى و الذكر، والشاب والمسن. من شرق البلاد ومن غربها. المدني و العسكري .
و على هذا الأساس فإن لعبة سلطة الأمر الواقع باتت مكشوفة و مفضوحة، ولا يمكن أن تنطلي الحيلة على أحد .
و يجب القول أن من سيّسوا الدين، و سيّسوا الأعراق، يمكنهم تسييس المجتمع وتقسيمه إن استطاعوا .
ومهما قيل بخصوص ” الزواف ” و منطقة ” زواوة ” فإن سياسة المعروفة بـ” فرق تسد” ، لا تخفى خيوطها و أماراتها على أحد

التعليقات مغلقة.

Exit mobile version