ثبت للجزائريين و للعالم أجمع الجرم الذي ارتكبه الاستبداد بجميع دوائره الفاسدة في حق المجتمع و الدولة الجزائرية واقتصادها، هو جرم أو جرائم بدرجة الخيانة العظمى.

هل عبد العزيز بوتفليقة هو تشاوسيسكو الجزائر؟ أبدا، تشاوسيسكو الجزائر بمثابة الأخطبوط  ذي الأذرع الثمانية، رأسه مفصول عن باقي أعضائه و أطرافه، ما يميز أذرعه، أنها مغطاة بماصاة تساعده على التشبث بالأشياء بقوة شديدة، في حال فقد ذراعا من أذرعه، له قدرة فائقة في تعويضه.

وعلى هذا الأساس فإن الشعب الجزائري بات على درجة كبيرة من الوعي المتفرد الكفيل بكشف كل ألاعيب الأخطبوط. و على كل المرافقين للحراك الوطني، والمتحدثين باسمه، أن يكونوا في مستوى ما يتطلع إليه الشعب من نخبة تكون في مستوى آماله على طريق التحرر، و تحمل الأعباء، ومسؤولية الاستجابة لمرحلة البناء.

المسرحية المكشوفة 

بسرعة لا فتة، لم يتوقعها الكثيرون، سقط الأخطبوط في مستنقع الفساد، المستنقع الآسن، لا يتوفر على الكثير من الأكسجين بسبب نوعية الماء و الغازات المنبعثة، مما أثر كثيرا على جهازه العصبي، فلم يعد قادرا على إفراز الحبر الكافي الذي يمكنه من التخفي بعيد عن الأنظار، مثل هذه الوحوش تفضل الأعماق، و بسبب الحفرة الضيقة أو المستنقع الذي سقطت فيه، انكشف أمرها و باتت فصول كل المسرحية معلومة عن آخرها.

ماذا عن الاجتماع السري الذي أفادت به قناة الشروق منفردة؟ وبالون القوى الاستخباراتية، جزائرية و فرنسية، وورقة اليامين زروال داخل المشهد الذي لم يصمد ليلة واحدة، فبدل أن يسلم الرئيس المفاتيح للشعب في حراكه، ويبارك هيئته الرئاسية و حكومته السيدة، ويستقيل إلى غير رجعة، تحرك الذراع الأطول في حركة مكشوفة بدعوى تطبيق الدستور في مواده الميتة: 102 ـ 07 ـ 08 التي لم تعد حاضرة، كما لم يعد الرئيس ولا مجلس دستوره حاضرا، لعبة المخابرات ساذجة كثيرا، ولدت ميتة، وغطت برائحتها كل الأذرع الأخرى، حتى أن قناة الشروق أصبحت في يوم المسرحية الموالي، لا تعرف ما تقوله و تسوقه للشعب وباسم الشعب، سوى تسويق ورقة رجال الأعمال.

رجال الأعمال

من أجل التغطية على أخطبوط الفساد الذي أجرم في حق المجتمع و الدولة، سوّقت قنوات السلطة، وعلى رأسها الشروق والنهار، خبر محاولة هروب بعض الوجوه التي تشبه ذالك الوجه الشاحب الذي تستروا وراءه ذات يوم من أجل إفراغ الخزينة العامة، ألا وهو العنوان الذي دوّخ كل الجزائريين، ” بنك الخليفة ” ورئيسه: عبد المؤمن خليفة الذي سلمه ( سيدهم السعيد ) أموال العمال المساكين على طبق من ذهب، وكثير من أموال القطاع العام، ذهب عبد المؤمن خليفة ولم يعد، هل تحرك وقتها النائب العام أو احد القضاة أو حتى هيئة حقوقية تابعة للنظام، أو قائد الأركان، أو مجلس الأمة أو مجلس نواب الشعب، أو الأفلان والأرندي أو حتى حمس، أو أحزاب المعارضة؟ لم يتفوه واحد منهم بكلمة واحدة. اليوم يظهر الخليفة من جديد، لكن في ثوب جديد، و بحبر جديد، رجال أعمال على شاكلة: علي حداد، تحكوط، و غيرهم كثير، النظام اليوم، لا يستطيع المناورة واستبدال أذرعه بأذرع أخرى، يسوّقون أن النائب العام أمر هيئة الدرك الوطني بمنع هؤلاء رجال العمال من السفر، وسحب جوازات سفرهم، ومنع طائراتهم الخاصة من الإقلاع، ليس خدمة للشعب المسكين، و لكن خدمة للأخطبوط الذي بات يتنفس بصعوبة في حفرته التي سقط فيها.

حكومة جديدة

الحكومة التي أعلنوا عنها، من حسن الحظ ولدت ميتة، ولحسن الحظ جاءت تحت رئاسة الوزير بدوي، ولم تستطع أن تفرز شيئا يمكن من تزويد الأخطبوط بقليل من الأكسجين، فقط راحت قنوات النظام تبارك للنظام بأن الشعب بات راضيا بالمسار، يبشرون بفحوى تقديم الرئيس استقالته، والحاجة إلى تفعيل المادة 102، و قرب انعقاد المجلس الدستوري للقيام بمهامه، والترويج إلى إمكانية استغناء قيادة الأركان عن حكومة بدوي، وتشكيل حكومة جديدة استجابة للحراك الشعبي، تجسيدا للمادة 07، ولا بأس أن تظهر بعض الوجوه الباهتة على شاكلة هذا الإنسان الغريب المسمى سمير، على سبيل المثال، لا على سبيل الحصر، وإخوته، من عقداء متقاعدين، مثل الذي روّج لحالة الطوارئ ليلة الأحد، لما نقلت قناة الشروق خبر انتشار قوات الدرك بكثافة داخل حدود العاصمة، والله إنها مأساة في حق النخبة الجزائرية، وصورة مثيرة للضحك والسخرية كثيرا.

على موعد جديد مع الحراك أمارات مهمة على طريق الحرية، بالرغم من العبء الثقيل، و حاجة الحراك إلى قيادة راشدة في مستوى التحدي، الحراك الوطني السلمي على طريق صناعة المزيد من الوعي المتفرد من أجل التخلص من الأخطبوط إلى غير رجعة، وهو على أهبة أن يتوجه برسالته إلى كل القوى الحية التي يتمتع بها النسيج الوطني، في الداخل والخارج، بعيدا عن أي إملاءات أجنبية مهما كانت، وأينما كانت، وكيفما كانت، من أجل تجاوز كل حركة مشبوهة بواسطة أي كان، وكيفما كان، وأينما كان، يمكن أن تطل علينا، تحت أي راية، و تحت أي مسمى، خصوصا أنه تم تحضير بعض الشباب المهمش و البريء، بهدف التشويش على الحراك و مغالطته، وتشويه صورته ومطالبه. الحراك الوطني من خلال ناشطيه الأوفياء، مطالب بحصر نطاق المتحدثين باسمه، على شخص السيد مصطفى بوشاشي الذي أبدع كثيرا، وأبهر كثيرا، وبرهن فعلا على وعيه وحضوره، أن يعبر عن رسالة الحراك الوطني التي لا تقبل بديلا عن السلمية، والعمل من أجل التخلص من الأخطبوط، والمحافظة على مؤسسات الدولة بداية بالجيش الوطني الشعبي، وجهاز الأمن الوطني، وجهاز القضاء، من أي حركة مشبوهة يمكن أن تمد في عمر الأخطبوط، والحذر كل الحذر من بعض الأصوات المشبوهة باسم التجار والمنتجين، الداعية إلى الإضراب العام، ولو ليوم واحد، فالغرض هو ضرب الحراك و إضعافه. عاشت الجزائر حرة من دون فساد.

التعليقات مغلقة.

Exit mobile version