عندما يكون العرب ملكيين اكثر من الملك

عندما صرح”ديفيد بن غوريون”أول رئيس للوزراء فى دولة إسرائيل”بأن قوة إسرائيل لا تكمن فى جيشها بل فى تدمير ثلاث دول عربية هى مصر وسوريا والعراق وأن نجاحنا لا يقوم على ذكائنا بل على غباء الطرف الآخر”،لم يفكر العرب ولم يدققوا فى هذا التصريح ،ولو فكروا لوجدوا أن اليهود أنفسهم يقدمون الحلول لمشكلة العرب:فلسطين”وغيرها من المشاكل العالقة الأخرى وعلى رأسها إشكالية الحكم فى الوطن العربي.

والأدهى من هذا أن الكثير منهم ما زالوا يصرون على أن القوة العسكرية هى من يصنع هيمنة إسرائيل على الدول العربية وأن دبابة الميركافا” ومروحية” الأباتتشي” هما السمتان البارزتان لها ويحالون إقناع غيرهم بهذا.”

هذا التصور ليس وليد الغباء والجهل فحسب،بل يدل على نمط الثقافة السياسية التى تسعى الأنظمة لتكريسها فى الأذهان لكي تبتعد الشعوب عن التدبر فى أسباب خيبتها وضعفها وتخلفها  الى أنها قوة رهيبة كامنة لو تخشى النظم المستبدة من يقضتها ويضل مفهوم القوة مسيطرا على التفكير كعامل محدد لتلك القوة،فتغفل الجماهير عن حقيقة جوهرية فلا تدرك بأنه إذا فكرت سقطت عقدة الخوف وزالت التبعية فتضيع الأنظمة السياسية ..

***

مفهوم الإرهاب فى الأبجديات السياسية الرسمية

لم يعد الإرهاب يعنى ذاك المفهوم التقليدى المتعلق بالجماعات الخارجة عن القانون وحمل السلاح بغية قلب نظام الحكم وإلحاق الضرر بالأمن القومى،بل بات يعنى كل ما من شانه المساس بمصالح الطغم العسكرية الحاكمة.

وعلى هذا الأساس أصبح كل شيئ مرحب به وكل التجاوزات مرخصة ما دام يخدم باروبات النظم حتى لو كان المتضرر هو الوطن نفسه.

ولهذا،لم تلتفت قوات الأمن الى جرائم القانون العام خلال مطاردتها لما سمته الجماعات الإرهابية وقمعها،بل على العكس رعتها وباركتها لما رأت فيها من أسباب ممهدة لفساد الأخلاق وإنهيار القيم كى يسهل عليها التحكم فى المجتمع وتوجيهه.

لذا،لم نسمع خلال العشرين عاما التى تلت إيقاف المسار الإنتخابى فى سنة 1990 أن عرضت وسائل الإعلام مجرما خطيرا على الأمن العام لسبب بسيط وهو أنه اداة طيعة فى يد السلطة تلجأ اليه لمساعدتها للخروج من مرأزقها فى كل مرة وإيجاد المبررات لكل التجاوزالتى خلفت وضعا سياسيا ترعرعت فيه طبقة من الكوبرادورا كان وما يزال لها اليد الطولى فى تحديد معايير الوطنية.

وعليه،كانت النتائج مروعة وحصيلة القتلى ثقيلة ثقل المزاعم الأمنية والسياسية المواكبة لها،فطفت على السطح مصطلحات غير مألوفة وبرز على الساحة السياسية ما سمى المجتمع المدنى المشكل للوعاء الجديد لشرعية الحكم كبديل عن المؤسسات الدستورية التى جرى تعطيلها وتدجينها لكى تتخلى عن دورها كحام للقانون والحريات والذى كان له دورا حاسما فى تشكيل نمط الحكم وتوطينه فى العقول فى فترة ما بعد الإنفتاح الديمقراطى.

فكان أن سلطت على الشعب حرب أخرى غير معلنة تمت بإسم الحفاظ على قيم الجمهورية لم تقل ضحاياها عن ضحايا حرب التحرير الوطنى عن فرنسا وكان ما كان لها من خراب وتمزق إجتماعى وضياع للهمم.

***

L’esprit algérien de Macron

Macron, fraichement élu comme futur président de la France,promet de désigner le chanteur algérien MAZOUNI au poste de Ministre de la culture en guise de reconnaissance pour son soutien lors de sa campagne électorale.

Une nouvelle qui défraye évidemment la chronique mais fait sans doute la joie de la communauté algérienne en France de voir l’un des siens propulsé à un poste aussi majestueux que celui de ministre dans le gouvernement de l’ancienne et aussi de la nouvelle tutelle de leur pays et se trouver enfin en position d’égalité des chances avec le voisin marocain à l’honneur avec trois de ses compatriotes en charge de portefeuilles ministériels dans l’hexagone.

Toujours est-il que ce n’est pas la reconnaissance en soi qui étonne ; la proposition aurait du normalement porter sur une nomination en adéquation avec les compétences de l’artiste, mais plutôt le caractère inoui de celle-ci.

Ainsi se pose la question de savoir s’il s’agit ici d’un dérapage verbal de l’ancien candidat sous l’effet de l’émotion de son succès retentissant ou si le président entrant exprime une réalité inextricable de la décadence de l’ancien empire colonial en phase de déclin et de décomposition ?Ou si encore il s’agit de symptome de contamination du fléau algérien qui fait qu’un ministre français supposé respecter au moins la déontologie de son statut bascule dans le ridicule et l’inacceptable?

محمود حمانه
8 ماي 2017

التعليقات مغلقة.

Exit mobile version