من أين نبدأ، الطائرة لا تقلع بأحد جناحيها حتى وإن بلغت تمنياتنا عنان السماء ، ناهيك إذا كانت معظم أجزائها معطلة ، من أين نبدأ إذا كانت مصادر قوتنا جدا مستهدفة ، من أين نبدأ إذا كان تركيزنا على مشاكلنا من منظور المريض الذي ينتظر وقد فقد كل الأمل، فهل نبدأ ونحن لا نستطيع أن نبدأ ، بداية البدايات أن يتغير كل واحد يريد أن يبدأ ، يبحث له عن مبدأ ، ومبدأ المبدأ أن يشهد على مكمن المبدأ ، نفسه التي بين جنبيه ، لا يوائمه  فيها سوى مبدأ المبدأ الذي قامت عليه أمة الشهادة ، الأمة الوسط ، وإذن فالبداية من الوسط  ، لا تنازعنا الأطراف فتأخذ بوسطنا وتأخذ منا شهادتنا ، نصلي ونحن نصلي ، نصوم ونحن نصوم ، نزكي ونحن نزكي ، نشهد ونحن نشهد ، حينها فقط يمكن أن نبدأ، عندها فقط ستبدأ رحلتنا وستقلع طائرتنا وستصطف مدارسنا ومزارعنا ومدا شرنا وريفنا ومدننا ومعاملنا ومعاهدنا وجامعاتنا ومساجدنا ، فتأخذ مكانها حدا وسطا لا ينازع بعضها بعضا ، فيعود الأمل وتتحدد معالم الرحلة في عالم الوسطية وعالم الشهادة التي رضيها لنا عالم الغيب والشهادة . من نكون في أيام الناس هذه ؟ نحن لسنا أفضل من الأقراص المضغوطة، لماذا يا ترى ؟ الأقراص يمكن أن تحمل مواضيع وصورا وتحافظ عليها ، مثل هذه المهمة ليست في متناول الإنسان ، لأن الأقراص تحافظ على المضمون والشكل دون زيادة ولا نقصان ، أما الإنسان فمن الممكن أن يضيف أو يحذف لأسباب مختلفة ، ينطبق ذلك علينا ونحن نتحدث ، أو نناقش ، أو نتحاور ، نكرر الكلام في نفس المواضيع ، يمكن أن نتناقض بين حين وآخر وأكثر من ذلك نخرج في كثير من المناسبات من دون نتيجة ، المشكلة ليست في الكلمة ، إنما في مقارباتنا لعالم الكلمة ، لذلك هلا بحثنا لنا عن بديل يقلل من هفواتنا وسقطاتنا وانحرافنا في عالم الكلمة ؟ هلا تواعدنا مثلا على أن يكون لقاءنا بعد أن نفترق هو لقاء عمل ، يقدم أحد الحضور صورة عملية ، إنجازا معينا ، نشاطا محددا ، فننظر في إيجابياته ، وفي سلبياته ، كيف يمكن تحسينه ، أو التقليل من سلبياته ، وإذا أمكن تعميم فوائده . أعطيكم مثلا : يلتقي الناس بمناسبة عزاء ، فيجلسون ويتبادلون الحديث ، كأن يبادر أحد الحضور فيذكر بأهمية تكفل الجيران ، أو الأقارب ، بعملية الإطعام ، وتحديدا إطعام القادمين من مسافات بعيدة تقتضي إطعام المعنيين بذلك ، كثيرا ما يتحدث الحاضرون في موضوع كهذا مرارا وتكرارا ، ثم ينصرف كل واحد إلى وجهته ، لنعود في مناسبة أخرى ونكرر نفس الكلام دون آبهين بخطورة ذلك ، وكان الأجدر أن ننتقل من عالم الكلمة إلى عالم الفعل ، كأن يبادر الجيران ، أو الأقارب ، فيعقدون العزم على تنظيم عملية التكفل مستقبلا فيما بينهم ، ويتفقون على الإجراءات العملية دون انتظار . الانتقال من عالم الكلمة إلى عالم الفعل يعلمنا الكثير ، فبدل أن نتكلم ونكرر الكلام ، نعمل ونتقدم في عالم الأفعال . وحتى في عالم الكلمة نجتهد قدر الإمكان في التخلص من مسايرة الناس في كلامهم ، فبدل اجترار الإشاعات ، نعلم أنفسنا ، ونجتهد في تذكير الناس بأهمية أن تكون للمرء وجهة نظر خاصة به ، فبدل أن يكون ناقلا للأخبار ، خصوصا إذا كانت مجرد إشاعات ، يحاول أن يتفكر في نتائج ذلك ، وإذن فبدل المسايرة والإتباع ، نحمل أنفسنا تدريجيا على التفكر ، حتى وإن قابلنا الحضور بنوع من الاستهزاء ، أو عدم الاهتمام واللامبالاة ، نحاول أكثر ونجتهد أكثر . تتشكل الكلمة وتتقولب وتأخذ لها صورة في دنيا الناس وتبقى كلمتك شاهدة عليك في الدنيا ويمكن أن تشهد عليك بين يدي الله . وإذن فليكن هدفنا تغيير ذهنياتنا ، فبدل أن تخترقنا الإشاعة في مجالسنا فتحدث شروخا إضافية في شخصيتنا ، وتخترقنا الدعاية المغرضة في جمعنا فنتحول إلى إمعة نسيء بدل الإحسان ، بدل ذلك ، نتعلم كيف نبطل مفعول الدعاية المغرضة ، ونحطم قيود الإشاعة العمياء ، ونفسح المجال أمام الإحسان بدل الإساءة . إذن ، نحن نحتاج إلى ثورة على مستوى ذهنياتنا شريطة أن ترتبط عملية الهدم بعملية البناء أصلا ، ولا نقبل بأن يكون البناء تابعا ، أو عنصرا من عناصر الهدم . نحن ، للأسف الشديد نتعامل مع عالم الكلمة كما نتعامل مع البضاعة المستوردة ، خصوصا منها المعلبة  ، التي يصعب علينا التأكد من مكوناتها ومدة صلاحيتها ، فبدل أن نبحث لنا عن مكان في عالم الأفعال فننتج ما نأكل وما نلبس بأنفسنا ، نقطع مسافات رهيبة في عالم الانتظار ، انتظار الغذاء والملبس ، وأحيانا حتى الماء ، ماذا يمكن أن ينتظر قوم توارث مثل هذه الحالة المرضية ؟ و ماذا يمكن أن يلحق بنا ويصيبنا في عالم الكلمة جيلا بعد جيل ؟ نحن نتعلب في ذهنياتنا ، بدل أن نتغلب ، وننغلق بدل أن ننعتق ، نحن لم نسأل عن أنفسنا فنبحث عنها في عالم الحضور ، فكيف يتسنى لنا البحث عن فكرة تقينا من أوحال الثبور ؟ نعقد لأنفسنا ملتقيات فنتكلم ونقرر في مواضيع ليست بأيدينا ولا في متناولنا ، فنقطع لها مسافات من غير مدلول ، ثم تجدنا أعجز ما نكون إذا تعلق الأمر بمواضيع هي من صميم اهتمامنا ومما يتصل بمهامنا ، أعطيكم مثالا : تناقلت بعض وسائل الإعلام ، في الأيام الأخيرة خبر إغلاق المدارس القرآنية ليس داخل فلسطين بطبيعة الحال ، ولا بالولايات المتحدة الأمريكية مثلا ، الخبر يخص الجزائر ، يسأل أحد صحفيي قناة النهار التلفزيونية يوم 13 ـ 03 ـ 2017 وزيرة التربية الوطنية السيدة بن غبريط عن الإجراء ، أو الخبر ، فتجيب : أن لا علاقة لذلك بوزارة التربية . المشكلة تكمن في موقف جمعية العلماء المسلمين الجزائريين ، لأن المواطن الجزائري لم يفهم ما يجري بالذات ، من هو المسئول عن المدارس القرآنية تحديدا ، أو ليس من واجب الجمعية اليوم تناول هذا الموضوع بكل شفافية والتواصل مع الحاكم والمحكوم بكل مسئولية ، وعدم السماح ، من قريب أو من بعيد ، لأي كان المزايدة على إرث جمعية العلماء ، خصوصا في مسألة تربية الناشئة وتحفيظ القرآن الكريم . إن غالبية الجزائريين لا يتواصلون مع جريدة البصائر اليوم ، لسبب أو لآخر ، والكثير يدرك علاقتنا بعالم القراءة ، كم هو عدد الذين يتناولون هذه الجريدة أسبوعيا ، وعدد الذين يتصفح أوراقها باهتمام ؟ وأثر ذلك على القراء ؟ الجمعية ليست اليوم أحسن حالا مما آلت إليه الأحزاب الإسلامية مجتمعة ، من حيث أثرها وتأثيرها في الناس . إن موضوع المدارس القرآنية يهم كل الجزائريين، والجمعية اليوم ينبغي أن تكون حاضرة مع كل الجزائريين ، وأن تهتم فعلا بما هو من صميم مهامها وواجباتها.

 إن غياب مسألة التفكير والتفكر والتأمل والتدبر والاعتبار من حياتنا هي التي أفقدتنا كل قيمة شبرا بشبر فيما اتصل بمجالنا الحيوي ، المجال الذي لم يعد له مكان في سلم أولويات واهتمامات القائمين على الشأن العام ، وعلى هذا الأساس فالمسار الغالب اليوم هو مسار التمييع ، ولا بديل عن التمييع ، وإلا بماذا نفسر الحرج الذي سببته المدارس القرآنية للقوم المهتم بشئون الرعية ، والسبب وراء ضيق الصدور بالبراءة التي تتلو كتاب الله ؟هل بإمكان أساتذة علم النفس والاجتماع فك شفرة هذه المسالة ؟ ثم هل تساءل أحدكم عن سر سكوت الأحزاب التي كانت ذات يوم تفتخر لكونها تحمل شعار  ( الإسلامية ) وانصرافها إلى غير رجعة ؟ فهل بإمكان دعاة الأمس واليوم تفسير ذلك ؟ أرأيتم مسألة الحضور والغياب في عالم الكلمة ، فما بالكم بالحضور في عالم الأفكار والقيم ، لذلك ولذلك فقط لا تستغربوا من دوران القوم حول التمثال القديم الجديد ، الذي تحول بمرور الوقت إلى صنم ، ليس للعبادة بطبيعة الحال ، ولكن لتحطيم كل ما يتصل بالشروط الفكرية والمعنوية للعملية الديمقراطية ،ما أقبح المؤامرات التي يتورط فيها بنو جلدتنا الذين يستخدمون بين الحين والآخر كقنوات لتمرير الإشاعة المغرضة كسياق للحركة والسكون ، حتى وإن كانت جرة قلم ، لأن جرة القلم كالكلمة التي لا نلقي لها بالا ،فلا يحقرن المرء ما قل وما صغر،وإن كان مثقال ذرة من كلم ، فمثل ما قل وصغر قد يرفع صاحبه عند الله درجات ، وقد يهوي به إلى أدناها ، وإذن فالسياق في عالم الغيب والشهادة جد مهم ، قدوتنا صلى الله عليه وسلم كان كذلك ، فكل ما كان يصدر عنه يدخل تحت باب فهم الفهم ، فما أحوجنا إلى ذلك في أيامنا هذه ، خصوصا فيما تعلق بدنيا الناس ، أو إن شئت فقل ما اتصل بعالم الشهادة ، وما أدراك ما عالم الشهادة . إن الذين يستثمرون في مآسينا وغفلتنا ينطلقون من داخل فراغنا ، يصطادون في الماء العكر، خصوصا إذا كان ذلك بسبب من لايعيرون للكلمة بالا . لقد كان صلى الله عليه وسلم أطيب كلمة وأصدق فعلا ، حتى أن المسافة بين أقواله وأفعاله صارت من العدم ، ويكفينا في ذلك قول الله سبحانه : ” وإنك لعلى خلق عظيم ” الآية 4 من سورة القلم

هذا يكفينا ، أما من اختلط عليه الأمر ، لا أقول سوى ما يفرح وما يغني عن كثير من الكلام :عليكم بالقراءة والقراءة في سيرته صلى الله عليه وسلم وكأننا بين يديه نتلقى منه مثلما تلقى منه آل بيته وأصحابه الكرام . أعود لموضوع المدارس القرآنية ، وتحديدا ما نشرته جريدة يومية النهار تحت عنوان ” عيون وآذان ” بتاريخ 16 مارس 2017 الموافق لـ 17 جمادى الثانية 1438 هـ ” عندما يثور الوزير دفاعا عن المدارس القرىنية ” : طمأن وزير الشؤون الدينية والأوقاف ، محمد عيسى ، بأن المدارس القرآنية التي شيدها محسنون لتعليم كتاب الله ستبقى مفتوحة للجميع ، وستبقى تحت مسؤولية إطارات القطاع ولن تتحول إلى أي سلطة أخرى وطنية أو أممية . وهدد الوزير باللجوء إلى العدالة ضد كل من يروج مثل هذه الإشاعات والأكاذيب والبهتان ضد مؤسسات تحوي فلذات اكباد الجزائريين ، مضيفا أنه ليس لديه اي جواب عن كل المقاربات الداخلية والأممية المتعلقة بالتعليم القرآني في الجزائر ، سوى الجواب الرسمي الذي سبق أن وقع عليه وأرسله للمعنيين ، والقاضي برفض أي إصلاح للمدرسة القرآنية لا ينبع من أسرة التعليم القرآني ذاتها ، كما أكد محمد عيسى أن إصلاح المدارس القرآنية وتحرير ابناء الجزائر من قبضة الطائفية والحزبية سيستمر باسم الدولة بجميع أجهزتها ، من اجل تحصين المدارس القرآنية من التشدد ( مهما كذب علينا الكاذبون وكاد لنا الكائدون ) . ” . هذا الذي نقلته جريدة النهار . إن مثل هذا الموقف الرسمي مهم ، غير أن الأهم هو من يجتهد ويشرف على كثير من المدارس القرآنية عبر التراب الوطني ، وأخص هنا تحديدا جمعية العلماء المسلمين الجزائريين من خلال فروعها ، إن تحفيظ وتعليم القرآن الكرين من المهام المتصلة بمهام الجمعية منذ تأسيسها ، وهو من باب ” زيادة الخير خيرين ” كما يقال ، وهو سند عظيم لما تقوم به وزارة الشؤون الدينية في هذا الشأن بالذات ، خصوصا إذا علمنا أن إن جمعية العلماء المسلمين الجزائريين ولدت ولادة ، ويا لها من ولادة ، إنها حلقة في سلسلة الولادات المتصلة من خلال حبلها السري بحبل الرسالات السماوية التي تحلت بحلتها وتزينت بزينتها وأشعت بنورها الأرض في فلكها وأنشد نشيدها أبناءها البررة من الأنبياء والرسل وتوارثه بعدهم العلماء الأطهار والمفكرون الأنوار ، ولذلك ليس غريبا أن تزهو أرض الجزائر بميلاد جمعيتها وتردد بعد ذلك أنشودتها الخالدة المخلدة من خلال ثلة من علمائها ومفكريها الذين شربوا ماء زمزم الإيمان والحرية ، ولذلك ليس غريبا أن يردد أبناء الإبراهيمي وابن باديس أنشودة الوفاء ويحفظوها جيلا بعد جيل :

شعب الجزائر مسلم    *   وإلى العروبة ينتسب
من قال حاد عن أصله أو قال مات فقد كذب * أو رام إدماجا له رام المحال من الطلب
يا نشئ أنت رجاؤنا وبك الصباح قد اقترب * خذ للحياة سلاحها وخض الخطوب ولا تهب
وارفع منار العدل والإحسان واصدم من غصب * واقلع جذور الخائنين فمنهم كل العطب
وأذق نفوس الظالمين سما يمزج بالرهب * واهزز نفوس الجامدين فربما حي الخشب
من كان يبغي ودنا فعلى الكرامة والرحب * أو كان يبغي ذلنا فله المهانة والحرب
هذا نظام حياتنا بالنور خط وباللهب * حتى يعود لقومنا من مجدهم ما قد ذهب  
هذا لكم عهدي به حتى أوسد في الترب * فإذا هلكت فصيحتي تحيا الجزائر والعرب

إن ميراث جمعية العلماء هو ميراث جميع الجزائريين ، تسعهم بفكرها ومواقفها وتاريخها وحكمتها جميعا ، الجمعية ليست حزبا ولا يمكن أن تكون كذلك ، لأنها لا تتحمل ضيق الأحزاب ولا تحتمل الفرقة والخصومات ، ليست جمعية جهة بعينها ولا عرقا ولا لونا ولا مذهبا ، أو فئة دون فئة أو قوما دون قوم ، وهي بذلك لا تضيق سوى بالرداءة وبأهلها وبالجهل وبأهله ، وهي بذلك ولذلك لم يصدق عليها ولا فيها قول الله سبحانه : ” من الذين فرقوا دينهم وكانوا شيعا ، كل حزب بما لديهم فرحون ” الآية 32 من سورة الروم . والقصد من الاستشهاد بهذه الآية ليس من باب نفي العمل السياسي في إطار الأحزاب السياسية ، أو الإساءة للعمل السياسي في حد ذاته ، ولكن هو من باب التذكير بأهمية المبادئ والأسس التي اعتمدها علماء الجزائر عند تأسيس جمعية العلماء ، الذين حرصوا على وحدة الجزائر ووحدة شعبها ووحدة مصيرها في حاضرها ومستقبلها.

إن جمعية العلماء في أرض الشهادة والشهداء يمكن أن تكون بنا ولنا صمام أمان لنا جميعا حكاما ومحكومين ،عصاة ومنيبين ، إنها تستحق منا كفاءاتنا جميعا ومساهماتنا جميعا ، إلا أنها لا تتسع شبرا واحدا لرداءتنا النابعة من عدم رضانا وقلة حيائنا وشراسة جزعنا فينا.

جمعية العلماء هي فضاء داخل فضاء ، فضاء للعلم والعمل والبناء من خلال مشاريع العلماء ، يشملها فضاء الحرية في كنف وحدتنا وعزتنا وكرامتنا واستقلال رؤيتنا التي تشكلت وارتوت بأنهار من دماء الشهداء الأبرار.
     
إن جمعية العلماء ، وكذلك وزارة الشؤون الدينية ، لا تحتاج إلى مقاربات تأتينا من الخارج ، أو يسوق لها شذاذ الداخل ، بخصوص مدارسنا القرآنية . إذا كان القائمون على منظومتنا التربوية لا يلتفتون في مسألة الإصلاح إلى دور جمعية العلماء من باب الاستشارة ، فإن الجمعية اهتمت وحاولت جاهدة التنبيع لعظم المسؤولية ، خصوصا لما عقدت ملتقاها يوم الخميس 03 رمضان 1437 هـ / 09 جوان 2016 تحت عنوان : المنظومة التربوية برؤية استشرافية للفوز بالحاضر والمستقبل ، حيث أكد رئيس الجمعية  الدكتور عبد الرزاق قسوم قائلا : وبعد فقد تشابكت في الواقع الوطني عوامل عديدة هي التي دعت إلى عقد هذا اليوم الدراسي الخاص لمعالجة هذا الموضوع الخاص من علماء ذوي اختصاص ، ويمكن على سبيل المثال التأكيد على أمثلة منها :

1/ أهمية الطفل في كل مجتمع بوصفه لبنة المستقبل والضامن لتحديد معالم هذا المستقبل.
2/ أهمية المدرسة بوصفها الموقع التي فيه تصاغ شخصية الجيل الذهبي الأبي الذي إذا أحسنا بناءه ضمنا أسس المستقبل الوطني بكل مقوماته ومتطلباته.
3/ كون التفاعل بين الطفل والعلم والمؤسسة هو الذي أحدث هذا التجاذب الوطني حول نمطية المنظومة التربوية التي نتوق إليها والكفيلة بالاستجابة لتطلعات شعبنا في صنع المجتمع الأنبل والغد الأفضل الذي فيه يجد كل مواطن وكل مواطنة ما يصبو إليه من آمال وما يتطلب من أعمال.
4/  وفي بلادنا كانت المنظومة التربوية ومنذ عهد ابن باديس ولا تزال إلى اليوم الناس تتوق إلى البحث عن صياغة لها تستوحي مقوماتها من أصالتنا وهويتنا مع الاستعانة بكل ما هو مفيد من تجارب الأمم الحية مما لا يتناقض مع ثوابتنا العقدية والوطنية والإنسانية.
5/ ولا يجادل أحد في ضخامة التحديات التي واجهت منظومتنا التربوية منذ القديم لعل أبرزها يتمثل في الغزو الثقافي الذي كان همه طمس معالم وجودنا وإذابة خصائص حدودنا.
6/ ولئن نجحت المنظومة الباديسية في إثبات وجود جيلنا بما تميزت به هذه المنظومة على قلة إمكانياتها من إيجاد تعليم عربي اللسان جزائري الانتماء إسلامي القيم إنساني الأهداف.
7/ ولئن عززت المدرسة الأساسية هذا التوجه بالتأكيد على هذه الثوابت مع تعزيزها بالانفتاح العلمي الإنساني الناجح ، فإنه قد أتى على هذه المنظومة من الانتكاس والانتقاص ما شوه مقاصدها وأبرز مفاسدها وكشف عن هشاشة معاهدها.
8/ إن ما نعيشه يا إخوتي وأخواتي من فضائح تمثلت في سوء التشخيص وقلة التمحيص وقبح التنصيص ، وهو ما جعلنا نبعث بنداء الاستنجاد والاستغاثة ، وأنتم أطباء وأساتذة المنظومة من أجل إخضاع منظومتنا للفحص الدقيق والتحليل العميق لإيجاد الحل العلمي الذي يليق.
9/ لقد سبق وأن نبهنا في جمعية العلماء بندائنا إلى الأمة إلى فساد المقدمات التي أدت إلى سوء النتائج والغايات ، فوصفنا يومها بالأوصاف المشينة الجاهزة كالبعثية والعصبية والرجعية ومعاداة الحداثة والتقدمية … يعلم الله أننا في ما دعونا إليه من نداء إلى الأمة تنبيها لها عن التلاعب بهويتنا التي لا تقبل المساومة وعقيدتنا التي هي دليل المقاومة ووطنيتنا التي أقوم المبادئ وأثبت المداومة ، ويعلم الله أن في ما ندعو إليه لا نناوئ العداء لأي أحد ، إنما هدفنا الأسمى ، هو إطلاق الإشارات والتنبيهات لما يحاك بمشروع مجتمعنا من أجل صياغته وحمايته من الغزو والانسلاب.
10/ ها هي الأمة تضع أمام ضمائركم النبيلة قضية مستقبل أجيالنا الجليلة ، وكلنا أمل في أنكم ستولونها بثاقب حكمتكم وحصافة خبرتكم ما تستحقه منظومتنا من عناية واهتمام حتى تنبثق عن يومكم هذا توصيات واقعية وعلمية دقيقة وعميقة كفيلة بوضع مشروع مستقبلي يجنبنا الزلل ويصحح الخلل ويحقق الإجماع حوله بالأمل والعمل . إن التحديات ولا شك جسيمة وكل ما تتمتعون به من إيمان وطني وعزيمة لكفيل إن شاء الله بتجنيبنا الهزيمة واللطيمة.
إن من المهام المنوطة بعاتقكم النأي بمنظومتنا عن التوجه الإيديولوجي الانسلابي السخيف وإبعادها عن التسييس اللامسؤول الخفيف.
11/ كما أن أي تعليم يفصل مناهجه عن المقوم الخلقي هو بمثابة فصل الجسد عن القلب في الإنسان ، وهيهات أن يستقيم مثل هذا البنيان ، وهيهات أن يتوازن مثل هذا الإنسان.

إنكم بما تملكون من جزم وعزم وحزم ستتمكنون إن شاء الله من تجاوز الصعاب لتحقيق المآب لأنكم ذوو النهى وأولو الألباب.

سدد الله نضالكم وحقق مبتغاكم وعين الله تحفظكم وترعاكم والسلام عليكم ورحمة الله

*المرجع : جريدة البصائر لسان حال الجمعية ، رقم 812 بتاريخ 07 ـ 13 رمضان 1437 هـ

وقد أشرت إشارة عابرة من خلال منبر حر ـ معهد الهوقار ـ جنيف ـ بالقول : الطفل هو الأساس في الحاضر وفي المستقبل ، إذا كان ولا بد أن نبحث عن حلول لمشكلات اليوم التي يمكن أن تكون هي نفسها مشكلات المستقبل ، ينبغي أن نحدد موقع الطفل من اهتمام جمعية العلماء قبل أن نبحث عن الطفل ضمن اهتمامات أي جهة أخرى ، وكأنما الجهة الوحيدة التي يقع عليها هذا الواجب هي جمعية العلماء ، وعلى هذا الأساس يمكن أن نبحث عن طبيعة هذا الاهتمام من حيث مجهود الجمعية ، الطفل في مدرسته مهمل إلى درجة أن كل ما يقوم به المشرفون على المنظومة التربوية هو نشاط خال من أي مضمون والدليل على ذلك أن كل اللقاءات أو الاجتماعات ، المركزي منها والجهوي أو المحلي على المستوى الولائي أو على مستوى مقاطعات التفتيش ، ينتهي مفعولها بانتهاء أيامها التكوينية التي تقتصر في مجملها على بعض الأوراق التي لا يهمها الطفل في مدرسته أو في بيته أو في محيطه الاجتماعي ، السبب في ذلك هو تمييع العملية ، لأن تمييع العملية المسماة عملية تكوين يزيد في عمر زمن الرداءة الذي يخدم الفئة المشرفة التي يصدق عليها : فاقد الشيء لا يعطيه ، إن الطفل الذي تبحث عنه جمعية العلماء في مدرسته هو الحاضر الغائب الذي لم يصله للأسف الشديد شيء مما يسمونه إصلاحا ، والغريب في الأمر أنهم يذكرون على رؤوس الأشهاد أننا وصلنا إلى الجيل الثاني من الإصلاحات ، ولئن سألتهم عن الجيل الأول فسوف تصاب بخيبة أمل لأن القوم إن سألتهم فسوف تعثر عندهم على كل شيء سوى ما يطلقون عليه إصلاحا ، وإن شئتم فالسبيل إلى إدراك طبيعة ما يسمونه إصلاحا أن تبحثوا عن الطفل في المدرسة وتبحثوا عن المدرسة في حياة الطفل ، إن الغائب الأول هو الطفل في مدرسته ، وإذن فما قيمة كل عملية لاتصل آثارها إلى الطفل ، وحتى تتضح الرؤية يمكن أن نسأل المشرفين على منظومتنا عن موقع الطفل في مهام فئة المشرفين التربويين  ، هذه الفئة هي في الأصل فئة المساعدين التربويين الذين تمت ترقيتهم إلى مساعدين رئيسيين تحت ضغط النقابات ، ثم سرعان ما تمت ترقية الفئة ذاتها تحت الضغط إلى مشرفين تربويين ، حيث خصصت فترة تكوينية لهذه الفئة دامت ثلاثة أسابيع أو أكثر حضر فيها كل شيء وغابت عنها مهام المشرفين التربويين ، ولئن سألت المشرفين أو المساعدين التربويين أو حتى مستشاري التربية عن المهام وعن العلاقة بين هذه الفئات فإنك ستصاب بخيبة أمل من جديد ، وفي كل هذا فالغائب هو دائما الطفل الذي تبحث عنه جمعية العلماء بصفته الأساس في المنظومة التربوية حاضرا ومستقبلا . مثال آخر ، فقد تمت ترقية فئة من الأساتذة إلى أساتذة مكونين ، ليس على أساس الكفاءة وإنما على أساس الأقدمية ، ومنه فقد حضرت الترقية وحضر معها العنوان وغابت للأسف الشديد الكفاءة والمهام ، والعجيب أنك تجد في المؤسسة الواحدة أستاذا واحدا في المادة الواحدة أعطوه رتبة أستاذ مكون ، كما تجد أيضا أستاذين أو أكثر في نفس المادة أعطيت لهم نفس الرتبة أي رتبة أستاذ مكون ، وإذا سألت من هو المكون ، أي المؤطر ، ومن هو المكون ، أي المتربص أو المستهدف بعملية التكوين ، فلن تجد لذلك إجابة ، والغريب في الأمر أنك تجد الأستاذ ( المكون) هو أيضا في حاجة إلى تكوين ، وكذلك إن سألت عن مهام هذه الفئة التي لم تخضع إلى أي تكوين فإنك لن تعثر على أي إجابة ، هذا من ناحية الموظف أما من ناحية الطفل الذي هو أساس الحاضر والمستقبل فهو رقم مهمل في مثل هذه العمليات المتصلة بالإصلاح ( جيلا بعد جيل ) . أما المناهج والبرامج فيمكنكم البحث عنها جيلا بعد جيل لدى الجيل الجديد من هيئة التفتيش ، غير أن الجميع متفق أن الجديد فقط هو بعض العناوين التي نحصل عليها بين الحين والحين كما نحصل في حياتنا على بعض السلع المعلبة التي لا نعرف عنها سوى عنوانها والسعر الذي ندفعه في مقابلها ، أما الطفل كأساس وكلبنة للمستقبل وكضامن لتحديد معالم المستقبل وفق كلمة رئيس جمعية العلماء، فهو المثقل بمحفظته والمثقل كذلك بالحجم الزمني الذي تتزاحم عليه المادة الدراسية التي تفتقر إلى منهجية بناء ذهنية الطفل في مدرسته وفي بيته وفي محيطه الحيوي وفق ما تسمح به قدراته واستعداداته التي لا نلتفت إليها إلا يسيرا . مثل هذا الطفل يمكننا البحث عنه أيضا في دائرة اهتمام جمعية العلماء في علاقتها بالأسرة وبالمدرسة فأقول:

 الجمعية مشكورة بطبيعة الحال لأنها فتحت من خلال فروعها على مستوى البلديات مقرات لتحفيظ القرآن الكريم ، إلا أن الملاحظ في أغلبها غياب منهجية التحفيظ والسبب في ذلك حضور الأطفال من مختلف الأعمار في وقت واحد حتى أننا صرنا لا نكاد نميز بينها وبيد دور الأطفال الأخرى ، مما انعكس سلبا على عملية التحفيظ ، ضف إلى ذلك نقص تجربة بعض المشرفات على مقرات الجمعية لتحفيظ القرآن الكريم ، أما بخصوص المناهج الدراسية فإن جمعية العلماء ، على أقل تقدير لم تخبر جمهورها العريض بمساهماتها في هذا المضمار . هذا من ناحية ، أما من حيث البديل الذي يمكن أن تقدمه الجمعية كنموذج يحتذى به فإن المتتبع للشأن التربوي لا يقف على مساهمة واحدة من هذا القبيل ، وإذن فما هي المحاور التي اشتغل عليها ذوو الاختصاص الذين عقد عليهم رئيس الجمعية كثيرا من الأمل قصد إيلاء منظومتنا التربوية  بثاقب حكمتهم وحصافة خبرتهم ما تستحقه من عناية واهتمام ؟ أما بخصوص المدرسة الأساسية فإنها فعلا أضافت من عوامل النهوض ما شهد به واقع المدرسة حينها ، حيث برز إلى الوجود الربط بين النظرية والتطبيق من خلال تجهيز المتاقن بالوسائل العلمية والتكنولوجية التي مهدت الطريق لتعليم وتكوين عال في مستوى تطلعات المجتمع لبناء نفسه بنفسه غير أن العملية لم تدم طويلا ، إذ سرعان ما تم الالتفاف حول التجربة الرائدة التي تعاملنا معها للأسف الشديد على منوال : ( وإذا المؤودة سئلت بأي ذنب قتلت ) ، فلم يبق للمتاقن سوى اسمها ولتلك التجهيزات سوى صورتها الشاهدة على فضاعة المؤامرة ، لا أدري لماذا لم تتحرك جمعية العلماء في وقتها وتقدم ما أمكن من نصح إلى الدوائر الفاعلة ، وفي الوقت نفسه تبعث بنداء الاستنجاد والاستغاثة ، خصوصا أن الذي حدث هو من فساد المقدمات الذي ترتب عنه سوء النتائج.

واجب التحية

تحية إجلال وإكبار إلى شيخنا وقائدنا عبد الحميد ابن باديس وإلى كل العلماء الذين صنعوا من الأطفال في قرانا ومدننا ومداشرنا وجبالنا أسطورة القرن العشرين ، وقلعة وحصنا لكل الأحرار في العالمين ، تحية إلى أستاذ منظومتنا في أيام عزها علي بن محمد الحاضر دوما في قلوب الحائرين وعقول المجتهدين ، تحية إلى مدرستنا التي احتضنتنا جميعا رغم السنين العجاف وشراسة الاستخفاف وقلة الحياء ، والإصرار على الخطيئة في حق أطفالنا جيلا بعد جيل ، إن القابلية للاستعمار قائمة ، وأطماع المستعمر لم تبرح مكانها ، إلا أن الأمل لا ينفك يلوح بأشعته  ليشع عقولنا وقلوبنا وبصائرنا أملنا لا ينقطع في القائمين اليوم على شؤوننا، كثير هو الأمل الذي سكن ابن مهيدي ورافق كل شهيد.

إن التبعية والقابلية للتبعية تضيق بنا ذرعا في مدارسنا وتضيق ذرعا بتفوق أساتذتنا وتضيق ذرعا بتاريخنا وتضيق ذرعا بتسامحنا فيما بيننا ، وتضيق ذرعا بكل ما هو جزائري فينا ، فهي في حيرة من أمرها خصوصا لما يلحق إلى مسامعها صوت أطفالنا في مدارسنا يرددونها بصوت مزلزل :

جزائرنا يا بلاد الجدود نهضنا نحطم عنك القيود
ففيك برغم العدا سنسود ونعصف بالظلم والظالمين
سلاما سلاما جبال البلاد فأنت القلاع لنا والعماد
وفيك عقدنا لواء الجهاد ومنك زحفنا على الغاصبين
قهرنا الأعادي في كل واد فلم تجدهم طائرات العماد
إلى أن يقول أطفالنا والأمل يلوح من داخلهم :
نعاهدكم يا ضحايا الكفاح بأنا على العهد حتى الفلاح
ثقوا يا رفاقي بأن النجاح سنقطف ثماره باسمين

واجب التذكير

أطماع فرنسا قائمة

فرنسا لم تتغير ، لم تغير من قراءتها للتاريخ ولا من نظرتها للجزائر ، فالجزائر في نظر فرنسا جزر متناثرة ، فهي تراها كذلك جزءا من تاريخها ومن تراثها وشاهدا على عبقريتها ، وهي ترى فيها عاملا أساسيا في قيام وبقاء رأسماليتها التي تجسد جشعها وهلعها الدائم وجزعها السخيف ومنعها المريب ، فهي في جاهلية بثوب القرن الواحد بعد العشرين ، أقتاتت من بقايا الجاهليات المتعاقبة وشربت من سوائلها ، فهي مثقلة بتاريخها الإستعماري الذي زينته بجثث الأطفال والنساء محترقة في مغاراتها التي آوت إليها متخفية من بطش عساكرها ، وغطرسة جنرالاتها التي تحطمت أمام نظارة وجمالية وإنسانية العربي بن مهيدي ذلك الشاهد الذي يشهد دوما على خساسة أفعالها ويستشهد يوما بعد يوم في مواجهة بشاعة أطماعها.

لعلكم نسيتم حادثة المروحة ،إنها قائمة وستبقى قائمة ، يجب أن نقرأها وأن يقرأها أطفالنا وأن تحفظها نساءنا ، لأن فرنسا تريدنا أن نقرأ أحداثنا في أحداثها وتاريخنا في تاريخها ، وأملاكنا في أملاكها ، وأن نتنفس هواءنا في هوائها ، ولذلك فهي دوما تجهد نفسها في تكريس تبعيتنا ، وعلى هذا الأساس ينبغي أن يقرأ أساتذتنا ومفكرونا أطماع فرنسا القائمة ، وأن يحذو حذوهم ساستنا هداهم الله وأجبر كسرهم ، فلن ترضى عنكم فرنسا وإن بلغتم في إرضائها عنان السماء ، الذي يسكتها هو جزائريتكم التي لا تقبل التجزئة وجماليتكم التي ورثتموها عن بن مهيدي وزبانة وعلي لبوانت وكل الذين شهدوا واستشهدوا . الأملاك الشاغرة التي تتحدث عنها الدوائر الفرنسية هي من صميم أضغاث أحلامهم ، فهم دوما في أضغاث من الأحلام مغرقون ، أي عرف وأي قانون يمكن أن تحدثنا به دوائرهم عن أملاكهم الشاغرة و/أو الضائعة للأسف الشديد ؟ أليس الأحرى بفرنسا أن تذكر دوائرها التي لم تقرأ تاريخنا الذي دوناه بدماء أحرارنا وسجله لنا العالم الحر بأحرف من ذهب ، تذكرها بسوء ما فعلته بنا وبأرضنا وأملاكنا وأرزاقنا ، أليس الأحرى بأساتذتنا وساستنا أن يذكروا دوائر فرنسا بظلمها وجرائمها ونهبها وخساسة ما فعلته عساكرها بأطفلنا ونسائنا وقادتنا في مداشرنا ومدننا وجبالنا التي نطقت إلى ما لا نهاية بحياة جزائرنا وحياتنا التي لا تقبل الانقسام ولا التجزئة ، أليس الأحرى بالدوائر الفرنسية أن تنظر في مخالفات مستعمر الأمس الذي لم ينس أطماعه ، إذا كان ولا بد أن نستند إلى قواعد التقادم وسقوط الحقوق الجاري بها العمل في كل الأعراف القانونية والدولية فإننا نؤكد شرعية الجزائر واحدة موحدة لأبنائها جميعا وبطلان ادعاءات دوائر المستعمر الغاشم ، ونذكرهم من خلال أساتذتنا وساستنا أننا في جزائرنا الحبيبة غير قابلين للقسمة ولا للانقسام في مواجهة أطماع فرنسا التي ربما هي اليوم تفكر في حادثة مروحة بثوب جديد ، كما أننا في جرائرنا بغثنا وسميننا ، بقبيحنا وجميلنا ، يداوي بعضنا جراح بعض ونصبر على آلامنا ونتجاوز مآسينا ، أما التناحر والتطاحن فليس من شيمنا.

بشير جاب الخير
16 مارس 2017

التعليقات مغلقة.

Exit mobile version