بحكم معرفتي الواسعة بخبايا الحملات الانتخابية على اختلاف مسمياتها ، بداية من التشريعيات . مرورا بالمحليات ، وصولا إلى الرئاسيات ، أعلم جيدا ما سيلاقيه المترشحون المساكين ، خلال الاستحقاقات القادمة ، خاصة أثناء مواجهتهم للمواطنين ، و استقبالهم البارد لهم( هذا في أحسن الأحوال) ، و إن أردتم أن أصف لكم أسوءها ، فلكم ذلك .

بداية ، هم سيرون الجحيم أمامهم ، و سيلعنون اليوم الذي فكروا فيه الترشح ، سيشعرون بذل ما بعده ذل ، و خذلان لم يشعروا به طيلة حياتهم.

سيجدون مواطنا آخر ، ليس كما ألفوه من قبل ، سيجدون مواطنا حاقدا على كل من يستقبله ، سيستهزئ بهم ، مثلما يستهزئ القاضي الجزائري بالمتهم حتى و لو كان بريئا ، سيسألهم ماذا سيقدمون له شخصيا ، و كم من الأموال سيدفعونها له من أجل منحهم صوته ، لأنه يعلم أن صوته في هذا اليوم الأغر غالي و غالي جدا ، عكس الأيام الأخرى ، التي يصبح فيه صوته نشازا ، و لا يكاد يبين.

سيتجرعون المر و يكابدون الويل ، سيتكلمون و يتكلمون ، و لن يأبه بهم المواطن ، سيعدونه بفتح الطرقات و إيصال الكهرباء و الغاز ، و تقريب الإدارة من أنفه ، و لن يقبل بذلك ، سيقطعون عهودا و عهودا بأنهم سينجزون في كل قرية جامعة ، و في كل دشرة مستشفى (طبعا للأمراض العقلية ).

سيعدونه بأنهم سيحفرون له بحارا للاستجمام و السياحة ، لمن ليس له بحر ، سيعدونه بالدخول إلى جنة الفردوس ، لأن لهم علاقة طيبة مع الخالق(أنا أتحدث هنا عن أصحاب البرنامج الإسلامي) ، لكن المواطن الأبله لا يريد أن يدخل جنتهم ، و سيختار نار برنامج الرئيس الذي سيحتفل بسنته الخامسة ، التي قاطع من خلالها الشعب الجزائري و لم يعد يخاطبه بتاتا.

سيحلفون له أنهم سيفتحون مداومات طول العهدة التشريعية ، و سيوصلون انشغالاتهم إلى (الفوق) ، هم يقصدون طبعا سقف المداومة إن فتحت أصلا ، لأنها لن تتجاوز ذلك السقف ، و سيرفض هذا المواطن الذي أصبح لا يعرف حقه من واجبه ، فقد فهم أن حقه الوحيد هو ورقة التصويت ، و هي فرصته الوحيدة لقمع هؤلاء المترشحين . …. و لكم أن تتخيلوا ذلك.

في النهاية ، و في جملة بسيطة ، سألخص لكم وضع هؤلاء المترشحين ، الذي لن يحسدوا عليه أبدا … ” سيفعل بهم المواطن الأفاعيل” ، لأنها فرصته التي لا تتكرر إلا مرة كل خمس سنوات ، و قد تأتي و لن تجده ، لأنه سيكون في عداد الموتى.

فيصل زقاد
25 فبراير 2017

التعليقات مغلقة.

Exit mobile version