بعدما تسرب خبر  إمكانية مقاطعة الشعب الجزائري لانتخابات ماي القادم،  سقطت السلطة في خوف هيستيري جعلها تستعمل كل الوسائل الممكنة من ترغيب المواطن المسكين  مرة ، و ترهيبه لمرات عديدة، بعدما شعرت بأنه استقال من الحياة السياسية.

و من بين الوسائل المعتمدة في ذلك هي جرائم الشتم و السب العلني و القذف التي أضحت لعبة ينتهجها الموالون للسلطة ضد كل من سولت له نفسه أن يسير عكس التيار الذي جرف الأخضر واليابس، مثلما تجرأ وزير الخمور السابق عمارة بن يونس على سب  و لعن آباء كل من لا يحبونه.

هذا الشخص المنبوذ الذي توعد المواطنين العازفين عن التصويت عل اجبارهم بالقوة للذهاب الى مكاتب الانتخابات، (وقد يستعمل في سبيل ذلك قوات الأمن والدرك وحتى أفراد الجيش الشعبي الوطني)، مادامت الرعونة و الرداءة و فقدان الحلول للأزمة الاقتصادية و الاجتماعية  هي السمة الغالبة في المشهد السياسي البائس.

السيناتورة السابقة زهية بن عروس هي الأخرى أدلت بدلوها في مستنقع سياسة التخوين و التشكيك في وطنية المقاطعين، هذه الصحفية التي رمى بها الغول من فوق تاجه الجليدي، لتسقط أرضا و تقذفها أرجل العازفين عن التصويت الذين نعتتهم “بناقصي الوطنية “، بعدما وصف سعيد سعدي و جماعته قبل ربع قرن من الزمن الشعب الجزائري بناقص الأهلية عندما اختار “الجبهة الاسلامية للإنقاذ في أنزه انتخابات شهدها  التاريخ الجزائري منذ الاستقلال، ليتم بعدها مصادرة صوت الشعب بحجة واهية وهي انقاذ الجزائر من الظلامين.

الا ان  أرذل ابتكار وأقبحه على الاطلاق هو تلك اللوحات الاشهارية التي فضحت أصحاب القرار عندما اكتشف بعض الفايسبوكيين الماكرين  أن الأشخاص الذين التقطت صورهم، قد تم سرقتها من ومضات اشهارية لدول أجنبية، كل ذلك تحت شعار “سمع صوتك” قي مشهد تراجيدي يفصح عن بؤس الطبقة الحاكمة في الجزائر، ويعبر بكل صدق أن المواطن الجزائري أسكت صوته الى الأبد، لدرجة أنه فضل أن يخيط فمه و لا ينطق ببنت شفة، في سيناريو درامي، ويكون بذلك أحسن تعبير، عما يلاقيه من ظلم وهوان.

لكن الصيحة الأخيرة في هذه المسرحية التافهة ، هي التصريحات الاستفزازية التي أدلى بها والي العاصمة في وقت سابق، بكل وقاحة، عندما أكد أن السكنات الاجتماعية  لن تمنح الا للمشاركين في الانتخابات الرئاسية السابقة، و ها هو اليوم يشتم المقاطعين و يسميهم “بالحرايمية”.

و”يا ويلك وسواد ليلك يا زوخ ” لو تعلم من هم  أول المقاطعين لهذه الاستحقاقات، لابتلعت لسانك قبل أن يقص من طرف أوليائهم، لأنهم وبكل بساطة، أبناء الوزراء  والمسؤولين السامين في الدولة و من بينهم أبناؤك يا”الغالط”!

فهم لا يملكون حتى بطاقة الناخب، ولا يعترفون أصلا بهذا الكرنفال، لأن كل منهم يحمل جنسية أوربية، و يعتقد يقينا، بأن الانتخابات وجدت من أجل أن يشارك فيها “الأهالي” les indigènes ، أما “الكولون” (صناع القرار) فسيتجهون الى مكاتب الاقتراع،لتلتقط عدسات الكاميرات صورا لهم وهم يضعون ورقة التصويت فارغة داخل الصندوق الشفاف، ليتجهوا بعدها، وكعادتهم صوب المخابر المظلمة، لتزوير الانتخابات، و منح كوطة مضخمة للإسلامين المشاركين هذه المرة بقوة، مكافئة لهم لولائهم  اللامشروط للسلطة ومساهمتهم في اللعبة القذرة التي ستدخل عبد الله جاب الله و عصبته الى الحكومة في سابقة هي الأولى من نوعها.

ولست أدري، في خضم كل هذا العفن، لماذا لم يفكر هؤلاء المتحكمون في رقابنا، بمنح رخصة استيراد الصينيين للإدلاء بأصواتهم  بدلا من استيراد الموز و المايونيز لأصحاب الشكارة و المال الفاسد، ليعوضوا بذلك أصوات المقاطعين “الحرايمية “، بعدما كسروا أيديهم بشراء السلم الاجتماعي،  ليجلبوا في مكانهم المساجين من الموطن الأصلي للممثل “شاكي شان”  لبناء سكنات عدل 1، التي لم ينته وزير السكن من توزيعها  لحد الآن منذ 2001 و قد يموت أصحابها بعد عمر طويل، ويسكنها الحفدة  من بعدهم،ليكون بذلك شعار انتخابات 04 ماي القادم  تحت عنوان ” سمع صوتك ” made in china .

أليست حقا، فكرة جهنمية،و أستحق من خلالها منصب “وزير الرداءة” في خكومة “ميكي ماوس” البائسة؟

فيصل زقاد
8 أبريل 2017

التعليقات مغلقة.

Exit mobile version