أبدأ بقوله تعالى : ” قال يا بني لا تقصص رؤياك على إخوتك فيكيدوا لك كيدا، إن الشيطان للإنسان عدو مبين ” الآية 5 من سورة يوسف.

لسنا بصدد الحديث عن الأنبياء والرسل، كما أن الأخوة هنا، ليست أخوة الدم، ولا الموضوع هو موضوع سيدنا يوسف عليه السلام، أقول هذا، حتى لا يدخل المتقولون، من غير موضوع، في موضوعنا هذا، فيتقولون على السيد أردوغان، ما لم نقصد قوله، لذلك فإن موضوعنا، بخصوص الرئيس أردوغان وإخوته، يدخل ضمن دائرة الإصلاح، التي لا يحيطها مكان، ولا يحدها زمان، يقول الله عز وجل : ” قال يا قوم أرأيتم إن كنت على بينة من ربي ورزقني منه رزقا حسنا، وما أريد أن أخالفكم إلى ما أنهاكم عنه، إن أريد إلا الإصلاح ما استطعت وما توفيقي إلا بالله عليه توكلت وإليه أنيب ” الآية 88 من سورة هود. كما أن موضوعنا هذا لا يخرج عن دائرة مبدأ الشهادة، الذي سبق وأن ناقشنا بعض حيثياته، تحت عنوان ” مبدأ الشهادة يحكم فكرة الإشتشهاد ” بتاريخ 05/05/2016، خصوصا أن عالم الشهادة عالم مشهدي، عالم الشهادة يتطلب الحضور، والحضور قائم بشقيه، الحضور في دنيا الناس، والحضور يوم القيامة بين يدي الله. وكذلك : الشاهد في دنيا الناس، يمكن أن يحضر فيشهد، ويمكن أن يغيب فيمتنع عن الشهادة، والحضور نوعان، حضور سلبي، وحضور نافع، فالشهادة من باب الإحسان، وليس من باب الإساءة. الشاهد حينما يحضر، يشهد بما رأى أو سمع أو علم، كأن يطلب بضم الياء للشهادة أمام محكمة، قصد الفصل بين طرفين متخاصمين، هذا نوع من أنواع الشهادة، أما النوع الثاني، فهو حضور من نوع آخر، نابع من موقف الشاهد، كموقف سيدنا موسى عليه السلام أمام فرعون، حيث شهد بما آمن به وبما علم، شهد بوحدانية الله أمام الحضور، وعلى رأسهم فرعون “، يقول الله عز وجل : ” وقال موسى يا فرعون، إني رسول من رب العالمين، حقيق علي أن لا أقول على الله إلا الحق قد جئتكم ببينة من ربكم فأرسل معي بني إسرائيل “. الآيتان 104 105 من سورة الأعراف. الحضور ليس هو مجرد التواجد في المكان والزمان، الرسول صلى الله عليه وسلم حاضر معنا دائما، وكتاب الله، القرآن، حاضر معنا دائما، والأستاذ مالك بن نبي، مثلا، حاضر معنا دائما بفكره، كما هو الشأن للعلامة الشيخ الورثلاني رحمه الله، والشهداء، أمثال : العربي بن مهيدي، والدكتور عبد العزيز الرنتيسي، والشيخ أحمد ياسين،… حاضرون دائما معنا.

أما الغياب، فليس هو الغياب عن دنيا الناس، بفعل الموت فقط، الغياب يمكن أن يحدث في وجود الإنسان في دنيا الناس، مثل هذا الغائب يأكل طعامنا ويشرب ماءنا ويجالسنا، يستوي في ذلك الأفراد والشعوب، والمجتمعات، والدول، أما الأمم فهي حاضرة دائما، وقد سبق معالجة سؤال الأمة، تحت عنوان ” سؤال الأمة بين المدلول والغايات “، فالمعتبر في الأمة، ليس هو العدد، أو اللون، أو الطائفة، أو العرق، أو المذهب، أو اللغة. العبرة كل العبرة، كون الأمة : جامع متميز، يجمع بين دنيا الإنسان ومعتقده. إسرائيل، مثلا، حاضرة اليوم، الإسرائيليون حاضرون من خلال أمة اليهود، التي يمكن أن نسميها اليوم : أمة بني إسرائيل، اليهود حاضرون اليوم، من خلال أمتهم في كل مكان يتواجدون فيه، فعلا، لا قولا.

ألم يكن سيدنا إبراهيم حاضرا، نعم لقد كان الخليل عليه السلام أمة، قال تعالى : ” إن إبراهيم كان أمة قانتا لله حنيفا ولم يك من المشركين ” الآية 120 من سورة النحل.

إن موضوعنا هذا، مرتبط بما يجري على أرض عراقنا، ويمننا، وشامنا. إن المخالفين لعقيدة التوحيد، يدركون أن أمة التوحيد بشامها ويمنها، لذلك فهم يستهدفونها في قلبها النابض، وعلى هذا الأساس نسأل سؤالنا، من هو الحاضر، ومن هو الغائب ؟ الجواب تجدونه عند أردوغان وإخوته أليست تركيا والدول العربية، بمثابة الإخوة، ألا ينتمي هؤلاء جميعا إلى أمة واحدة، حتى وإن اختلفت الأعراق، والمذاهب، واللغات ؟ فمن هو يوسف، ومن هم إخوته ؟ لا أقصد سيدنا يوسف في شخص النبي عليه السلام، القصد هو مبدأ الشهادة، الذي تمثله أنبياء الله ورسله، وشهد على ذلك، نبي الرحمة وخاتم المرسلين، عليهم جميعا الصلاة والسلام، واستلهمه بعدهم عباد الله الصالحين، ألم يتمثل مبدأ الشهادة، السادة الأطهار، أبناء السيدة فاطمة الزهراء عليها السلام ؟ ألم يتمثل، المبدأ، الحسن والحسين عليهما سلام الله ؟ إن المسألة تتصل بالسياسة الشرعية، التي ينبغي أن يعبر عنها الحاكم، أو الإمام، أو مؤسسات الدولة بلغة الحاضر، وقد عبر عنها فعلا الخلفاء الراشدون، ورابعهم الإمام علي، عليهم جميعا السلام. إن موضوع السياسة الشرعية، ليس نسخة مستنسخة، فتطبق بحذافيرها في كل زمان ومكان، أبدا، إن موضوع السياسة الشرعية مرتبط بمبدأ الشهادة، الذي هو مبدأ الوسطية، الذي يستمد روحه من مبدأ التوحيد بكل مقوماته ومقتضياته. قال الله عز وجل : “قل اللهم مالك الملك تؤتي الملك من تشاء وتنزع الملك ممن تشاء وتعز من تشاء وتذل من تشاء بيدك الخير إنك على كل شيء قدير” الآية 26 من سورة آل عمران. وقوله سبحانه : ” تبارك الذي بيده الملك وهو على كل شيء قدير،الذي خلق الموت والحياة ليبلوكم أيكم أحسن عملا وهو العزيز الغفور” الآيتان 1 2 من سورة الملك. وقول الله عز وجل : ” أحسب الناس أن يتركوا أن يقولوا آمنا وهم لا يفتنون، ولقد فتنا الذين من قبلهم فليعلمن الله الذين صدقوا وليعلمن الكاذبين ” الآيتان 2 3 من سورة العنكبوت. السؤال : من اعتد بقوة أمريكا وروسيا، أهو أردوغان، أم هم إخوته ؟ من فتح القلوب والديار لأبناء سوريا المستضعفين، من أكرمهم، وتألم لآلامهم، فعلا، لا قولا ؟ نحن أمام صورة من صور السياسة الشرعية، هل نعتبر ونعتد بالعرق، والقومية، والمذهب، والطائفة ؟ بماذا نعتد في أيامنا هذه، يرحمكم الله ؟ هل المسألة، مسألة شيعة وسنة، وعرب وأكراد وتركمان وأمازيغ، ومالكية وإباضيين، وسود وبيض ؟ ماذا ينفعنا في أيامنا هذه ؟ أي وجهة لعالمنا العربي ؟ ” العالم العربي، اليوم، ليس هو عالم قبل الإسلام، وليس هو عالم الأيام الأولى لهجرة خاتم الأنبياء والمرسلين صلى الله عليه وسلم إلى يثرب، وليس هو عالم أيام بني أمية، ولا بني العباس، ولا هو عالم ما بعد سقوط الدولة العثمانية، إنه عالم عربي فيه من ماضيه الكثير، وفيه من عالم اليوم ما هو كثير، عالمنا العربي اليوم، يرى صورته في ماضيه، وفي حاضره، إنسانا جديدا يبحث له عن صورة يقوم بها وتقوم به في عالم اليوم، الذي لم تتضح صورته بعد قرن على تلك الصورة التي حدد ملامحها اللاعبون تحت مظلة ( سايكس بيكو )، حيث اللاعبون أنفسهم اليوم، (منصة كيري فروف ) لا يسمحون بمكان لغيرهم في تحديد صورة إنسان اليوم، خصوصا حين يعلن الفاتيكان عن رغبته في توحيد الأديان وجعلها تراثية، وحين ينفرد ساسة ( الغرب) في تحديد مفهوم الإرهاب وأدواته، وحين يعلن رئيس الولايات المتحدة الأمريكية أن شعوبا مثل شعوب عالمنا العربي هي شعوب محدودة التفكير، ويراها بعض أكاديميي ( الغرب) تابعة، لا معنى لها، سوى وفق ما يحدده لها ( الغرب) في سكونها وحركتها، ولا يراها بعض سياسيي ( الغرب) المغامرين، قادرة على التفكير أصلا، ويتهم آخرون، بأنها لا تصلح إلا للتلفيق والتقليد، ولا تصلح إلا أن تكون أرض تجارب، يتحقق من خلالها ( الغرب ) من فعالية فضاعة أنانيته وشراسة ممارساته. والغرب أيضا، لا يريد لعالمنا العربي، أن يقرأ ماضيه في عصر ابن خلدون، وفي عصوره الذهبية التي يشهد عليها حاضر الغرب. كما لا يريد له، أن تقرأ مدارسنا ومعاهدنا وجامعاتنا، أعمال ” أبو الوفا” في علم الفلك، خصوصا ما تعلق بـ ” اللامتساوية الثانية “، والتأمل في علاقة قوانين التاريخ بأوجه نشاط المجتمعات عند ابن خلدون. وهو لا يريد له أن يقرأ تاريخه الحافل بكل ما هو جميل، وكل ما هو إنساني، تجسدت فيه جمالية الروح وجمالية الرضاء وجمالية التفكير وجمالية الفعل والممارسة، جمالية لا كجمالية ( الغرب) التي هي جمالية جذبية، كثيرا ما تستثني الآخرين من عالم الجمال، بل تعمل جاهدة على تشويه جماليتهم ( الغرب) الذي لم يلجم هلعه وجزعه ومنعه الذي أتى على جمالية العالم فقبحها في أمريكا وآسيا وإفريقيا، وعاب عليها إنسانيتها باسم إنسانيته، حتى أن فيلسوفنا مالك بن نبي، أخبرنا بذلك مبكرا قبل أكثر من خمسين سنة في وقت اشتدت فيه معاناة الشعوب المستعمرة، أخذ وقتها فيلسوف الحضارة يتحسس وجهة عالم فقد وجهته، فعبر عن ذلك وصوره من خلال نزعة المستعمر بكسر الميم في عالمه، وموقف المستعمر بفتح الميم في سجنه، حيث قال : ” فكيف يتأتى للعالم الإسلامي أن يبحث عن إلهام فلسفته الإنسانية فيما وراء تقاليده العريقة..؟ إن حديثنا عن إنسانية أوربا لا يكون إلا حديثا عن نزعة إنسانية ” جذبية ” دون إشعاع، وفي هذه الحالة نراها تعني ” إنسانية أوربية ” في الداخل، “وإنسانية استعمارية ” في الخارج، وهذه الأخيرة قائمة على أقبح المعادلات السياسية وأشنعها : ” فالإنسان ” في عرفها، مضروبا في “المعامل ” الاستعماري يساوي مستعمرا ” (1).

أيا ما كان، فإن المسألة تتصل بهلع ( الغرب) وجزعه ومنعه، الناتج عن عدم رضاه الذي لازمه طويلا، وأيا ما كان فإن إشعاع النزعة الإنسانية الغربية يبقى محدودا بحدود ونزعة الرأسمالية الاستعمارية بكل تجلياتها، وأيا ما كان فإن عالمنا العربي بكل تفاصيله، يبقى في مرمى جشع وهلع الغرب المتمادي في استعراض لا إنسانيته. والغرب اليوم، كما كان بالأمس، لا يريد لعالمنا العربي في مدارسه ومعاهده وجامعاته، أن يقرأ ” مفهوم الثقافة ” ولا ” مشكلة الأفكار في العالم الإسلامي ” عند مالك بن نبي، بل هو يريدنا أن نقرأ تاريخنا في تاريخه، وإبداعنا في إبداعه، وقانوننا في قانونه، وأعرافنا في أعرافه، وثقافتنا في ثقافته، وحضارتنا في حضارته، وصورتنا في صورته، هذا الذي يريده الغرب لعالمنا العربي، فالإنسان العربي في تصور ( الغرب) مضروبا في ” معامل ” التبعية يساوي إنسانا تابعا مغلوبا على أمره مسحوقا في إنسانيته. أما عالمنا العربي اليوم، في نظر بعض ساسته، فهو عالم جد متميز، عالم ” جذبي ” لا يتسع لكل العرب، ولا لكل ساسة العرب، وهو بذلك صار عالما لا يسع أبناءه المهجرين الذين وسعتهم تركيا، واستقبلتهم على حياء ألمانيا، وسخرت من قدومهم فرنسا، فهو عالم عربي دون إشعاع، وفوق ذلك فالغرب يريده عالما دون حياة فأي وجهة لعالمنا العربي هذا، في ظروف الفتنة التي عصفت بشامه وعراقه ويمنه، وأي صورة سيكون عليها بعد حين ؟ المصيبة إذا كنا نرى عالمنا هذا كما رآه بنو أمية ن يوم تشوهت صورة عالمهم في صورتهم، فلم يشفع لهم ملكهم ولا جبروتهم. فهل اعتبرنا اليوم من الذي كان بالأمس القريب بين ( الغرب) وبين الرئيس العراقي صدام حسين، حينما رأى الرئيس صورته في غير صورة عراقه، وفي غير صورة شعبه، وفي غير صورة أمته، رآها فقط في عرشه، دون أن يرى جزأها المشوه الذي رسمه له عدوه الذي غزا أرضه واستباح عرضه، فلم ينفعه عرشه ولا جبروته. أي وجهة لعالمنا العربي ونحن نسترجع موقف فيلسوف الحضارة مالك بن نبي، وهو يكتب أوراقه وينظر في صورة أمته من خلال صورة مأساة شعبه، فينظر في صورة العلامة عبد الحميد ابن باديس وهو يخاطب ( فرنسا) : ” والله لو طلبت مني فرنسا أن أقول لا إله إلا الله ما قلتها “، ويستمد بعض الملامح الباهتة، فينزع عنها ما علق من سواد، فيراها في صورة أبرز قادة ثورة التحرير، العربي بن مهيدي، الذي خاطب جلاده : ” أتلقنني الشهادة وأنا أموت من أجلها “، لقد نظر مالك إلى عالمه العربي في عالم أمته الكبير، رآه بمثابة الجسد الواحد، لا يقوم ولا يستقيم بواحد أو ببعض أعضائه فقط، ومالك أينما قدر نهضة أمته، فلم يكن يهمه سوى سلامة عالمه العربي في عالمه الإسلامي، وسلامة عالمه الإسلامي بعالمه العربي، لأن أي كلام عن النهضة وعن الإقلاع الحضاري، بعيدا عن هذا التلاحم والتناغم هو مجرد كلام. إن مركز الثقل في عالمنا الإسلامي، من وجهة نظر مالك، أو من نظر وجهات أخر، سواء كان في آسيا أو خارجها، فالذي كان يهم مالك هو جسد الأمة الواحدة الموحدة التي استوعبت أقواما وأعراقا وأعرافا ومذاهب وعادات وتقاليد وألسنا، لم تكن لتتعارض مع مهمة الجسد الواحد الموحد، الذي لم يكن ليجتمع في صورة الجسد الواحد ما لم تتمكن منه وتتمثل فيه عقيدة التوحيد. أي وجهة لعالمنا العربي اليوم في مواجهة رؤية ( الغرب ) له، الغرب المتباهي برأسماليته ورؤية بعض ساسة عالمنا العربي المتباهين بعروشهم، الذين لاهم لهم سوى هم الهم وسوء الظن وقلة الأمل وشدة الجزع والمنع، أي وجهة لعالمنا العربي ؟ الطريق لا يقف عند سؤالنا عن وجهتنا، إنه لطريق طويل، لا يقف عند عرش سلطان، أو عند سلطان فقد عرشه، أو عند حالة كحالة انقسامنا، الطريق طويل وهو مع ذلك جدا قصير، لا ندري ولا نعرف مجاهيله. وجهة عالمنا العربي نراها في وجوه ساستنا، في إقبالهم وإدبارهم، في سكونهم وفي حركتهم، في سرهم وفي علانيتهم نراها في واقع شعوبنا فهي مثقلة ومنهكة، غير يائسة، تتطلع إلى شعاع من نور، فلنتخلى عن سيء أنانيتنا وقبحنا في أعراقنا ومذاهبنا وطوائفنا وألسنتنا، ونتحلى بثوب الرضاء فهو رأس مالنا ونلبس لباس الصائم وهو صائم، والمصلي وهو قائم، وحلة المنيب التائب، عندها فقط تتغير صورتنا في عالمنا وصورة عالمنا في صورتنا، حينها نرى قيمة عروشنا في قيمة شعوبنا وقيمة شعوبنا في قيمتنا وقيمتنا في قيمة أمتنا، حينها فقط يمكننا تحديد وجهة عالمنا العربي في وجهة عالمنا الإسلامي، ووجهة عالمنا الإسلامي بوجهة عالمنا العربي جسدا واحدا موحدا معافى قويا سليما غانما آمنا مؤتمنا، حينها فقط يحترمنا الآخر ويقدر قيمتنا، وحينها فقط نسترجع ذوقنا وحسننا وجماليتنا بين العالمين موحدين في أغلى وأبهى صورة.

أعود لصورة عالمنا العربي اليوم، أي دولة عربية حاضرة في مشهد العراق وسوريا ؟ هل تستطيع هذه الدول مجتمعة منع البندقية من الجهر بصوتها، والبرميل المتفجر من صب زيته على الأبرياء، والطائرة الروسية من عبور الأجواء لتقتل الأطفال والنساء، من، من إخوة أردوغان يجرؤ على مكالمة بوتين أو حتى لا فروف، فينهيهما عن هتك أعراض الرجال ؟ وما مصير سخاء بعض الإخوة الذين كافأوا السيسي على حرق رابعة وأطفالها في وضح النهار ؟ السيسي لا يغار، فما بالكم أنتم يا إخوة أردوغان ؟ مساندة روسيا في اعتراضها على قرار فقد روحه، يوم لم يستدع مجلس الأمن مبعوثه ( ديميستورا ) الذي خالف وخرق كل المواثيق، فما بالك بمواثيق مجلس الأمن، الذي لم يعد يوثق شيئا، مساندة السيسي فيتو روسيا، كان بأمر من منصة ( كيري لافروف)، فهل يجرؤ أهل السخاء معاتبة من أكل المليارات من هنا وهناك ؟ وهل يستطيع إخوة أردوغان تدبر ما يجري على أرض اليمن الشقيق ؟ أكاد أجزم، أنهم وحدهم، غير قادرين على تبين الخيط الأبيض من الأسود، فهم غير قادرين على تمييز مصالحهم من مصلحة المتآمرين عليهم، ناهيك عن مصالح شعوبهم التي لا يرونها في عروشهم. ثم ماذا عن حرمة الديار العراقية ووحدة أراضيه ؟ التقسيم والتفتيت، لم يبدأ سوى من الداخل، ردود الأفعال لم تخدم العراق في شعبه وطوائفه ومذاهبه، كيف برئيس اسمه يوحي بإمكانية تعبيد الطريق أمام الجهود المخلصة، قصد تقريب وجهات نظر الإخوة المتخاصمين، وتفويت فرصة تقسيم العراق على المغرضين، كيف بالرئيس ومعاونيه الذين يعلمون جيدا أن العراق مخترق بأكثر من قوة أجنبية، خصوصا الاستخباراتية، ألم ترصد أجهزتهم الدماغية والقلبية سوى إخوانهم الأتراك ؟ ثم ماذا فعلت تركيا بالعراق وبشعبه كل هذه السنوات التي أعقبت غزو الولايات المتحدة لبلاد الرافدين ؟ هل تآمرت عليهم، هل عاونت الأمريكيين ضدهم، هل جوعت العراقيين، هل وهل، والظروف كانت جدا مواتية ؟ لم يكن الغدر، ولا الشماتة، ولا الطمع، ولا الانتهازية، من شيم تركيا، أتدرون لماذا ؟ لأن أردوغان، وغل، وأوغلو، رغم أنهم لم يكونوا عربا، إلا أنهم كانوا أقرب إلى أمة التوحيد من العرق والطائفة والمذهب واللغة. وحتى بالنسبة للأقليات، تأكدوا أن إخوة أردوغان، لن يرقبوا فيكم إلا ولا ذمة، لأنكم حينها ستمنعون من الحديث بلغتكم أو لهجتكم في أحسن الأحوال، أما أردوغان فهو من يمنعكم من قتل أنفسكم بأيديكم. أعود لمسألة تحرير العراق من الأخطار، ما هو الخطر الذي تشكله تركيا، أليس مهمتها منذ سنوات قائمة على تدريب ثلة من العراقيين، بمن فيهم الأكراد ؟ ثم أليس من السهل والمفيد لرئيس وزراء العراق ومعاونيه الترحيب بدور إيجابي لتركيا، الجارة التي لم تغدر بالعراق يوما، فيجلس الطرفان ويدرسان عملية تحرير الموصل، فتكون المهمة أسهل مما نتصور جميعا ؟ أليس هذا هو المطلوب ؟ لا أظن تركيا تتأخر أو تبخل بالنصح والمال والرجال في سبيل استعادة العراق وحدته وعافيته، دون أن يظلم أحد بضم الياء ورفعها يرفع الله من شأن العراق وشعبه، ألا يعلم السيد العبادي أن العراق يسع جميع أبنائه، ويسع أضعافهم، فلماذا ضقنا بشعبنا، وضاقت قلوبنا بسبب هلعنا وجزعنا ومنعنا غير المبرر ؟ فأين هو أردوغان، وأين هم إخوته، مما يجري في اليمن، والعراق، وبلاد الشام ؟ ثم ألا يعلم رئيس الوزراء العراقي أن تركيا مستهدفة هي الأخرى ؟ لقد ذكرت في الماضي القريب، تحت عنوان ماذا تريد إسرائيل، قائلا : يجد ربي في الوقت الذي يروع فيه الإنسان في حلب، أن ألفت نظر المتتبع لمثل هذه الأحداث وغيرها، إلى أن الصراعات المصطنعة ما احتدت في العالم مثلما تحتد اليوم، بحيث أنني لا أتصور أن هذه الصراعات المضمنة سلسلة القتل والترويع تتواصل بكل همجية في هذه اللحظة الخطيرة، دون أن تتناولها أجهزة مختصة لتجري عليها العمليات التي صورتها كثير من الدوائر الإعلامية والسياسية تصويرا غير كاف، إن الأفكار العامة المحيطة بهذه الصراعات، قد تستغل ملابسات علاقة الحاكم بالمحكوم في عالمنا المتخلف، إلا أن المشكلة لا تتعلق بهذا الحيز الجغرافي بعينه، أو هذه الدائرة الإنسانية لذاتها، إن التعريف الشامل لفكرة اللاعنف هو الذي يحكم فكرة التدافع ويحدد طبيعته وأبعاده، إن فكرة اللاعنف هي المقياس العام الذي ينبغي أن نقيس به صراعاتنا وتدافعنا، سواء في أوربا أو في غيرها، حتى وإن كان في عالمنا المتخلف، إن المستهدف في كل الأحوال هو الإنسان، وقبل ذلك وبعده، هي تلك القيم التي لا ترضي المفسدين في الأرض، فلذلك استهدفت الأرواح والقيم في آن واحد. إن فكرة اللاعنف، كمقياس عام، يحمل بين دفتيه فلسفة الإنسان وفلسفة الجماعة، مقومات الإنسان ومقومات المجتمع، مع أخذنا في الاعتبار ضرورة انسجام هذه المقومات جميعا في كيان واحد، تحدثه عملية التركيب التي تجريها الشرارة الروحية عندما يرتقي الناس إلى مصاف المؤمن الموحد والتائب المنيب. إننا، اليوم، رفقة الإنسانية جميعا، في حاجة إلى تعظيم مبدأ التوحيد في حياتنا جميعا، فيعظم في قلوبنا مبدأ اللاعنف.

وفي مثل هذه الظروف التي نعيشها، كدنا نفقد إنسانيتنا التي هي رأس مالنا، الذي كاد يضيع منا ضمن فوضى عالمنا العربي والإسلامي على حد سواء، الذي أدهشته فوضى العالم الغربي المتغطرس برأسماليته التي داست على كل القيم.

إن الموقف يتطلب، اليوم، من الفاعلين الأحرار، أن يتدبروا في ماهية الجسم المتطفل الخطير الذي يروع الإنسان في سوريا والعراق، وليبيا وتونس، وحتى داخل أوربا، وأجزاء أخرى من العالم الذي أنهكته فلسفة الاستعلاء والغرور، وأن يبحثوا عن مصدر قوة هذا الجسم ماديا، وقبل ذلك فكريا وعن الجهة التي سهلت الطريق، فهي دون ريب قوة فكرية ومالية متنفذة، يسعدها تفعيل مثل هذه الصراعات، ومثل هذا الترويع في عالم اليوم، وهي، أكثر من غيرها، المستفيد الأكبر، كما أن تفعيلها داخل أوربا التي كانت ضحية حربين عالميتين أتت على كثير من الأرواح، حربين لم يكن لهما من مبرر، سوى، داخل عقول مريديها ومدبريها، ولا يذهبن بكم التركيز، في مثل هذه الحالات، على الأدوات، فالاختراق هو السلاح الفاعل بين أيدي المتحكمين في صناعة مثل هذه الصراعات.

إن أوربا اليوم، من خلال فلاسفتها الأحرار، مطالبة بقراءة جديدة وهادئة للدين وللتاريخ، كما أن الفاعلين الأحرار في بلاد الشام، وبلاد الرافدين، مطالبون بإصلاح ذات البين قبل فوات الأوان، انظروا إلى الملايين من اللاجئين من أبنائكم، كيف لم تعد تسعهم أرضهم التي هي أرضكم جميعا وعرضكم جميعا وملاذكم جميعا. إن المستهدف، اليوم، هو تركيا، إنهم يرون في القيادة التركية صورة محمد الفاتح قادما من أعماق التاريخ، فهم يخافون من التاريخ أكثر مما يخافون سلاطين وحكام اليوم، القائد الفاتح بالأمس، تتجدد صورته اليوم، وينبغي أن يطمئن الأوربيون الأحرار ويطمئنوا شعوبهم، أن تركيا، اليوم، لا تعتمد طريق القتل والترويع، وإنما تعتمد مبدأ الشهادة المجسد لأمة الشهادة، أمة الوسطية، أمة المركز، مصداقا لقوله عز وجل : ” وكذلك جعلناكم أمة وسطا لتكونوا شهداء على الناس ويكون الرسول عليكم شهيدا ” الآية 143 من سورة البقرة.

ألا يعلم السيد العبادي ومعاونوه، أن سياسة تركيا التي حيرت إسرائيل، وأقلقتها وأغضبتها وجعلتها في حيرة من أمرها، هي وأتباعها وكل من اختار طريق الاستبداد، هي التي جرت إلى تركيا عملية انقلاب، دام الإعداد والتخطيط لها لسنوات، كادت تأتي على استقرار البلاد وأمنها وأمانها. وصدق الله العظيم الذي قال : ” وإذ يمكر بك الذين كفروا ليثبتوك أو يقتلوك أو يخرجوك، ويمكرون ويمكر الله والله خير الماكرين ” الآية 30 من سورة الأنفال.

وليعلم إخوة أردوغان، الغائبين في دهاليز الأحلام، أن حلب الجريحة، يحفظكم الله من جراحة التجميل التي تنتظركم من أمريكا وحلفائها، هي القلعة التي ينبغي أن تسقط حسب زعمهم كحل وحيد لزعزعة ثقة تركيا بنفسها، لعلهم يستدرجونها من جديد، وقد أبت من قبل، إلى مستنقع الاقتتال داخل بلاد الشام وفق توقيتهم وترتيباتهم، وهم الذين عملوا بالأمس القريب على استفزازها من جهة العراق، فما مصدر المغالطة التي وقع، أو كاد يقع فيها رئيس وزراء العراق السيد العبادي ؟

إسرائيل لا يسرها، سوى، أن ترى تركيا محمد الفاتح مكسورة العنق، ولا شيء غير ذلك، لأنها بعدها، لا قدر الله، لن ترى مانعا من وقف الاقتتال في سوريا، لأنها حينها، لا حلب ولا دمشق ولا بغداد سوف تشكل خطرا على إسرائيل، فقط أتباعها وخدامها سوف يقومون حينها ونيابة عنها باستعباد الشعوب المسحوقة أصلا، وسيعملون على إعادة ملايين اللاجئين إلى ديارهم إمعانا في الإهانة والإذلال. لا أرى بصيصا من أمل في استعداد إخوة أردوغان، بحثا عن طريق الحل، فماذا يفعل بعد ذلك أردوغان ؟ إن القيادة التركية لها أجندتها الخاصة بها، فهي التي تختار المكان والزمان وهي التي تسعى جاهدة لإصلاح ذات البين، أما الذين يهددون تركيا بالانتقام، ويتحدثون من قلب بغداد، فهم يلعبون ضمن أجندة ( الغرب) الغاصب وتوقيته، ألا يتفطن لذلك السيد مقتدى الصدر وكل أحرار العراق، حتى لا تتكرر مأساة سيدنا الحسين عليه السلام. سيدنا الحسين، لم يركب صحوة الفتنة ولم يخرج للانتقام، فقد قام وثبت في المكان والزمان جامعا مجسدا لمبدأ الشهادة قبل الاستشهاد. أما إخوة أردوغان، فقد آن الأوان كي تختاروا بين العرش المتهالك والأمل المنشود، تركيا لا يمكنها أن تنتظر كثيرا، أمامها كثير من الاستحقاقات، وفي طريقها كثير من التحديات، تركيا تنظر بكثير من الأمل إلى عمقها الحضاري، لا يمكن إلا أن تكون صورتها اليوم من وحي صورة محمد الفاتح، لأنها اليوم بالذات،هي تركيا التي تنصح ولا تغش، تعطي ولا تمنع، تعدل ولا تظلم، تحسن ولا تسيء، تجمع ولا تفرق، تتألم ولا تجزع، فهي داخل قلوب المستضعفين الذين أتعبتهم وأنهكتهم أنانيتنا، وداخل أفئدة أطفال سوريا الأبرياء الذين أفقدناهم الدفء والحنان، وفي عيون حرائر الشام اللواتي أنجبن من يحمل راية العزة والكرامة، جنبا إلى جنب، رفقة التركمان والأكراد والأمازيغ، وزنوج إفريقيا، وإخوة الإيمان في كل مكان، يقول الله تعالى : ” وقال الذي اشتراه من مصر لامرأته أكرمي مثواه عسى أن ينفعنا أو نتخذه ولدا وكذلك مكنا ليوسف في الأرض ولنعلمه من تأويل الأحاديث، والله غالب على أمره ولكن أكثر الناس لا يعلمون ” الآية 21 من سورة يوسف. هل يمكننا أن نأمل جديدا في موقف رئيس وزراء العراق وأعوانه، جديدا يسكت الأصوات الداعية للانتقام، ويعيد الأمل لأبناء العراق، فهم في أمس الحاجة إلى ذلك، مثلهم مثل كل الموحدين. فالأتراك إخوانكم وسندكم، أما عدوكم المشترك فهو الذي زرع بذور الصراعات المصطنعة بأرضنا وأرضكم، فمن ينال شرف إبطال مفعولها، ويشهد شهادة الحق التي شهدها سيد شباب الجنة وابن سيدة نسائها، أول من وقف في وجه الاستبداد شاهدا وشهيدا، فأين نحن، اليوم، بلغة الانتقام وعصبية الجاهلية الأولى، من موقف ابن بنت سيد الأنام عليه وعلى آل بيته الصلاة والسلام. إن تركيا اليوم، في الميزان، ليس ميزان مجلس الأمن بطبيعة الحال، ميزانه لا يصلح سوى للحرب يرى تركيا والعراق من زاوية واحدة، هي زاوية الحرب، يعمل الميزان عمله في حالة واحدة، يزن هذه وتلك للتأكد من ضياع الوزن، فإذا ضاع وزن الدولتين وذهبت قيمتهما، يكون المزاد العلني هو الحل، لذلك فالولايات المتحدة وحلفاءها يزايدون هذه الأيام كثيرا. لا أقصد هذا الميزان، لأنه لا يرى إلا مصالح المزايدين، الميزان المقصود هو ميزان، صنعه المستضعفون، فهو يزن تركيا التي احتلت قلوبهم ولم تغتصب أرضهم، وسكنت أرواحهم ولم تقتل أطفالهم ونساءهم، آوتهم بلا جزع وأمنتهم بلا منع، لذلك فوزنها وقيمتها من قيمة ملايين وطننا المسحوق وأرضنا المغتصبة وأعراضنا المنتهكة فهذا الميزان له لسان، وله أذنان، وله عينان. إن الشاهد في هذا كله، هي غزة المرابطين، فهي تنظر إليكم وقد أنهكتها الأوجاع لكثرة جزعكم وشدة منعكم، فلا تمنعوها من مجالستكم والحديث إلى بعضكم، فوا الله، فكأنني أرى الإمام علي عليه السلام يستأذن رسول الله ليخطب فيكم، فيوصيكم بالشام خيرا، وكأنه يضرب على أيديكم، لتتواصوا فيما بينكم، فتتحولوا عن محاربة بعضكم، وتتوجهوا إلى تلبية نداء المرابطين في غزة، وقبل ذلك تعتبروا من ضياع إخوة أردوغان، كيف هم، لم تغن عنهم عروشهم ولا كنوزهم شيئا. إن إسرائيل، لم تستعد، مثلما تحضر نفسها اليوم، فهي ترى أن الفرصة مواتية لضبط حدود الأرض الفلسطينية التي اغتصبتها، ولا يتم ذلك، وفق خطتها، إلا إذا حطموا غزة المقاومة، فالأدوار وزعت، والجوار العربي تم تحضيره وتوظيفه، ليلعب دوره في مسرحية تحت عنوان : تجفيف منابع الإرهاب.

 إن أردوغان، اليوم، ليس في حاجة إلى عرش ولا إلى مال، فقد رزقه الله بالمال والسلطان، أما إخوته، فالخوف، كل الخوف، من ذهاب المال والسلطان. وشتان بين مال ومال، وبين سلطان وسلطان. ألم يتوجه الإخوة بعضهم لبعض بالسؤال، كيف بأخيهم، رغم جفائهم وجحودهم، يقدمهم في المجلس ويحسن إليهم بعد ما أساءوا الظن، كيف به لم يتحول إلى دين الملك، بالرغم من دهاء الكهنة المتربصين ؟ أتدرون، لماذا لم تغريه أوربا ولا أمريكا ؟ فلو سار على دربهم، لأمركم (الغرب) بالسجود، ولسبحتم بحمد أخيكم، بدل أن تسبحوا بحمد الله، لكن أردوغان، لم يسبح، إلا بحمد الله، لذلك غضب ( الغرب) على الجميع، فهو اليوم غاضب من الجميع، خصوصا من الإخوة الذين انتظروا معه، ولكن، والحمد لله، لم يفلح الكهنة في الإطاحة بأخيكم، لم يفلح الكهنة وخاب ظن الإخوة في ( الغرب) الذي لم يعد يلتفت إليهم هذه الأيام، وكأنه غير راض عنهم، فكأنه يطلب منهم ما هو أكثر من الجفاء والجحود، كمثل تلك الصورة المعبرة، التي تناقلتها وسائل الإعلام، وتركت التعبير والتعليق للناس، المناسبة : جنازة بيريس، حضور عباس ومرور كيري الذي لم يمد يده لمصافحة الرئيس، فكأنه غاضب، وكأنه يريد منه، ما هو أكثر من حرمان غزة من اختيار ممثليها وقادتها. لا أدري كيف يفكر إخوة أردوغان ؟ ألم يكفيهم اعتزازه برابعة مصر إلى جانب رابعة تركيا دون أن يقصي واحدا من المصريين، إلا الذي حرم المصريين من حقهم في الاختيار ؟ ألم يكفيهم اعتزاز أردوغان بأمة التوحيد، أمة الوسطية والشهادة ؟ إنني، والله، في حيرة من أمري، ومن أمر إخوة أردوغان، كما احتار الناس، يومها، من أمر إخوة يوسف عليه السلام. ثم إنني في حيرة أكثر من الذين وصفوا أمريكا، بالأمس القريب، بالشيطان الأكبر، كيف هم اليوم لا يمدون أيديهم لتركيا، أهو الجفاء، أم هو، ما لا نعرفه من السياسة الشرعية وأحكامها ؟ أعطونا مما علمكم الله، أو ارحمونا يرحمكم الله، فلا السب ولا الشتم ولا البغض ولا الانتقام من شيم آل البيت الكرام، على نبينا ورسولنا وعليهم الصلاة والسلام.

إن أخطأت فمن نفسي الأمارة بالسوء، وإن أصبت فبتوفيق من الله.

بشير جاب الخير
14 أكتوبر 2016

إحالة :

(1) مالك بن نبي، وجهة العالم الإسلامي، دار الفكر بيروت، ص 18.

التعليقات مغلقة.

Exit mobile version