في هذا الزمن المتسارع، فقدنا الاحساس بكل شيء.

فالفرحة سريعة والألم أسرع، الحياة سريعة والموت أسرع، الحلم والأمل والنجاح بسرعة وسرعة وسرعة، واليأس والفشل أسرع وأسرع وأسرع.

في الجزائر تخنق الأغلبية المغلوبة خرجات بن غبريط صبحًا وينسونها مع نطحات الكباش وقت الظهيرة وتصبح بلا معنى مع نطحات سليماني وبودبوز مساءً على العشب الأخضر المتموّج والمتعوّج بالبليدة كتموّج واعوجاج أحاسيسنا التي تولد ميتةً ومشاعرنا المخنوقة سلفًا.

نبكي مع اختطاف الأطفال بحرقة للحظات.

نبكي مع غلاء الخبز والبنزين والإيجار بحرقة للحظات.

نتحسر على سكنات عدل وحلم امتلاك بيت بحرقة للحظات.

نخرج مهللين بانتصار وهمي لكرعين لمعيز على لوزوتو للحظات.

حياتنا كلها لحظات ويا ليتها كانت لحظات سعادة حقيقية أو ألم حقيقي أو إحساس حقيقي بل كلها لحظات مصطنعة ولحظات مسروقة من اللاحياة.

نصطدم في أسفارنا بلحظات من حياة الإنسان الغربي فرنسيًا أو أمريكيًا أو إيطاليًا أو غيرهم ونجد أن لحظاتهم مدروسة ومحسوبة مسبقًا. فهو إن قدم إلى إيبيزا فمن أجل اللهو والمجون حقًا وإن زار شوارع الفاتيكان فللعبادة حقًا وإن كان من النازيين الجدد فهو عنصري حقًا إلى النخاع.

ميزتهم أنهم صرحاء مع أنفسهم قبل صراحتهم مع الغير ولا نتكلم هنا عن السياسات برجالها ولا عن المخابرات وصراعاتها ولكن نتكلم عن الاإسان الغربي كما خبرناه وكما عرفناه.

أما عندنا فصاحب اللحية لا يعرف القبلة إلا من رحم ربك، ويريد الصبية صاحبة العشر لتكون جارية طول العمر.

يرى الدين تعدد الزوجات والجواري واستباحة للمال والدم.

أما متصنع الثقافة والتعلم فهو متخف وراء بدلة سوداء وسيارة سوداء ولغة فرنسية جوفاء وهدفه أيضًا تعدّد الزوجات والخليلات واستباحة للمال والمحرمات.

لم نجد الكلمات لوصف حالة التعفن لدى الأغلبية المغلوبة هذه الأيام سوى أن الجزائر تتألم بأفعال أبنائها، كل أبنائها.

موتها قريب على يد أبنائها، كل أبنائها.

وعودة الحياة إليها تكون بيد أبنائها، كل أبنائها.

أدين الزين
7 سبتمبر 2016

التعليقات مغلقة.

Exit mobile version