نهال، القصاص وبراءة الجزائر

كل يوم تقطف زهرة من زهورنا الجميلة وكل يوم نفقد روحا من أرواحنا البريئة في جزائرنا الحزينة.

اليوم نهال رحمة الله عليها وقبلها الكثير وبعدها الكثير.

وتعالت الأصوات مطالبة بالقصاص وتعالت الأصوات منددة بالقصاص.

ونحن لا نفضل استعمال كلمة الإعدام لأننا نرى أنها كلمة بلا معنى، مجردة منه فكلمة الإعدام تبعث فينا إحساسا بأننا سنقطع رأسا دون أن تمنحنا الشعور بأننا على حق، أما كلمة القصاص فتمنحك شعورا بأنك تسترجع حقا نهب منك، تسترجع روحا بريئة قتلت بلا ذنب، تسترجع عطر وردة قطفت بلا ذنب.

المنددون بالقصاص يبررون ذلك بأنه يمكن أن يظلم شخص وتنسب له جريمة لم يفعلها.

نحن نقول الخطأ ضئيل في زماننا الحالي ونحن نفضل عقابا خاطئا واحدا على اللاعقاب لآلاف الجرائم.

كما أنه لدينا إيمانا قويا بالله الذي لا يظلم عنده أحد.

كما أن القصاص هو حكم إلهي جعل لنا فيه حياة إن كنا من أولي الألباب.

ونتساءل أيضا إلى متى تستمر الدولة في تحمل أكل وشرب وعلاج وحراسة المجرمين وخاصة القتلة؟

لماذا لا تستعمل هذه الموارد ولو كانت ضئيلة في تحسين التعليم والصحة والأمن للمواطن الشريف.

وإذا كنا نتساهل مع القاتل فلماذا نطالب بعقاب السارق والمختلس والمنافق وغيرهم؟ أم أننا أصبحنا في زمان حيث المال أهم من الروح.

أم أن جيوبنا أهم من أرواح أبنائنا؟

حسب رأينا القصاص واجب اجتماعي إنساني ديني.

لكن لا نريد أي خلط بين حكم القصاص من القتلة وحكم الإعدام لسجناء الرأي وسجناء السياسة.

فالتكالب على الحكم لم يكن يوما من مطالبنا ولا من أفكارنا ولن يكون.

أما حق البراءة وحق الله فنطالب به وندافع عنه دائما.

أدين الزين
11 أوت 2016

***

وا عراقاه

ثم طمأنها قائلا: “لا تخافي يا عزيزتي الصغيرة، فأسوار بابل ستحميك أنت وأمك وشقيقك الصغير والطفل الرضيع. عودي وأخبري أمك أن أسوار بابل ستحميهم وعليهم ألا يخافوا أبدا”.

كلمات أقرؤها في كتاب قديم جعلتني أدرك حقيقة دائمة وهي أن أماننا من أمان العراق، ونصرنا من نصر العراق، واختفاء الكيان العربي سيكون مع اختفاء العراق.

ألم يكن تدمير العراق هو البداية؟

بداية المأساة العربية الحالية، بداية التصارع العربي العربي، بداية انهيار اليمن وسوريا ومصر وليبيا ولن تصمد الدول الأخرى إذا استمر الحال.

وكما أن دمار العراق هو دمارنا فنجاة العراق فيه طوق نجاتنا جميعا.

فلندافع عنها ضد كل الأخطار.

أخطار الانقسام مع المذاهب وأخطار الموت على يد أصحاب الرايات السود وأخطار الحكام اللصوص والمنافقين والمستذابين الذين ينهشون مال العراق وخيرات العراق كل يوم وكل ساعة وكل لحظة.

واعراقاه، نداء نوجهه إلى كل عراقي شريف أولا وإلى كل عربي شريف ثانيا.

أوقفوا نهب العراق، أوقفوا قتل العراقيين باسم المذاهب، أوقفوا حكم الشر لبلد الخير، لعراق الخير، العراق الحضارة.

أدين الزين
10 أوت 2016

التعليقات مغلقة.

Exit mobile version