في عالمنا العربي وفي الجزائر خاصة تحمل الأحداث أكثر مما تحتمل وتفسر الأمور بأعقد التفاسير وتسقط التحاليل والتفاسير إسقاطا شائكا ومعقدا أقصى درجات التعقيد.

ومثال على ذلك فوز البرتغال بنهائي كاس أوروبا على حساب فرنسا وخروج الجزائريين لمشاركة الفرحة البرتغالية والتفسيرات والتعليقات من المؤيدين والمعارضين.

وكنا لا نريد أن نخوض في هذا الموضوع لولا كثرة المقالات وكثرة الآراء حتى وصلنا إلى اتهام في الانتماء وبأن هؤلاء هم أبناء “فافا” لأنهم حزنوا لانهزام فرنسا وآخرون حسبوا أنفسهم يساندون ويدعمون زعيم الثورة الجزائرية كريستيانو رونالدو.

ولكننا نرى أن خروج الجزائريين للاحتفال مع البرتغال هو شيء عادي جدا وكان سيحدث لو كانت ألمانيا طرفا في النهائي وليست فرنسا، لأن البرتغال وبسبب كريستيانو وقبله فيغو كان دائما له مشجعين وفي أغلبهم هم مشجعو ريال مدريد، وكل عام تشهد الشوارع الجزائرية الأفراح والاحتفالات بعد فوز الريال أو برشلونة فكلاهما لديه أنصار في الجزائر ونؤكد أنه لو فاز البرغوث ميسي مع الأرجنتين على الشيلي في نهائي كوبا أمريكا لخرج الجزائريون للاحتفال.

أما فيما يخص ما يروج على أنه كره للفريق الفرنسي وذلك لأن مسيريه غيبوا بن زيمة وناصري فهذا غير صحيح.

نعم بن زيمة سيست قضيته ولكنه بالنسبة للجزائريين وخاصة متتبعي كرة القدم ليس زيدان ولم يكن يوما زيدان.

زيدان أسطورة في عالم الكرة وخاصة عند الجزائريين الذين يقدسون الكرة ويعشقون رائحة الجلد المنفوخ، وزيدان عشق لأنه جزائري صحيح ولكن لأنه ساحر أيضا كمارادونا وميشال بلاتيني وبيليه وغيرهم. إننا نتذكر جيدا في سنوات الثمانينات صور مارادونا وبلاتيني وفان باستن وبلومي وماجر وغيرهم وهذا هو حال الجزائريين مع الكرة.

أما عدم تشجيع الجزائريين لفرنسا في الأورو فرياضيا فرنسا لم تقدم شيئا يحسب لها وفوزها على ألمانيا هو الشيء الوحيد المقبول كرويا طيلة السبع مباريات وذلك الفوز لم يكن بالأداء وإنما كان بخطة دفاعية غير ممتعة ونجاعة هجومية بضربة جزاء لعب فيها الحظ دوره وبهدف ثان جاء بعد خطأ تقديري من الحارس نوير استغله غريزمان جيدا.

نحن لا نكره الفريق الفرنسي ولا نحبه، إنها الكرة وسحرها وقوانينها.

وللتذكير فقط وخاصة لمن عاشوا في الجزائر خلال نهائي أورو الفين حيث فازت فرنسا على إيطاليا الأغلبية الجزائرية حزنت لانهزام إيطاليا خاصة في الشرق الجزائري لأنها السنوات التي كنا نعشق فيها دالبيرو وفيري وجوفنتوس.

وكذلك عام ألفين وستة في كأس العالم الأغلبية فرحت مع إيطاليا رغم أن زيدان ذو الأصل الجزائري أفقد النهائي نكهته برأسية على ماتيرازي.

في الجزائر نعشق الكرة ولا نريد تسييسها ونرجو أن تعاقب الفيفا كل من يسيس الأحداث الرياضية أو يستغلها كما تفعل مع الحكومات عندما تفرض أنظمة تسيير أو أشخاص للفيدراليات والرابطات الوطنية.

وفيما يخص الاحتفالات على الأراضي الفرنسية فصحيح هناك مشكل انتماء للجاليات المغاربية في فرنسا ولكن لا تحملوا العلم الجزائري والجزائر مشاكل السياسة الفرنسية وصراع الانتخابات الرئاسية الفرنسية القادمة.

كرة القدم على الطريقة الجزائرية لا تعترف بالانتماءات ولا بالمزايدات السياسية ولا بشيء آخر، وإنما بالإبداع الرياضي وسحر الكرة.

وكما يقال في الجزائر “اللي عندو في كرعيه يربح”.

وفي نهائي الأورو ألفين وستة عشر لم يكن سوى ايدار البرتغالي صاحب “الكرعين”.

أدين الزين
13 جويلية 2016

التعليقات مغلقة.

Exit mobile version