هنا في الجزائر لدينا فئة من التجار والتي لا تستحق اسم تاجر بل هي اقرب الى الانتهازية وصيد المكافات منها الى التجارة ، هؤلاء هم تجار الزلابية في رمضان وتجار الملابس ايام عيد الفطر وتجار اللوازم المدرسية عند الدخول الاجتماعي و الدراسي ،اي ان هذه الفئة من الانتهازيين تغير نشاطها اكثر مما تغير الحرباء الوانها.

وكما هم خطر على التجارة وخطر على السير الحسن والمنظم للحياة في الجزائر ،لكن يبقى ضررهم محدود مادمنا لانزال نسير بنظام اقتصادي عشوائي وبنظام مالي بدائي وبيروقراطي ويساعد رجال الاستهلاك على حساب رجال الاعمال الحقيقيين واصحاب المشاريع المنتجة.

لكن الخطر الحقيقي هو تغلغل اصحاب هذه العقلية الانتهازية في امور الحياة السياسية وامور الحكم ،بل اصبحوا في الفترة الاخيرة يتحدثون باسم الدولة من جهة وباسم المعارضة من جهة اخرى والمؤسف ايضا ان الشعب المغلوب على امره او لنقل بصفة ادق الشعب الجاهل والغائب واللامبالي مازال يصفق لكلا الجهتين.

في الجزائر ومنذ الاستقلال لاتوجد طبقة غنية بمفهوم الملياردير و المليونير فالغني في الجزائر هو من يملك بعض العقارات وبعض السيارات وسيولة مالية تعتبر بسيطة جدا بالمفهوم الحقيقي للمال ورجال الاعمال.

وفي الجزائر ايضا لم يكن الحكم يوما في يد اصحاب المال ولم يتصارع عليه سوى السياسيين المدنيين والسياسيين العسكريين.

ولكن تكاثر هذه الفئة من الانتهازيين واستغلالها لفترة الرخاء البترولي واستغلالها للصفقات المشبوهة والمضخمة جعلنا نكتشف بين ليلة وضحاها اغنياء جدد وبالمفهوم الحقيقي للغنى اي اصحاب ملايين وملايير من الدولارات وتغلغلوا في السياسة،ومع مرض الرئيس وتنح نظنه مدروس للعسكر من تسيير الامور السياسية في الجزائر ،اصبحوا يتحدثون باسم السلطة ويتصرفون كحكام فعليين للجزائر،وبين الفترة والفترة يكشفون لنا بعض صراعاتهم الخفية للسطح كما يحدث مع احد رجال اعمال السكر والزيت.

ما يحزننا انه وبعد حكم العسكر المدروس والذي قبلناه كما قبلته الكثير من الشعوب تاريخيا،وبعد حكم السلطان للجمهورية الجزائرية والذي قبلناه لانه امتاز بالبحبوحة المالية وكذلك لان السلطان كان سلطانا حقيقيا خبيرا بامور الحكم والسياسة وتسيير امور الدولة.لكن بعد مرضه وغيابه نحن نسير نحو حكم الجاهل والانتهازي وحكم صائدي المكافات فهل سنعيش في الجزائر كما عاش الغرب الامريكي ايام الباحثيين عن الذهب مع العلم اننا دخلنا مرحلة التقشف وانعدام الذهب.

وضع الفوضى العالمي والوضع الداخلي المحتقن يجعل بعضنا يتمنى عودة العسكر للحكم ولكن رجل قوي على شاكلة بومدين او رجل صادق على شاكلة زروال،مادامت كل الاطياف السياسية لم تستطع تقديم وجه سياسي واحد قادر على الحكم فعليا ومادامت الجزائر لا تستطيع اخراج حاكم من الارشيف القديم كما فعلت مع بوضياف او بوتفليقة.

وضع صعب و مستقبل مخيف وغامض جعل جانبا من داخلنا يتطلع للرئاسة ولكن حمدا لله في الجزائر كلنا مدرب للفريق الوطني لكرة القدم ولكن لسنا جميعا رؤساء.

أدين الزين
10 جويلية 2016

التعليقات مغلقة.

Exit mobile version