بدعوة من الهيئة العالمية للمساجد التابعة لرابطة العالم الاسلامي بمكة المكرمة وبالتعاون مع اتحاد المنظمات الأهلية في العالم الإسلامي- انعقد الملتقى العالمي الأول للأئمة والخطباء بعنوان: (دور الأئمة والخطباء في مواجهة الغلو والتطرف والإرهاب) في يومي ٢٢-٢٣ من شهر رجب ١٤٣٧هـ ، الموافقين ٢٩-٣٠من شهر إبريل من عام ٢٠١٦ م في مدينة إسطنبول التركية، حيث شارك أكثر من خمسمئة عالم ومفكر وإمام وخطيب من أكثر من سبعين دولة من القارات الخمس، وقُدّم فيه أكثرُ من عشرين بحثاً تناولت أربعة محاور رئيسية:

ـ مسؤولية إمام المسجد تجاه دينه ومجتمعه.

ـ دور إمام المسجد في مواجهة الغلو والتطرف والإرهاب.

ـ تطوير مهارات الإمام لتحقيق رسالة المسجد.

ـ المبادرات والممارسات الناجحة في مواجهة الغلو والتطرف والإرهاب.

كما تزامن مع الجلسات العلمية للملتقى ورشُ عملٍ عن رسالة المسجد، ودروة تدريبية للأئمة والخطباء في مهارات التواصل الفعال مع المجتمع، ودورةٌ تدريبية لمنسوبي الهيئة العالمية للمساجد في مهارات التواصل والعلاقات العامة، ومعرض للهيئات التابعة للرابطة، وعرضٌ للخطة الاستراتيجية للهيئة العالمية للمساجد التي حظيت بالتقدير والرضا.

وفي حفل افتتاح الملتقى، يوم الجمعة، أكد الدكتور أحمد سالم باهمام الأمين العام للهيئة العالمية للمساجد على رسالة المسجد الحضارية بصفة عامة وفي زمن الفتن والحروب بصفة خاصة، مبرزاً قيم الوسطية والتسامح والاعتدال في مواجهة الغلو والتطرف الذي يحاول اختطاف الإسلام. وأكد الدكتور باهمام كذلك على “ضرورة التصدي ومواجهة تلك المحاولات مشيداً بجهود ودور المملكة العربية السعودية والجمهورية التركية وقيادتهما في هذا المضمار”.

كما تحدث الدكتور إبراهيم بن محمد أبو عباة عضو مجلس الشورى في المملكة العربية السعودية عن ضرورة تضافر جهود الحكومات والمؤسسات الإسلامية ودعمها لدور المسجد والإمام في مواجهة الغلو والتطرف والإرهاب.

وتحدث المحامي التركي السيد على كورت رئيس اتحاد المنظمات الأهلية في العالم الإسلامي عن أهمية التواصل بين المؤسسات الدينية والتعاون لمواجهة التحديات.كما تطرق نائب رئيس الهيئة الدينية التركية الأستاذ الدكتور حسن يلماز عن دور الإمام والخطيب في المجتمع المعاصر، وأشاد بدور المسجد في تحقيق القيم الأخلاقية.

من جهته قدم الدكتور عمر فاروق مستشار رئيس الوزراء التركي كلمة مستفيضة عن أهمية إيجاد طريقة تواصل فاعلة مستمرة مع أئمة المساجد وخطبائها لتفعيل دورهم في خدمة المجتمع ومواجهة الانحراف والغلو والتطرف، وأشار سيادته لسياسة تركيا في تكوين الأئمة.

وشارك في ختام الملتقى معالي رئيس الشؤون الدينية في الجمهورية التركية محمد غورميز داعيا إلى التحاور حول ما اصاب المسلمين ودور العلماء والأئمة والخطباء في حفظ الأمن وتوفير السلام للمسلمين، مركزا عن أهمية الأمن في الأنفس والمجتمعات والبلدان وأثره في الاقتصاد والإبداع والمحافظة على النفس والحرث، وأن أساس الأمن هو الأمن الفكري، كما أكد معاليه على حقوق المواطنة وواجباتها، وقد رد سيادتها على تساؤلات موفد سويسرا، حول ضرورة توحيد الجالية التركية لمواقفها مع باقي مكونات المجتمع السويسري، خاصة المسلمة منها فيما يخص محاولة توحيد المواقف وفق ما يمليه الواقع والسعي لتوحيد مواقيت الصلاة مراعاة للواقع الغربي، وألتزم معالي الوزير بالسعي الحثيث لتوحيد بداية يوم رمضان والعيدين مع باقي المسلمين، لما فيه صالح جاليتنا في أوروبا، خاصة أن تركيا برمجت ندوة خاصة في الموضوع نهاية شهر ماي، يحضرها علماء وخبراء ومهتمون بالشأن الاسلامي عموما.

هذا وقد دارت على مدى يومين نقاشاتٌ عميقةٌ في أربع جلسات علمية، برزت فيها طروحات متكاملة لما أسماه موفد سويسرا، ضرورة مراعاة “الفقه الجغرافي”، اي فقه الأقليات أو فقه الأولويات بالنسبة لواقع المسلمين في أوروبا و الامريكيتين،  وفي نهاية الملتقى صدرت توصيات منها على الخصوص:

– حث الهيئة العالمية للمساجد على إصدار دليل إرشادي للأئمة والخطباء.

– الطلب من الهيئة العلمية للمساجد أن تقوم بإصدار ميثاق عالمي للمساجد.

– استمرار الهيئة العالمية للمساجد بعقد ورش عمل وبرامج تدريبية لرفع المستوى العلمي والأدائي للأئمة والخطباء.

– مطالبة الهيئة العالمية للمساجد بإقامة معارض للمساجد في العالم.

– نشر وترجمة خطب الأئمة المتمكنين وعلى رأسهم أئمة الحرمين الشريفين لمواجهة ظاهرة الغلو والتطرف والإرهاب.

– استحداث جائزتين سنويتين لأفضل إمام وخطيب ومسجد في تحقيق السلم المجتمعي، وتضع الهيئة العالمية للمساجد المواصفات اللازمة للجائزة وتشرف على تنفيذها.

– ضرورة عقد مؤتمرات وملتقيات قارية وإقليمية وقطرية حول رسالة المسجد الحضارية ودور الأئمة والخطباء لتعزيز منهج السلم والوسطية والاعتدال.

– إنشاء آلية تواصل عبر الشبكة العنكبوتية بين المساجد والمراكز الإسلامية للتنسيق بينها فيما يحقق رسالة المسجد ويخدم مجتمعاتها.

– إعداد قاعدة بيانات علمية للمساجد تضع الهيئة العالمية للمساجد مواصفاتها.

– السعي لإنشاء مؤسسات في مجتمعات الأقليات المسلمة تهتم بالإعداد الجيد للإمام والخطيب والمسؤول الديني بما يحقق الضوابط الشرعية والالتزام بالحكمة والموعظة الحسنة والبعد عن الإفراط والتفريط والاندماج مع المجتمعات.

– حث الهيئة العالمية للمساجد على مزيدٍ من التواصل الإعلامي لإرساء دور المسجد من خلال إنتاج برامج إعلامية وإصدار خطب نموذجية.

– التأكيد على أن تتضمن رسالة المسجد ترسيخَ الوحدة الوطنية بين أفراد المجتمع، والآثار الإيجابية الناتجة عن التآلف والتقارب في رقي المجتمع وازدهاره، وترسيخ أمنه واستقراره.

– حث الأئمة والخطباء ومسؤولي المساجد على تقديم صورة الإسلام الحضاري المؤمن بالقيم الإنسانية والمسهم في وضع التقدم البشري وقيم الحوار والتعاون بين المجتمعات.

– العمل على تحديد معايير ومواصفات دقيقة لعناصر منظومة الدعوة: (الداعية-المسجد-المحتوى- الوسائل- الإجراءات)، قياساً على مجال التعليم، بأن توضح مؤشرات كل مجال، واشتراطات الجودة الخاصة التي  تحميها من الدخلاء، وممن لا يملك مؤهلاتها.

وفي ختام الملتقى أوصى المشاركون بإرسال برقيات شكر وامتنان لكل من:

خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز وفخامة الرئيس رجب طيب أردوغان رئيس تركيا بوصفه رئيساً للقمة الإسلامية لمنظمة التعاون الإسلامي. وكذا معالي الدكتور عبدالله التركي الأمين العام لرابطة العالم الإسلامي.

محمد مصطفى حابس
5 ماي 2016

التعليقات مغلقة.

Exit mobile version