ذكرنا في مقالة تحت عنوان: إصلاح ذات البين على موقع “منبر حر” لـ “معهد الهقار” بتاريخ 22 أفريل 2016، أن صلاح ذات البين مقدّم على كل مصلحة، وأشرنا إلى أن إسرائيل، روسيا، الولايات المتحدة الأمريكية “بعضهم أولياء بعض” وأن التنسيق جار بينهم وأن الهدف الأول من تنسيقهم هو جر المسلمين وعلى رأسهم تركيا و إيران إلى “معركة دمشق” بغرض تحطيم ما تبقى من كيان أمة التوحيد وفق تصوراتهم، وأشرنا أيضا إلى إمكانية التطاوع والتيسير بين أحرار الأمة حتى وإن اختلفت أغراضهم و ارتباطاتهم، تبعا لتوجيهات خاتم الأنبياء والمرسلين صلى الله عليه وسلم. وذكرنا تحديدًا أردوغان، مقتدى الصدر، السيستاني، روحاني، رفسنجاني، نصر الله، أحرار الإسلام، …

واليوم مع نهاية شهر أفريل 2016 تعود روسيا بعد أن أوهمتنا في دائرة غفلتنا بالانسحاب، تعود لتؤكد فكرة التنسيق، والتنسيق لم يبدأ من اليوم، أشرنا إلى ذلك من خلال الجزء الأول المؤرخ في 22 أفريل 2016 (علما أن المقالة تم إرسالها بتاريخ 22 أفريل 2016)، فهل نعي اليوم ماذا تريد روسيا و إسرائيل و أمريكا، إنهم لا يستهدفون “حلب” الجريحة وحدها، فهي المؤشر على حقيقة ما يصنعون، إن عواصمنا كلها مستهدفة ومستقبلنا كلنا مستهدف، و إذن أين نحن من دائرة “المرابطين”، أم أننا فعلنا قد أخترنا مكاننا واصطففنا جميعا وراء المثبطين؟

فهل عجزنا فعلا واستسلمنا، أم أن الأمل لا يزال قائما في أمتنا، أمة الوسط، أمة المركز، أمة الشهادة. إنني أرى الأمل قائما، فبدل الانتظار يمكن أن نبدأ، ليس من الأطراف، ولكن من المركز، من الوسط، من مبدأ الشهادة الذي يحكم فكرة الاستشهاد، وليس العكس بأي حال من الأحوال، ألا يمكن أن نبدأ بجلسة شهادة بين كل من أردوغان، مقتدى الصدر، روحاني، نصر الله، قادة جيش الإسلام وأحرار الشام.

أعلنوها مدوية كي يحفظها التاريخ، أن أوقفوا الاقتتال، نضع سيوفنا في أغمادها ونلزم مواقعنا فنستوحي قوتنا وحريتنا من التراب فيرى بعضنا بعضا ويسمع أولنا آخرنا، حتى وإن غضبت روسيا وأمريكا وإسرائيل. إن جلوس الرجال ممكن، لقد زار أردوغان إيران وجلس إلى روحاني، وقد أغضب ذلك روسيا وأمريكا وإسرائيل فعلا، وقبل ذلك أفرحهم استعداد العرب للدخول بجيوشهم إلى سوريا ومعهم تركيا، تحية إلى أردوغان الذي خيّب ظن إسرائيل ومن ظن معها.

جلوسكم أيها الأحرار جد ممكن، وتفاهمكم جد ممكن، وتحويل مسار الاقتتال جد ممكن والبقية لكم أيها القادة الأحرار حتى وإن اختلفت وجهات نظركم، عودوا إلى المركز، إلى الحد الوسط فلا بديل عن أمة الوسط أمة الشهادة.

وفقكم الله

بشير جاب الخير
 2016 أول ماي

التعليقات مغلقة.

Exit mobile version