تململت على كف الورقة بلورة الجليد
وألقت بنفسها بين يدي ريح عابرة
في ليلة شتاء، متراقص على نعش الحياة
وعصفورة طارت كئيبة، كيف ستطعم الأفواه الفاغرة؟
و نرجسة ساذجة رغبت في أن تنمو، وسط العدم …
وإذ بالثلج يرهق كاهلها الرقيق
اتكأت على وسادتها من جديد ،     
وانتظرت أملا وليد اللحظة، ربما… ربما يأخذ بيدها
الورقة، تلك الورقة كانت الأخيرة في شجرة…
لفظت آخر أنفاسها، يا لسخرية الدهر!
بالأمس تراقصت حولها البلابل  
وهي تطارد جمال الطبيعة في نهار ظنته سرمديا
وإذ بشمسه تأفل دون توديع، تلزمها به… الصداقة… ربما
وضعت طفلة كفها على زجاج نافذة منزلها
وهي تقف قرب مدفأة الحطب المتقدة
لتدفئ جسدها الصغير الذي عبث به البرد أيما عبث!
نظرت إلى الحياة خارجا، وأطبقت شفتيها لتبتسم بسمة عابثة
وتلقي بعبارة بريئة: رباه! أجمال كهذا يعمى عنه الناظر؟
أتراها قالتها حمقا أم أملا،  
كمن رأى الحياة نابضة بين أشباح الموت،
أو كمبصر لنور في دجى الليل الحالك…
صوت وسط الصمت، حلق ليعانق نجمة،
لكنها غادرت السماء سريعا
شيء ما لاح، ها هناك في مرمى بصر العينين التائهتين
رمت نظرات زائغة نحو الأفق الشاسع: إنه النور!
قام كائن عملاق من سباته، و أيقظ معه نسيما ما  
داعب قطرات الندى، و براعم النرجس النائمة
المتلثمة بكفن أبيض لا زالت أينع من أن ترمى فيه
نمت أجنحة خضراء في أغصان الشجرة
ليرقد عليها طير مهاجر عاد من غربته…
وقد أرهقته الرحلة الطويلة… ربما
ضحك للكون، وعانق صدى ضحكته الأنهار المتجمدة
فسرت فيها الحياة من جديد
وسريعا ذابت بلورة الجليد…

سلسبيل شادلي
جويلية 2013

التعليقات مغلقة.

Exit mobile version