مع مشاغل الحياة و الكسب اليومي للقمة العيش قد تمر الكثير من الازمات العربية او العالمية ولا يخط قلمك حتى كلمة واحدة رغم ما يختلجك من افكار و تعليقات و تحليلات وحتى حلول قابلة التنفيذ لبعض تلك الازمات.

لكن,حديثنا الوجيز مع سائق سيارة اجرة في احدى المدن الداخلية الجزائرية جعل الخوف يتسلل الى قلوبنا و القلم يسارع الى خط هذه الكلمات للتحذير من قنابل ستنفجر ستنفجر مهما طال او قصر الزمن وقد تاخذ معها الوطن و تحرمنا من ابنائنا و تحرمهم منا.

لقد لمسنا اثناء الحديث البسيط مع السائق استعداد الشباب الجزائري لما يسمى زورا الجهاد ضد الشيعة,وتبنيهم لمبدا السلفية الجهادية المتشددة.

وعندما حاولنا ان نفهمه اننا كلنا مسلمون و ان هذه الحروب بيننا تجعلنا جميعا خاسرين,اكد لنا ان الشيعة هم كالورم الخبيث في اجسامنا .

حينها ادركنا عمق التطرف المزروع في داخلنا و مدى تسمم عقول ابنائنا.

وبعد ان حللنا بعض اسباب هذا التطرف المدفون و بحثنا عن بعض الحلول للقضاء عليه و جدنا ان السبب الاول و الاهم هو غياب مرجعية دينية جزائرية و غياب هيئة دينية جزائرية فاعلة سواءا في الدعوة او التدريس او شرح الدين و تبسيطه او الافتاء.

هذه المرجعية و الهيئة الدينية التي يجب ان تكون و تفعل ,لتقوم بدورها و هو الوقوف امام المد التكفيري او التنصيري او التطرف السني او الشيعي.

و الرجوع بالدين الى اصوله و الحفاظ على الهوية الجزائرية و السير على خطى جمعية العلماء المسلمين الجزائريين و منهج عبد الحميد بن باديس و البشير الابراهيمي و غيرهم ممن واجهوا فرنسا و استطاعوا هزمها رغم محدودية الامكانيات البشرية و المادية انذاك.

كذلك وجدنا ان المدرسة الجزائرية هي ثاني اسباب هذا التطرف.

ولا نتحدث هنا عن الصراع بين اطراف تريد التعريب و اخرى تريد التغريب للمدرسة الجزائرية, ولكن السبب هو التسرب المدرسي.

فالفشل الدراسي يسهل جر ابنائنا الى التطرف, فالجاهل يفعل بنفسه ما لا يفعله العدو بعدوه.

وغياب الفكر و العلم و العقل يسهل تحريف تعليم الدين و يسهل تحريف تعاليم الدين و يسهل صناعة محبي الموت و صناعة قاطفي الارواح البريئة.

يجب علينا محاربة الفشل الدراسي حتى لا ندع المزيد من البراءة بين ايادي الغربان و الذئاب المتطرفة.

ثالث ركائز توغل التطرف في الجزائر هو الفقر.

ونعلم جيدا ان محاربة الفقر تتطلب الكثير الكثير من الجهد و الارادة ,ونعلم جيدا ان توفير العمل و السكن و غيره تتطلب الكثير الكثير من الوقت.

ولكن نطلب على الاقل ضمان اللوازم المدرسية و بعض الملابس ووجبة يومية في جميع المدارس حتى مستوى البكالوريا.

لن يحافظ احد على ابنائنا مثل ما نفعل نحن.

ضياعهم هو ضياع الجزائر.

فلنعمل الممكن و الغير ممكن ليبقى هناك امل و حب و خير في قلوب ابنائنا.

أدين الزين
4 أفريل 2016

تعليق واحد

  1. BR TR بتاريخ

    شكرا
    من احسن ما قرات في الصحافة منذ مدة طويلة

Exit mobile version