صدق المثال الشعبي: اللي في كرشو التبن يخاف من النار”

تتلاطم الشهادات والاعترافات والاتهامات بوتيرة مذهلة، “من الوزن الثقيل” ويبدو أنها لن تتوقف ولن يستطيع أحد إلجامها لأنها أخذت منحى يصعب التحكم فيه، وصادرة عن جنرالات في الجيش والمخابرات ورؤساء الحكومة والمقربين من الرؤساء المقالين (الشادلي بن جديد رحمة الله عليه وليامين زروال). بدأ تصدع جدار الانقلاب والانقلابيين من خلال تسارع هذه الشهادات، بعد أن تلاشت سياسة الأومرتا المعتمدة حتى الآن. بعد صمود كتلة المصالح التي جمعتهم طيلة نصف قرن، ونجاحهم في التستر على مسؤولياتهم في الجريمة الكبرى، خاصة بعد الانقلاب قبل 24 سنة، وبعد أن حافظوا على تماسكهم والإفلات من المساءلة والمحاسبة على ما اقترفوه في حق الشعب والوطن، فما كان لا بد أن يحدث ، يحدث الآن، حيث بدأت تطفو أولى حقائقه على السطح. أجل إنها سنن الكون ولن تجد لسنن الله تبديلا. فبعد ربع قرن من سياسة التكتم والتضليل، ها نحن نشاهد اليوم، انطلاق الألسنة التي راحت تدلي بشهادات كانت قبل قليل تعتبر من المحرمات، والملاحظ أن أكبر الخائفين من هذه الشهادات والاعترافات هم بزنسة السلطة الذين اقتاتوا واغتنوا على موائد الانقلابيين وعلى حساب بحار من الدماء والمآسي، كعمارة بن يونس الذي صرح مؤخرا ونبرة الحسرة والخوف بادية عليه، قائلا “هناك من يريد فتح ملف العشرية السوداء” وهو الذي كان مع أمثاله في مجموعة لجنة إنقاذ الجزائر وغيرها من الأحزاب المشاركة في الجريمة، يعملون ليل نهار لدفن الملف بحجج واهية، لكن التاريخ لا يمكن دفنه دون قراءته، وهذا قد برهن لهم ضحالة باعهم وتدبيرهم، وهو الآن يحاصرهم “ويلقي عليهم القبض” كاللصوص المرتجفين الواحد تلو الآخر، ليكشف للملأ حجم جرائمهم، .ومستوى مشاركتهم فيها، وقرب حسابهم، ترقبوا فيالق “المرعوبين” الذين عملوا على دفن الحقيقة بعد أن شاركوا في دفن ضحاياها.

د. رشيد شريف زياني
عضو المجلس الوطني لحركة رشاد
13 جانفي 2016

التعليقات مغلقة.

Exit mobile version