إننا نستطيع هزم ألمانيا مرات أخرى

نعم استطاعت الجزائر أن تهزم ألمانيا القوية على الأراضي الإسبانية سنة 1982 وكانت الفريق الوحيد الذي أسال العرق البارد للألمان وأرعب الماكينات الألمانية في كأس العالم الأخيرة، لكن لماذا العقلية الألمانية هي عقلية ريادية وعقلية انتصار؟ ولماذا العقلية الجزائرية هي عقلية مناسبتيه وعقلية انتظار؟

انتظار قطار السعادة الذي لن يأتي.

الألمان وبعد الخراب المادي التام عقب الحرب العالمية الثانية عادوا وبخطوات سريعة إلى قمة العالم لأن هتلر ورغم الأخطاء العنصرية وفكرة احتلال العالم إلا أنه مؤسس روح الألمان ومؤسس الفكر القيادي الألماني والانضباط التام للفرد ومن ثم الدولة الألمانية.

وهذا ما سهّل وسرّع في بناء ألمانيا من جديد وبناء ثقة عالمية بكل ما هو ألماني.

أما الجزائر فرغم أن التاريخ يؤكد سيادتها على البحر الأبيض المتوسط وغناها الذي سمح لها بأن تكون لها ديون على عاتق الولايات المتحدة الأمريكية وفرنسا وغيرهما إلا أن الاستعمار بل الاستدمار الفرنسي قضى على الكثير من مبادئ وأسس الهوية الجزائرية ومن روح الأداء والانتماء للفرد الجزائري.

ولم تستطع الدولة وحكوماتها المتعاقبة منذ الاستقلال عام 1962 إعادة بعث هذه الروح الريادية وروح الجزائر ككيان قائد رغم بعض صور القيادة الشكلية لدول العالم الثالث خلال سنوات السبعينات مع الرئيس الراحل هواري بومدين.

السر وراء هزم ألمانيا أو إرعابها كرويا هو وجود تكوين بمواصفات عالمية للفريق الجزائري، تكوين في أغلبه محلي عام 1982 وإعادة انتماء لأبناء الجالية في الفريق الحالي.

لكن الطريق واضحة وهي التكوين.

تكوين الفرد الجزائري في جميع القطاعات بمواصفات ألمانية. وتبنّي الأفكار القيادية والأحلام الريادية للفرد الجزائري ومن ثمّ الجزائر كدولة.

عندها فقط يمكن أن نهزم ألمانيا ونهزم أمريكا ونهزم فرنسا ونحصل على كأس العالم.

كأس عالم الحياة.

أدين الزين
29 سبتمبر 2015

***

عشر ملاحظات

– بشار الأسد يدافع عن أهداف استراتيجية روسية وإيرانية مقابل كرسي الحكم.
– دولة داعشية تدافع عن أفكار تكفيرية لحركات جهادية سعودية.
– كيان حوثي يدافع عن مناطق مناورة للسياسة الإيرانية.
– استقبال ألماني حميم لأمواج المهاجرين دفاعا عن أهداف اقتصادية ألمانية ومحاولة صنع مكانة سياسية جديدة أوروبية ومن خلفها ألمانيا في اتخاذ القرارات العالمية المصيرية.
– استغلال إسرائيلي للفوضى العالمية ومحاولة تحقيق انتصارات على الأرض وربح أمتار من الاراضي الفلسطينية وخاصة المقدسية المقدسة.
– حرب باردة جديدة اقتصادية في أغلب دول العالم لفرض نظام جديد بعيد عن الهيمنة العالمية الأمريكية التي تحكمنا خلال ربع القرن الأخير.
– حرب باردة دموية على الأراضي العربية نحن الوقود ولسنا المستفيد.
– غياب تام لفكر مستقبلي عربي أو عمل استراتيجي عربي.
– انحلال أخلاقي عالمي مقنن كزواج المثليين وحرية المخدرات في الكثير من دول العالم.
– تفاهة وانحطاط فكري تام للجيل الجديد من الشباب العربي.

أدين الزين
30 سبتمبر 2015

***

الجزائر وتجنّب أزمة أكتوبر جديدة

تؤكد الكثير من التحليلات والآراء أن الأجواء الحالية بالجزائر هي نفسها أو شبيهة بنسبة كبيرة بالأجواء العامة التي خلفت أحداث اكتوبر ثمانية وثمانين، وما تبعها من سنوات الظلام في التسعينات.

بل إن هذه المرة ستكون العواقب أكثر دموية، وقد تكون ضربة قاضية للجزائر كدولة وككيان موحد.

لكل هذا نرى ضرورة أن تكون حلول سريعة ودائمة اليوم قبل الغد، لتجنّب أي شرارة قد تشعل فتيل خراب لا قبل لنا به.

ومن الخطوات التي نراها هي تبني الدولة الجزائرية لخطاب المصارحة والدقة خاصة دقة الأرقام حول المداخيل من المحروقات وحول الاحتياطات من العملة الصعبة وحول المنجزات خاصة السكنات.

وأن تكون هذه الخطابات الموجهة لكل الجزائريين من طرف أهل الثقة ولا نرى أصلح من الرئيس عبد العزيز بوتفليقة الذي لازال المسؤول الأكثر شرعية وثقة ولكن نعلم جميعا أن حالته الصحية قد تجعل هذا الأمر معقدًا.

لكن هناك بعض الأشخاص في هرم السلطة لدى الشعب الجزائري ثقة تامة في أرقامهم وكلمتهم مثل أويحيى رغم وجود بعض معارضيه إلا أنه ذو مصداقية.

وأن لا تكون خطابات الصراحة والثقة هذه من طرف كبار المسؤولين فقط، بل على مستوى البلديات والولايات، أي مستوى قريب من المواطن حتى يلمس التغيير فيؤمن به، ودائما يكون الخطاب من أهل الثقة والمصداقية.

كذلك القيام بحوارات وطنية تجمع جميع الأطراف والأطياف من أحزاب وجمعيات وشخصيات وطنية وشخصيات المعارضة، حوارات هدفها وضع برنامج مبني على صدق تام من الجميع للخروج بالجزائر من الأزمة.

اقتصاديا نرى اتخاذ إجراءات جريئة وحازمة منها إيقاف استيراد كل ما هو غير أساسي للحياة، لو نستورد القمح والحليب والدواء فقط لكان أفضل، مع تشجيع العمل والإنتاج الوطني وتقديس العمل والمردودية العالية.

ولدى الجزائر من الخبراء ما يمكنّها من إيجاد حلول نهائية لأزماتها الاقتصادية.

أيضا تغيير العقلية الجزائرية وتغيير الفرد الجزائري من فرد ينتظر ما تهبه له الدولة إلى فرد يبادر إلى صنع الثروة، فرد يعمل ويتقن العمل ويحسن العمل، لكن مع دفاع الدولة عنه وحمايته وتشجيعه وإعطائه حقه إن ظلم وفتح جميع مجالات التكوين والتطور أمامه بشفافية تامة.

كذلك إعادة الاعتبار لحب الوطن، حب الجزائر، خاصة لدى الجيل الجديد.

وإعادة الاعتبار للجنسية الجزائرية ولما لا إلغاء ازدواجية الجنسية، هذه الازدواجية التي جعلت أبناءنا يبيعون الوطن من أجل مال أوروبا ولو دون قصد، وجعلت أيادي غربية خفية تمس كرامة الوطن بأيدي وألسنة بعض أبناء الجالية.

كما أن إعادة الاعتبار لجواز السفر الجزائري ستحمي الجزائري خارج الوطن وتجعله فخورًا بوطنه وانتمائه.
أي شخص في العالم والجزائري خاصة يبحث عن أمل، واساس تحقيق الأمل هو العمل، وأساس العمل هو الإيمان بقضية، وقضيتنا كجزائريين هي بناء الجزائر، وأساس الإيمان هو الثقة والصدق. لذلك علينا جميعًا وخاصة مسؤولينا الصدق بالنية، الصدق بالقول، والصدق بالعمل لاستعادة الثقة ومن ثمّ استعادة الجزائر واستعادة أبناء الجزائر.

أدين الزين
6 أكتوبر 2015

***

يد الخلاص

في صراعاتنا المريرة مع الحياة وصراعاتنا الداخلية أو صراعات العلاقات نعتبر دائما أن رابطة الدم هي رابطة أبدية ورابطة الصداقة هي رابطة الصبر والأمل.

لكن ما تفسير هذا الشعور الحزين والمؤلم عندما نخذل من طرف صديق أو قريب؟

عندما لا نجد الدعم اللازم من الأهل بل نجد اللوم أحيانا والهجر أحيانا وحتى العقاب في كثير من الحالات. نحن نفسره بفقدان الأمان مع فقدان الانتماء.

فمكانة الأهل ومكانة الصديق هي من الركائز الأساسية في التركيبة الفكرية والتوازن النفسي لدى شخصية وروح الفرد. وفقدان هذه الركيزة يزعزع هذا البنيان بل يهدد وجوده.

وكمثال الأم هي قدوة كل فتاة والبنت تقلد أمها في نوع العطر وطريقة اختيار اللباس فما بالك بالانتماء الفكري والروحي. والابن كذلك مع الأب فهو بطله ومعلمه الأول.

أما الصديق أو الصديقة فهما مخبأ الأسرار وشريك المكبوتات وحتى الطابوهات.

فإذا تهدّم كل هذا فإننا نتساءل ما معنى الحياة. ما معنى وجود مجتمع، وجود حضارة إنسانية وانتماء بشري؟

لذلك ننصح بل نأمر بدعم لا محدود ولا مشروط للفرد من طرف العائلة والاصدقاء.

صحيح يجب الإرشاد والتوجيه. صحيح يجب كشف الاخطاء والعيوب. صحيح يجب العتاب.

لكن ليس المعاملة كمتّهم مذنب، ليس المقاطعة، ليس الهجر.

ألا تكفي صعاب الحياة كعقاب وكأسباب للحزن والألم حتى نضيف لها حزن الابتعاد عن الأحباب؟

إننا وفي خضم أخطائنا و آلامنا وخسائرنا نبحث أحيانًا عن كلمة لا بأس، كلمة أمل، نبحث عن نور يضيء أنفاق نفاق الحياة.

نبحث عن يد تمتد لتساعد لا لتحاسب.

هذه اليد نسميها نحن يد الخلاص.

خلاص الفرد والتي نتمنى أن تكبر وتصبح يد خلاص الأمة، حتى ننسى جميع الأحزان ونبدأ من جديد، نبدأ معا.

أدين الزين
9 أكتوبر 2015

التعليقات مغلقة.

Exit mobile version