لقد استطاع قادة سلطات الاحتلال وحاخاماتهم منذ بداية الصراع الذي لن ينتهي إلا باسترداد ما سلب، استطاعوا إقناع الغرب أن فلسطين المحتلة هي حق شرعي وهبه الله لشعب إسرائيل، عن طريق حملاتهم عبر وسائل الإعلام المختلفة في العالم، ممّا دفعهم إلى الغرور، إلا أنهم رغم كل هذا لم ينجحوا في إثبات أحقيتهم الشرعية لفلسطين طبعا، مستغلين الفراغ الديني الذي يعيشه الغربيون.

ولم يصبح الإعلام السلاح الوحيد لدى الكيان الصهيوني، بل أصبحت كذلك من أكبر الدول لإنتاج السلاح الأكثر تطورا في العالم، ولكنهم رغم كل هذا لا يملكون الحق الشرعي لفلسطين المحتلة، فشتان بين قوة الحق وحق القوة.

فالقرآن الكريم يثبت شرعية المسلمين وأحقيتهم في فلسطين اعتبارا بقصة نبينا داوود عليه السلام وهزمه لجالوت قائد جيش الجبارين ذلك الجيش الذي لا يهزم، وشاء الله أن يهزم داوود عليه السلام، ذلك الشاب الصغير، جالوت الجبار، بضربة حجر بواسطة مقلاعه.

وها هو التاريخ يعيد نفسه، فالذين اتبعوا سنة نبينا داوود عليه السلام، ونحن أولى بنبينا داوود من غيرنا، أطفال فلسطين ورثة فلسطين الشرعيين أو كما يعرفهم العامة “أطفال الحجارة”، هؤلاء الذين واجهوا بمقاليعهم وأجسادهم وأعمارهم الصغيرة الجيش الذي يُزعم أنه لا يقهر. فالذي نصر نبينا داوود عليه السلام على جالوت بضربة حجر قادر على نصر هؤلاء الأطفال بضربة حجر، أليس في المقلاع آية وسنة؟

هي إرادة إلهية، وما النصر إلا من عنده، ينصر من ينصره لقوله تعالى: “يا أيها الذين آمنوا إن تنصروا الله ينصركم ويثبت أقدامكم” (سورة محمد، الآية 7)، ومن كان يظن أن القوة والتجبر والاستكبار في الأرض يستضعف الناس فله في النمرود عبرة، هذا الملك الذي ادعى الألوهية وقال أنا أحيي وأميت، قتلته بعوضة.

أليس في هذه الآيات الربانية والعبر دعوة إلى الإسلام؟ أليس فيها تذكير لحق المسلمين الشرعي لفلسطين؟ نذكر أنفسنا نحن المسلمين ونذكر غير المسلمين بحقنا الشرعي في فلسطين، فلا تفوّت أخي فرصة الجهاد بالدعوة إلى الإسلام. واعلم أن دعوة قادة اليهود وحاخاماتهم إلى الإسلام كدعوة الأنبياء عليهم السلام إلى الذين علوا في الأرض واستكبروا كفرعون والنمرود وغيرهم من الجبابرة، فإن لم ينتهوا عجّل الله بهلاكهم، سنة الله في خلقه ولن تجد لسنة الله تبديلا. أما دعوة العامة من اليهود والنصارى وغيرهم إلى الإسلام فهي دعوة إلى الإيمان بالله وكتبه ورسله والعمل بما أنزل الله وجاء به رسول الله صلى الله عليه وسلم، وإدراكه للإسلام هو إدراكه لحق المسلمين الشرعي في فلسطين. فالدعوة إلى الله واجب شرعي وخطوة من خطوات تحرير فلسطين واعلم أننا أصحاب حق وعلى حق وتيقن أن النصر من عند الله آت، آت، إن شاء الله.

محمد العربي أوشن
4 جوان 2014

التعليقات مغلقة.

Exit mobile version