عاد الرئيس الجزائري عبد العزيز بوتفليقة إلى الحكم في مدة رئاسية رابعة! ولكن على كرسي متحرك فبعد الإصابة بالجلطة الدماغية في أبريل العام الماضي ما عاد الرجل بقادر على السير أو الحركة أو العمل أو الوقوف على قدميه.

تمنيت ألا يفعلها بوتفليقة ويخلد للراحة في غرفة طبية على شاطئ جميل بالجزائر الجميلة.

تمنيت أن نحتفظ للرجل أنه يذكرنا بعهد الرئيس هواري بومدين وأنه كان أصغر وزير خارجية برز في العمل الدبلوماسي وخلق العلاقات الطيبة للجزائر. كان يومها الرائد عبد العزيز بوتفليقة دون الثلاثين وفوق الخامسة والعشرين وكان قرارا شجاعا أن يتولى الخارجية شاب متحمس.

ولن تعود الجزائر إلى ألقها إلا إذا عادت اليها تلك الروح الشابة والشجاعة وليس ببقائها في غرفة الوصاية لجيل من القرن الماضي!

أتذكر في تعز في قلب اليمن بالثمانينات كنا صغارا تتملكنا الدهشة عندما يذكر حولنا اسم الجزائر وبومدين وبن بله وثورات الأوراس، وكنا نفتخر أننا رأينا الرجل قصير القامة طويل الباع بالسياسة عبد العزيز بوتفليقة في مدينتنا اليمنية المعلقة بالجبال والمعلقة بحب العروبة!

كانت شرفة فندق الأخوة تطل على مدينة تعز الهادئة الوديعة قبل غزو العشوائيات والدراجات النارية! وهناك رأينا بوتفليقة.

يومها قرأ الشاعر الرائع المرحوم عبد الله هادي سبيت قصائده اليمنية عن جبال الأوراس وثورة الجزائر ودمعت عينا بوتفليقة. بكى الرجل الذي كان من أصغر قادة الكفاح من أجل الاستقلال يومها لتذكيره بالتاريخ الجميل، وأن النساء اليمنيات كن يصلين الفجر بالقرى المعلقة البعيدة ويبتهلن الى الله بأن تنتصر الجزائر.

لقد جبلنا على حب هذه الأرض من المحيط إلى الخليج وكنا من فرط تعلقنا بالجزائر نظن أنها أبعد من قريتنا في الأصابح بقليل باتجاه عدن!

الآن وأنا أرى الرجل يقاد على كرسي متحرك ولا يقدر عل الحديث بكلمتين، نبكي عليه وعلى تاريخ بلد ومسار ثورة.

نبكي على انسداد أفق كان ممكنا لو اقتنعنا فقط أن قيادة الشعوب نحو الوثوب العالي يتطلب عدم التشبث بالمقعد ونحن مقعدين! وأن نصنع قيادات شابة كما كان عليه حال ثوراتنا قبل أن تشيخ!

الجزائر تذهب إلى المستقبل المنظور على كرسي متحرك بدلا من أن تجري على قدمين شابتين تسابق العالم وبدلا من جعل الانتخابات فرصة للتجديد وإطلاق روح الشباب تعود البلد إلى مربع التعب!

وبدلا من أن تنطلق نحو آفاق الانفتاح، تقف البلد الفتية الآن حائرة! تعاني شللا في الحركة!

حقا لا نزال في أول الطريق الصعب أيها الشعب العربي الابي!

عزالدين سعيد الأصبحي
21 أبريل 2014

التعليقات مغلقة.

Exit mobile version