عبد العزيز بنعبد الله عضو أكاديمية المملكة المغربية والمجامع العربية

إن الجزيرة العربية انطلاقا من الربع الخالي اليميني إلى الشام هي منبثق الحضارات السامية التي كيفت أقاليم الهلال الخصيب وما وراءه اقتصاديا واجتماعيا وثقافيا ولذلك يمكن القول بأن العرب البائدة الأرامية التي ترجع إلى إرم بن سام بن نوح ومنهم قبائل إبراهيم الخليل هم العرب الأصليون الذين وضعوا لجميع الشعوب السامية لغتهم العربية الأم وقد نزحوا حوالي أوائل الألف الثانية قبل الميلاد إلى جنوب العراق واستقروا في المناطق بابل وارتباط الخليل بجزيرة العرب وبالحجاز (أي بيت الله العتيق) لم يرد في القرآن وحده بل أبرزته الكشوف الأثرية واللسانيات المقارنة حول الهجرات السامية.

وقد اعتمدنا في دراستنا هذه على المصادر الإنجليزية خاصة والعربية عامة. ويرى المؤرخون العرب أن الأراميين من أصل واحد مع العرب البائدة أو العرب العاربة ويؤكد ذلك ما ورد من أن الملك الأشوري أسرحدون (668-625 ق.م.) يشير في كتاباته إلى أن حزائيل ملك العريبي أي العرب جاء خاضعا إلى نينوي(1) وحزائل اسم أرامي وقد ذكر الدكتور هوميل أن الأراميين والعرب من عنصر واحد(2).

وبخصوص اللغة الكنعانية (الفينيقية) ذكر ابن خلدون ج 1 , ص. 58 ط. مصر 1936) أن إبراهيم الخليل عليه السلام تزوج بعد سارة بقنطورة بنت يقطان الكنغانية فولدت له ستة أولاد منهم يقشان الذي من نسله جيل البربر وقد انتقل البربر من جنوب فلسطين عن طريق مصر حوالي 1300 ق.م. ثم تتابعت الجاليات التي منها الفراعنة من الاستيطان بمصر حسب يوسف بن عبد البر القرطبي وفي عام 1095 ق.م. أجلى طالوت (وهو شاوول الذي باركه نبي الله صمويل كأول ملك لبني إسرائيل بعد عصر القضاة) الكنعانيين عن فلسطين وأخرج من بقي منهم بها نبي الله داود عام 1055 ق.م. وفي عام 1215 ق.م. انتصر الإسرائليون على الكنعانيين بفلسطين زأجلوهم فانتقل بعضهم إلى فينيقسة ومنها إلى إفريقية حيث التحقوا بإخوانهم الأقدمين عن طريق برزج السوس صحبة مصريين فروا من الاضطرابات السياسية بمصر آنذاك فكونوا الجيل الفينيقي العربي ومنهم فريق كنعاني مر بإيطاليا وصقلية فصحبهم إلى إفريقيا “الإتروسك” (Etrusques) والصقليون ويرى المؤرخون أن سكان الشمال الإفريقي من سلالة الجنس الأبيض هاجروا إلى أوربا وهم حسب ابن خلدون (ج 1، ص. 15) من السلالة الآرية ولعل تأثر الحضارة الإيجية في إفريقيا المتجلية في تقارب اللغة القديمة والبناء وصناعة الخزف واقتباس زراعة التين والزيتون والكرم وصناعة التعدين والتصوير على الخزف المقتبسة من الإيجيين حوالي الألف الثالثة قبل الميلاد كل ذلك يدل على وحدة الأصل بين البربر والإيجيين المنتسبين إلى شعب أبيض ممتاز ذكي فلهذا قال العلماء بأن الإيجيين أصلهم من شمال إفريقيا وإليهم يرجع العنصر الأشقر اليوم في المغرب الكبير وهناك من يقول بأن قدماء المصريين هم من سلالة المغاربة ويقول بروكلمان بأن اليهود علموا على إقصاء الكنغانيين عن جدول بني سام وإلحاقهم بجدول بني حام الذي كان بزعمهم عاقا لوالده ويعم دوبرا (Duprat) أن البربر آريون هاجروا من نواحي الكنج بالهند.

وقد تغلغلت اللغة الآرامية فيما بين النهرين وفارس ووادي النيل وآسيا الصغرى وشمال جزيرة العرب حتى الحجاز وبقيت اللغة الرسمية طوال قرون قبل الميلاد في بابل وآشور وفارس ومصر والشام وبها كتب الإنجيل على الأرجع وقد قامت الآرامية محل الكنعانية وظلت اللغة السائدة في القرن السابع ق.م. حيث أخذت العربية تحل محلها وعزز الأستاذ دايرنجر(3) هذه النظرية مؤكدا سيادة اللغة الآرامية من مصر إلى آسيا الصغرى إلى الهند وقد أبرز كروهمان علاقة الأراميين وقبائل “العبيرو” بالعرب قائلا:

ومن المؤكد أن العنصر البدوي في شبه جزيرة العرب هو على الأرجح مصطلح مرادف مع تسمية آرام وعبيرو وخبيرو وجد في الأصل في المنطقة التي تمتد بين سورية وبلاد ما بين النهرين والتي تعد أقدم مركز للساميين(4).

وكانت القبائل العربية التي نزحت من الجزيرة العربية تتكلم كلها لغة واحدة هي العربية الأصلية التي تفرعت إلى لهجات احتفظت بخصائصها وسميت باللهجات أو اللغات السامية تمييزا لها عن اللغات الآرية والطورانية ومن مميزات اللغة السامية أصولها الثلاثية الأحرف واشتقاقها الناتج عن مجرد تغيير الحركات.

ولم يعد هنالك ريب بعد الحفريات والكشوف الأثرية أن عنصر إبراهيم الخليل وهو بداية الألاف الرابعة قبل العصر الحاضر (القرن التاسع عشر قبل الميلاد) هو عصر عربي لغتة هي السامية العربية الأم فقد انبثق الجفاف الشديد الذي اكتسح شبه جزيرة العرب عن سلسة من الهجرات نقلت الكنعانيين والفنيقيين والعمورين العمالقة منذ أزيد من ألف عام قبل عصر الخليل وقد لخص الدكتور أحمد سوسة(5) هذه المعطيات مبرزا تفرعات اللغة السامية العربية الأم إلى لهجات قسمها السنيون إلى مجموعات هي السامية الغربية بعناصرها الكنغانية والفينيقية والمؤابية والعبرانية والسامية الغربية الشمالية (العمورية والأرامية) والسامية الشرقية (الأكدية البابلية والأشورية) وأخيرا لهجات جنوبي الجزيرة العربية وهي المعينية والسيئة والأثيوبية والعربية والأمهرية والذي يدل دلالة واضحة في نظر الكثير من خبراء اللغة واللسانيات على أن العربية هي اللغة الأصلية أي لغة بدو الجزيرة العربية مازالت إلى الآن أقرب كل اللهجات المذكورة إلى اللغة السامية الأم.

وتعتبر هجرة الأكديين نحو الفرات في العراق أقدم هجرة من هجرات الساميين العرب الذين انتقلوا من الجزيرة العربية إلى ضفاف الفرات وقد نزحت جماعات أخرى من جزيرة العرب إلى وادي النيل في حدود الألف الرابعة قبل الميلاد ويقال بأنها حملت معها حضارة أرقى من حضارة مصر وهي التي جاءت بفن التحنيط والكتابة الهروغليفية(6) التي يكون أصلها أيضا عربيا مثل الكتابة الكنعانية وعمموا لغتهم مطبوعة بالطابع العربي كما يتجلى ذلك من النقوش المصرية القديمة(7) منها صورة ملونة لأسرة عربية مهاجرة من جزيرة العرب والعموريون العمالقة هم الذين أسسوا الإنبراطورية البابلية القديمة (وهي ثاني إمبراطورية سامية وقبلها الأكدية) بعد أن نزحوا من جزيرة العرب منتشرين في الشام ومن بينهم ملوكهم 42 سنة بين 1792، 1750 ق.م. وهو صاحب التشريع المشهور الذي يقال بأنه وضع أصالة باللغة العربية.

وأقام الأشوريون ثاني إمبراطورية سامية حيث اتجه الكنغانيون والعموريون والأراميون والأكديون والهكسوس والأدريون نحو الشام والعراق ومصر مستهدفا بعضهم الفرات واتجهت إلى دجلة قبائل أخرى حوالي أواخر الألف الرابعة أو أوائل الألف الثالثة قبل الميلاد شمالي العراق على يمين دجلة فأسست مدينة أشور وهي عاصمة إمارة صغيرة على نسق المدن المدن الأكدية جنوبي العراق وقد تكلم الأشوريون بلغة سامية قريبة من لغة الأكدين جنوبا وكتبوا بالخط المسماري (Cuneiforme) لغتهم الأشورية وينتهي حكم أشور القديمة في نهاية مملكة بابل القديمة عام 1595 ق.م. وامتد العهد الأشوري الوسيط من 1595 إلى 911 ق.م. والعهد الحديث من 911 إلى 612 ق.م. (تكونت خلال هذه الفترة إمبراطورية سامية ضمت مجموع الشرق الأوسط ومن ضمنه آسيا الصغرى وسواحل إيجة ومصر والخليج العربي وعيلام وقد سقطت نينوي عام 612 ق.م. وقد اهتم الأشوريون بالفنون الجميلة والأدب وتركوا في خزانة الكتب أواح الطين التي أنشأها الملك أشور بانيال (669-626 ق.م.) الذي أخضع مصر كلها لحكمه، وقد عثر على نحو 25 ألف رقيم حضاري في الحفائر حفظت في المتحف البريطاني.

أما الكلدانيون (الأراميون) فيرجع أصلهم إلى شواطئ الخليج العربي جنوبي العراق وقد أسسوا رابع إمبراطورية سامية دامت 73 سنة بعد سقوط نينوى وسميت سلالة بابل الحادية عشرة وكان له مضلغ في تقوية علم الفلك وهم أول من جزأ الواحد الصحيح إلى ستين وقسموا اليوم إلى 24 ساعة والساعة إلى ستين دقيقة والدقيقة إلى ستين ثانية ووضعوا أول التقاويم الفلكية العالمية وعنهم أخذ فيثاغورس كما برعوا في فن التطريز ورسم الصور عليه.

وأعظم ملوكهم بنو ختنصر (605-562 ق.م.) الذي قضى على مملكة يهودا وسبى اليهود إلى بابل وفي هذا العصر بالذات بدأ التأثير العربي على بابل وما وراءها(8).

والكنعانيون العرب هو مخترعو الحروف الهجائية الألفبائية وعنهم نقلها الفينيقيون ثم اقتبيها من هؤلاء منذ منتصف القرن الميلادي الإغريقيون واللاتين وكتابات اللهجة الكنعانية القديمة هي حلقة الوصل بين الهيروغليفية (المكونة من خمسمائة صورة تكتب من الجهات الأربع) وبين المسمارية والأبجدية السينائية وهي التي تفرعت عنها أبجديات منها الفينيقية والقرطاجية والبونية والليبية والأرامية والنبطية والعبرية ويندرج الشمال الإفريقي في هذه المجموعة العربية لأن اللغنة البونية (Langue Punique) هي اللهجة الدارجة إلى اليوم في المغرب العربي وقد عثر على رخامة في البرازيل تحمل تاريخ 125 ق.م. أشار إليها الدكتور البرازيلي إديلونيتو وضمنها كتابه “الأنطروبولوجية(9) وهي مكتوبة باللغة البونية التي قورنت مع ترجمتها العربية فلوحظ أنها لا تختلف عن لهجة تونس خاصة ودارجة إفريقيا الشمالية عامة وعندما دخل الموسويون أرض كنعان وجدوا قبيلة كنعانية يتزعمها نبي كنعاني يدعى بلعام ينشر فكرة التوحيد ويتمتع بمكانة روحية سامية(10).

وقد ألف مارينوس الصوري (Marinus of Tyre) كتابا في الجغرافيا ووضع خارطة للعالم عام 120 للميلاد كانت تستند إلى معلومات جغرافية فينيقية ويرى رولنسون(11) لأنه كان أول كاتب في الجغرافيا اتخذ الطريقة العلمية الرياضية في صنع الخرائط المستندة إلى خطوط الطول والعرض وعليه ارتكز بطليموس.

وكان القرطاجيون مثل الفينيقين يتسمون بالكنعانيين(12).

وآخر من هاجر من الجزيرة العربية الأنباط وهم قبائل بدوية انتشرت منذ القرن السادس قبل الميلاد شرقي مملكة الأردن الحالية واقتبسوا من الآراميين ثقافتهم وتأثروا بلغتهم حتى غلبت الأرامية عليهم ولهجتهم هي التي تطورت منها لغة القرآن كما أن خطهم هو خط كتبة الوحي وهو القلم النبطي المقتبس من القلم الأرامي القديم.

وهكذا يمكن القول بأن الساميين عرب ولغتهم التي هي اللغة الأم اللغة العربية والنصوص كلها مجمعة على هذه الحقيقة، أما العبرية فهي لهجة سامية متأخرة.

وقد تأكد من جهة أخرى أن اليهود هم بقايا يهودا الذين نقلهم نبوختنصر إلى بابل قبل الميلاد بستة قرون وقد تكلم الموسوريون في الأصول الهيروغليفية التي دونت بها شريعة موسى ووصاياه العشر لأنها كانت لغة بلاط فرعون حيث تربى موسى ولم يعثر لحد الآن على أي أثر لهذه الشريعة الموسوية الأصلية لأن التوراة المتداولة اليوم ليست سوى ترجمة عبرية مشوهة مقتبسة من الآرامية يرجع تاريخ هذه التوراة اليهودية التي لا علاقة لها بتوراة موسى إلى عهد الأسر البابلي بعد ظهور موسى بثمانمائة سنة على أن يونس أرسل إلى مائة ألف أو يزيدون من أهل نينوى في القرن التاسع قبل الميلاد فكان ذلك انطلاقة أولى للموسوية في أرض الأشوريين.

ويرى العالم اليهودي يسلفر(13) في كتابه “موسى والتوراة الأصلية” أن التوراة الحالية لا تمثل توراة موسى وحتى الوصايا العشر التي يكاد يجمع العلماء أنها الشيء الوحيد المتبقى من التوراة الأصلية لم يكن بكاملها وعلى هيئتها الحالية كالتي أتى بها موسى.

وظاهرة التشويه في هذه التوراة المزيفة اشتمالها على شرائع وتقاليد وطقوس دينية مقتبسة من الشرائع الكنعانية والبابلية وهاصة شريعة حمورابي كما أبرز ذلك البروفسور (ووتر من) استنادا إلى تحقيقات أركيولوجية على أن مزامير داود نفسها مشوهة وكذلك كل ما ورد في العهد القديم لغلبة الطابع الكنعاني العربي عليه حتى من حيث اللغة إذ لم تترجم إلى العبرية مدرجة في التوراة إلا في عصور لاحقة فاللغة العبرية لم تكن إذن من أصول اللهجات السامية بل ليست هي نفسها سوى اقتباس من الأرامية حفظت لنا كثيرا من مظاهر الحضارة الكنعانية العربية.

وقد أكد الكاتب الفرنسي جان لوي برنار (J. L. Bernard) أن الأحبار عبرنوا كل ما اقتبسوه من تواريخ الأقطار التي جاسوا خلالها ومنها سليمان الذي لم يكن يهوديا وإنما كان أشوريا وهو (شلما نصر) ولو كان سليمان يهوديا لاستحالت – كما يؤكد برنار – الصداقة مع ملكة سبأ العربية بل أكد بروكلمن أن هؤلاء اليهود قد تعمدوا لإقصاء الكنعانيين من جدول أنساب سام أي من السلالة السامية.

ويرى بعضهم أن اسم يهوه إله اليهود نفسه هو اسم أحد آلهة البدو الشماليين في جزيرة العرب وكان الكنعالي ملك أورشليم يدين بالتوحيد كما كانت لغة داود وسليمان هي الكنعانية العربية التي اقتبسها الموسويون من بني كنعان بعد كنعان بعد دخولهم أرض فلسطين فكانت هذه المعطيات الكنعانية لغة وحضارة هي قوام التراث العربي وفي ضمنه التوراة الجديدة وقد سمى النبي أشعيا في القرن الثامن قبل الميلاد اللغة كلها وفي ضمنها العبرية شفة كنعان أي لسان كنعان كما يقول (مندنهول) أستاذ جامعة ميسيسغان المريكية بنقل الدكتور سوسة على أن كلمة “عبرى” نفسها ومثلها “عبيرو” أو “خبيرو” قد وردت في الكتابات القديمة وكان يراد بالعبريين القبائل البدوية العربية وبذلك يوجه وصف إبراهيم الخليل في التوراة بالعبراني ويؤكد هذه الحقيقة ما ورد في دائرة المعارف البريطانية(14) من أن استعمال كلمة عبري بمعنى يهودي يرجع إلى الحاخامين بفلسطين في عهد متأخر على أنه تم العثور على كتابة من عهد (رعمسيس الثاني) وهو فرعون الذي رقع الخرجون (Exode) في عهده سميت فيها بقايا الهكسوس ب “العبريو” والمقصود هنا القبائل العربية البدوية وهي التسمية التي عرف بها الهكسوس عند المصريين وإسرائيل نفسها كلمة كنعانية عربية أطلقت على موضع في فلسطين وأشارت إليها في هذا السياق كتابات مصرية قبل بعثة سيدنا إبراهيم وأرض فلسطين الكنعانية العربية هي مهجر لحفدة يعقوب بن إسحاق بن إبراهيم اغتربوا إليها نازحين من حاران أو حران الحالية.

وكثيرا من التعابير والأسماء التي يظن أنها عبرية الأصل هي في الحقيقة عربية نذكر منها على سبيل المثال فقط تسمية أورشليم (أي القدس) التي وردت في الكتابات لكنعانية أي رسائل العمارنة في القرن الخامس عشر قبل الميلاد (أي قبل عصر موسى بنحو مائتي سنة) وقبل ظهور العبرية ومودناتها ومنها توراة اليهود (لا توراة موسى) بأزيد من ألف عام وقد ورد ذكرها عبر الشعر الجاهلي في شكل أورشليم كما اعترفت التوراة نفسها في نص صريح بعدم وجود أية صلة بين اليهود وهذه الميدنة(15).

و”موسى” اسم مصري قديم لا صلة له بالعبرية ولا العبريين وقد ورد ذلك بخصوص أحد فراعنة مصر باسم “آح – موسى” وهو مؤسس السلالة الثانية عشرة (1580-1546 ق.م.) كما أن الكاهن الأعلى لمدينة (ممفيس) عاصمة مصر المشهورة في عهد (تحوطمس الثالث) (1479-1447 ق.م.) كان يدعى “بتاج موسى”(16).

وننشر فيما يلي بعض النصوص التي تشهد بعروبة الساميين:

فقد أكد سبرنجر (Sprenger) أن جميع الساميين عرب(17).

وقال الأستاذ أولمستيد في كتابه “تاريخ فلسطين” (ص. 36): “إن البدو العرب كانوا أول من تكلم باللغة السامية وإذا أردنا أن نتفهم الخصائص الأصلية لهذه المجموعة من اللغات السامية على حقيقتها فعلينا أن نتجه إلى العربي ابن البادية السورية الذي يجوب شمال جزيرة العرب لأن هؤلاء وحدهم حافظوا على العادات والتقاليد القديمة دون أن يطرأ عليها أي تغيير” وقد أيده المستشرق عبد الله فيلبي في كتابه “تاريخ العرب قبيل الإسلام” حيث قال: “إن اللغة العربية التي يعترف الخبراء في كونها أقرب من جميع اللغات السامية إلى اللغة الأم الأصلية التي اشتقت منها جميع اللغات هي على أغلب الاحتمالات أقدم لغة في العالم ما زالت حية حتى يومنا هذا”.

وقد لاحظ الدكتور جواد علي في كتابه “المفصل في تاريخ العرب قبل الإسلام” (ج 1، ص. 255) أن جماعة من المستشرقين ترى أن اللغة العربية على حداثة عهدها بالنسبة إلى اللغات السامية الأخرى هي أنسب اللغات السامية الباقية للدراسة لأنها لغة لم تختلط كثيرا باللغات الأخرى فبقيت في موطنها المعزولة أصفى من غيرها محافظة على خواص السامية القديمة.

وقال (فيلبي) في كتابه “تاريخ العرب قبيل الإسلام” (الإسكندرية، 1947، ص. 9): “إنني أعتبر بلاد العرب الجنوبية (ومن ضمنها اليمن) هي الوطن الأصلي لهذا الجنس من البشر المعروف الآن باسم الساميين وهو يمتاز عن سائر الشعوب بلغته المعروفة باسم العربية” ثم لاحظ أنهم هاجروا بسبب الجفاف الذي ظهرت بوادره بعد العصر الباليوليثي وهو العصر الحجري القديم الذي يبدأ قبل 35 ألف سنة نحة الشمال إلى أطراف الهلال الخصيب. العزيز 2

وأيد الأستاذ فيلبي خبير أنثروبولوجي آخر هو الدكتور (هنري فيلد) ملاحظا “أن اليمن وعدن كانتا مأهولين بالسكان في العصر النيولوثي (وهو العصر الحجري الحديث المحدد بين 7000 و 5000 ق.م.) هاجر منهم إلى عمان والخليج وآخر إلى الصومال وكينيا وتنجانيقا وفريق ثالث إلى نجران وسيناء وفلسطين.

وقد لاحظ الرحالة الألماني (شوينفرت) أن القمح والشعير والجاموس والمعز والضأن والماشية وجدت في حالتها لابدة في اليمن وبلاد العرب القديمة قبل أن تستأنس في مصر والعراق(18).

وقد انطلق الإنسان الأول من اليمن لينتقل بعد نحو سبعة آلاف سنة قبل الميلاد إلى الخليج ومنه إلى الشام في مراحل ثلاث إحداها عبر مصر حيث انتقل من (دلتا النيل إلى الفيافي الليبية ومنها إلى المغرب الأقصى بعد عبور المغربين الأدنى والأوسط وفي مرحلة أخرى انتقل اليمنيون مع إفريقس الحميري عبر بحر القلزم إلى الصحراء الإفريقية الكبرى مرورا بالسودان والتشاد وهو ما أنكره ابن خلدون اعتمادا على أن الهجرات الأخرى كانت عن طريق النيل.

وهذا المسار قد تأكد لدينا بعد اللجوء إلى الدراسات الجيولوجية التي حللت الطرق التي يمكن أن يكون قد قطعها هذا الإنسان الأول وقد تم الكشف عن المناطق التي قطعها وهي تونس والمغرب الشرقي (تافوغالت) ثم ناحية فاس والقبيبات بالرباط وسيدي عبد الرحمن بأنفا (الدارالبيضاء الحالية) وآسفي ولكن العنصر الجيولوجي في هذه الجماجم المستحجرة التي عثر عليها قد تعزز بصنف فلسطيني يؤكد منطلق الإنسان الأول عبر الشام الكبرى ومنها فلسطين على أن أصناف من هذه المستحجرات دخلت إلى إفريقيا الجنوبية آتية من اليمن أيضا عبر المحيط الهندي وقد عثر في جنوب إفريقيا على ما يعزز هذه الأطروحة ومعنى ذلك أن الصنهاجية اليمنية ومنها (الزنهاجية والزنجية) قد انتشرت في طول إفريقيا وعرضها لعدم الوجود اليمني في مجموع القارة وهذه الحقيقة تحسم من الأساس فكرة الزنجية التي يدعو إليها بعض الأفارقة ويظهر من كشوف تمت في إفريقيا الجنوبية هذه السنة (1997) أن العنصر الحديث من الإنسان الأول قد عثر على بقاياه في شكل بصمات رجلية في ناحية كاب (Cap) يرجع تاريخه إلى (117.000) سنة حسب تحديد عالمين من إفريقيا الجنوبية(19).

كان للشام دور كبير في تعريب المغرب الكبير منذ أوائل القرن الحادي عشر قبل الميلاد أي منذ أزيد من ثلاثة آلاف سنة حيث دخل الكنعانيون العرب إلى القسم الشمالي الغربي من القارة الإفريقية وأسسوا عام 1101 قبل الميلاد مدينة Leptis Magne (وهي لمطة الحالية، في ليبيا) ثم عتيقة (Ultique) في تونس أعقبها عام 814 ق.م. تأسيس حضارة قرطاج (Carthage).

وقد فسح الوجود القرطجي (الكنعاني العربي) المجال بعد ذلك لانتشار اللغة البونية (Langue Punique) في آفاق شاسعة من الشمال الإفريقي ضمن مصطلحية شاملة مع العامة الدارجة في المنطقة ويتجلى ذلك بصورة واضحة في الرخامة التي كشف عنها الدكتور البرازيلي الأديزلو نيتو وضمتها الجزء الأول من كتابه “الأنطروبولوجية” وهي تحمل تاريخ 125 ق.م.(أي بعد أن استولى الرومان على قرطاج بنحو العشرين سنة) حيث توجد عشرات الألفاظ والتراكيب مفرغة في قالب عربي مع تحريف لا يخفى حتى على غير الاختصاصيين في فقه اللغة وعلم الاشتقاق(20).

ففي الفقرة الأولى جملة حررت بالبونية هي: “هنا أحنا بني كنعان فرنم حقرة حمل” يمكن أن تقلبها إلى عامية الشمال الإفريقي وخاصة التونسية فنقول: “هنا احنا بني كنعان من فرانم حملنا الحقرة” معناها بالفصحى: (هنا نحن بني كنعان من فرانم تحملنا الإحتقار) ففي هذه الفقرة وحدها سبع كلمات لا يوجد فيها أي دخيل وإنما هو انحراف بسيط عن الفصحى بسبب الاستعمال العامي المتداول على أن البونية قد بدأت تتسرب إلى المغرب الأقصى مواكبة دخول القرطاجنيين الرسمي حوالي 480 ق.م. وأكد القديس غسطين (St. Augustin) أنها ظلت متغلغلة في أنحاء البادية المغربية إلى نهاية عهد الواندال أي إلى عهد الفتح الإسلامي في حين اندرست لغة الرومان باندراس معالم الحضارة اللاتينية التي تطورت في نطاق محدود لم يتجاوز مثلثا تمتد حدوده من طنجة إلى وليلي إلى شالة عاشت جاليته الرومانية في قفص مقفل بعيدة عن المحيط البربري الذي كان يلفها وقد اعترف بهذه الظاهرة مؤرخون طالما دعوا إلى “غربية” البربر ولكنهم أدهشوا أمام هذا التجاوب العميق الذي مهد المغاور والأوعار البربرية أمام الفتح الإسلامي بانتشار “لغة قريبة من العربية” فكلمة قرطاج نفسها معناها قرية حداش أي القرية الحديثة صحفت إلى قرتاش بتعطيش الجين كما نطق بها الرومان وكذلك حنبعل (Hannibal) أصله حني بعل أي نعمة الله وكان اسم أبيه هاملكار (Hamilcar) أي حامي القرية الذي حارب الرومان في صقلية.

وكانت منطقة الخليج العربي أول ساحة ترعرع فيها الإنسان الأول الذي عاش حول “خط الاستواء” في الربع الخالي من القارتين الأسيوية والإفريقية ومن هذه المنطقة انطلقت الهجرات (الأشوريين والبابليين والكندانيين الذين أسسوا ممالك حول (ميزوبوطامي) (Mesopotamie) أو بلاد الرافدين (دجلة والفرات) ثم (آسيا الصغرى) (Asie Mineure) من حيث هاجرت قبيلتان هما الآخيون والدوريون لبحر (إيجي) حيث تم تأسيس مملكة الإغريق أو اليونان وقد توثقت هذه المعلومات من طرف علماء غربيين لاحظوا أن الأغارقة كانوا يكتبون من اليمين إلى اليسار وأن حروفهم مقتبسة من الألفبائية العربية وهي B et C Alfa (أي الألف والباء) ويرى بعض هؤلاء المؤرخين أن العرب الكنعانيين وهم الفينيقيون كانوا قد استقروا فترة من الزمن في شواطئ الخليج قبل أن ينتقلوا إلى سواحل الشام وأنهم سموا مدينة “صور” على شاطئ البحر المتوسط تيمنا باسم مدينتهم الأولى بالخليج ولعل الآثار التي تم الكشف عنها في المنطقتين تضفي على هذه الرواية سمة من الحقيقة التي أكدها مؤرخون محدثون أمثال (جان كاك بيريبي) في كتابه حول الخليج وبذلك يكون الكنعانيون قد هاجروا من الخليج إلى البحر المتوسط عبر الشام منذ خمسة آلاف سنة كما يقول المؤرخون (رولنسون) وعندما وسع الفينيقيون مراكزهم التجارية على شواطئ البحر المتوسط أسسوا حوالي عام (1100 قبل الميلاد) مدن ليكس (Lixus) (قرب العرائش بالمغرب الأقصى) ولمطة بليبيا (Leptis Magne) (على وزن مكة وبكة) وعتيقة (Utique) ثم قرطاج (Cartage) (قرية حداش أو القرية الحديثة) بتونس ومالقة وقادس بالأندلس وهيبو (عنابة) وبنزرت.

وهناك هجرات أخرى من الخليج إلى المغرب عبر فارس أشار إليها سالوست (Salluste) المتوفى عام 35 قبل الميلاد في كتابه حول (حرب يوغورتا) ملك نوميديا عام (154 ق.م.) ملاحظا أن الفرس انتقلوا ضمن غاراتهم على (الجزيرة الإيبيرية) (إسبانيا والبرتغال) في عهد هيراكلس (Herecluis) (575 هـ-641 م) فتجولت أشرعة مراكبهم بشدة الريح إلى المحيط الأطلنطيقي فوصلوا إلى جنوب المغرب حيث اتصلوا بالجيتول (Gétules) (وهم أهل جزولة الحالية على ما يظهر، فتصاهروا معهم وسميت (سوس) (وكذلك كل من مدينتي سوسة التونسية (التي عرفت بحضرموت) والليبية) اقتباسا من كلمة سوسيانة (Susiane) (أو أرض عيلام) الواقعة بمنطقة الأهواز على أن الفرس اشتهروا قديما بالنوميديين.

وإذا رجعنا إلى الحفريات الجيولوجية لاحظنا أن عناصر مستحجرة قرب الدار البيضاء هي أقدم ما وجد في الشمال الإفريقي وقد عثر على عناصر مستحجرة قرب الدارالبيضاء هي أقدم ما وجد في الشمال الإفريقي مما يدل على أن الإنسان ظهر في المغرب في عهد سحيق مثله في أوربا الغربية أي في “عتبة العهد الجيولوجي الرابع”.

كما يدل التوزيع الجغرافي لهذه العناصر على أن المغرب لم يحتله الإنسان الأول ولكن عبره في جميع الجهات منذ أعرق عصور ما قبل التاريخ ففي بعض المناطق كالمنحدر الأطلنطكي ونواحي الشرق بوادي ملوية يلاحظ نوع من الموصولية والاستمرارية في مواقع السكن خلال العثر الرابع في حين أن الأطلسبن الأوسط والأكبر بم يعرفا تسربا بشريا جزئيا أو موسميا إلا ابتداء من العصر الجيولوجي الأعلى وهكذا يمكن القول بأن دراسة أقدم البقايا التي خلفها الإنسان تفتح أمامنا آفاقا جديدة عن ماضي المغرب في سحيق ما قبل التاريخ قد تشمل مئات الآلاف من السنين وقد تأكد وجود الإنسان الأول في المغرب عندما تم الكشف في أبواب الرباط (القبيبات) عن شظايا جمجمية بشرية كما يظهر بقايا إنسان ما قبل التاريخ من نفس الفصيلة أي إنسان (النيانديرتال) ( Homo Neandertalensis)Neandertal) قد عثر عليها في مغامرة قرب أشقار بإقليم طنجة وتوجد نماذج من ذلك في أمريكا (Peabody museum of American Archaeology and Ethnology – Harvard University, Cambridge, Mass…, USA).

ويلوح أن المعطيات المستخلصة من “منجم القبيبات” تسمح بتحديد ميقات دقيق نسبيا لإنسان الرباط هو نفس تاريخ إنسان النيانديرتال بل إن ما عثر عليه في مناجم فلسطين يرجع لنفس التاريخ وهذا الثالوث المستحجر هو الوحيد الذي وقع الكشف عنه لحد الآن ومناجم فلسطين هذه هي مستحجرات جيل كرمل وجبل كفزه قرب الناصرة فإنسان جبل كفزه شبيه في فكه وحنكه بإنسان الرباط (“هسيريس”، ص. 35 عام 1945). وقد عثر في الصين على قحف أو جمجمة يظهر أنه هو أقدم نموذج لإنسان ما قبل التاريخ وذلك في Kung Wangling بإقليم Chensi وهو عبارة عن قحف الرأس بعظم الأنف والجبهة اليمنى وبعض الفك الأعلى وسنين وعمره يقدر بستمائة ألف عام (600.000) حسب حسابات العالم الصيني Wu Yu Kang وهذا هو رابع نموذج لإنسان ما قبل التاريخ عثر عليه بعد ما وجد في جاوا و Cro-Magho, وبيكن (عن وكالة الصين الجديدة – يناير 1965) وكان يظن فيما قبل أن الإنسان الأول عاش في خط الاستواوء قبل ثلاثمائة ألف عام ثم عثر في جزر المحيط الهادي على تلك الجماجم البشرية فتأكد بعد تحليلها أن تاريخها يرتفع إلى ستمائة ألف عام ثم عثر مرتين في بلاد التشاد وكينيا على جماجم يقال إنها ترجع لمليون بل ملايين السنين. ومهما يكن فإن الإنسان ربما عاش في الصحراء الإفريقية كما تؤكد ذلك النماذج التي عثر عليها بشمال المغرب والقبيبات بالرباط وسيدي عبد الرحمن بالدارالبيضاء أما جمجمة إنسان النيانديرتال المكتشفة في دوسالدورف بألمانيا عام 1857 وتاريخها 40.000 عام قبل الميلاد فقد صور العلماء عصرا بأسره عنها ساد أوربا منذ 60.000 عام وكان هؤلاء الناس قصاؤا لهم جماجم تزيد على جماجمنا 200 سنتمر مكعب. (Lull, The Evolution of Man, p. 26؛ “قصة الحضارة“، ص. 158) (ول ديورانت) حيث أكد المؤلف أن جنسا آخر حل بأوربا حول 20.000 عام ق.م. كما تدل الآثار المكشوفة عام 1868 في مغامرة Cro-Magnon بالدور ودني بفرنسا ويقول بعض العلماء بأن هذه الفصيلة جاءت من آسيا الوسطى بإفريقيا والآثار التي وجدت في تونس والجزائر مما يشبه آثار العصر الأورجناسي (Aurignacian (حول عام 25.000 ق.م.) تدل على أن إفريقيا هي الأصل في الثقافات التي شهدها العصر الحجري القديم.

وقد لاحظ العالم الباكستاني مولانا قوصر نيازي (Causer Niazi) في كتابه “”خلق الإنسان” Création of Man (ص. 6) أن العالم (كارلطون) أكد أن العالم خلق قبل الميلاد بسبعة آلاف سنة وقد ورد ذلك مفصلا في كتاب “تاريخ الإنسان” (The History of Man, p. 63) كما لاحظ ويلز (H. G. Wells) في كتابه “الخطوط الكبرى للتاريخ” (Oultime of History) أن هذه المدة يمكن رفعها إلى إثني عشر ألف سنة بل وحتى عشرين ألفا على الأكثر ولم يقل أحد من العلماء قبل قولة داروين عام 14958 م أن عمر الإنسان سبعمائة ألف سنة وقد فند العالم الباكستاني هذه الدعوى بالحجج العلمية في جزء كبير من كتابه مستندا إلى نصوص المؤرخين والفلاسفة والنسابين العرب والمسلمين.

والنشوء والارتقاء مذهب كان معروفا ومنقودا عند العرب قبل داروين فقد قال الخازن : “إن الجهلة حينما يسمعون بتحول بعض الأجسام بطريق التكامل التي ذهب أنه مر بصور الأجسام المعدنية الأخرى أي انه كان رصاصا قصديرا … إلى أن صار على الحالة التي هو فيما الآن بالانقلاب السريع بل بالتدريج كأن مر بصورة العجل فالحمار فالفرس فالفرد إلى أن انتهى إنسانا” (“العالم الإسلامي“، شكيب أرسلان، ج 1، ث. 1563) ويظهر أن منطقة (أنفا) أقدم جهة في المغرب عرفت حياة الإنسان الأول في القارة الإفريقية بعد امتدادها إلى العدوة الجنوبية من نهر أبي رقراق والقبيبات قرب رباط الفتح (بعضها (قبل 7.000 عام) فقد عثر في المنجم الحجري المعروف بمنجم (سيدي عبد الرحمن) بالقرب من (عين الذياب) بالدارالبيضاء على أحفور (Fossile) إنسان مغربي ينتمي لما يعرف عند علماء المستحجرات بالأطلانطروب (Atla,thrope) (وهو الإنسان المستحفر المعثور على بقاياه في (الأطلس) ويرتفع تاريحه – حسب تقديرات العلماء إلى ما بين 30.000 و 100.000 سنة قبل الميلاد وقد يرتبط بالصنف الأقدم الذي وقع الكشف عنه في أندونيسيا والصين وقد تم ذلك خلال عصر الحجارة المنحوتة أي العصر الحجري الأدنى أو القديم (Paléolitique inférieur) الذي أعقبه العصر الحجري الأوسط حيث ظهر رجل (جبل الرهود) قرب أسفي أو (رجل فاس) الذي عثر على نموذج هيكله الكامل أوائل (عام 1985) يرجع تاريخه إلى نحو الخمسين ألف (50.000) عام وهو معاصر لرجل (النيانديرتال) (Néanderthal) وهنا ظهرت في المغرب سلالة قبصية (Capsien)(21) وانحدرت من أقصى شرق المغرب الكبير خلال نفس الفترة فبلغت نماذج منها إلى (تيط مليل) وتوقف معظمها في المغرب الشرقي (بتاقوغالت) حيث انضافت إليها فلول من الصحراء الكبرى فارة من جفافها منذ حوالي عشرة آلاف (10.000) عام قبل الميلاد وذلك انتجاعا للماء والمرعى وهذا الثالوث هو الذي أطلق عليه وصف (أمازيغ) أي الأحرار الذين امتلكوا البلاد كمجموعة خلفت السكان الأصليين من غير هؤلاء البربر وهي نظرية يقول بها غالب البحاثين لأنها مدعمة بدراسة نقدية مقارنة لجماجم سلالة (اليمن) التي انحدرت إلى (ليبيا) عبر (مصر) أعقبها رجال (كنعان) من الفنيقيين الذين أسسوا مدينة ليكسوس (Lixos) قرب العرائش حوالي عام 1001 ق.م. وكذلك عتيقة (Utique) بتونس و (لمطة) (Leptis Magna) على مسافة (60 كلم) من (طرابلس الغرب) وقد أكد هذه النظرية المؤرخ (بوسكي (Bousquet) الذي أورد حججا دامغة تشهد بأن البرابرة لم يكونوا سكان المغرب الأصليين لأن الكتابة الليبيكية البربرية التي عثر عليها في المغارب الأربعة قد وجدت أيضا في مصر وبلاد النوبة وسيناء بالإضافة إلى تشابه هذه الكتابة بكتابات الجزيرة العربية.

وقد تنتسائل لماذا انتقل الإنسان الأول من (تافوغالت) إلى (فاس) عبر الأطلس دون أن يمر على السهول بينما رأبناه يحاذي المتوسط بين الجزائر والمغرب الشرقي ليعود إلى محاذاة الشواطئ بالرباط إلى منجم سيدي عبد الرحمن بعين الذياب بأنفا إلى جبل الرهود بأسفي والجواب عن ذلك أن السهول كانت مغمورة بالمياه إلى ممر تازة لأن البحر كان يغطي في العصر الأكاديمي (Acadien) مجموع بلاد الهبط ولم تنحسر إلا خلال العصر الكمبري الأعلى وسيدي بوقنادل الواقع على بعد نحو (15 كلم) شمال شرقي الرباط تحتوي مناجمه على حصيات متنوعة الحجم يرجع تاريخها إلى العصر الحجري الرابع (Jacques Boucart, « Notice sur un essai de carte géologique du Dictionnaire de la zone atlantique du Maroc », Paris, 1931 Congrés intern de Géographie, p.3).

ومهما يكن فإن الإنسان الأول الإفريقي، استقر وترعرع بمنطقة (أنفا) في (تيط مليل) واردا من الشرق إلى ما قبل الميلاد ببضعة آلاف من السنين ثم توالت الهجرات الشرقية اكتمل بها التزواج بين الشقين (المشرق والمغرب) بمرور (حانون القرطجي)(22) بخمسة أو ستة قرون بعد الميلاد والماركز الأثرية العتيقة مازالت تبرز من حين لآخر في المنطقة فقد عثر في منجم حجري بالدارالبيضاء في العقد الأخير على بقايا أثرية (ريما كانت مركز صيد وقنص) يرتفع تاريخها حسب لجنة من الخبراء المغاربة والفرنسيين إلى ما بين 480.000 و 400.000 سنة قبل الميلاد وتدل كشوفات أخرى على مدى ترابط مناطق إفريقية بعضها ببعض مثل العثور في (عين جمعة) قرب الدارالبيضاء عام 1926 على حجارة تشهد بأن حروف (تيفيناغ) الليبيكية استعملت في المنطقة وأن هنالك علاقة وثيقة من خلالها مع (الخكار) (Coissac de Chaverliére, Hisoire du Maroc, p. 21).

ويستخلص من كشوف أخرى وجود عنصرين أساسين في تاريخ المنطقة هما أولا امتدادها من الأطلس إلى المحيط وثانيها وجود عناصر شرقية انحدرت من اليمن مع إفريقش الحميري ولعل للعثور من جهة أخرى في (أزيلال) (وهو امتداد شرقي لمنطقة تامسنا، على الديناصور (وهو حيوان عاش منذ 150.000 سنة بأمريكا) شاهدا على ارتباط هذه المنطقة بمآوي الحضارة شرقا وغربا منذ أعرق العصور وربما يؤيد ذلك تقارب القارتين الأمريكية والإفريقية عبر مجال محيطي أطلسي ضيق.

– A. Breuil – Faits nouveaux reculant considérablement l’antiquité de l’homme du Maroc – C.R. des séances de l’Ac. des Inscription et Belles Lettres, 30 oct. 1942.

– Cheryniers, L’homme au temps des cavernes, Ed. du Scorpion, 1965.

– G. Choubert et Jean Marçais, Le Quatenaire de senviron de Rabat et l’âge de l’Homme de Rabat, Académie des Sciences, 1947.

– Lionel Balout, Les hommes fossiles du Maghreb et du Sahara Inventaire descriptif et critique, p. 214.

– J. Marçais, « Découvertes de restes humaines fossiles dans les grés quaternaire de Rabat, l’entropologie, t; XLIV, 1934.

R. Neuville at A. Ruhlman, La palce du paléolithique ancien dans le quartenaire marocain, Casablanca, 1941, pp. 49-91. Publ. du Service des Antiquitées du Maroc fas., 6, Rabat, 1941, pp. 15-35.

– Henri V. Vallois, l’homme fos. de R.C.R. des Séances de l’Ac. des Sc. 26 nov. 1945 (la nature, 15 avril 1946).

– R. Neuville et A. Ruhlmann, L’Age de l’homme fossile de Rabat, R.V. l’Anthropologie, T.S.I., n° 1-2 (1949).

– A. Ruhlmann, l’homme f. de R., Liste de la faune malacologique des différents niveaux marins du gisment de Kébibat, Hespéris, XXXII, 1945.

وهكذا فالقارة الإفريقية وحدة متراصة في أبعادها الطبيعية، ومن مظاهر وحدتها أن لشقي القارة في أقصى جنوبها وأقصى شمالها أسيسة مشتركة المعالم يطبعها المناخ المتوسطي بأصناف مزروعاته ومختلف أطرزة مجالية الاقتصادية والاجتماعية – يفصلها في قلب القارة خط الإستواء بصحرائين أحدهما صحراء المغرب الكبرى شمالا وثانيهما صحراء (كالا هاري) في بحبوحة وديان وأنهار أعظمها الكزنغو والنيجر والنيل والملوية وقد امتزج النيلان (نيل مصر ونيل السنغال) ضمن السودان الموحد في طرفيه الشرقي والغربي تحت راية الإسلام التي شكلت منذ القرن الأول للهجرة المحرك الجوهري في تاريخ إفرقيا السوداء بإمبراطوريتها الشاسعة (غانا وسونغاي وبرونووكانم ومالي ويوروبا وأويو وأشانتي والهوسة وبونان)(23).

وقد كان المؤرخون القدامى يعتبرون إفرقيا مأوة الضواري من فيلة وأسود وفهود ولمط ونعام وهو وصف للقارة التي أكد كزيل (Gsell) أنه منذ أوائل القرن الثالث الميلادي قامت الخضرة اليانعة مقام الصحراء والحقول المزروعة مكان الغابات وقطعان الماشية بدل الحيوانات المفترسة(24).

والمحيط الأطلنطيكي (أو اقيانوس) يستمد اسمه من كونه يحيط من جميع الجهات بالعالم المسكون في عرف الأقدمين(25) ، أو على الأقل من جهات ثلاث لأن خط الاستواء كان هو الخط الجنوبي للعالم الآهل بالسكان.

وكان اليونان والرومان يطلقون كلمة بربر على كل ما ليس بيوناني أو روماني خارج عن الإمبراكوريتين مثل مدينة بربرة بالصومال والبحر البربري على المحيط الهندي.

والواقع أمن الجنوب الإفريقي الذي يفصله عن شماله خط الإستواء كان أقرب إلى جزء آخر هو البحر البربري في المحيط الهندي من حيث انحدر عرب بيمنيون منذ أعرق العصور لنشر العمران في المهامه المتوسطية من جنوب القارة، وقد استشف الأثريون معالم الحضارة اليمنية في عاديات هذه المنطقة وبذلك يكون العرب والبربر وخاصة اليمنيين وصنهاجة وهما من حمير هو الذين وصلوا جنوب القارة بشمالها الممتدين على طول المحيط الأطلسي غربا والمحيط الهندي جنوبا وبحر القلزم أو البحر الأحمر شرقا.

وقد تحدث المؤرحون العرب عن أمة بربرية في آخر بلاد اليمن بين أرض الجوش الزنج وهو سودان ويقال لأرضهم بربره كما توجد سوق وهي من أوساط الفسطاط(26).

وتطلق كلمة بربر على إقليم ميرفاب وهي قبيلة عربية اللهجة على صفتي النيل من الشلال الخامس إلى عطبراء ومعظمهم في بلاد النوبة والصومال(27).

والبربر اسم كان يطلق على جيل يسكن النواحي الممتدة من سيوا بحدود مصر إلى المحيط وإلى نهر النيجر بالسنغال ويرى المؤرخون القدامى قبل الإسلام أن أصلهم إما من إفريقيا بنفسها وهو عرب حميريون انحدروا من اليمن ليعمروا القارة الإفريقية شمالا وجنوبا وقد تعززت نظرية عروبة البرابرة الأفارقة بأدلة ذات قيمة علمية أبرز بعضها هلفريبز(28) (Helphritz).

وقد اعتمد ابن خلدون في نفيه ليمينه البربر على “جمهرة” ابن حزم إلا أنه وهم عندما حصر طريق اليمن إلى المغرب في “السويس” مع أن أقرب الطرق المعقولة هي الصحراء المغربية ومنها إلى أقصى جنوب القارة الإفريقيةة عن طريق بحر القلزم (البحر الأحمر) في جهته المقابلة لليمن لا سيما وأن مؤرخي القرن الثالث وغيرهم كالأصطخري وابن خرداذبة أشاروا إلى القوافل التجارية التي كانت تنطلق من المغرب مارة بسجلماسة خلال الساحل الإفرقي للبحر الأحمر للوصول إلى اليمين ومنه إلى الخليج والعراق وكذلك يقال بأن كلمة إفريقش أصل لاسم الأفارقة والقارة الإفريقية وقد سمى ابن خرداذبة (المتوفى عام 272 هـ / 885 م) هذه القارة كلها ليبيا وفيها مصر والحبشة وبلاد البربر(29).

ومهما يكن فإن ابن خلدون، ج 1، ص. 58 طبعة مصر، 1936 ذكر أن البربر انتقلوا من جنوب فلسطين عن طريق مصر حوالي 1300 ق.م. ثم تتابعت الجاليات التي منها الفراعنة من الاستيطان بمصر حسب يوسف بن عبد البر القرطبي وفي عام 1095 ق.م. أجلى طالوت (وهو شاوول الذي باركه نبي الله صمويل كأول ملك لبني إسرائيل بعد عصر القضاة) الكنعانيين عن فلسطين وأخرج من بقي منهم بها نبي الله داود عام 1055 ق.م.

والمعالقة (عرب معقل) من أصل بمني أيضا حسب ابن خلدون(30) فهم عرب حميريون يلتقون في النسب مع صنهاجة وكتامة وكانوا يستوطنون الخليج قرب البحرين فهاجم نحو المائتين منهم إلى المغرب انحازوا إلى بني هلال وانتشروا في الصحراء إلى السودان.

وإمارة البراكنة التي تأسست عام 1042 هـ ممتدة من تبريس إلى نهر السنغال تنتمي هي أيضا لعرب معقل أضف إلى ذلك أن الملثمين الصنهاجيين موطنهم الأصلي أرض الصحراء إلى السودان وهي أكبر صحراء في العالم قام بأمرهم محمد بن تيفاوت ثم يحيى بن إبراهيم الكدالي إلى عام (427 هـ) وهو الذي ابتنى رابطة في بحر النيجر تجمع فيها ألف رجل ساهم المرابطين تجندوا لنشر الإسلام في قبائل صنهاجة(31).

وقد تعززت الرابطة العربية والإفريقية بعد الإسلام بتوغل عقبة بن نافع وخلفه في قلب القارة إلى غانا حسب بعض الروايات.

والرحالون العرب هم الذين اتخدوا المبادرة للكشف عن مجاهل إفريقيا والمحيط الهندي مما فتح الطريق للحالين الغربيين بعد القرن الخامس عشر الميلادي.

وقد أدرج الشريف الإدريسي في خريطته كمنابع لنهر النيل البحيرات الكبرى الاستوائية عن هذه الينابيع من طرف الأوروبيين لم يتم إلا منذ عصور حديثة(32).

وللمولى إدريس الأكبر عقب كثير ببلاد السودان منهم فرق في برنو وهوسة وبولان وفزان وتنبكتو(33) تعززت بها الرابطة العربية في مجموع القارة الإفريقية الصنهاجية اليمنية (ومنها زنهاجة : زنزج) فالعرب والبربر من جنس واحد وكلمة بربر لا تشير حسب أندري جوليان (“تاريخ إفريقيا الشمالية” ص. 46) إلى معنى سلالي لأن فيه إخلاصا من عرب وبربر وهو يعني في الحقيقة شعبا أصبح يتكلم لهجات مشتركة تخلت عنها بعض القبائل لصالح اللغة العربية – حسب تعبير جوليان.

ونضرب أمثلة للعرب الأقحاح الذين انتظموا في سلك البربر وهو في حين أن أصبهم من قبائل عربية مختلفة أو من العرب المستعربة ومنهم:

– أولاد أبو سرغين : شرفاء أدارسة يوجد بعضهم بالصحراء وكلوان من ناحية تازة وبني يازعة وبني ليث والمغارة من غزوان قرب آسفي وزمور الشلح والسوس الأقصى، (“الدرر البهية“، ج 2، ص. 58).

إداو كنسوس في الأطلس الصغير : لعل الكنسوسيين من الحجاز استقروا بتامدولت ومنها مراكز (إغرم) (Lumale, Ida ou Kensous, Arch. SHA, 1941).

أولاد سيدي هاشم أمراء معلاكة تحمل اسم هاشم شرفاء سملاليون في آيت باعمران بسوس وهم من حفدة سيدي أحمد وموسى.

وسملالة قبيلة بالأطلس الصغير (راجع الأشراف السملاليون لمحمد بن علي السوسي السملالي). ومن السملاليين إبراهيم بن أبي القاسم السملالي توجد نسخة من كتابه “أجنحة الرغاب” مع شرح أحمد بن سليمان الرسموكي في خع 2035 ونسخة من الأصل في خح (9222 – 6634).

وكذلك المجاهد بآيت عطا موحا حمو نيفروض، الشريف السملالي الذي كافح ضد الاستعمار الفرنسي من عام 12 م إلى 1929.

والشبانات : من عرب معقل ويذكرون أيضا بين قبائل خوارة التي هي بني جرار الذين تفرقوا بن الصحراء مسقط رأسهم وبين سوس حيث الحدود في عهد السعدين (راجع أولاد جرار) فهو إذن هوراة اليوم وهم شرفاء علميون يعرفون بالجعفريين قديما (الدرر البهية، الفضيلي، ج1، ص. 142).

ينتمون إلى مكان بقبيلة المنابهة إزاء تارودانت ويوجد جعافرة في سوس بنواحي (أقا) و (إيربن) و (أزاغار) و (ماسة) و (تيلكات) وردوا كلهم من مساكن اخوانهم الصحراويين الذين يكثرون بين قبائل الصحراء وقد أطال سيدي أحمد بن خالد الناصري في “طلعة المشتري في النسب الجعفري” في تعقيبه على ما زعمه ابن خلدون من عدم وجود الجعفريين في المغرب صحراء وحضرا (راجع المعسول للمختار السوسي، ج 16، ص. 151.

والطاهريون أشرف من ذرية علي الرضى أصلهم من مصمودة بناحية فاس الدرر البهية ج 2، ص. 211.

العروسيون أشراف علميون أدارسة جعدة المرابطين الذي استقروا عام 552 هـ / 1157 م في الساقية الحمراء لاجئيين إليها من شمال المملكة (كتاب دومينيخ لافوانتي، ص. 26).

وهم جزء من أولاد دليم يقطنون الساحل الجنوبي وخاصة حول الدهلة بوادي الذهي وهم عرب أقحاح نقلوا إلى الصحراء لغة الضاد وشيم النجدة والشجاعة والكرم وهم كعرب الجزيرة ينتجعون الكلأ ويبرون الإبل وينتقلون في أنحاء الصحراء للتجارة ويتبارزون في الفروسية وروح الإيثار والسخاء.

وأصل دايم من القبائل التي كانت تقطن صحراء سوس ثم نقل بعضها إلى حوز مراكش أيام السعديين منهم الشيخ علي الدليمي الهشتوكي (1332 هـ / 1913م)، (المعسول، 14، ص. 108).

والمناليون أشراف يعرفون بالزياديين يوجدون بسوس والصحراء وفاس وهم من منالة بالأطلس ومن الأدارسة فريق يقطن (تاماسين) إحدة قبائل وزكيته قرب مركز تازناخت ينتمي إلى إحدى قراها وهي قرية انزال عبد الله بن محمد البولماني الإدريسي المتوفي عام 1334 هـ (المعسول، ج 14، ص. 201).

وآخر يسكن (الحفونية) وهي قرية تقع على بعد 120 كلم شرقي قرية الأوكرشي توجد فيها أضرحة آل السيد بن سيدي أبو بكر من الأسرة العلوية وهو مزار مقصود فيه دار صيافة وملجأ اللاستشفاء.

والزكراويون شرفاء أدراسة في (حاحة) ودرعة من حفدة سيدي محمد بن المولى إدريس الأزهر أمير أصيلا والبصرة وما والاهما من قرى ومداشر.

وزعير قبيلة عرب السوس استقروا في رباط الفتح عاصمة المغرب الأقصى الاستقصا، ج 3، ص. 108 (الإعلام، للمراكشي، ج 2، ص. 86).

توريج الرباط – كاييي Caillé، ج 1، ص. 331 وألف لوبينياك Loubignac “نصوص عربية لزعير” (طبعة باريس 1952) حيث ذكر أن زعير من عرب معقل ناقلا عن نزهة الحادي للأفراني (ترجمة هوداس، ص. 329) وأنهم انتقلوا عبر الأطلسين الأكبر والأوسط.

وقصر مجار: بفيلالة وقيل بسوس فيه ولد السلطان مولاي اسماعيل عام 1056 هـ وتوفي عام 1139 هـ وقد أشار الحسين الوزان إلى وجودهم قرب حنيفرة كما أكد أن اين خلدون يعتبرهم برابرة لكنهم تبربروا فقط من وجهة القانون الخاص والحياة الاجتماعية والأوضاع السلالية أما لغتهم فهي عريقة في العروبة (راجع كتابنا نحو تفصيح العامية) – مطبعة فضالة – المحمدية، 1392 هـ / 1972 م.

– Victorien Loubignac – Textes arabes des Zaêr – Publicat. de l’I.H.E.M., t. XLVI, Paris, Max Besson, 1952.

والبربرية يتكلم بها البربر في جزء كبير من افريقيا وخاصة الشمالية ويجهل تاريخها نظرا بعدم وجود وثائق مكتوبة عدا ما كتب بحروف عربية حول الإسلام أو العادات والأعراف في جنوب المغرب أو ما سجل من أسماء بربرية وتعتبر بربرية كذلك بعض بقايا الكزانش Guanche في جزر كباريا الإفريقية إلى القرن السابع عشر الميلادي وقد بدأ الموحدون يترجمون بعض كتب الدين إلى البربرية تسهيلا على المؤمنين من الناطقين بتشلحيت أو تمازيغت ولحد الآن لم تكشف رموز اللهجة الليبيكية حتى ندرك مدى علاقتها بالبربرية إلا أن التنظير بين الكتابات الليبيكية والكتابات التوارقة أي حروف تيفناع لابما يبرز نوها من الشيه لا وحدة الأصل وعلاه الاستقاق ر يبدر منهم ما يوذن بالاتفاق على عنصر موجب في الموضوع وإن كان البعض يحاول التقريب بين حروف سامية أخرى (راجع الجدول في مادة تيفناغ).

موسوعة الإسلام م1، ص. 1220 عام 1960 وقد حاول البعض المقارنة بين كلمتي Puniva وتفنك.

أما لاحضارة البربرية بما تنطوي عليه من شعر ورسوم ونسيج وفلكلور علاوة على الكتابات فالظاهر أنها كانت وعاء وبوتقة انصهرت فيها معطبات مختلف الحضارات التي تعاقبت عليها كالرومانية وخاصة الفينيقية والعربية وخاصة الصنهاجية العربية اليمنية التي اتخذت أسماء مكتعددة في الأطلس الصغير في الأنكاضيون السوسيون هم من أزكاض قرب طاطة نسبة إلى التي تسمى تزناخت أو ثزكنت وزناكة.

A. Basset, Les études Linguistinques berbéres depuis le Congrés de Paris (1948-1954), Congress of Orientalists, Cambridge, 1954.

Ch. Pellat, Textes berbéres dans le parler des Aït Seghrouchen de la moulouya, Paris, 1955

J.D. Wolfel, « Le probléme des rapports du gaunche er du bérbere », Hespéris, 1953.

J.D. Wolfel, « Le probléme des rapports du J.D. Février, Que savons-nous du lybique ? » R. Afr., 1956 (p. 263-73).

P. de Foucauld, Dictionnaire toureg-français (Dialecte de l’Ahaggar), 4 vol., Paris, 1951-52, XIII + 2028 p. ).

Abbé Chabot, Receuil des inscriptions libyques, Paris, 1940.

M. Reygasse, Contribution à l’étude des gravures rupestres et inscriptions du sahara central, Alger, 1932.

Th. Monod, L ’Adrar Ahnet, Paris, 1932 (p. 135).

Th. Monod, Gravures, peintures et inscriptions rupestres, Paris, 1938.

G. Marcy, Les Inscriptions libyques bilingues de l’Af. du Nord, Paris, 1936.

Le même, « Introd. à un déchifferement méthodiques des inscriptions du Sahara Centrale », Hespéris (1-2).

E. Brémond, Berbéres et Arabesn La Berbérie est un pays euripéen : C.R. des séances de l’Arc. des Sc. c., 2 avr. 1943 (218-9) E.M., Af., Madrid, nov. 1951.

E. Garcia Gomez, Al-Hakam il y los berbéres, Segun in texto inedito de Al-Andalus, XIII., I, 1948 (209-26).

E. Laoust, Mots et choses berbéres, notes de linguistiques et d’ethnographie, Dialetes du Maroc, Paris 1920.

Quedenfled, Répartition de la population berbére au Maroc, Tard. par Simon, Alger, 1904.

Mtouggui Lhaoussine, Vue générale de l’histoire berbére, Larose (200 p.).

St-Quentin, 3.000 ans avec les Berbéres, Delagrave, 1949 (220 p.)

P. Curcy, « En pays berbére), in Europe, 1928 (15 sep. et 15 oct.)

H. Raynaud, Les Berbéres sont-ils des barbares ? R.G. m. n° 4, 1946

D.P. Barrows, Berbers and Blocks, impressions of Marocco, Timbuktu and western Sudan, New-York and London, 1927 (251 p.)

Fournel, Les Berbéres, Paris 1875-81 (2 vol).

Ch. de Foucauld, Poésies touarégues, Paris, 1925-30

F. Nicolas, Pémes touareg, ETI, 1941-2

G. de Gironcourt, « l’Art chez les Touareg », Rev. d’Eth. et de Sociol., Jan.-Fév., 1914.

P. Ricard, « Tissages berbéres des Aït Aissi », Hespéris, 1925; « Les Tissages sur métier de haute laine à Aït Hicham et dans le Haut Sebou », in R. Afr., 1941-2.

« Les Tissages décorés chez les Béni Mghild », in Hespéris, 1945.

H. Balfet, La poterie des Aït Smaïl de Jarjora.

G. Marçais, L’Art des Berbéres, Alger, 1956.

ولهذا فنحن نعتز كمغاربة – مهما يكن أصلنا – باللغة البربرية (بفروعها الأمازيغية والريفية والشلحية) كأنها جزء من تراثنا الوطني فاللغة البربرية واللغة العربية – لغة القرآن – صنواه في حضارة المغرب الخالدة.



(1) Rogers, Cuneiform Parallels …, p. 353

(2) كتاب التقاليد العربية القديمة، F. Hommel, The Ancien Hebrew Tradition, p. 202 ولاحظ كروهمان أيضا في بحثه عن تاريخ العرب أن الأراميين هم أسلاف العرب (دائرة المعارف الإسلامية، الطبعة الجديدة، ص. 524).

(3) D. Diringer, The Alphabet, 1943, p. 253

(4) Grohmann, « The Arabs », The Encyclopedia if ISLAM, New Ed, p. 525

(5) وفي كتابه العرب واليهود في التاريخ (طبعة وزارة الإعلام العراقية، 1972)

(6) الدكتور محمد عزة دروزة، تاريخ الجنس العربي، ج. 1، ص. 26.

(7) تاريخ مصر لبريستد؛ والحضارة المصرية لغوستاف لوبون؛ وتاريخ المدينة المصرية لغوستاف بيكي إلخ.

(8) راجع بحثنا “الفكر الصوفي وأصوله” في العدد الثالث من اللسان العربي (1385 هـ / 1965 م)

(9) أشار إليها الأستاذ توفيق المدين في مجلة تقويم المنصور (العدد الثالث عام 1348 هـ) راجع بحثنا في مجلة اللسان العربي،
عدد 3، 1384 هـ / 1965 م.

(10) الأصحاح، ص. 22

(11) Rawlinson, Phoenicia, pp. 404, 548

(12) Univ. Jewih, Encyclopedia, vol. 2, p. 651

(13) A. H. Silver, Moses and the original Torath N.V, 1961 وقد أشار الدكتور أحمد سوسة أيضا إلى مرجع آخر هو الأسس التاريخية للعقيدة اليهودية، 1969، ص. 8

(14) طبعة 1965، ج 11، ص. 279

(15) الدكتور أحمد سوسة، مقدمة كتابه المذكور

(16) أودلف أرمان، ديانة مصر القديمة، الترجمة العربية، ص. 29-314، عن كتاب العرب واليهود في التاريخ “المقدمة”.

(17) الدكتور علي حسني الخربوطي، العرب والحضارة، ص. 13

(18) العقاد، أثر العرب في الحضارة الأوروبية، القاهرة، 1960، ص. 11.

(19) انعقد في الثمانينات مؤتمر في داكار بإشراف رئيس الجمهورية آنذاك سنغفور (Senghor) وكان القصد هو إثبات السلالة الزنجية وقد عينت آنذاك لحضور المؤتمر من طرف صاحب الجلالة الحسن الثاني صحبة وزير الشؤون الإسلامية الشيخ المكي الناصري، ففندت هذه النظرية وأوضحت بحجج تاريخية اجتماعية أن الزنجية أصلها الزنهاجية اليمنية.

(20) راجع مجلة تقويم المنصور، توفيق المدني عام 1343 هـ.

(21) نسبة إلى مدينة (قصبة) التونسية حيث عثر على أول نموذج منه في (المقطع) بالقرب منها.

(22) Perpime d’Hannon عرف بترجمة إغريقية

(23) كانم إقليم سوداني يلي صعيد مصر شاعره إبراهيم بن محمد بن فارس من بن ثاكلة توفي بمراكش عام 608 هـ (أو 609 هـ) مدح يعقوب المنصور بعد انتصاره في موقعة الأرك، وكانم من بني عمومة تكرور (معجم البلدان، ج 4، ص. 432، طبعة القاهرة، 1957، ص. 2؛ الاستقصا، ج 1، ص. 181؛ صبح الأعشى، ج 5، ص. 280.

(24) كوتيي، العصور الغامضة في المغرب، ص. 157

(25) المسعودي، التنبيه، ص. 26

(26) ياقوت الحموي، المشترك وضعا والمفتري صقعا، ص. 31، طبعة كونتجن، 1946.

(27) تاريخ السودان، القاهرة، ج 1، ص. 37، عام 1903.

(28) الموسوعة الإسلامية، الطبعة الفرنسية، 1960، ج 1، ص. 1208

(29) المسالك، ص. 24

(30) تاريخ ابن خلدون، ج. 1، ص. 519؛ ج 6، ص. 58؛ الاستقصا، ج 4، ص. 24

(31) الإستقصا، ج 1، ص. 98.

(32) كوستان لوبون، حضارة العرب، الطبعة الفرنسية، ص. 507، الفرنسية.

(33) الفيضيلي، الضرر البهية، ج 2، ص. 200

5 تعليقات

  1. جزائري بتاريخ

    امة ضحكت من جهلها الامم
    عن اي هجرات تتكلم ؟؟
    و عن اي تعريب قبل الاسلام ؟؟

    الحمد لله على نعمة العقل

  2. al Moghraby بتاريخ

    التحيات والتمنيات الطيبة للمؤلف.
    السلام عليكم و رحمة الله تعالى و بركاته ، أما بعد،

    قرأت بتمعن ما جاء في بحثكم القيم و الجدير بالتنويه،

    و هو جدير حقا بالتعميم على نطاق واسع كمرجع معتمد،و

    أقترح على المؤلف أن يكمل جهذه و معروفه،بمراجعة

    نصوص البحث و تطهيره من أخطاء

    الرقانة و هي كثيرة مع الأسف .

    مع التحيات والتمنيات الطيبة للمؤلف.

  3. karim algerie بتاريخ

    (-_-)
    ما هذه الخزعبلات يا صاحب المقال 🙂
    اتعلم ان كل ما كتبته مضحك و مثير للسخرية 🙂
    اتعلم ان العرب سلاللتهم هي j1c3d و فقط و الاراميين و غيرهم من شعوب الشرق الاوسط سلالتهم j2 و الكنعانيين من سلالة افريقية e و هم احفاد الناتوفيون les natoufiens
    https://resistanceauthentique.wordpress.com/2014/12/10/de-nouvelles-preuves-archeologiques-attestant-que-les-premiers-habitants-disrael-etaient-noirs/

    الحمد لله على نعمة العقل 🙂

  4. hassan بتاريخ

    maroc
    تعلمت الحروف الفينيقية وبحتت على نصوص بونيقية ترجمها علماء من قبل إلى العربية وكم كانت دهشتي بالغة لما اكتشفت انها قريبة لللهجة الدارجة لدرجة انني استغربت كيف استطاع المترجم ترجمة كلمة ـ يشتف ـ إلى فعل يطئ رغم ان الكلمة لا يعرفها الا المغاربة

  5. عثماني المغرب بتاريخ

    ***
    صاحب المقال باحث ومؤرخ مغربي متوفى منذ مدة .والمعطيات التي يعرضها متداولة لكنها موضوع اختلاف بين الباحثين.
    فيما يخص كلمة “يشتف” فهي كلمة ألمانية
    بمعنى الحذاء الذي يغطي إلى حدود الركبة Les bottes
    ومقابلها الألماني
    die Stiefel
    فشتف بمعنى وطأه بالحذاء المشار إليه.

Exit mobile version