في لمح البصر تحول كل شيء. بالله عليكم هل من مصدق لما يصعب تصديقه… الإخوان في السجون، “باراك “حر، البرادعي في”فيينا”؟ يترآى لي أن كل ما حدث من ثورة، و سجن مبارك ثم إحالته على القضاء، و إعلان المسار الديموقراطي… كلها مجرد عملية تمت افتراضيا على حاسوب، جاء “السيسي” بعدما أتمها صاحبها (الشعب المصري) و بلا كثير عناء منه ضغط على أمر “تراجع”، فأعاد الأوضاع إلى سابق عهدها. أو ربما يكون ذلك الشعب الثائر العظيم نسي أن يدوس أمر “حفظ” لقلة حيلته أو من غمرة فرحته…
 
إنها حلم جميل أجهضه “السيسي” فاستفاق بعده المصريون على كابوس بشع… أم هي مجرد مشاهد من كاميرا “خفية” سرعان ما عرف المشاهد بعدها الحقيقة بعدما طلع “السيسي” ليقول له أن هذه المشاهد كانت نزولا عند رغبة المصريين الفنانين بطبعهم “عذرا كنا بنهزر”. ثم تخلى عن “الهزار” و نزع القناع عن وجهة الانقلابي القبيح، عندما أنطقه من أنطق الحجر و الشجر دون إرادته فقال بلسان أزرق فصيح قبيح و في رابعة النهار و على رؤوس الأشهاد “كل عمل لا يرضي الله نحن معه ونؤيده”.

أخرج القضاء “باراك” إلى الفضاء، و كالعادة ليست مصائبنا إلا متعلقة بنقطة واحدة اجتثها “السيسي” فأخرج معلمه “باراك” من تحت طائلة القضاء إلى رحب الفضاء. و أخرج معه فلوله من جحور الفتنة إلى شوارع الجريمة، للمجاهرة بالتشفي في دماء الشهداء حتى تتزاوج خيانتهم و فسادهم في الأرض مع فساد و خيانة أبواق الفتنة على الفضائيات…

 ويل لقضاء مصر من تحرير “باراك” على حساب إهدار دم شهداء تحرير، ويل لقضاء الأرض من قضاء السماء، ويل لـ”السيسي” الذي حول ميدان التحرير من فضاء ثورة شعبية في 25 جانفي 2011 إلى فضاء انقلاب عسكري في 30جوان؟ ويل لأولئك الذين يتمسكون بتكريس شهر جوان شهرا للنكبات والنكسات والانتكاسات.

فنكسة 5جوان1967 نكسة للعرب و نصر مؤزر للصهاينة، و كذلك نكسة 30جوان 213 نكسة للعرب و نصر للصهاينة دون أن تراق لهم فيه قطرة دم واحدة. هكذا تعمل “الصيوصليبية” على تخريب بيوت العرب و قتل أبنائهم بأسلحة أبنائهم. إنه أكبر خزي لم يشهده العرب منذ وُجدوا كبشر على سطح اليابسة. بل هو مشهد أخير من مشاهد العار و الخزي و الذل و الهوان في هذه الأمة، و الخوف ألا يكون آخر المشاهد. و على الرغم من فظاعة القتل و التنكيل و القمع و الترويع لم يعد بإمكان “السيسي” و الانقلابيين أكثر مما كان، لأنه الآن يترنح بحبل مشنقته الذي مهما طال لابد خانقه، إذ يكفي فقط أنه حول جيش مصر العظيم إلى قوة قاهرة للشعوب العربية. و لتزامن جريمته في مسجدي الفتح و رابعة العدوية بجريمة نظيره العلوي النصيري في الغوطتين بعد فروغه من جريمة اقتحام مسجد خالد بن الوليد، و تدميره و غيره من المساجد، حق للعرب و المسلمين كلهم مادامت عقيدة الجندي العربي العسكرية اختزلت في اقتحام المساجد أن يسألوا متى تقتحم هذه القوات الباسلة المسجد الأقصى أولى القبلتين وثاني الحرمين و ثالث المسجدين؟ أليس ذلك مسجدا يذكر فيه اسم الله؟؟ أوليس جنود بشار و السيسي جعلوا من المساجد ساح وغى و من الساجد دارئة لنيرانهم؟

الحقيقة أن المساجد التي دهمها وخربها الفاتحون الأبطال من جند “السيسي” و “حماة الدمار” الأسدي و دنسوها و أحرقوا مصاحفها عامرة بذكر الله كان هدفهم إفراغها من الذكر و الذاكرين، أما الأقصى الشريف فعلى أبوابه “صهاينة شداد غلاط” لا قبل لـ”لسيسي” و الأسد بهم.

و ما يحدث في مصر عملية إبادة لأبناء و بنات رابعة، بنات منقبات كالشاطرة بنت الشاطر و الشبلة “أسماء” بنت الأسد البلتاجي، لتغيير حرائر مصر بالغصب وجعلهن نموذج مسخ ممسوخ كـ”نوال السعداوي” و “إلهالم شياطين”. و ما يحدث في سورية هو انتقام غلاة الروافض من قادسية “سعد” في قادسية مضادة في الشام انتقاما من أحفاد عكرمة، خالد، شرحبيل، عمرو و أبي عبيدة. إنها ضغائن التاريخ و الانتقام من الأحفاد و إجهاض أحلامهم.

عبد الله الرافعي
23 أوت 2013

التعليقات مغلقة.

Exit mobile version