لم تسل أية انتخابات حبرا منذ انتخابات سنة 91 مثل الذي أسالته و ستسيله الانتخابات القادمة. ليس لأن هذه الانتخابات ستكون عرسا ديمقراطيا كما يصورها النظام وأحزابه، ولا لكونها كرنفالا عبثيا ومهرجانا للفرجة كما يصورها آخرون، ولكن لكونها محطة يراهن عليها النظام القائم في تغيير جلده وإطالة عمره وإشراك أطراف جديدة في الوليمة، وتراهن عليها كثير من النخب المخلصة وقطاعات عريضة من الشعب الواعية بحجم مأساة الجزائر من أجل حشر هذا النظام ومحاصرته و إظهار مدى القطيعة بينه وبين الشعب ومدى إفلاس الطبقة السياسية، بل قد يمهد هذا الأمر لحراك سياسي يوقظ هذا الشعب من غفوته.

إن الأجواء المحيطة بهذه الانتخابات والإجراءات التجميلية التي يجريها النظام تذكرنا بالوضع في الجزائر وممارسات المستعمر خلال السنوات القليلة التي سبقت الثورة. فتحت تأثير الظروف الدولية آنذاك ومن أجل امتصاص الغضب الشعبي المتزايد والتمويه على الرأي العالمي قدمت الحكومة الفرنسية مشروعا يقضي بمنح الجزائر دستورا خاصا ومجلسا جزائريا سنة 1947 سبقه قانون 7 مارس 1944 الذي يخول لكل جزائري الحق في الانتخاب. طبعا عاشت البلاد مشاهد انتخابية عبثية شبيهة بما عاشته الجزائر في العقدين الأخيرين.

في الحقيقة أفضل وصف لهذا المشهد نجده في مقالة للشيخ البشير الإبراهيمي، هذه المقالة التي استحضرتها هذه الأيام ذاكرة الكثير من الجزائريين وتم تداولها بشكل واسع على صفحات التواصل الاجتماعي والتي سأقتبس منها بعض الفقرات التي توضح مدى تشابه حال اليوم بالأمس. يقول الشيخ واصفا الانتخابات:

“أما في الجزائر؛ فالانتخابات – منذ سنّت لعبة لاعب، وسخرية ساخر، ورهينة استبداد – ولدت شوهاء ناقصة، وما زالت متراجعة ناكصة، وضعت من أول يوم على أسوأ ما يعرف من التناقض، وأشنع ما يُعلم من التحكم والميز والعنصرية، وهو تمثيل الأكثرية في المجالس المنتخبة للأقلية من السكان، ولأقلية فيها للأكثرية منهم، قد كانت هذه الانتخابات شرّاً مستطيراً على الأمة الجزائرية »

وفي وصف وتفسير دقيق لما آلت إليه الطبقة السياسية يقول:

 “فإنّ الانتخاب أصبح وبالاً على الأمة ووباء، وذهب بالبقايا المدخرة فيها من الأخلاق الصالحة هباء، وأصبحت هذه الكراسي عاملاً قويّاً في إفساد الرجولة والعقيدة والدين، وإمراض العزائم والإرادات، وفيها من معاني الخمر أنّ من ذاقها أدمن، وفيها من آفات الميسر أن من جرّبها أمعن، وقد كنا نخشى آثارها في تفريق الشمل وتبديد المال”
إن القارئ لهذه الفقرات يكاد لا يشعر أنها تصف وضع الجزائر تحت وطأة الاستعمار بقدر ما تصف وضع الجزائر 50 سنة بعد ما يسمى “استقلالها”. بل إن شواهد التشابه أكثر، فالانقسام الذي كان حاصلا في وسط النخب السياسية في ذلك الوقت بين المؤمنين بإمكانية تعايش الأمة الجزائرية وتحقيق طموحات الشعب وتحسين ظروفه في ظل الاستعمار عن طريق اللعبة الانتخابية، وهؤلاء مثلتهم عموما الأحزاب السياسية المعتمدة، باستثناء المصاليين، وبين نخب سياسية أخرى خارج التشكيلة السياسية الرسمية آمنت بحق الشعب في الاستقلال وتقرير مصيره.

هذا المشهد يحاكي تماما الانقسام الحاصل اليوم بين أحزاب السلطة أو المعتمدة، باستثناء جبهة القوى الاشتراكية، ونخب سياسية غير مهيكلة سياسيا تؤمن بحتمية التغيير الجذري. الفرق الوحيد هو أن الذين كانوا يمثلون الشعب في انتخابات فرنسا من الباشغوات وشكال ومن على شاكلتهم يدير أبنائهم اليوم اللعبة السياسية ويتحكمون في رقاب أكثر من 35 مليون جزائري.

الشاهد الآخر هو انفصال الشعب الجزائري آنذاك عن النخب السياسية الرسمية وحالة الإحباط والغضب الشعبي لكن دون وجود رؤية سياسية لكيفية الخروج من الوضع البائس أو وجود قيادة سياسية تثق بها الجماهير.

طبعا لسنا هنا بصدد التنبؤ بثورة، لأن خيوط وأطراف اللعبة مختلفة، فبالأمس رفعت مجموعة من الرجال السلاح في وجه مستعمر أجنبي ورمت بالثورة إلى الشارع فأحتضنها جزء من الشعب ولحق بها جزء يسير، ولكن الأكيد أن جزءا كبيرا من الشعب وربما أغلبيته ما كان ليقوم بثورة ولو بعد قرن، بينما اليوم فإن أية ثورة شعبية سلمية في الجزائر تحتاج إلى أكثر من الإحباط أو الامتعاض أو الغضب، ولا يكفي اليوم أن يخرج حتى مئات الآلاف إلى الشارع كي يسترجع الشعب حقوقه المهضومة وثروته المستباحة.

هذا الأمر يدفعنا إلى العودة إلى الانتخابات القادمة والتي كان هناك إجماع وسط المعارضة الحقيقية لهذا النظام على أنها تمثل فرصة تاريخية لإرباك النظام بشكل سلمي أقرب إلى العصيان المدني والسياسي ونوع من التعبير الصامت لرفض الشعب لجميع الأسس التي يقوم عليها هذا النظام، مما قد يمهد إلى حراك سياسي مؤهل أن يشهد زخما متزايدا يؤدي حتما إلى استرجاع روح المبادرة لدى الشعب وقد يفضي إلى تغيير جذري سلمي إن تم رص الصفوف وإجادة إدارة الصراع.

في الحقيقة مازال الإجماع قائما، ولكن القرار الذي أقدمت عليه جبهة القوى الاشتراكية غيًر كثيرا من المعطيات. فمن ناحية جاء هذا القرار كجرعة أوكسجين أنعشت دواليب السلطة وخففت عنها الحصار، ومن ناحية أخرى جاء هذا القرار بمثابة طعنة في الظهر لقوى المعارضة الحقيقية التي طالما تقاسمت معها جبهة القوى الاشتراكية نفس الرؤية لطبيعة الأزمة وحتمية التغيير الجذري.

ليس الهدف هنا التفتيش في الخلفية الحقيقية لهذا القرار أو حول حقيقة ما يتداول من أن الأمر دبر بليل، ففي نهاية المطاف يبقي هذا الحزب سيدا في قراره، ولكن لابد من وقفة أمام هذا القرار وما قد يترتب عليه، لأن الجزائر أمام منعرج تاريخي حيث تؤدي حتما المواقف التكتيكية إلى سلسلة من التوابع الإستراتيجية.

تجدر الإشارة أولا أن قرار حزب سعدي مقاطعة الانتخابات يدل على أن قرار جبهة القوى الاشتراكية بالمشاركة أتخذ قبل تاريخ إعلانه بفترة وربما طويلة.

في الحقيقة هناك سيناريوهات عدة يتم تداولها حول خلفية هذا القرار ولكن سنعرض هنا إلى سيناريوهين فقط.

لقد سمعنا من بعض الناطقين باسم الحزب أن مشاركتهم جاءت لعدم ترك الساحة لمن يسمون بالإسلاميين، وهنا لا بد من أن نسأل :هل فعلا قائل هذا الكلام يتصور أن من يسميهم بالإسلاميين، الذين تحولوا إلى بيادق للمخابرات تحركهم كيفما شاءت، يستطيعوا أن يتخذوا أية قرار خارج النطاق المرسوم لهم؟ لأنهم وبكل بساطة تم إغراقهم في الفساد من رؤوسهم إلى أخمص أقدامهم مما جعل التحكم في رقابهم أمرا يسيرا وربط مصائرهم.

السيناريو الآخر والذي يعتبر أكثر خطورة هو أن يكون حكام الجزائر استطاعوا إقناع هذا الحزب أن أية تغيير جذري في الجزائر سوف يفتح الطريق أمام عودة القوى الظلامية وسيناريو الدولة الدينية، وأن المصلحة تقتضي أن يتم الإصلاح داخل أطر تمنع تكرار سيناريو 91. وهنا نجد أنفسنا نعود إلى المربع الأول وكأن التاريخ يعيد نفسه، فلا أحد يستطيع إنكار أن جبهة القوى الاشتراكية كانت اللاعب الرئيس في تهيئة الأجواء النفسية لانقلاب 92، عندما هيجت شريحة عريضة من الشارع القبائلي في مسيرتها الشهيرة والتي ركب موجتها كل دعاة إلغاء الانتخابات. صحيح أن نية من دعا لهذه المسيرة ربما لم تكن إلغاء الانتخابات، ولكن كما يقال “الطريق إلى جهنم مليء بالنوايا الحسنة”، وأية جهنم وصلنا إليها وأية لعنة حلت بنا!

طبعا كفًرت المواقف التالية للزعيم آيت أحمد عن هذا الخطأ “التكتيكي” ولكن أن نشهد اليوم استنساخا لنفس التكتيك فإن الأمر لن يكون له كفارة إلا أن يتم تدارك هذا القرار.

في الحقيقة إن قرار جبهة القوى سيكون له انعكاسات مأساوية على الحزب وعلى الوطن.

أولا تجدر الإشارة إلى أن مشاركة جبهة القوى في الانتخابات القادمة ستكون بمثابة المسِّكن الموضعي الذي سيتفادى به النظام انكشاف حجم المقاطعة، لأنه طالما استعصى على النظام تزوير نسب المشاركة في منطقة القبائل، وكذلك ديكور يضفي نوعا من المصداقية على العملية الانتخابية أمام الرأي العام الدولي.

أما إذا عدنا إلى الانعكاسات على الوطن، وبغض النظر عما أشرنا إليه سابقا من شق لصف المعارضة في هذه اللحظة التاريخية، فإن هذا القرار سيعمل على تحييد منطقة القبائل من أية حراك سياسي مقبل، اللهم إلا إذا تمردت قواعد هذا الحزب والمتعاطفين معه عن هذا القرار، بل إن النظام أحوج ما يكون لعملية التحييد هذه، وقد يصل الأمر في حال تمادي جبهة القوى في تبني خيار المشاركة إلى خلق وضع استثنائي أكثر مما هو موجود أصلا لمنطقة القبائل يؤدي إلى شق صف اللحمة الوطنية التي زرعت بذورها في أماكن كثيرة، لأن جبهة القوى هي تقريبا اللاعب الوحيد في هذه المنطقة.

أما على مستوى الحزب فلا يمكن لعاقل أن يتصور أن خيار المشاركة سيمكن الحزب من إحداث أية إصلاح أو تغيير، لأن كل ذي بصيرة اليوم يدرك أنه حتى لو أتينا بحكومة من أشرف وأقدر رجالات الجزائر لن تستطيع أن تغير شيئا في الوضع القائم، لأن الإدارة الموازية والفعلية للبلاد خارج نطاق أية سلطة رسمية.

لهذا فإن قرار المشاركة هذا لن يوصل الحزب إلا إلى نفس النهاية المأساوية التي وصلت إليها حركة حمس. هذه الحركة التي كانت تحمل مشروعا إصلاحيا عميقا ومتجذرا شعبيا انتهى المطاف بقادة الصف الأول فيها إلى أحضان السلطة والصف الثاني إلى عالم المال والأعمال والصفقات المشبوهة، بينما تفرقت القاعدة بين مصدق لما يسوقه شيوخهم لهم من أحلام وسراب وبين متربصٍ منتظٍر لفرصة قد تلحقه بإخوانه السابقين في عالم المال والأعمال. وهكذا ضاع المشروع واضمحلت الفكرة ومرضت العزائم واشتريت الدنيا بالدين، بل وصل الأمر بالرجل الثاني في حمس أن يسوق لأنصاره وربما للشعب الجزائري ضرورة وسنة التغيير في الانتخابات القادمة منطلقا من قصة الخليفة عمر بن الخطاب رضي الله عنه، الذي رغم عدله فإن الناس فضلوا عثمان رضي الله عنه في خلافته عن علي كرم الله وجه، لأنهم وجدوا في عثمان نموذجا مختلفا عن عمر الفاروق؛ أي نعم إن التغيير القادم في الانتخابات سيكون من شاكلة التغيير من خلافة عمر إلى عثمان، أو أننا سنكون مخيرين بين علي وعثمان! إن هذا المنطق وأسلوب التدليس وإلباس الحق بالباطل لا يجد المرء وصفا يليق به إلا في قوله تعالى  “لقد ابتغوا الفتنة من قبل وقلبوا لك الأمور”.

إن هذه الحالة البائسة التي وصلت إليها حمس ستكون نهاية كل من يجعل مشاركة هذه العصابة خيارا له مهما حسنت النوايا. في الحقيقة التبريرات التي يصوغها هذه الأيام الكثير من مناضلي جبهة القوى، ممن آثروا الالتزام بقرارات حزبهم، تذكر المرء بالحجج والمسوغات التي يتناقلها مناضلو حمس لتبرير مسيرة حزبهم، ولكن لسان حالهم يصدق فيه قوله تعالى “وَجَحَدُوا بِهَا وَاسْتَيْقَنَتْهَا أَنْفُسُهُمْ”.

أخيرا وليس آخرا، أعتقد أن ما ورد على لسان أويحيا من تهديد للشعب الجزائري بعودة الكلاش والدماء يستحق وقفة. هذا الكلام يعيد إلى الذاكرة مقولة رضا مالك الشهيرة، وما يصدر عن هؤلاء لا يمكن اعتباره زلة لسان، فهم يعبرون عن دوائر القرار وما مهمتهم إلا إبلاغ الرسالة أو تنفيذها. هذه القصة في الحقيقة تذكرنا بكلمة قالها جمال عبد الناصر أثناء تمثيلية محاولة اغتياله أو ما يعرف بحادثة المنشية، حيث وقف مخاطبا الجماهير بعد الحادث قائلا “إن مت فإنه يكفيني أني زرعت فيكم العزة والكرامة” لتهتز الجماهير تصفيقا لسماعها هذه الجملة والتي تصدرت الصحف في الغد، هذه الكلمة ربما سمع عنها الكثيرون ولكن ما لم تتناوله كتب التاريخ كثيرا هو ما قاله الأديب عباس محمود العقاد معلقا عن كلمة عبد الناصر وردة الفعل الشعبية والإعلامية عنها، حيث قال “يومها عرفت أنه لم يبق في مصر رجل واحد” ولقد صدق العقاد فلقد أستباح عبد الناصر ومن خلفه مصر لعقود.

مأساة الجزائر أنها بلد مغتصب ومستباح من أبناء الباشغوات وشكال وضباط فرنسا وأبنائهم، وتذبح بيد أبنائها الذين آثروا عرض الحياة الدنيا وفسدت ذممهم ورجولتهم، الجزائر بلد غاب فيه صوت العقلاء وكأنها خلت منهم وعلا صوت الحمقى وكأنه ليس هناك غيرهم، لك الله يا جزائر.

سين جيم
18 مارس 2012

Les bégaiements de l’Histoire dans la tragédie algérienne

Aucune élection – depuis celle de 91 – n’aura fait couler autant d’encre comme les prochaines élections législatives prévues en Mai prochain, tant il est vrai que celles-ci ne seront, ni une fête dédiée à la démocratie comme cherchent à le faire accroire le régime et ses partis godillots, ni ce festival carnavalesque imaginé par d’autres.

En fait, dans ce nouveau face-à-face, autant le pouvoir en place table énormément sur ce rendez-vous électoral pour opérer un lifting, une mue démocratique trompeuse, autant les élites saines et sincères, ainsi qu’une grande frange du peuple, consciente de la tragédie nationale que nous vivons, comptent sur ces élections pour pousser ce pouvoir en faillite dans ses derniers retranchements. En révélant du même coup la réalité, aussi bien de l’isolement de ce pouvoir que de l’échec de la classe politique sur laquelle il s’appuie, préparant ainsi la voie à une véritable prise de conscience collective du peuple algérien.

Le climat de fébrilité politique actuel et les mesures de rafistolages d’ordre purement cosmétique auxquelles a recours le pouvoir, ne sont pas sans rappeler étrangement, la situation socio politique de notre pays, dans la période qui a précédé le déclenchement de la Révolution, quand, sous la pression du contexte international [qui a suivi la fin de la Seconde Guerre mondiale] le gouvernement français a présenté en 1947, un projet octroyant à l’Algérie un Statut constitutionnel spécial et une Assemblée algérienne, consécutivement à la Loi du 7 Mars 1944, accordant le droit de vote à tous les algériens. On sait ce qu’il en est advenu de ces prétendus droits civiques et de ces prétendues élections qui ressemblent tant aux mascarades électorales que notre pays a vécues au cours des deux dernières décennies…

De fait, la meilleure description de ce genre de mascarades électorales, nous le trouvons dans cet article mémorable du regretté Cheikh Bachir El Ibrahimi et que beaucoup d’internautes ont récemment largement commenté sur les réseaux sociaux. J’en reproduis ici,  certains passages qui montrent d’une manière saisissante, combien la situation d’aujourd’hui n’a guère changé par rapport à celle d’hier :

“Quant à l’Algérie, c’est la règle immuable que les élections n’y sont qu’une vaste “mascarade, un monstre inachevé et difforme dont a accouché le colonialisme ; un monstre “[juridique et constitutionnel] qui, dès le premier jour de sa naissance aura été frappé du sceau “de la contradiction, du despotisme et de la ségrégation raciale, en tant qu’il aboutit à une “drôle d’Assemblée où c’est une large majorité d’élus qui représente une population “minoritaire et à l’inverse, c’est une infime minorité d’élus qui représente la majorité de la “population. Ces élection auront donc été une véritable malédiction planant au-dessus de la “nation algérienne.”
Plus loin, dans une description pertinente, remarquable par sa précision sur la classe politique [algérienne] d’alors, le Cheikh poursuit :

“C’est que les élections sont devenues un mal endémique qui a fini par emporter le peu qui restait de nos traditions morales ; si bien que la convoitise des fauteuils du pouvoir est devenue un puissant facteur de dégénérescence de la virilité, de la conviction religieuse et du volontarisme, telles la dépendance à l’alcool ou l’addiction au jeu. Et il arriva ce que nous avions toujours craint : la division dans les rangs et le gaspillage des moyens.”

En lisant ces quelques extraits décrivant la situation du pays durant la période coloniale, beaucoup de lecteurs seraient enclins à penser qu’il s’agit-là d’une description actuelle de la situation de notre pauvre pays, 50 ans après une prétendue “Indépendance”.

D’autres termes de similitude existent d’ailleurs, à l’exemple des dissensions qui régnaient au sein des élites politiques d’alors, entre d’une part, les élites des partis politiques autorisés par l’administration coloniale et qui, – exception faite des messalistes – croyaient à la réalisation des aspirations du peuple et à l’amélioration de ses conditions de vie, à l’ombre d’une coexistence avec le colonialisme, par le jeu des élections et, d’autre part, les élites nationalistes qui ne s’inscrivaient pas du tout dans le jeu politique officiel, parce qu’elles revendiquaient purement et simplement l’autodétermination du pays et sont droit à l’Indépendance.

C’est strictement le même schéma dans lequel on se retrouve aujourd’hui, avec la fracture qui existe entre, d’une part,, les partis agréés, intégrés dans le jeu du pouvoir en place – exception faite ici, du Front des Forces Socialistes – et, d’autre part, une élite politique non structurée dont le crédo commun est l’impérieuse nécessité d’un changement radical du régime. La seule différence se trouve dans le fait que ce ne sont plus les bachaghas, les Caïds et autres “serviteurs de la France” qui sont à l’œuvre, mais une grande frange de leurs descendants qui prétendent aujourd’hui régner sur plus de 35 millions d’algériens…

Dernier élément de comparaison enfin, la fracture entre les élites partisanes de l’ordre officiel et un peuple révolté et démoralisé. Avec cette réserve cependant, à savoir l’absence actuelle d’une vision politique claire sur les moyens de sortir de cette situation dramatique et la quasi inexistence de leaders politiques dignes de la confiance des populations.

Naturellement, il ne s’agit pas ici de jouer aux Cassandres annonçant une quelconque  révolution, tant il est vrai que les trames de la tragédie, tout autant que les protagonistes sont aujourd’hui différents d’hier. Car, s’il a suffi hier, qu’un petit groupe d’hommes bien décidés, prennent les armes pour combattre l’occupant étranger, en jetant la révolution dans la rue pour qu’une grande partie du peuple algérien fasse sienne cette révolution, il n’est pas certain en revanche, que ce même peuple eût de lui-même déclenché la révolution, même après un siècle. A fortiori aujourd’hui, toute révolution pacifique en Algérie exige beaucoup plus qu’un simple climat de mécontentement social, de ras-le-bol ou de ressentiment, même si des milliers et des milliers de citoyens devaient sortir dans la rue pour revendiquer leurs droits en dénonçant [le despotisme] et le pillage des richesses du pays.

Ceci nous ramène au sujet central des prochaines élections, à propos desquelles le consensus est total dans les milieux de l’opposition authentique au pouvoir, pour convenir que ces élections devront être une occasion salutaire pour désarçonner le pouvoir d’une manière non violente – proche de la désobéissance civile et politique – en montrant par le silence du boycott, le rejet par le peuple des manœuvres subalternes sur lesquelles celui-ci repose ; ce qui pourrait avoir pour effet de préparer le terrain à une dynamique de reconquête de l’initiative dans les rangs du peuple, pouvant conduire à un changement radical par des voies pacifiques, pour peu qu’on fasse preuve d’esprit de solidarité et de capacité de gérer le déroulement de cette lutte.

Un tel consensus demeure, même si la décision du FFS de s’engager dans ces élections a changé de nombreuses donnes : en particulier, d’une part, en fournissant au pouvoir un certain répit qui a allégé son isolement et, d’autre part, en ébranlant cette vision unitaire qu’a toujours partagée l’opposition authentique avec le FFS, tant dans le diagnostic que nous portons sur la nature de la crise que sur l’impérieuse nécessité d’un changement radical.  

Bien entendu, il n’est pas question ici, de chercher à décrypter les intentions du FFS et encore moins de lui faire un quelconque procès inquisitoire sur sa décision souveraine. Mais il est difficile de s’empêcher de penser qu’une telle décision intervient à un moment où l’Algérie se trouve à un tournant important et que toutes les positions d’ordre tactique, quelles qu’elles soient, comportent nécessairement des conséquences d’ordre stratégique. On notera au passage, que la décision de boycott annoncée par le parti du RCD, prouve que la décision [de participation] prise par le FFS était déjà prise, avant qu’elle ne soit officiellement annoncée ; et peut-être même longtemps avant…

Certes, on pourrait gloser à l’envi, autour des scénarios possibles qui auraient motivé une telle décision ; mais on se contenter d’en soulever deux seulement :

– Dans le premier scénario, si l’on en croit certains porte-parole du parti, cette décision du FFS aurait été motivée par la volonté de ne pas laisser les “islamistes” comme ils disent, occuper seuls le terrain. Or, de quelle liberté d’action réelle peuvent disposer ces “islamistes” dont ils parlent, quand chacun sait que ce sont de simples pions entre les mains des Services qui les manipulent à leur guise en leur traçant les lignes à ne pas franchir ? Parce que tout banalement, ils auront été compromis et trompés de la tête aux pieds dans de sales affaires et qu’ils ont perdu par conséquent, toute latitude à disposer d’eux-mêmes et de leur destin.

 Dans le second scénario – qui est de loin, beaucoup plus dangereux – il est à craindre que les dirigeants du pays n’aient réussi à convaincre ce parti [le FFS] que tout changement politique radical ouvrirait un grand boulevard pour le retour des “forces de l’obscurantisme” – comme ils disent – et de l’Etat théocratique ; et que par conséquent, l’intérêt de tous, passe par des réformes qui empêcheront tout risque de retour au scénario de 1991, c’est-à-dire à la case départ. Comme par une sorte de bégaiement de l’Histoire… Pour rappel, personne ne pourra nier en effet, le rôle moteur du FFS dans la préparation des conditions psychologiques ayant servi de prélude au Coup d’Etat de Janvier 1992, avec l’organisation de la célèbre marche d’une grande frange de la population kabyle, opportunément exploitée par les divers tenants de l’annulation des élections ; car, même si l’on devait tenir pour vrai, que l’intention des organisateurs de cette marche n’était pas tant l’annulation des élections, le fait est que, comme l’on dit, “l’enfer est pavé de bonnes intentions”…

Et dans quel enfer avons-nous été plongés grands Dieux, et dans quelle malédiction !

On sait comment par la suite, les prises de position ultérieures du zaïm Aït Ahmed lui ont valu d’être absous en quelque sorte de cette faute “tactique” ; or, nous assistions aujourd’hui à la reproduction de ce  même comportement dit “tactique” et qui ne saurait être pardonné, tant que cette décision ne sera pas reniée. En tout été de cause, la décision du FFS ne manquera pas d’avoir des répercussions dramatiques, à la fois pour ce parti en tant que tel et pour le pays lui-même. En effet, cette décision ne constitue-t-elle pas une espèce de sédatif topique qui va éviter au régime d’être mis à nu par un boycott massif, tant il est vrai qu’à ce jour, le régime n’a jamais réussi à falsifier le taux de participation électorale en Kabylie ? Sans oublier le fait que le “décor” à connotation kabyle ne manquera pas de conférer à cette opération électorale, une certaine crédibilité vis-à-vis de l’opinion internationale.

S’agissant de ses répercussions à l’échelle du pays, et outre son effet d’affaiblissement des rangs de l’opposition réelle, dans une étape cruciale, cette décision sera un facteur de “neutralisation” politique de la région de la Kabylie par rapport à tout mouvement de contestation à venir ; à moins d’une désobéissance et d’une déffection de la base de ce parti et de ses sympathisants. Quoi qu’il en soit, la “neutralisation” politique de la Kabylie arrangera grandement les affaires du régime ; ce qui signifie que si le FFS persiste dans son option de participation aux élections, cela aura pour effet de créer une situation exceptionnelle encore plus compliquée que celle qui prévaut aujourd’hui, situation qui pourrait conduire à déchirer davantage le corps de la nation où les graines de la dissension ont partout été disséminées ; et ceci d’autant plus qu’en Kabylie, le FFS est quasiment le seul acteur politique en lice.

Quant aux répercussions de cette décision à l’échelle du parti, il ne se trouvera pas un seul homme sensé, pour s’imaginer que le choix de participer lui permettra d’apporter une réforme ou un changement quelconque, sachant que même une formation gouvernementale entièrement constituée d’hommes d’honneur et de compétences avérées, ne pourra strictement rien faire, face à la véritable administration parallèle [le DRS] qui détient la réalité du pouvoir et qui échappe aux autorités officielles de pure façade… C’est pourquoi, cette décision de participation ne mènera nulle part ailleurs, sinon qu’à la même situation dramatique où s’est retrouvé plongé le parti Hams qui était pourtant porteur auparavant, d’un réel projet  réformateur, profondément ancré dans la société mais dont les leaders du premier rang se sont retrouvés dans le giron du pouvoir tandis que ceux du second rang se sont convertis dans le monde de l’argent et de l’affairisme douteux ; quant à la base, elle a éclaté entre ceux qui continuent de croire aux rêves et autres mirages que leur font miroiter leur chouyoukhs et ceux qui se sont mis à l’affût d’éventuelles opportunités de rejoindre leurs frères bienheureux dans le monde du business.

Et c’est ainsi que tout un projet de société a capoté de lui-même et avec lui, les idées et la volonté qui l’ont porté, les privilèges individuels de l’immédiat, l’ayant emporté sur le devenir du pays ; pis encore, le second homme du parti Hams a récemment cherché à convaincre ses militants, voire l’ensemble du peuple algérien, du changement nécessaire qui était escompté à l’issue des prochaines élections, allant même jusqu’à rappeler, en guise de parabole historique, la crise qui a présidé à la succession du Calife Omar, à travers le choix qui avait été porté sur Othmane le réformateur plutôt que Ali…

En d’autres termes, pour cet individu, les algériens étaient sommés de participer aux prochaines élections pour réaliser le changement ! Cette logique de la malhonnêteté et de la fraude morale qui consiste à travestir la vérité, est d’ailleurs merveilleusement exprimée dans le Coran :

“Auparavant, ils ont cherché à semer la discorde [dans vos rangs] et à t’embrouiller les faits…” – Sourate At-Thaouba, Verset 48 –

Indubitablement, cette misère extrême dans le comportement, où en a été réduit le parti Hams, sera aussi le lot de tous ceux qui chercheront à composer avec cette véritable association de malfaiteurs qu’est le régime en place, aussi sincères que pourraient en être les motivations. D’ailleurs, il est significatif d’observer combien se ressemblent comme deux gouttes d’eau, les arguments [fallacieux] de ceux qui ont choisi de s’aligner – par pure discipline – sur les positions de leurs partis respectifs…. Rappelant cette autre citation du Coran :  

“Ils la nièrent [la Vérité] injustement et orgueilleusement, tandis qu’en eux-mêmes ils y croyaient avec certitude… ” – Sourate An-Naml (les fourmis), Verset 14 –  

Enfin – last bu not least – je trouve que la récente déclaration de Ouyahia,  menaçant le peuple algérien du risque d’un retour de la Kalachnikov et du sang, nécessite un “arrêt sur image” qui rappelle comme en écho, une déclaration similaire de Réda Malek. Des déclarations qui ne peuvent en aucun cas être considérées comme de simples lapsus ou écarts de langage, venant de ces deux sombres personnages notoirement connus comme étant les fidèles porte-parole et exécutants, aux ordres des cercles décisionnels.

Ce qui n’est pas sans rappeler cette fanfaronnade mise dans la bouche de Djamal Abdennasser par l’auteur d’une pièce de théâtre, relatant les circonstances de l’attentat – connu sous le nom de Menchiya –  contre la personne du zaïm qui, s’adressant à la foule, au lendemain dudit attentat, pérorait :

“Même si j’avais été tué, je serais parti avec la satisfaction d’avoir inculqué en vous, le sens de la fierté et de la dignité”…(!) provoquant un tonnerre d’applaudissements des foules, et que la presse aux ordres de l’époque avait pieusement rapporté en grosses manchettes, dès le lendemain. Mais les livres d’Histoire ont peu évoqué en revanche, ce terrible commentaire du célèbre grand écrivain Abbas Mahmoud Al’Aqqad, à propos dudit discours d’Abdennasser et des réactions des foules et de la presse :

“Ce jour-là, j’ai compris qu’il ne restait pas un seul homme en Egypte !”

Et de fait, Al’Aqqad n’avait fait que dénoncer la mainmise d’Abdennasser et de ses sbires sur l’Egypte ; et pour des décennies.

La tragédie de l’Algérie d’aujourd’hui, c’est qu’elle soit devenue un pays livré à la mainmise et spoliée par toute une génération de fils de bachaghas, de Chekkal et autres enfants de troupe ayant servi dans les rangs de l’ex armée coloniale ainsi que leurs descendances ; la tragédie de l’Algérie d’aujourd’hui, c’est qu’elle soit devenue un pays dépecé et pillé par ses propres enfants, dont le convoitise effrénée des privilèges matériels a sapé la virilité et le sens de l’honneur ; la tragédie de l’Algérie d’aujourd’hui, c’est qu’elle soit devenue un pays d’où la voix de la raison a totalement disparu, tandis que résonnent les voix imbéciles de l’irraison.

Que Dieu te protège Algérie !

Texte traduit de l’arabe par Abdelkader Dehbi,
Membre fondateur du FCN

التعليقات مغلقة.

Exit mobile version