هذا حَديـثُ النَّفْـسِ حينَ تَشُفُّ عَنْ  *  شَرِيَّـتـي وَتَمُــورُ بَعْــدَ ثَــوانِ

وتقُـولُ لـي إنَّ الـحَـياةَ لِـغـايَـةٌ  *  أَسْمَــى مِنَ التّـَصْــفـيقِ لِلطُّغْيانِ

أَنْفاسُكَ الحَرَّى وَإِنْ هِـيَ أُخمِـدَتْ  *  سَتَـظَلُّ تَعْمُـرُ أُفـْقَـهُــمْ بِدُخــانِ

وقُروحُ جِسْمِكَ وَهُوَ تَحْتَ سِياطِهِمْ  *  قَسَـماتُ صُــبْـحٍ يَتَّقِيــهِ الــْجـاني

دَمْعُ السَّـجـينِ هُـناكَ في أَغْلالِهِ  *  وَدَمُ الشَّـهـيــدِ هُنَــا سَيَلْتـَقـِيانِ

حَتَّى إِذا ما أُفْعِـمَتْ بِـهـِمـا الرُّبـا  *  لـم يَـــبْـــقَ غَيْـرُ تَمَرُّدِ الـفَيَــضــانِ

ومَـنِ الْعَواصِفِ مَا يَكُونُ هُبُوبُهَا  *  بَــعْــدَ الــْهُـــدوءِ وَرَاحَةِ الرُّبَّانِ

إِنَّ اْحْتِدامَ الـنَّارِ في جَوْفِ الثَّرَى  *  أَمْرٌ يُثيرُ حَـــفِيــظَـــةَ الْبـــُرْكانِ

وتتابُـعُ القَـطَراتِ يَـنْزِلُ بَعْدَهُ  *  سَيْـــلٌ يَليــهِ تَــدَفُّــقُ الطُّــوفــانِ

فَيَمُـوجُ يقـتلِعُ الطُّغاةَ مُزَمْجِراً  *  أقْــوى مِنَ الْجَبَرُوتِ وَالسُّــلْــطـــانِ

أَنا لَستُ أَدْري هَلْ سَتُذْكَرُ قِصَّتي  *  أَمْ سَــوْفَ يَــعْــرُوها دُجَــى النِّسْيانِ؟

أمْ أنَّنـي سَـأَكـونُ في تارِيخِنا  *  مُتــآمِـــراً أَمْ هَـــــادِمَ الأَوْثـــانِ؟

كُلُّ الَّذي أَدْرِيـهِ أَنَّ تَـجَـرُّعـي  *  كَـــأْسَ الْمَــذَلّــَةِ لَيْـــسَ في إِمْكاني

لَوْ لَـمْ أَكُـنْ في ثـَوْرَتي مُتَطَلِّبـاً  *  غَـــيْــرَ الضِّياءِ لأُمَّـــتي لَــكَــفاني

أَهْوَى الْـحَياةَ كَريمَةً .. لا قَيْدَ  *  لا إِرْهـــابَ لا اْسْتِـــخْــفافَ بِالإنْسانِ

فَإذا سَقَـطْتُ سَقَطْتُ أَحْمِلُ عِزَّتي  *  يَغْــلي دَمُ الأَحْــرارِ فــي شِــريــاني

أحمد مطر

التعليقات مغلقة.

Exit mobile version