يسرّ معهد الهوڤار نشر الترجمة العربية لرائعة علي الحمامي: “إدريس، رواية شمال أفريقية”، التي كتبها المؤلف باللغة الفرنسية في بداية أربعينيات القرن الماضي، وقام بتعريبها محمد الناصر النفزاوي وهو يستحق جزيل الشكر على مبادرته ويستأهل التهنئة على جودة الترجمة.

إدريس، رواية شمال أفريقية

كتاب الأخ المجاهد علي الحمامي المغربي (نسبة إلى بلاد المغرب) يكشف – ولو أنه محرر في شكل رواية – عن الكثير من أباطيل سياسة فرنسا الطائشة في المغرب. وعسى أن يترجم هذا الكتاب المحرر باللغة الفرنسية إلى اللغة العربية حتى يدرك أبناء عمومتنا في الشرق العربي ما هو جار هناك. كما أن هذا الكتاب لا يخفي بعض الأخطاء التي كانت سائدة في المغرب قبل الاحتلال والتي كانت من البواعث الأكيدة على سقوطه في قبضة الاستعمار. فالبلاد المغربية التي لعبت دورها الكبير في تكوين الحضارة العربية والتي تفتخر دائما بأنها قدمت للمدنية الإنسانية رجالا كابن خلدون وابن بطوطة وابن تومرت وابن رشد سوف لا تدخر وسعا في إعادة مكانتها المفقودة بعد استرجاع حريتها واستقلالها المسلوبين كما هو شأن كافة الأمم قبلت فرنسا ذلك أم أبت. (الأمير محمد بن عبد الكريم الخطابي)

المؤلّف

لا يوجد إجماع حول نسبة علي الحمامي. وعلى العكس من ذلك يتفق الجميع على أنه ولد في تيهرت في الجزائر سنة 1902 وشارك في الحرب الريفية لينتقل عند نهايتها إلى البلدان التالية: فرنسا (1926-1928) والاتحاد السوفييتي (1928-1930) وسويسرا وألمانيا (1930-1932) والمملكة العربية السعودية (1933) وبغداد (1933-1947) التي عيّنه الأمير فيصل فيها مدرسا للتاريخ الإسلامي وأخيرا القاهرة (1947-1949) التي ارتحل إليها عندما بلغة لجوء محمد بن عبد الكريم الخطابي السياسي إليها. وفترة الإقامة في بغداد هي الفترة التي ألّف فيها بين 1941-1942 رائعته “إدريس: رواية شمال أفريقية” في اللغة الفرنسية التي هي ضرب من الرواية التاريخية الفلسفية التي لا تقتصر على بيان مثالب استعمار الغرب شمال أفريقيا قديما وحديثا ولكنها تعرض كذلك فلسفة شاملة للتاريخ يقتضي فهمها أكثر من ثقافة متوسطة. ولقد مات الحمامي صحبة التونسي الحبيب ثامر والمغربي الأقصوي أمحمد أحمد بن عبود وآخرين في 12 ديسمبر 1949 في حادثة طائرة في سماء باكستان بعد أن مثلوا بلاد المغرب في أول مؤتمر إسلامي انعقد في هذا البلد الآسيوي المستقل حديثا. (الهوڤار)

المعرّب

محمد الناصر النفزاوي أستاذ جامعي تونسي، من مواليد سنة 1948 بمنزل بورقيبة من ولاية بنزرت. زاول العمل الصحفي بمجلات و جرائد متعدّدة. شغل إلى نهاية سنة 2008 وظيفة أستاذ تعليم عال يدرّس الحضارة العربية الحديثة والمعاصرة بالجامعة التونسية. وهو من المهتمين بالبحوث والدراسات حول المغرب العربي. صدر له العديد من الكتب منها: المتشابهون (رواية)، سوريا 1987 ― محمد كرد علي: المثقف و قضية الولاء السياسي، تونس 1993 ― فارس و بيزنطة و الجزيرة العربية من القرن الثالث إلى القرن السابع، تونس 1996 ― الدولة والمجتمع، من محنة ابن رشد إلى خصومة محمد عبده فرح أنطون، تونس 2000 ― التيّارات الفكريّة السياسية في السلطنة العثمانية (1839-1918)، تونس 2001.

إدريس، رواية شمال أفريقية
تأليف علي الحمامي
تعريب محمد الناصر النفزاوي
صورة الغلاف: جزء من خريطة للجغرافي محمد الشريف الإدريسي (1099-1160)
2011 معهد الهوڤار
www.hoggar.org
ردمك: ISBN 2-940130-24-8

النسخة الفرنسية
Idris : roman nord-africain
Ali El-Hammami (1902-1949)
SNED, Alger 1976

يمكنكم تنزيل الكتاب من قسم “منشزراتنا Nos publications”

تعليقان

  1. غير معروف بتاريخ

    Un roman maghrebin
    Idriss du grand El Hammami est le premier et le plus beau roman maghrebin. Je l’ai lu lorsque j’étais adolescent, et je l’ai relu plusieurs fois. C’est ce roman qui a forgé ma maghrebinité, et c’est à travers cet ouvrage que j’ai compris la vraie portée de la politique berberiste de la Fra,ce coloniale, à travaers l’affaire du Dahir berbere et l’affaire de Mekla. Bravo et felicitations.

    • غير معروف بتاريخ

      رواية ادريس .لعلي الحمامي
      أنا في حقيقتي لم أتصور أن الجزائري كان يفكر بنفس تفكيرنا اليوم ، ويدعوا صراحة الى التميز عبر قومية مغاربية أسوة بما وقع عند الفرس الإيرانيين ، والترك ، والعرب ، بعد انسلاخهم عن الخلافة العثمانية .
      رواية ( ادريس ) صيحة أصيلة كانت مغيبة لأزيد من نصف قرن ، وهي كتبت أصلا بالفرنسية لكنها مغاربية التوجه ، وهو ما يظهر بأن قومية اللغة لا تحجب قومية الأوطان .
      تشكراتنا للنفزاوي محمد ناصر على مجهوده في ترجمه الرائعة ، وشكرا لموقع الهقار على مده لنا برابط التحميل .

Exit mobile version